من أنت ؟
إذا لك حاجة عند الناس فكن كما يريدون الناس على نهج عصرهم تخدمهم وتترقى في طاعتهم وتلين لهم وتدافع عنهم حتى يقربوك فتكون واحدً من أعزقريب عندهم فأما تكون منهم على منهاجهم وشريعتهم فيرفعوك أو يذلوك أو يقتلوك بظلمهم أو تنقلب عليهم فتظلمهم بظلمهم أو يظلموك فينزلوك من عز ظلمهم ويطردوك فتكون مطارد بحكمهم فيسجنوك ويحكمون عليك بحكمهم فتكون فيما تكون فيه من خذلان فأما تموت بغيضك أو يقتلوك ذالكم هم الناس فيما بينهم فأما يعزوك بمصالحهم لكي تكون لهم دون غيرهم من الناس أو يفضحوك بكيدهم فيعجزوك بمكرهم .
إذا لم تكن لك حاجة عند الناس وقد مليتهم وأيقنت يقينا بأن لاخير فيما يفخرون به ويفتخرون وقد علمت قصرعمرك وقرب أجلك وقد دنا في دنيا فانية ولأخرة بمافيها تنتظرك وتيقنت بأن الناس يأخذون ولا يعطون فأنت بين أمرين أما أن تبتعد عنهم وتترهبن برهبانية خالصة لله فأما يصفى لك ربك أو يسلط عليك الشيطان فيغويك فتهوي بغوايتك .
الثالثة أن يكلفك الله بأمر فتنفذه رغم كل الناس جميعهم فلا تمتن عليهم ولا يتمننون عليك فلايكون لأحد على أحد منة ولاحاجة إلا المودة في الطاعة لله والمودة في القربى والحب في الله فيخفض كل منكم جناح الرحمة تتراحمون فيما بينكم وتقيمون العدل فلايظلم أحدكم الأخر ولا تستكثرون فتمنون بكثرتكم على المستضعف منكم وتذلون القوي منكم حتى يطيعكم وتجعلون نصيبكم الأعلى وتخفضون غيركم مترفعين على غيركم من الناس تمنون عليهم بفضلكم والفضل لله عليكم جميعا فيكون منكم الشيخ الداعية والقاضي وشيخ السلطة والمتسلط على الناس بأمركم كلهم يأتمرون بأمركم من دون الله متلبسين بالدين مترفهين مترفين مأتمرين بأمر بعضكم خوفا ورهبة رهبانيون بأمر الدين ذليلين خاشعين لبعضكم ويقولوا ذلك من عند الله والله يبرأ ورسوله والمؤمنون منكم فلا ظالم ولا مظلوم في حكم الله وأمره وقد حرم الظلم على نفسه وعليكم فلم تنتهون وظلمتم أيها الناس ولم تقدروا الله حق قدره فاعتديتم وتخطيتم حدود الله والله لايحب المعتدين ومكرتم والله يمكر بكم أتى امر الله فلا تستعجلوه .
أما الرابعة فتلك من شئون الرسل كونهم يأتون إلى أمة كافرة فيتحملون الأذى بأمر ربهم لأن من يدعون جاهلون قد كفروا بالله كفرًا بواح لذلك على الرسول البلاغ بلين جانب وأن لايكون فظاً غليض لأن فيهم الأكابر ولأشراف بعز ما يملكون من أصولهم وأجدادهم فلا يقبلون من يفرض عليهم طاعة لمن له منكرون بتعالي وهم لا يطيعون من يذلهم إلا بعد أن يلينون فتلين قلوبهم ولا ينفضون بعد الهداية من الله لهم فتكون قد بلغت رسالة ربك حسب ما أمرك ولا تكون من الظالمين فتذهب مغاضباً فيهديهم الله ربك وربهم ويسلط عليك بما عصيت ثم تتوب فيتوب عليك ربك فتكون أنت من يهديك ربك وقد هداهم قبلك فتعود إليهم فتجدهم مسلمون .