أضناه التعب ,وأعياه الجهد ,يترقب رمضان بفارغ الصبر,وهو يحاول في إقناع الطبيب السماح لهبالصوم . يهل الهلال ويدخل رمضان,وتبتهج النفوس ,ويتبادل الناس التهاني,كل شيءجديد الاالطبيب الذي لازال مصرا على موقفه. فيعيش هذا المريض رمضانوهو يحمل بينضلوعه أشواق وأشجان,وحنين إلى صيام رمضان الذي حيل بينهما بسب المرض. فيرى هذاوقد يبست شفته من الظمأ,ويرى ذاك بدأ عليه جهد الصوم,ويتفطر قلبه وهو يرى أمام عينهقوافل الصائمين فلا يجد حيلة ,ولا يجد طريقة للتعبير إلا عبرات تتفجر منمقله. اللهم اشف كل مريض وارفع مابه من ظر فأنت الشافي
المشهد الثاني
أم انشغلت كثيرا في تجهيزالطعام ,وفي أمور الطبخ,وفي رعاية الأسرة ,وفي متابعة صغارها.فهذا يبكي ,وثاني يصرخ ,وثالث لايميز بين الأشياء ويحتاج من يتابعه. احتارت في أمرها فأيام رمضان تتقطع ,ولياليه تتصرم،وهي تحس بالتقصيرفي عبادتها مع أنها في عبادة. بدأت العشر ,وبدأتالمنارات تهدر بالأصوات الجميلة العذبة الندية الصافية. فتحتار هذه الأم كيفتخرج ؟؟وكيف تترك صغارها؟؟ وبين مد وجزر تضع اللحاف عليهم وهي تبكي لفراقهموتخرج محتشمة وعليها اثر الإجهاد لكن هذا الإجهاد مضى حينما سمعت قول الله عز وجل (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لناخاشعين) وتقف بين يدي الله ,ولها أزيز مثل أزيز المرجل من خشيةالله. فاللهم تقبل من أخواتنا المسلمات,واجزيهن حيال مايقدمون لنا خيرالجزاء.
المشهد الثالث
يرى الناس من حوله يتصدقون, فهذا ينفق بغيرحساب,وذاك اشتغل في تفطير الصائمين ,فسفرته التي يباشرها بنفسه عليها مئاتالصائمين,ويرى الآخر يقدم للأرامل والأيتام والمساكين,يتأمل في هذه المناظر فيتقطعقلبه حسرة ,ويذوب قلبه كمدا لقلة الحيلة,ولضعف المورد .فينصرف واضعا السبابةوالوسطى على رموشه ليمسح مااستقر فيها من دموع (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولَّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزَناً ألا يجدوا ما ينفقون)
فاللهم اجعلنا أغنى خلقك بك,وأفقر عبادكإليك.
المشهدالرابع
في أواخر شعبان كانت على موعد مع القدر,فجعت فيفلذت كبدها جاءها الخبر كالصاعقة ابنك توفي في حادث مروري. اهتزت الأرض منتحتها,بكت,اعتصرت,تجلدت ,تصبرت,دخل رمضان وفي اول ليلة من لياليه ,حينما جلست معأفراد العائلة على وجبة الافطارتذكرت ثمرة فؤادها,تذكرت ابنها الحبيب,تذكرت وهويحلف عليها أن تأكل السمبوسة من يده ,وكانت محرجة من والده فاستسلمت وحققت رغبتهاوسط ضحك الجميع.. تذكرت هذا الموقف فحشرجت ,وكتمت انفاسها ,وسلت نفسها متظاهرة انها متعبة,لتذهب الى غرفته التي لم يدركها دخول رمضانالى تصريف باقيملابسه. لتخرج ثوبه وتشمه وقد امتلأ بالدموع. اللهم اربط على كل من فقد حبيبله واجمعه به في جنة عرضها السموات والارض.
المشهد الخامس
اللم اهدنا فيمن هديت,وعافنا فيمن عافيت . .
اللهم اعز الإسلام والمسلمين . .
اللهم اهدي ضال المسلمين . . ولا تائبا إلا قبلته. هذه لغة المآذن في شهررمضان. انظروا إلى مشاهدالناس وهم يبكون . إقرارا بالوحدانية لجوء إلىالله. طمع في الجنة. خوف من النار. ذنوب في الخفاء. مشاعر متناثرة فينفوس المصليين. عيون باكية ,وأيدي منتفضة. .(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيراتيإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) اللهم اعتقنا من النار اللهم اغفرذنوبنا اللهم بيننا وبينك ذنوب خفت على خلقك اللهم كما سترتها علينا في الدنيافاسترها علينا في الاخرة. اللهم واجعل هذا الشهر إعلانا لتوبتناياكريم.
المشهدالسادس
تخرج للسوق بعد أن من الله عليها بصيام يوم قرأتفيه القران وتصدقت تخرج باهلك للسوق فترى المناظر التي يذوب الفؤاد منها كمدافهذه تبرز مفاتنها بالعباءة المخصرة التي تحدد جسمها بل أحيانا ماخلف جسمها وأخرىمتعطرة وأخرى وضعت الكحل وبالغت في المسكرة لتكشف عيونها متنقبة متكسرة في المشيةوهذه تستعرض بالجوال............ ....!! فعظم الله أجرها في صومها؛وأعانها اذابلغت دعوة صادقة عليها فان دعوة المظلوم مستجابة :- ( ياايها النبي قل لا زواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أنيعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) .
المشهد السابع
قصيدة تحكي أحوال المسلمين غِبْ يا هلالْ
غِبْ يا هلالْ إنِّيأخاف عليك من قهر الرِّجالْ قِفْ من وراءالغيمِ لا تنشر ضياءَ ك فوْق أعناق التِّلالْ
غِبْ يا هلالْ إني لأخشى أنْ يُصيبَكَ - حين تلمحنا - الخَبَالْ أنا – يا هلالْ أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقتُ أسْرتنَا الكريمَةْ لي قصةٌ دمويَّةُ الأحداثِباكيةٌ أليمة
أنا – يا هلالْ أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ أنا مَنْ وُلِدْتُ وفي فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ شاهدتُيوماً عنْدَ منزِلِنا كتيبَهْ في يومِها كانَ الظلامُ مكدَّساً مِنْ حول قريتنا الحبيبةْ في يومِها ساقَ الجنودُ أبي وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ وتَجَمَّعَتْ تِلْك الذِئَابُ الغُبْرُ فْي طلبِ الفريسَهْ ورأيتُ جندِّياًيحاصر جسم والدتي بنظرته المُريبَهْ مازلتُ أسْمع – يا هلال – ما زلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي وهي تسْتجدي العروبَهْ ما زلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ صانتْ به الشرَفَ العظيمْ مسكينةٌأمِّي فقد ماتتْ وما عَلِمتْ بموْتتها العروبَهْ إنِّي لأَعجب يا هلالْ يترنَّحالمذياعُ من طربٍ ويَنْتعِشُ القدحْ وتهيج موسيقى المَرحْ والمطربون يردِّدون على مسامعنا ترانيم الفرَحْ وبرامج التلفازتعرضُ لوحةً للْتهنئَهْ ( عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ ) والطفلُ في لبنانَ يجهل مـنْشَأهْ وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ والّلاجئونَ يصارعوْن الأوْبئَهْ غِبْ يا هلالْ قالوْا : ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ عيدٌسعيدٌ ؟؟! والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةََ الثَّرى بدمِ الشَّهيدْ عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ هرمتْخُطانا يا هلالْ ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّابعيدْ
غِبْ يا هلالْ لا تأتِ بالعيد السعيدِ مع الأَنينْ أنالا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ أتظنُأنَّ العيدَ في حَلْوى وأثوابٍجديدَهْ ؟ أتظنُ أنّ العيد تَهنئةٌ تُسطَّر في جريدهْ
غِبْ ياهلالْ واطلعْ علينا حين يبتسمالزَّمَنْ وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ اطلعْ علينا حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ اطلع علينا بالشذى بالعز بالنصر المبينْ اطلع علينا بالتئام الشَّملِ بين المسلمينْ هذا هو العيد السعيدْ وسواهُ ليس لنابِعيدْ
غِبْ يا هلالْ حتى ترى راياتأمتنا ترفرفُ في شَمَمْ فهناكَ عيدٌ أيُّ عيدْ وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيد
اتمنى ان نأخذ العظة والعبرة من كل ماحدث في حياتنا
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك