عن أبي هُريرة رضي الله عنهُ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ : (( من خير معاش الناس رجلٌ ممسكٌ عنانَ فرسه في سبيل الله، يطيرُ على متنهِ، كلما سمع هيعة أو فزعة، طار عليه يبتغي القتل، أو الموت مظانه، أو رجلٌ في غُنيمةٍ في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن وادٍ من هذه الأودية، يُقيمُ الصلاة، ويؤتى الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيهُ اليقين، ليس من الناس إلا في خيرٍ)) رواه مسلم. يطير : أي يُسرع. ومتنهُ : أي ظهرُهُ. والهيعةُ : الصوتُ للحرب. والفزعة : نحوهُ . ومظانُّ الشيء : المواضع التي يظن وجوده فيها . والغُنيمة : -بضم الغين- تصغير الغنم . والشعفة : - بفتح الشين والعين – هي أعلى الجبل
الشـــــــــــــــــــــــــــ ـــرح
هذا الحديثفيه أيضاً دليل على أن العزلة خيرٌ فيكون الإنسان ممسكاً بعنان فرسه، يطير عليه كلما سمع هيعة، يعني أنه بعيد عن الناس يحمي ثغور المسلمين، مهتم بأمور الجهاد منعزل عن الناس لكنه على أتم استعداد للنفور والجهاد كلما سمع هيعة ركب فرسه فطار به، أي مشى مشياً مسرعاً. وكذلك من كان في مكان من الأودية والشعاب منعزلاً عن الناس، يعبد الله عزّ وجلّ، ليس من الناس إلا في خير، فهذا فيه خير. ولكننا ... أن قلنا: إن هذه النصوص تُحمل على ما إذا كان في الاختلاط فتنة وشر، وأما إذا لم يكن فيه فتنة وشر؛ فإن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم، خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك