إذا وصلت إلى الله وصلت إلى كل شيء
وإذا أحبك الله أحبك كل مخلوق ، وإذا أحبك الله
وفقك ، وأيدك ، ونصرك ، وألقى في قلبك الأمن
والأمن من الصفات التي تعز على معظم الناس
إذا أحبك الله وهبك الحكمة ، إذا أحبك الله منحك الرضا
إذا أحبك الله تولى حفظك ، إذا أحبك الله خدمك أعداؤك
وتحدثنا عن هذا كثيراً في لقاءات سابقة
والعكس فإذا وقع العبد في غضب الله وابتعد
عن محبته فقد هويته ، فقد أمنه ، فقد استقراره
شعر بالإحباط ، شعر بالضيق ، يتحرك حركة عشوائية
ليست هادفة ، فقد نعمة الأمن ، فقد نعمة التوفيق
فقد نعمة التأييد ، فقد نعمة النصر ،
فقد السعادة النفسية ، فقد الرضا ، عاش حياة
صاخبة لكنها في أعماق الإنسان حياة
ليست صاخبة ، ولكنها مأساوية
فلذلك :
(( ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني
وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء
وأنا أحب إليك من كل شيء ))
[تفسير ابن كثير]
يكفي أن الله سبحانه وتعالى يقول :
المعيشة الضنك تصيب أي معرض كائن من كان
ولو كان غنياً ، وقوياً تساءل بعض العلماء :
كيف تكون المعيشة الضنك للملوك الذين شردوا على الله ؟
وكيف تكون المعيشة الضنك لمن معهم أموال لا تفنى ؟
الجواب : ضيق القلب
الإنسان يسعد بقلبه ويشقى بقلبه :
الإنسان يسعد بقلبه ويشقى بقلبه قد يكون في بيت متواضع جداً
قد يكون في الغار كما كان النبي عليه الصلاة والسلام
وقد يكون في الكهف
وقد يكون في النار كسيدنا إبراهيم
وفي هذه الأماكن الصعبة كانوا في أسعد حالاتهم لأنهم مع ربهم
وقد يسكنوا في قصر منيف ، وفي بحبوحة خيالية
وفي قوة ما بعدها قوة وفي صحة تامة
ويقول أنا أشقى الناس
عليها بالسيوف الشعر الذي يصح في هذا المقام :
ليتك تحلو والحياة مـــريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامـر وبيني وبين العالم خــراب
إذا صحّ منك الوصل فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
* * *