بقلم أ. يحيى بن حسين الحربي الفيفي =========================
عندنا أتذكر تلك المقولة التي تقول لكل زمن دولته ورجاله أقول لاشك أنها لم تعد مقولة فحسب بل أصبحت تعد من الأمثال العربية التي تجعلك تختزل ربما مؤلفات في عبارة. فبلاشك أن زمننا هذا وعصرنا هذا تغير عن الماضي في جميع متطلباته من الإنسان والمكان والوسائل المعيشية، فظروف الحياة لم تعد تلك التي في الماضي فيجب أن نتعامل مع معطيات الزمن بما يقتضيه وقتنا وأن لا نعيش بالماضي في حاضرنا. وفي سياق موضوعنا هذا نتناول موقعاً إجتماعياً ومنصباً قيادياً في المجتمع ولم يعد ذلك المنصب رمزاً اجتماعياً فحسب بل أصبح يعد دليلاً للتقدم والرقي فبه يكون ذلك المجتمع أو لا يكون وكم من مجتمع تقدم بفضل ذلك الرجل الذي شغل ذلك المنصب وكم مجتمع يقبع في مؤخرة العالم كذلك بسبب من يشغل ذلك المنصب فهكذا هو الراعي وكذلك هي الرعية. موضوعنا يتحدث عن ذلك المنصب القبلي وهو منصب (الشيخ)ذلك المنصب الذي لا يقل أهمية في الحاضر عن الماضي بل أصبح محيط مهمته يتسع يوماً بعد يوم فإن كانت مهمته في العقود الماضية بنسبة كبيرة تتمحور داخل قبيلته عطفاً على الإصلاحات القبيلية في حال الخلافات مع القبائل المجاورة وبعض الإرتباطات البسيطة مع بعض أجهزة الدولة كأحوال مدنية أو ضمان إجتماعي ، فلو نظرنا الى مهمة الشيخ قبل أربعين او خمسين سنة ومهمته اليوم لوجدنا الفرق الشاسع فقد كان الإعتماد على تولي ذلك المنصب هو ربما الإلمام بالأعراف القبلية وبالعادت والتقاليد او ربما ورث ذلك المنصب من ضمن التركات التي خلفها والده . بينما أصبحت العادت والتقاليد في هذا الزمن لم تعد لوحدها تسعف الشيخ عندما يحضر مجلس الاميرللمطالبة بحقوق قبيلته أو يكون الحديث عن مطالبات بحقوق وواجبات للمنطقة في حضرت من هم يحملون شهادت عليا في شتى التخصصات . إذن فالشيخ يعد قائداً ومسؤولاً عن مجموعة من الناس إن كان شيخ قبيلة أو شيخ شمل فكل حسب منصبه فمنهم من يكون مسؤولاً عن ما يفوق الخمسين الف نسمة ويعد المسؤول والقائد لهم امام الدولة ومنهم من يقود قبائل تتراوح قواهم ما بين الألفين الى المئة ألف او يزيدون، فهنا نقول لماذا لا يكون الشاغل لذلك المنصب حاصل على مؤهلات تؤهله لتولي ذلك المنصب عطفاً على حصوله على دورات قيادية تمزج بين القيادة وفن التعامل مع الآخرين . فالبعض من المشايخ لازال يقبع في الماضي ولا يستطيع أن يجاري عجلة الزمن ولا يستطيع الحوارمع أصحاب الشهادت والمؤهلات وهذه هي طبيعة الكون فالمتعلم يفوق بعلمه عن من لا علم له. ولا نقول العقل هنا له دوره فالجميع لهم عقول فهذا له عقل وذاك له عقل ولكن هذا يملك شهادة تعليمية وذاك لايعرف أبجديات الحروف ، بل كان الجميع في الماضي يملكون عقولاً فقط مسؤول وراع ورعية لم تكن هناك شهادات ولا مجالات تعليمية بل كان العقل والبديهة هما لغة الحوار الوحيدة فمن الطبيعي في زمننا هذا أن يتغلب من يحمل شهادة في الهندسة أو القانون او أي مجال على من لا يملك من العلم شيئاً. ففي الماضي لم تكن هناك شهادات تخلق الفرق بين هذا وذاك كما هو عصرنا هذا ، فقد أصبحت الشهادات التعليميه هي من تنزل الناس منازلهم المستحقة وكما أن الشهادة أصبحت مطلب لمن يريد القيام بعمل فردي كوظيفة أو ماسواها فكيف من ولي أمر قبيلة قوامها في الآلاف ؟ وهنا ليس مسؤولاً عن تلكم الآلاف من الأنفس البشرية فحسب كما يعتقد البعض بل أصبح مسؤولاً عن منطقة كاملة أرضاً وإنساناً فهو بين المواطن وبين الدولة حلقة وصل فالمواطن يطالبه بحقوق وهو بدوره يطالب بحقوق من ولي أمرهم فمنصبه يستوجب عليه الدخول على المسؤولين وعلى أصحاب السمو وربما استدعى الأمر حضوره بين يدي خادم الحرمين الشرفين . إذن أليس من الواجب أن يتم أعادة النظر في الطريقة والآلية التي يتم بموجبها إختيار الشيخ من حيث المؤهلات العلمية ومن حيث حصوله على دورات تمكنه من مزاولة هذا المنصب أو حصوله مثلاً مسبقاً على شهادة علمية أو دورات تؤهله وتمكنه من تولي هذ المنصب وكذلك النظر في إمكانية إنتقال هذه الوظيفة مثلاً بعد أربع سنوات أو بقاءه حسب إنجازاته وحسب ما قدم لبلده أرضاً وإنساناً وإعادة هذه الوظيفة الى مجراها الرئيسي من حيث الخضوع لنظام الخدمة المدنية فمنهم من بلغ من العمر عتياً فلا يستطيع أن يقوم بواجبات نفسه عطفاً على خدمة الآخرين وكذلك لا يجد في نفسه القدرة على التنقل بين الجهات الرسمية والحل والترحال ومنهم من يبقى لسنة او سنتين يعاني الأمراض ويبقى طريح الفراش وفي داخل قبيلته مصالح تنتظر تماثله للشفاء او موته وإختيار شيخاً من دون أي مقاييس يستند اليها سوى ميولات شخصية . ومن المؤكد أن مادخل العلم في شي إلا زانه فشيخ متعلم وحاصل على شهادات علمية تجعله ينال منصبه القيادي عن جداره ويعد أصلح للوطن وللمواطن وأجلب للفائدة وأعم ، وبعلمه يستطيع الموازنة بين حقوق الرعية وما يستحقونه وبين البلوغ الى من ولاه منصبه هذا ونقل حاجة أفراد قبيلته والحديث بلسان يثبت حاجته بناء على لوائح وانظمة يجيد الحديث عنها بفضل علمه وشهادته. وماضياع الحقوق إلا دليل الى الحاجة الى التغيير والى إستبدال الفكر القديم بالفكر الحديث .
وهنا أخيراً نتناول قضية هامة وهي مسمى وظيفة الشيخ فهناك يقول البعض منصب الشيخ ليس وظيفة ويتداول البعض أنه لا يتقاضى عليها راتب شهري ويقول البعض أنه ياخذ مبلغ زهيد فمنهم من ياخذ 250 ومنهم من يصل الى 50 ريال . فهنا بدت نقطة الضعف وتبين لنا مكمن الخلل ، أقول وإن كان ليس من صميم موضوعي هذا ولكن ناخذ هذه الأسطر على عجالة حتى لا يتشتت ويتشعب الموضوع الى غير ما بدأناه من أجله . لا شك أن الدولة اولت المواطن جل اهتمامها ولا يوجد إنسان في هذه البلد جعلته الدوله يعمل بالمجان! فكيف من ولته أمر عدد من الناس كما أسلفت لا يقل عددهم عن 2000 وقد يزيد عند البعض على 100000شخص وكما ذكرت صحيفة محلية في تقرير لها عن مشايخ قرى جيزان وأنهم يتقاضون رواتب ضئيلة قد تصل الى 47ريال وهي على هذا الوضع منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك الراحل عبدالعزيز الذي وحد هذه البلاد ، لو نظرنا الى مبلغ 47 ريال في ذلك العهد لوجدنا انه مبلغ لم يكن يتقاضاه سوى المناصب العليا في البلاد فهل اتى نظام يقول بأن يلغى راتب الشيخ ويبقى يعمل من دون راتب أو مقابل بالطبع لا بل لازال يقوم بعمل يستحق بموجبه أن يتقاضى راتباً يليق بمكانة قيادته لقرابة 100000 نسمة وهوكذلك يحمل ختماً يحمل إسم وزارة الداخلية بمعنى انه منصب رسمي ليس عرفياً ولو نظرنا الى مهمته لوجدناها مهمة تتجاوز مهمة العمدة فالعمده مسؤول عن حي أو عن حارة ويتقاضى مبلغ مالي كمرتب شهري .! إذن كيف ضاعت حقوق مشايخ عفواً فأنا هنا أرى أنه من الواجب إحالة من ليس مؤهلين لهذا المنصب الى التقاعد ويكون الفيصل والمعيار في ترشيح من يحل مكانهم هي المؤهلات بعد أن تقوم الجهات ذات العلاقة بتحديد ماهي المؤهلات .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
نعم اخي يحيى الفيفي ماقلته هو عين العقل وما اراه في زمننا هذا يختلف اختلافاً كلاياً عن زمن ابائنا واجدادنا قكان هناك من مشايخ يسعون على ان يخدم من كان تحت ادارته في قريتة وكلمته مسموعه حتى لوكان من غير اي مستوى تعليمى محبوباً من الجميع من افراد قبيلته اومن قبائل اخرى وله كلمته المسموعه عند المسئولين اما بالنسبه لمشيايخ هذا الزمن فهم لا يصلون ماوصلو اليه القداما بكل معاني منصب الشيخه
فهم ينظرون الى المنصب فقط ولا ينظرون الى رعيتهم التى هم مسئولين عنها امام الله ثم اما ولات لأمر فأذا كان الشيخ لا يراعي من هو يصلي اليه بلكلام ولا ينظر اليه ولا يعبره بحسب كبريائه وعظمته بمكانة انه شيخ اجل لماذا انت شيخ قبيله هل انت مجرد اسم على ختم تحمله لهذا المنصب لا يااخي من تواضع لله رفعه ولا كن نعم اخي يحيى الفيفي الجهل يعمل له ابواب شتاء ولو ان بعض الجهلاء لديهم اسلوب في مقابلة االناس واحترام مشاعر الأاخرين فمشايخنا هداهم الله اذا لك عنده شي او تريد منه شي لايقابلك بالتفائل وانما يقابلك بوجه عبوس وكئنك تبي تطلب منه شي يعجزه فيأخذ منك مطلوبك ويقول لك ارجع غداً وكئنه لا يعرفك لا والله بل انه لا يعرف قرائة الموضوع الذي جئت من اجله لأنه يحمل شهادة ابتدائيه ولم يكملها الى بمحو الأميه الى ان وصل الصف السادس وفيه وفيه اشياء لا نريد ذكرها ومن ناحية المطالبات لقراهم صحيح هم يطالبو ولا احد من القريه يدري بان هذا الشيخ يطالب في موضوع معين بمعنى انه لا يفهم من هم في قريته بالشي الذي سوف يطالب فيه لهذه القريه لماذا لئنه اذا كان الشي لمصلحته فهو اول من ياخذه ومن ثم البطانه وهم الاعيان يعني اذا اكتفى بالشي قال لهم فيه كذا وكذا ادركوه لا يعلمون اهل القريه الى بعد حدوثه عندهم لماذا ؟؟؟
ولماذا شيخ القريه لا يجتمع بأهالي قريتة في الشهر او الشهرين مره واحده ويستمع الى مايريدونه ويقول لهم مايسعى وراه في الدواير الحكومي لماذا لا يعمل كل شيخ هذا الكلام او هذا الأجتماع (قال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام //كلكم راعاً وكلاً مسئول عن رعيتة فلماذا لا يطبقون كلام المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام يااخي يحيى الفيفي مشايخنا لا يرتجى منهم سوا العزيمه الفلانيه اين هي او فيه غداء عند المحافظ او عشاء عند رئيس المركز واما مصالح القراء فهي حدث ولا حرج
اخي يحيى الفيفي انا معك ومع اخي ابو رامز فيما ذكرتموه من ناحية المشايخ من جميع النواحي فيا ريت ان يضعو ولات الامر حلاً لهذه الضاهره
يااخوان الشيخ لابد ان يتحلى بروح عاليه اخلق مع الجميع وليس لهذا دون ذاك وشخصيه مرحه يحب الاجتماع مع اهل قريته وقلب طيب مع الصغير والكبير ونفس عميق يصبر على متطلبات اهل قريته وان ينظر للصغير ويعطف عليه وينظر للكبير ويحترمه من باب كبر سنه فنحن هذا الشي لايفعلونه مشايخ قرانا هذا الشي يهز شخصيته وكبريائه واما بالنسبه للرواتب فيااخ يحيى بعض المشايخ يتقاضى الكثير من تختيم ورقه واحده
شكراً اخي يحيى الفيفي واخي ابو رامز
أشكر كم على ردودكم النيره التي اضافة لهذا المقال و اشكر أ / يحي الفيفي على تطرقه لموضوع مثل هذا يهدف لبناء المجتمع , و بإذن الله ستم قريبا التغيير من قبل وزارة الداخلية لـ عرفاء القبائل و الشيوخ كما هو الحال في اختيار عمد الاحياء , و وضع اقل شرط للمؤهل هو درجة البكالريوس و قد تم تطبيقه على العمد في بعض المناطق و قريبا سيتم تطبيقه على العرفاء و الشيوخ ، ، ، لكم تحياتي .