الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
إن موضوعنا اليوم حول العفة و التي هي من الأخلاق الحميدة التي حث الشرع عليها ورغب فيها ، لما لها من الآثار الحميدة و لما يترتب على من فقدها من الخلل العظيم في أقوال المسلم وأفعاله و أحواله ،والعفة خلق إيماني رفيع و زينة ، به يُحفظ الإيمان و الإستقامة ويُنال به رضى الله و يُعتصم من معاصيه و سخطه و يُحفظ الشباب و الصحة.
هي كف النفس عن المحارم وعما لا يجمل بالإنسان فعله.
و العفة مجالاتها كثيرة لا نستطيع عدها كاملة في هذا الموضوع، فنذكر بعضها :
1 - عفة الفرج
من أهم ما يتعفف عنه المسلم شهوة الفرج إذا كانت خارجة عن نطاق ما أحله الله عز وجل، لما يترتب على الإنقياد لهذه الشهوة من إفساد
للدين و الدنيا،وقد جاء في القرآن الكريم إشارة إلى هذه العفة في قوله تعالى : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ).
2 - عفة اللسان
وتكون بالبعد عن القدح في الأعراض بالسب و الشتم و القذف و تجنب الغيبه و النميمة و الفحش في القول , ومن عفة اللسان ترك الألفاظ النابية و الإبتعاد عن أحاديث المجون و الفجور، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ).
3 - العفة عن المسأله
حث الإسلام على العمل ورغب فيه ونهى عن السؤال وحذر منه ،فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : ( و الذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه )
ومما يبعث على العفة عما في أيدي الناس علم المرء بأن السؤال ذل في الدنيا.
و للعفة بعد ذلك مجلات أخرى منها :
أ - العفة عن التطلع الى ما لدى الآخرين من متاع الحياة الدنيا .
ب - عفة المراة المسلمة عن التبرج وعن الخضوع بالقول .
ت - العفة عن كل قول وعمل محرم أو لا يليق ولا يجمل بالمسلم .
1 - السلامة من الآثام الموجبة للعقوبات العاجلة و الآجلة .
2 - العفة من أسباب دخول الجنة فعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أهل الجنة ثلاثة ) وذكر منهم : ( وعفيف متعفف ذو عيال ).
4 - البعد عن إذلال النفس بسؤال الناس مما في أيديهم .
5- العفة باعثة على العمل و الكسب حتى يؤمّن الإنسان حاجاته ويسلم من الحاجة لغيره .
6 - العفة سبب لعون الله تعالى للمرئ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالمن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا و أوسع من الصبر).
و من أعظم أمثلة العفة هي عفة نبي الله يوسف عليه السلام
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
04-05-2013
