من أقوال العلماء

قال الشَّوكاني في ترجمته لعليّ بن قاسم حنش رحمهما الله:
ومِن محاسن كلامِه الذي سمِعتُه مِنه:
النَّاس على طَبَقَات ثَلَاث:
1⃣ *فالطبقة العالية*: العلمَاء الأكابر، وهم
يَعرِفون الحقَّ والباطل، وإن اخْتلفُوا، لم ينشأ عن اختلافهم الفتَن، لعلمِهم بما عند بعضهم بعضًا.
2⃣ *والطّبقة السّافلة*: عامَّة على الفِطرة،
لا ينفرون عن الحق، وهم أتباع مَن يقتدُون به، إن كان محِقًّا كانوا مثلَه، وإن كان مُبطِلًا كانوا كذلك.
3⃣ *والطَّبقة المتوسِّطة*: هي مَنشأ الشرِّ، وأصلُ الفِتَن النَّاشئةِ في الدِّين، وهم الّذِين لم يُمْعِنوا في العلم حتّى يرتقوا إلى رتبَة الطَّبقة الأولى، ولا تركوه حتَّى يكونوا مِن أهل الطَّبقة السَّافلة: فإنّهم إذا رَأَوْا أحدًا مِن أهل الطَّبقة العليا يقول ما لا يعرفونه ممَّا يُخالف عقائدَهم الّتي أوقعهم فيها القصُور، فَوَّقُوا إليه سِهَام التقريع، ونسبوه إلى كلِّ قَولٍ شنيع، وغيَّروا فِطَرَ أهل الطَّبقة السُّفلى عن قبول الحقّ بتمويهاتٍ باطلة، فعند ذلك تقوم الفِتَن الدِّينيَّة على سَاق!

البَدر الطَّالِع (473/1)

لا تتبع رخص العلماء ؟

قال الإمام الذهبي : رحمه الله تعالى
" دخل إسماعيل القاضي على المعتضد العباسي ، فدفع إليه المعتضد كتابا فنظر فيه فإذا مؤلفه قد جمع فيه الرخص من زلل العلماء
فقال القاضي : مصنف هذا الكتاب زنديق
فقال المعتضد : ألم تصح هذه الأحاديث
فقال القاضي : بلى ؛ ولكن من أباح المتعة لم يبح الغناء ، ومن أباح المسكر لم يبح المتعة ، وما من عالم إلا وله زلة ،
ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه , فأمر المعتضد بالكتاب فأحرق ...!!

سير أعلام النبلاء ( 13/ 465)

قال العلَّامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي:

ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي ﷺ يدعو به:

*« اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر ».*

وكذلك قوله : *« اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت »*.

فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحًا وسرورا.

[ الوسائل المفيدة للحياة السعيدة (23)]‏

قالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى - :

*الذَّنبُ الَّذِي يَضُرُّ صَاحِبَهُ هُوَ : مَا لَم يَحصُل مِنهُ تَوبَةٌ ، فَأمَّا مَا حَصَلَ مِنهُ تَوبَةٌ فَقَد يَكُونُ صَاحِبُهُ بَعدَ التَّوبَةِ أفضَلَ مِنهُ قَبلَ الخَطِيئَةِ ، ولَو كَانَت التَّوبَةُ مِن الكُفرِ والكَبَائِرِ ؛ فَإنَّ السَّابِقِينَ الأوَّلِينَ مِن المُهَاجِرِينَ والأنصَارِ هُم خِيَارُ الخَلِيقَةِ بَعدَ الأنبِيَاءِ ، وإنَّمَا صَارُوا كَذَلِكَ بِتَوبَتِهِم مِمَّا كَانُوا عَلَيهِ مِن الكُفرِ والذُّنُوبِ ، ولَم يَكُن مَا تَقَدَّمَ قَبلَ التَّوبَةِ نَقصًا ولا عَيبًا ، بلْ لِمَا تَابُوا مِنْ ذَلِكَ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، كَانُوا أَعْظَمَ إيمَانًا وَأَقْوَى عِبَادَة وَطَاعَة مِمَّنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ .*

〖 مجموع الفتاوى - ابن تيمية 〗

❌ *خطأٌ يتكرر مع كل وفاةٍ لكافرٍ مشهور أو كافرة مشهورة ...*

نقول لكل من يترحم على من مات كافرا:

اعلم أن ﷲ عز وجل هو الذي يهدي القلوب ويشرح الصدور للإسلام وليس ذلك لأحدٍ سواه، *فلا مكان للعواطف*، وتأمل حال عم النبي ﷺ أبي طالب الذي ناصره، وحماه من المشركين، ودافع عنه، لكنه مات مشركا، وهو بلاشك أحق بالرحمة والشفقة عليه من كثيرٍ من ملاحدة وكفار زماننا الذين يُترحم عليهم، وقد حزن النبي ﷺ عليه، فنزل قوله تعالى: ﴿ *إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء* ﴾ [القصص:56]

إن ﷲ عز وجل الرحيم الحليم هو الذي وصف رحمته وبين أنها لا تشمل من مات على الكفر فليست هذه الحدود متروكةً لهوى أحد واختياره فقال في كتابه: ﴿ *إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء* ﴾ [النساء:48]

وهو الذي أخبرنا في كتابه أن من مات كافرا فإن الجنة عليه حرام ومأواه النار، فقال تعالى: ﴿ *إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار* ﴾ [المائدة: 72]

وهو سبحانه وتعالى الذي منع من الاستغفار والترحم على من مات على الكفر فقال تعالى: ﴿ *ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم* ﴾ [التوبة: 113]

فحريٌّ بالمسلمِ أن يكون وقّافاً عند كتاب ﷲ لا يتجاوزه ولا يتعداه *بدافع عاطفةٍ أو هوىً أو استحسان عقلٍ*، ونحو ذلك.

[ *الـرّزّاقُ* ] : لجميع عباده ؛ فما من دابة في الأرض إلا على *الـلّٰـهِ* رزقُـها .
و رزقه لعباده نوعان :
1- رزق عام : شمل البر و الفاجر ، و الأولين و الآخرين ، و هو رزق الأبدان .
2- و رزق خاص : و هو رزق القلوب ، و تغذيتها بالعلم و الإيمان .
و الرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ، و هذا خاص بالمؤمنين ، على مراتبهم منه ، بحسب ما تقتضيه حكمته و رحمته .

-----
📗 المصدر : تفسير السعدي

كان رجل في زمن الحسن البصري معتزل النّاس، فسأله الحسن عن حاله، فَقَالَ: إني أُصبح بين نعمة وذنب فأُحدث للنعمة حمداً، وللذنب استغفارا، فأنا مشغولٌ بذلك.
فقال الحسن:
*الزم ما أنت عليه، فأنت عندي أفقه من الحسن* .

------
📚 المصدر : مجموع رسائل ابن رجب 522/2

قال الإمام ابنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ تعالى - :

‏وَمِنَ الْمَكْرُوهِ عِنْدَهُمُ - أي : السلف - النَّوْمُ بَيْنَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ ، فَإِنَّهُ وَقْتُ غَنِيمَةٍ ، وَلِلسَّيْرِ ذَلِكَ الْوَقْتَ عِنْدَ السَّالِكِينَ مَزِيَّةٌ عَظِيمَةٌ ، حَتَّى لَوْ سَارُوا طُولَ لَيْلِهِمْ لَمْ يَسْمَحُوا بِالْقُعُودِ عَنِ السَّيْرِ ذَلِكَ الْوَقْتَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ النَّهَارِ وَمِفْتَاحُهُ ، وَوَقْتُ نُزُولِ الْأَرْزَاقِ ، وَحُصُولِ الْقَسْمِ ، وَحُلُولِ الْبَرَكَةِ ، وَمِنْهُ يَنْشَأُ النَّهَارُ ، وَيَنْسَحِبُ حُكْمُ جَمِيعِهِ عَلَى حُكْمِ تِلْكَ الْحِصَّةِ ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ نَوْمُهَا كَنَوْمِ الْمُضْطَرِّ .

〖 مَدارِجِ السَّالِكِين - ابنُ القَيِّمِ 〗‏صباح الخير

من جوامع كلم النبي صلى الله عليه و سلم في الوصايا.

قال بن حزم رحمه الله تعالى :
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي استوصاه: « لا تغضب »،
وأمره عليه الصلاة والسلام: « أن يحب المرء لغيره ما يحب لنفسه»، جامعان لكل فضيلة، لأن في نهيه عن الغضب ردعَ النفس ذات القوة الغضبيه عن هواها، وفي أمره صلى الله عليه وسلم أن يحب المرء لغيره ما يحب لنفسه ردع النفس عن القوة الشهوانيه، وجمع لازمُه العدل الذي هو فائدة النطق الموضوع في النفس الجامدة.

مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق (ص13)‏صباح الخير

🌴 كانَ خُلفاءُ الرُّسلِ وَأَتباعُهم مِن أُمراءِ العَدلِ وقُضاتِهم لَا يدعونَ إِلَى تعظيمِ نفوسهم البتَّةَ؛
👈🏼 *بل إِلَى تعظيمِ الله وحدَهُ و إفرادهِ بالعُبوديه و الإلهيةِ ،*
ومنهم من كانَ لا يُريدُ الولايةَ إلَّا للاستعانةِ بها عَلَى الدعوة إِلَى الله وحدهُ.
وكان بعضُ الصالحينَ يتولى القضاء ويقولُ :* أنا أتولاهُ لِأَستعينَ بهِ عَلَى الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنُكر .

--------
📚 المصدر : مجموع رسائل ابن رجب 77/1 .