مدارس التأويل القديمة والحديثة
وهي المدارس التي لها اتجاه معين في استنباط الأحكام من نصوص الشريعة، وسيكون الحديث عنها بشكل مجمل، وهي اتجاهات ظهرت في العصور الأولى وتجددت في هذا العصر تحت مسميات عديدة، ويمثل هذه المدارس ثلاثة اتجاهات كالآتي:
البند الأول: أصحاب التفريط: ويمثل هذا الاتجاه أهل الظاهر ومجددوا الظاهرية في هذا العصر، وهم أهل المدرسة النصية الحرفية، الذين يقفون عند ظواهر النصوص، دون عناء في استنباط والبحث عن مقصوده، فهم نفاة المقاصد المنكرون لتعليل الأحكام، فهم يتكلفون في تطبيق أحكام شرعت في أزمان معينة، وبهذا نفوا عن الشريعة صلاحيتها لكل زمان ومكان( ). فلا تأويل عندهم للنصوص ولا اجتهاد مع ظاهر النص، فالنصوص عندهم كلها مفسرة ومحكمة.
البند الثاني: أصحاب الإفراط: وهي الفئة الثانية في مقابل الفئة الأولى، وهم أهل الباطن الذين يتوسعون في تفسير النصوص وتأويلها، وهم الذين أثبتوا التغير لكل الأحكام الشرعية، متهمين نصوص الشريعة بالتاريخية والرجعية، والقصور عن حل المشاكل التي لم تكن في عصر الوحي، فهم الموغلون في المقاصد، المغلبون لحكم العقل على الوحي، وهي الفئة التي أتت بأصول جديدة للفهم، وتاريخية الفكر الإسلامي واستحالة التأصيل، ودعت إلى تجديد الفكر والفقه، وأتت على الأصول فحاولت تجديدها، وحاولت تجديد لغة القرآن وتفسيره ومقاصد الشارع، فهي الفئة التي أولت كل نص ولو كان محكما( ).
البند الثالث: أصحاب الاعتدال: وهم جمهور العلماء من غير الباطنية والظاهرية، وهي الفئة المفسرة للنصوص في اعتدال وتوسط، فلا إفراط في تحكيم العقل والمقاصد، ولا تفريط في ذلك، وهي الفئة المحافظة على أصول الشريعة وكلياتها الثابتة من التغير، والمثبتة لصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان( ).
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك