عدد الضغطات : 9,176عدد الضغطات : 6,682عدد الضغطات : 6,399عدد الضغطات : 5,611
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ذات مساء مساحه خاصه لكم (آخر رد :السموه)       :: ...بم‘ـــآآآذآ تفــكــــر الآن ... (آخر رد :السموه)       :: مؤلم ... (آخر رد :محمد الجابر)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :محمد الجابر)       :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 23-04-2023   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
﴿ وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ... ﴾



﴾, ﴿, جَاءهُمْ, رَسُولٌ..., وَأَمَّا

﴾, ﴿, جَاءهُمْ, رَسُولٌ..., وَأَمَّا

﴿ وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ...

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [البقرة: 101- 103].

﴿ وَلَمَّا التعبير بـ ﴿ لمَّا دليل على أنهم كانوا يتوقعون مجيئه، وقد كانوا يتوقعون ذلك ويعرفونه، ويستفتحون على الذين كفروا، ﴿ جَاءَهُمْ ﴾؛ أي: بني إسرائيل ﴿ رَسُولٌ محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والتنكير للتعظيم؛ أي: رسول بالغ أقصى درجات الفضل، وقد اختاره الله تعالى ﴿ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تفخيمًا لشأنه؛ إذ الرسول على قدر المرسل.

﴿ مُصَدِّقٌ وتصديقه أنه خلق على الوصف الذي ذكر في التوراة وبشَّرت به، أو تصديقه على قواعد التوحيد وأصول الدين وأخبار الأمم والمواعظ والحكم، أو تصديقه: إخباره بأن الذي معهم هو كلام الله، وأنه المنزل على موسى، أو تصديقه: إظهار ما سألوا عنه من غوامض التوراة، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف: 157].

﴿ لِمَا مَعَهُمْ التوراة ﴿ نَبَذَ النبذ والطرح والإلقاء متقاربة؛ لكن النبذ أكثر ما يُقال فيما يئس، والطرح أكثر ما يقال في المبسوط وما يجري مجراه، والإلقاء فيما يعتبر فيه ملاقاة بين شيئين.

والمعنى: اطِّراح أحكامه، أو اطِّراح ما فيه من صفة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ الكُفْر ببعض كفر بالجميع ﴿ فَرِيقٌ جماعة، وبيَّن في موضع آخر أن هؤلاء الذين لم يؤمنوا بالكتاب هم الأكثر، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران: 110].

﴿ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ عبَّر الله تعالى بالذين أوتوا الكتاب توبيخًا لهم، وتنديدًا بفعلهم، فإنهم كانوا جديرين بأن يكونوا أول من يأخذ بالكتاب لَا أن ينبذوه ويجعلوه وراء ظهورهم ودبر آذانهم.

﴿ كِتَابَ اللَّهِ التوراة، أو القرآن، وهو الراجح؛ لأنه هو الذي جاء به الرسول الكريم، الذي جاء به مصدِّقًا لما معهم، وأضاف الكتاب إلى الله تعظيمًا له، كما أضاف الرسول إليه بالوصف السابق، فصار ذلك غاية في ذَمِّهم؛ إذ جاءهم من عند الله بكتابه المُصدِّق لكتابهم.

﴿ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وهذا مثل يضرب لمن أعرض عن الشيء جملة، وقالت العرب ذلك؛ لأن ما جعل وراء الظهر فلا يمكن النظر إليه، فهذا النبذ الذي كان منهم لا يُرْجى بعده قبول، ومثله: ﴿ قَالَ يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا [هود: 92].

﴿ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ تشبيه لمن يعلم بمن يجهل؛ لأن الجاهل بالشيء لا يحفل به ولا يعتد به؛ لأنه لا شعور له بما فيه من المنفعة.

وعن سفيان: أدرجوه في الديباج والحرير، وحلوه بالذهب، ولم يُحِلُّوا حلالَه، ولم يُحرِّمُوا حرامه [وعلى قول سفيان، فالكتاب هو التوراة].

﴿ وَاتَّبَعُواْ ﴾؛ أي: اقتدوا به إمامًا، أو فضَّلُوا؛ لأن مَنِ اتَّبَع شيئًا فَضَّلَه، وهو إخبار عن حال اليهود في اتِّباعهم ما لا ينبغي أن يتبع من السحر زمن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأسلافهم أيضًا فشا فيهم السحر، فأمر السحر لم يزل في اليهود قديمًا وحديثًا، وفيه أن من ترك الحقَّ ابْتُلي باتِّباع الباطل.

﴿ مَا تَتْلُواْ وهو مضارع في معنى الماضي؛ أي: ما تلت، أو ما كانت تتلو من السحر ﴿ الشَّيَاطِينُ شياطين الجن ﴿ عَلَى مُلْكِ ﴾؛ لأن الله جمع له بين النبوَّة والمُلْك؛ بل وهَبَه مُلْكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده ﴿ سُلَيْمَانَ على عهده، وفي زمانه، أو على ما تفتريه عن تثبيت ملك سليمان في زعمهم.

وتدور أكثر أقوال المفسرين على أن الذي تَلَتْه الشياطينُ على مُلْك سليمان هو بعض أنواع من السحر والشعوذة ابْتَدَعَها الشياطين، ونسبوها إلى سليمان عليه السلام، وزعموا أنه كان يُسخِّر بها الجِنَّ.

وفي الطبري بإسناد حسن لابن عباس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- قال: كان الذي أصاب سليمان بن داود، في سبب أناس من أهل امرأة يقال لها جرادة، وكانت من أكرم نسائه عليه، قال: فكان هوى سليمان أن يكون الحق لأهل الجرادة فيقضي لهم، فعُوقِب حين لم يكن هواه فيهم واحدًا، قال: وكان سليمان بن داود إذا أراد أن يدخل الخلاء، أو يأتي شيئًا من نسائه، أعطى الجرادة خاتمه، فلمَّا أراد الله أن يبتلي سليمان بالذي ابتلاه به، أعطى الجرادة ذات يوم خاتمه، فجاء الشيطان في صورة سليمان، فقال لها: هاتي خاتمي! فأخذه فلبسه، فلما لبسه دانت له الشياطين والجن والإنس، قال: فجاءها سليمان، فقال: هاتي خاتمي! فقالت: كذبت، لست بسليمان! قال: فعرف سليمان أنه بلاء ابْتُلي به، قال: فانطلقت الشياطين، فكتبت في تلك الأيام كتبًا فيها سحر وكُفْر، ثم دفنوها تحت كرسي سليمان، ثم أخرجوها فقرأوها على الناس، وقالوا: إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكُتُب! قال: فبرئ الناس من سليمان وأكفروه، حتى بعث الله محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأنزل جل ثناؤه: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ يعني: الذي كتب الشياطين من السحر والكفر ﴿ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ﴾، فأنزل الله جَلَّ وعَزَّ وعذره.

وأخرج النسائي وابن أبي حاتم عن ابن عباس، قال: كان آصف كاتب سليمان، وكان يعلم الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرًا وكُفْرًا، وقالوا: هذا الذي كان سليمان يعمل به، فأكفره جُهَّال الناس وسبُّوه، ووقف علماؤهم فلم يزل جهَّالُهم يسبُّونه حتى أنزل الله على محمد ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ﴾.

﴿ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ الكُفْر: هو السِّحْر، فما كَفَر سليمانُ بادِّعائهم أنه استعان بالسحر على تثبيت مُلْكِه.

وهو تنزيه لسليمان عن الكُفْر؛ أي: ليس ما اختلقته الجن من نسبة ما تدعيه إلى سليمان تعاطاه سليمان؛ لأنه كُفْر، ومَنْ نَبَّأه الله تعالى مُنزَّه عن المعاصي الكبائر والصغائر، فضلًا عن الكُفْر.

﴿ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ كُفْرُهم إمَّا بتعليم السِّحْر، وإمَّا تعلمهم به ﴿ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وهو عُقَد ورُقى ينفث فيها الساحرُ، فيؤثر في بدن المسحور وعقله؛ وهو أنواع: منه ما يقتل؛ ومنه ما يمرض؛ ومنه ما يزيل العقل ويخدر الإنسان؛ ومنه ما يُغيِّر حواس المرء، بحيث يسمع ما لم يكن، أو يشاهد الساكن متحركًا، أو المتحرك ساكنًا؛ ومنه ما يجلب المودَّة؛ ومنه ما يُوجِب البغضاء؛ المُهِمُّ أن السِّحْر أنواع؛ وأهله يعرفون هذه الأنواع.

﴿ وَمَا أُنْزِلَ يعني: واتَّبَعُوا أيضًا ما أُنْزِل ﴿ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ بالعراق ﴿ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ السحر ليعلم على جهة التحذير منه، والنهي عنه.

وقيل: إن السَّحَرةَ كَثَرُوا في ذلك الزمان، وادَّعُوا النُّبوَّة، وتحدَّوا الناس بالسحر، فجاءا ليُعلِّما الناس السحر، فيتمكنوا من معارضة السحر، فيتبَّين كذبهم في دعواهم النبوَّة، أو لأن المعجزة والسحر ماهيتان مُتباينتان، ويعرض بينهما الالتباس.

﴿ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ ﴾؛ أي: ابتلاء واختبار ﴿ فَلَا تَكْفُرْ فلا تتعلَّم معتقدًا أنه الحق، ولا تستعمله فيما نهيت عنه فتكفر، وإنما علمناك هذا لتتخذ منه وقاية ولتحذره، فكانت طائفة تمتثل وأخرى تخالف ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا ولم يقل فيُعلِّمانهم؛ لأن المَلَكَينِ ما كانا بصدد تعليمه؛ بل كانا بصدد بيان زيفه ﴿ مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ امرأة الرجل ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ بقضاء الله، وفيه دليل على أن ما يتعلَّمون له تأثير وضرر؛ لكن ذلك لا يضُرُّ إلا بإذن الله؛ لأنه ربَّما أحدث الله عنده شيئًا، وربما لم يحدث.

﴿ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ لَا ينفع مُتَّخِذيه بأي صورة من صور النفع، وليس لعاقل أن يقوم بعمل مؤكد الضرر، ولا نفع فيه بأي صورة من النفع.

﴿ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ والجملة في معنى المجاز بتشبيه المشتري للسحر بتقديم نفسه العاقلة الطاهرة بحال من يشتري شيئًا تافهًا، ويدفع فيه شيئًا قيِّمًا ويبيع آخرته، فلا يكون له نصيب فيها.

﴿ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ نصيب، وليس هناك أحد ليس له نصيب في الآخرة إلا الكُفَّار؛ فالمؤمن مهما عذب فإن له نصيبًا من الآخرة، وهو دليل على كُفْر الساحر كفرًا مخرجًا عن المِلَّة، وهذا فيما إذا كان السحر عن طريق الشياطين؛ أما إذا كان عن طريق الأدوية والأعشاب، ونحوها ففيه خلاف بين العلماء.

واختلف العلماء -رحمهم الله- هل تُقبَل توبته، أو لا؟ والراجح أنها تُقبَل فيما بينه وبين الله عز وجل؛ أما قتله فيرجع فيه إلى القواعد الشرعية، وما يقتضيه اجتهاد الحاكم.

﴿ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ﴾؛ أي: باعوا أنفسهم، تأكيد الذم للسحر ﴿ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾؛ أي: نوع من العِلْم، فلا يُقدم على السحر مَنْ عِنْده ذَرَّةٌ من العِلْم.

﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بقلوبهم.. وهذا تمنيًا لإيمانهم، كأنه قيل: وليتهم آمنوا؛ وذلك لأنهم لَا إيمان عندهم بشيء، بل هم في اضطراب لَا قرار في قلوبهم بشيء، والإيمان إذعان للحقائق، وجعلها مستقرةً في القلوب مُصدِّقةً للحق، فالمعنى: لو ثبت أنهم آمنوا وأذعنوا وصدقوا بالحق واتقوا غضب الله تعالى وطلبوا رضاه، واتجهوا إلى السير في الطريق السوي؛ لكان ذلك خيرًا بدل الاعوجاج الذي اختاروه لأنفسهم، فساروا في طريق أعوج، لو فعلوا ذلك لكان لهم ثواب.

﴿ واتَّقَوْا بجوارحهم؛ أي: اتقوا غضب الله بعمل صالح ينفعهم وينفع الناس، ويكونون به مصدر خير لخلطائهم من الناس.

وفيه سعة حلم الله، حيث يعرض عليهم الإيمان، والتقوى فيما مضى، وفيما يستقبل؛ وهذه من سنته سبحانه وتعالى أن يعرض التوبة على المذنبين؛ انظر إلى قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ [البروج: 10] يُحَرِّقون أولياءه، ثم يعرض عليهم التوبة.

﴿ لَمَثُوبَةٌ ﴾؛ أي: لثواب، وهو الجزاء والأجر على الإيمان والتقوى بأنواع الإحسان، من ثاب يثوب: إذا رجع؛ لأن الجزاء كأنه عمَلُ الإنسان رجع إليه، وعاد إليه منفعته وثمرته.

﴿ مِنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ أضاف الله تعالى المثوبة إلى نفسه، وجعلها من عنده لأمرين:
الأول: أنها تكون أعظم ممَّا يتصوَّره العبد؛ لأن العطاء من العظيم عظيم؛ فالعطية على حسب المُعْطي؛ عطية البخيل قليلة؛ وعطية الكريم كثيرة، وفي البخاري قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا)).

الثاني: اطمئنان العبد على حصولها؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد.

﴿ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ والعلم هنا كناية عن العمل؛ أي: لو كانوا يعملون بعلمهم، ولما انتفت ثمرة العلم التي هي العمل، جعل العلم منتفيًا.

الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





﴿ ,QgQl~Qh [QhxiElX vQsE,gR>>> ﴿ [QhxiElX vQsE,gR>>>




﴿ ,QgQl~Qh [QhxiElX vQsE,gR>>> ﴾ ﴿ [QhxiElX vQsE,gR>>> ﴿ ,QgQl~Qh [QhxiElX vQsE,gR>>> ﴾ ﴿ [QhxiElX vQsE,gR>>>



 

قديم 25-04-2023   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ﴿ وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ... ﴾



الله يعطيك العافية على جهودكِ



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
, ﴿, جَاءهُمْ, رَسُولٌ..., وَأَمَّا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بين القراءتين: ﴿ تَخْرُجُون ﴾ وَ﴿ تُخْرَجُونَ ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 06-07-2022 06:46 PM
فائدة جليلة في قوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً م طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 27-04-2022 12:02 AM
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 21-02-2022 02:17 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 21-01-2022 11:47 PM
قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 3 20-01-2018 05:19 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:17 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant