♦ الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (101).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ﴾ السعادة والرحمة ﴿ أُولَئِكَ عَنْهَا ﴾ عن النار ﴿ مُبْعَدُونَ ﴾.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ﴾، قال بعض أهل العلم: (إن) ها هنا بمعنى «إلا» معناه: إلا الذين سبقت لهم منا الحسنى؛ يعني: السعادة والعِدَة الجميلة بالجنة، ﴿ أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾، قيل: الآية عامة في كل من سبقت لهم من الله السعادة، وقال أكثر المفسرين: عني بذلك كل من عبد من دون الله وهو لله طائع ولعبادة من يعبده كاره؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم وحول الكعبة ثمانمائة وستون صنمًا، فعرض له النضر بن الحارث، فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه ثم تلا عليه: ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ﴾ [الأنبياء: 98]، الآيات الثلاثة، ثم قام فأقبل عبدالله بن الزبعرى السهمي فأخبره الوليد بن المغيرة بما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبدالله: أما والله لو وجدته لخصمته، فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابن الزبعرى: أأنت قلت: "إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم؟" قال: ((نعم))، قال: أليست اليهود تعبد عزيرًا، والنصارى تعبد المسيح، وبنو مليح تعبد الملائكة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بل هم يعبدون الشياطين))، فأنزل الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ﴾؛ يعني: عزيرًا والمسيح والملائكة، ﴿ أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾، وأنزل في ابن الزبعرى: ﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾ [الزخرف: 58]، وزعم جماعة أن المراد من الآية الأصنام؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾، ولو أراد الملائكة والناس لقال: ومن تعبدون من دون الله.
تفسير القرآن الكريم
الألوكة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك