( *إن هذه الــدنيــا كلها تمضي* ، *وكل شيءٍ فيهــا فــإنه عبـــرة*، *إن نظرت إلى الشمس تخرج في أول النهــار ثم تـأفـل في آخـر النهــار وتـزول، هكذا وجــود اﻹنسان في الـدنيــا يخرج ثم يـزول.*
*إن نظــرنــا إلى القمـــر كــذلك يبـــدو أول الشهر هــﻼﻻً صغيــرًا* ، *ثم ﻻ يــزال ينمــو ويكبــر فــإذا تكامل* ؛ *بـدأ بالنقص حتى عـاد كالعــرجـون القديم.*
*كذلك إذا نظرنا إلى الشهـــور تجد اﻹنسان يتطلع إلى الشهر المقبل تطلع البعيـــد، فمثﻼً يقــول* : *نحـــن اﻵن في الشهر الثاني عشر بقي على رمضــان ثمانية أشهــر فما أبعـدها !وإذا به يمــر عليها بسرعة ، وكـأنها ساعة من نهــار !*
*هكــذا العمـــر أيضًا عمر اﻹنسان تجـــده يتطلع إلى المــــوت تطلعــاً بعيـــدًا ويــؤمِّل وإذا بحبل اﻷمــل قــد انصرم* ، *وقـــد فــات كل شيء ! تجده يحمل غيره على النعش ويــواريــه في التـــراب ويفكـــر* :
*متى يكــــون هــذا شأني *؟ *متى أصل إلى هذه الحال *؟ *وإذا به يصل إليهــا وكأنه لم يلبث إﻻ عشية أو ضحــاهـا !*
*أقـــول هــذا من أجل أن أحمل نفسي وأحمل إخــواني على المبادرة باغتنـــام الــوقت*، *وأﻻ نضيع ساعة وﻻ لحظة إﻻ ونحـــن نعـــرف حسابنــا فيهــا.*
*هل تقربنا إلى الله بشيء؟*
*هل نحــن مــازلنا في مكــاننـــا ؟*
*مــاذا يكــون شأننـا ؟*
*علينا أن نتدارك اﻷمـــور قبــــل فــوات اﻷوان* ، *ومـــا أقـــرب اﻵخرة من الدنيــا!*
*وكــان أبـو بكــر رضي الله عنه يتمثل كثيــراً بقول الشاعـر :*
*وكلنــا مصبحٌ في أهله *
*والمــوت أدنى من شراك نعله**
أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة *، *وأن يجعل مستقبل أمــرنــا خيـراً من ماضيه* ، *وأن يعيننــا على ذكــره وشكره وحسن عبــادته*" .
البــاب المفتــوح (179/2)
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك