السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قال الله عز وجل : ( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ) .
أحبابي : أعلم تماما أن موضوعي قد تم الحديث عنه كثيرا لكنني أعلم ايضا إنه لا بأس بالمعاودة إذا كان ما تم من كتابات سابقة لم تؤت أكلها .
إخواني / أخواتي .
سأتطرق إلى حديثي بأسلوب آخر حتى لايصبح ما سأقوله ضمن منظومة المواضيع المملة وسأعمد وأعتمد على الأسلوب القصصي الواقعي .
أولا : روى لي أحد الأخوان أنه كان حاضرا في مسجد كانت تقام فيه محاضرة ولما انتهت المحاضرة سمح لنا بإلسؤال كل وما يريد فقال أحد الحاضرين :
يا شيخ لقد حضرت إلى الصلاة وتركت سيارتي الونيت خارج المسجد وبها تيس مربوط ودخلت المسجد حرصا على أداء الصلاة لكنني ما أن كبرت حتى بدأت أفكر بالتيس ، ربما يأتي أحدهم فيفك الحبل ويأخذ التيس ، وربما التيس نفسه يفك رباطه وينطلق وانتهت الصلاة وأنا مع التيس فهل صلاتي صحيحة ؟ فأجاب الشيخ قائلا : أنت جزاك الله خير موضوعك بسيط وتفكيرك ما راح بعيد حول التيس وحول المسجد لكن وايش رأيك في اللي راح عقله إلى اليابان وأسعار الحديد وهل ارتفعت والا لا وكأن الإمام كان يعني نفسه ، ثم أردف قائلا : أرجو أن يغفر الله لنا ويتجاوز عن تقصيرنا .
ثانيا : سأل الدكتور طلابه في المرحلة الجامعية قائلا : لماذا الرعيل الأول يخشعون في صلاتهم ونحن غير ذلك ؟ أليس نحن جميعا بشر ، تكويننا واحد ، وخالقنا واحد ؟ فصمت الجميع وأعاد الدكتور السؤال مرة أخرى فلم يجب أحد ولما أراد الدكتور أن ينتقل إلى موضوع آخر تاركا الإجابة للبحث في المحاضرة القادمة رفع طالب يده يطلب الإذن بالإجابة فسمح له فقال :
الفرق بيننا يا دكتور ( شبر ) !!! فقال الدكتور وما شبر هذا الذي تعنيه فقال الطالب :
يا دكتور الفرق بيننا وبينهم شبر ، نعم شبر فالمسافة بين القلب والبطن شبر ، أولئك يا دكتور كانوا يهتمون بقلوبهم أما نحن فنهتم ببطوننا والفرق بينهما شبر . أليس هذا هو السبب يا دكتور ؟
شتان بين هذه العينة وبين عينة عروة بن الزبير من الرعيل الأول حيث روي أن عروة بن الزبير لما أصيب بالغرغرينا وقرر الطبيب في ذلك الوقت بتر رجله عرضوا أن يسقوه مخدرا فرفض ذلك وأشار عليهم بوجود مخدر من نوع آخر في خزانته ، إنه السمو والرقي إلى الملأ الأعلى .
قال لهم : سأقوم إلى الصلاة فإذا رأيتموني قد دخلت في الصلاة فافعلوا ما بدا لكم فهو يعلم أنه في تلك اللحظة قد خرج بروحه وتفكيره عن جسده إلى عالم الطهروالسمو والارتقاء.
وبعد هذه الأحداث والعبر أين موقعنا من الصلاة وما نصيبنا منها ؟ ألا نراجع أنفسنا بشأن صلاتنا ونعطها الأهمية القصوى ولو بالتدرج ؟ حتى متى يظل المسجد بمثابة السجن الذي نود الخروج منه بأسرع وقت ممكن ؟ أيننا من قوله صلى الله عليه وسلم لبلال : ( أرحنا بها يابلال ) وليس أرحنا منها .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك