يقول تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًاعَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. (يوسف آية 3). من المعلوم للعالم بأسره بأن كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) عربي اللغة، وكلما تقدم العلم كلما ظهرت معجزاتٌ جديدةٌ من القرآن الكريم تُدهش العالم والعلماء، كما ويعتبر القرآن محط اهتمام أغلب علماء الغرب اليوم ﻻكتشاف معجزاته وتحليلها واﻻستعانة به على علوم وقوانين الكون.
فهل يعتبر نص القرآن وحده معجزة؟ أم أن اﻻستماع له ولحروفه العربية البالغة (326558) حرفاً معجزةٌ أخرى تضاف إليه؟
أفادت أبحاثٌ جديدةٌ أجريت علي مجموعةٍ من المتطوعين في الوﻻيات المتحدة أن اﻻستماع للقرآن المرتل يتسبب قي حدوث تغيراتٍ فسيولوجيةٍ ﻻ إراديةٍ في الجهاز العصبي عند اﻹنسان فيساعد في تخفيف حاﻻت التوتر النفسي الشديدة.
ووجد الباحثون أن لتﻼوة القرآن أثراً مهدئاً علي أكثر من 97 في المائة من مجموع الحاﻻت وتم رصد تغيراتٍ ﻻ إراديةٍ في اﻷجهزة العصبية للمتطوعين مما أدي إلي تخفيف درجة التوتر لديهم بشكلٍ ملحوظٍ بالرغم من وجود نسبةٍ كبيرةٍ منهم ﻻ يعرفون اللغة العربية، وأظهرت اﻻختبارات التي استخدمت رسوماتٍ تخطيطيةٍ للدماغ أثناء اﻻستماع إلي القرآن الكريم أن الموجات الدماغية انتقلت من النمط السريع الخاص باليقظة “12″ و “13″ موجةً في الثانية إلي النسق البطيء”8 ” و ” 10″ موجاتٍ في الثانية وهي حالة الهدوء العميق داخل النفس.
وﻻحظ الباحثون أن اﻷشخاص غير المتحدثين بالعربية شعروا بالطمأنينة والراحة والسكينة أثناء اﻻستماع ﻵيات كتاب الله رغم عدم فهمهم لمعانيه وهذا من أسرار القرآن العظيم وإعجازه التي كشف الرسول صلي الله عليه وسلم النقاب عن بعضها حين قال: ” ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إﻻ نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم المﻼئكة وذكرهم الله فيمن عنده” رواه مسلم في صحيح مسلم
ويحاول فريقٌ امريكيٌّ اﻵن اكتشاف أسرار موسيقى حروف القرآن بدراسة موجات ألفا ودلتا وتأثير كلٍ منهما على الدماغ والتوتر والضغط وأمراضٍ أخرى كثيرة .
وكلنا يعلم قصة الوليد بن المغيرة .. عندما سمع من الرسول -صلى الله عليه وسلم- القرآن فقال عند قومه : "إن لقوله لحلاوة , و إن لعليه لطلاوة , لأعلاه لمثمر , و إن لأسفله لمغدق , و إنه لا يعلى و لا يعلا عليه."