صفات أولياء الرحمن:
إن الاستقامة هي أهم مطلبٍ يطلبه المسلم، ومن حرص عليها وجمعها نال أعظم كرامةٍ، لذا ينبغي طلبها قبل كل شيء.
قال أبو علي الجوزجاني: ( كن طالب الاستقامة لا طالب الكرامة، فإن نفسك مُنجبلة على طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة)([1]).
وقال الشيخ السهروردي: (وهذا الذي ذكره ـ يعني الجوزجاني ـ أصل عظيم كبير في الباب، وسرُّ غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلب)([2]).
وعلى هذا فأعظم كرامةٍ هي الاستقامة على الطاعات، بفعل المأمورات، واجتناب المنهيات.
فالولاية لا ينالها إلا من اجتهد في فعل الفرائض، ثم أتى بما استطاع من السنن، وانتهى عن المحرمات والمنهيات.
وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض صفات أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان.
وبذكر صفاتهما يتبين لنا الفرق بين الكرامة الحقيقية التي تقع لأولياء الرحمن وبين الكرامة الزائفة التي تقع لأولياء الشيطان.
ومن تلك الصفات لأولياء الرحمن:
1- الإيمان: أي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره. للآيات والأحاديث الواردة في ذلك.
2- التقوى: وهي: أن تعمل بطاعة الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ([3]).
3- الحب في الله: لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثٌ من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار)([4]).
4- البغض في الله: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)([5]).
5- موالاة الطاعات: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)([6]).
6- ذكرهم بذكر الله: لحديث: (وإن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري واذكر بذكرهم)([7]).
7- عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً.
8- وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.
9- والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً .
10- والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم.
11- والذين أذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا.
12- والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر.
13- ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق.
14- ولا يزنون.
15- والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراما.
16- والذين إذا ذكّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صمّا وعمياناً.
17- والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً.
ودليل هذه الصفات الآيات من سورة الفرقان قال تعالى:
﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿63﴾ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴿64﴾ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴿65﴾ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴿66﴾ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ﴿67﴾ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿68﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿69﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿70﴾ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿71﴾ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴿72﴾ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿73﴾ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿74﴾([8]).
صفات أولياء الشيطان
ومن صفات أولياء الشيطان:
1- مباشرة النجاسات والخبائث التي يحبها الشيطان.
2- إيواؤهم إلى الحمامات والحشوش التي تحضرها الشياطين.
3- أكلهم الحيات، والعقارب،والزنابير، وآذان الكلاب التي هي خبائث وفواسق .
4- شرب البول ونحوه من النجاسات التي يحبها الشيطان.
5- استغاثتهم بالمخلوقات والتوجه إليهم بالسجود ناحية شيخهم.
6- إيواؤهم إلى المقابر، ولاسيما إلى مقابر الكفار من اليهود والنصارى والمشركين.
7- كراهيتهم لسماع القرآن ، ونفورهم عنه، وتقديم سماع الأغاني والأشعار عليه([9]).
8- عبادتهم للأصنام.
9- قطيعتهم للأرحام، ووأدهم للبنات، ونكاحهم الأمهات.
10- أملهم في الفوز بالجنات مع كفرهم وفسوقهم وعصيانهم.
11- تركهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب التودد إلى الناس وحسن الخلق معهم.
12- إعراضهم عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في قالب التقليد والاكتفاء بقول من هو أعلم منهم.
نفاقهم ومداهنتهم في دين الله تعالى في قالب العقل المعيشي الذي يندرج به العبد بين الناس ([10]).
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك