أكد أجاي بالا رئيس الحلول الأمنية للمؤسسات لدى "ماستركارد" بإن التقارب بين العالمَيْن الرقمي والمادي هو أكثر من مجرد أمر عادي بالنسبة ل "ماستركارد"، فهو في الواقع تحول جوهري على خطى "الثورة الصناعية الرابعة" أو ما يُعرف ب"الصناعة 4.0"، حيث ستُسهِّل الأتمتة وتبادل البيانات وتقنيات التصنيع حياتنا وتجعلها أكثر بساطة، وتساهم في تمهيد الطريق لتجاربٍ أفضل، كما أنها ستمنحنا المزيد من الوقت للتركيز على الأمور الأكثر أهمية، كعائلاتنا وأصدقائنا وتجاربنا الحياتية، ولكن للوصول إلى هذه الحالة من الأتمتة والاتصال الآمن، فنحن بحاجة للحديث عن الدور الذي يلعبه كل من الأمن والابتكار، وكلاهما يتمتع بأهمية قصوى.
وبين أنه عندما تم اختراع مفهوم الشبكة العنكبوتية العالمية، لم يُمنح الجانب الأمني أهمية كبيرة، وتسبب التوسع العالمي للشبكة الذي تبع ذلك في إحداث تغيير هائل في حياة الأفراد وممارسات قطاع الأعمال، كما جاء مصحوباً بأشكالٍ جديدة من التهديدات لم نعهدها من قبل، وأضاف: "مما لا شك فيه أن تقنية إنترنت الأشياء (IoT) ستفتح المجال للمزيد من الفرص للتجارة وستؤثر بشكلٍ إيجابيٍ على الإدراج المالي على مستوى العالم، ومع ذلك، يجب أن يوضع الأمن على رأس الأولويات في المراحل الأولى لتطوير أي جهازٍ جديد يتصل بالإنترنت"، وأكد على أنه معالجة تحديات الأمن السيبراني باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقتٍ مضى، لا سيما في التصدي لعمليات القرصنة المعلوماتية، والانتهاكات وسرقة الهويات، والعديد من التهديدات الأخرى، وكل ذلك ضمن إجراءات احترازية تضمن أمن أجهزتنا، مشدداً على أنه لا يمكن تحقيق الابتكار إذا نظرنا إلى الأمن كأمرٍ ثانوي، مطالباً بالتركيز على عنصرَيْ الأمن والابتكار في آنٍ معاً، والتخطيط لهما بدءاً من نشوء فكرة تطوير المنتج ووصولاً إلى عملية تنفيذه، وإلى ما يلي ذلك.
وأضاف بالا أن الدراسات تتوقع نمو عدد الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت إلى ما يتراوح بين 25 و50 مليار جهاز بحلول العام 2025، مبينا أن تقنية "إنترنت الأشياء" ستتقارب مع تجربة المستهلك وتعمل على تغييرها إلى الأفضل، محسنةً الحياة في المنزل وفي بيئة العمل، كما أنها ستوفر الوقت، وتبقي الفرد آمناً وسليماً حتى يتمكن من قضاء المزيد من الوقت للقيام بالأمور الأكثر أهمية مثل التواصل مع الأسرة والأصدقاء، وممارسة الهوايات المُحبَّبة، وأضاف: "أما مفهوم "استخدام الأشياء للدفع" (Thing-to-Thing)، فسيَرسُم مستقبل طرق الدفع وسيلعب دوراً محورياً في تطويرها. لذلك، علينا إدراك فكرة انتشارها الواسع والاعتماد عليها بشكلٍ أكبر بالمقارنة مع الأجهزة النقالة التي يقوم عليها العالم اليوم". مؤكدا أن "ماستركارد" تتبنى هذا المفهوم بالفعل، وتعمل على تطوير طرقٍ جديدة للدفع باستخدام الخواتم الذكية، والملابس، والعلّاقات الإلكترونية لمفاتيح السيارة، مسلطا الضوء في الوقت نفسه على شراكة شركته مع "سامسونج" لتطوير تطبيق "غروسيريز" للاستخدام مع ثلاجة "سامسونج" الذكية "ذا فاميلي هاب".
وأَضاف إن أمام الشركات والمؤسسات فرصة كبيرة واعدة، فعلى سبيل المثال، يمكن لتجار التجزئة الجمع ما بين الخدمات داخل المتجر والخدمات الرقمية لتوفير تجربة تسوق ممتعة، وذلك من خلال مساعدة المتسوقين على الإنفاق في المتاجر بطريقةٍ مشابهة لما هو عليه الحال عند التسوق عبر الإنترنت، مع تخصيص أنظمة اللوحات الرقمية ونقاط البيع، وتقديم اقتراحات داخل المتجر لتفضيلات المستهلكين. ولتحقيق الاستفادة القصوى من هذه السوق، يجب تمكين تقنية "إنترنت الأشياء" للاستخدام التجاري.
وشدد على أن نمو ونجاح تطبيقات "إنترنت الأشياء" على الثقة، وخاصةً عندما تكون أموال وبيانات المستهلكين على المحك، مشددا على أنه يجب على كل جهاز أن يكون متوافقاً مع التجارة الآمنة، مؤكدا على أن المستهلكين لن يكونوا متسامحين في حال فقدان بياناتهم أو أموالهم، أو ربما يكون الأمر أسوأ من ذلك، بحيث يتخلون تماماً عن المشاركة في تطبيقات "إنترنت الأشياء"، والعودة مرة أخرى إلى اتباع الوسائل التقليدية.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك