بسم الله الرحمن الرحيم
البيت
المعمور هو الذي يُعمر بكثرة غاشيته،
وهو بيت عظيم في السماء السابعة فوق الكعبة في الأرض
وقد رأى رسول الله سيدنا إبراهيم مستنداً إليه عندما أُسرى به إلى السماء،
وهو على الكعبة لو سقط لسقط عليها.
وذُكر أنه يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة يومياً ثم لا يعودون فيه أبد،
كما روى البخاري (3207) ومسلم (162) في قصة المعراج ،
قال صلى الله عليه وسلم :
(
فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ ، فَقَالَ :
هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ ، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ،
إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ ) .
وعن قتادة وَالبَيْتِ المَعْمُورِ ذكر لنا أن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم-
قال يوما لأصحابه:«
هَلْ تَدْرُونَ ما البَيْتُ المَعْمُورُ»
قالوا: الله ورسوله أعلم, قال:
«فإنّهُ مَسْجِدٌ فِي السّماءِ تَحْتَهُ الكَعْبَةُ لَوْ خَرّ لخَرّ عَلَيْها, أوْ عَلَيْهِ،
يُصلّي فِيهِ كُلّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلكٍ إذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخِرَ ما عَلَيْهِمْ».
وهذا يعني أن كل يوم يدخله سبعون ألف ملك للعبادة في هذا
البيت المعمور
ثم يخرجون ولا يعودون إلى يوم القيامة، وهذا يدل على كثرة الملائكة،
وأنهم ملايين لا تُحصى سبحان الذي خلقهم سبحانه.
وقد بدأ اللهُ عَزَّ وجَلّ في أول أيات سورةِ الطّور بقولِه تعالى
«
وَالطُّورِ*وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ* فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ*وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ»،
وقد يعتقد بعض الناس أن المقصود بالبيتِ
المعمور هنا هى الكعبة
التي يطوف الناس بها في الحج والعمرة ولكن هذا ليس صحيح.
وكذلك
البيت المعمور هو كعبة أهل السماء السابعة،
ولهذا وجد إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- مسنداً ظهره إلى
البيت المعمور،
لأنه هو من بنى الكعبة الأرضية، والجزاء من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة،
وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ويصلون إليه
والذي في السماء الدنيا يقال له «بيت العزة».
وقال ابن جرير: إن رجلاً قال لعلي:
ما
البيت المعمور؟ قال: «بيت في السماء يقال له الضراح،
وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة
البيت في الأرض،
يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبداً».
وقال العوفي عن ابن عباس: «هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة،
يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه».