في الماضي القريب كان أجدادنا وآباؤنا يقطعون المسافات سيرا على الأقدام أو ما يملكون من ركاب كالخيول
والبغال والجمال والحمير , فكان سفرهم شاقا وانتقالهم مرهقا ومع ذلك لم تكن أنفسهم ضيقة ومتضجرة من
مرور الوقت وانقضاء الساعات والأيام بل والأشهر فقد تجملوا بالصبر , ونحن في عصرنا الحاضر قد أنعم
الله علينا بوسائل مواصلات حديثة تقطع المسافات في أوقات قصيرة مع توفر سبل الراحة فيها , ومع ذلك نشعر
بالضجر وتملل طول الوقت في لحظات الزحام وعند الوقوف أمام إشارات المرور فإن صبرنا ينفذ والنفس
تضيق , فلا أدري ما هو مبرر العجلة التي يتحججون بها , إن السيارة نعمة عظيمة فقد وفرت على الإنسان
الجهد والوقت في تنقلاته فلماذا نجعلها نقمة علينا ووبال تحل بها الكوارث والفواجع , فكم هي مؤلمة الحوادث
التي نشاهدها أو نسمع بها ويعود معظم السبب إلى التهور والسرعة القاتلة الزائدة وقطع إشارات المرور , فما
الذي يحملك أيها السائق أن تعرض نفسك وغيرك لحادث قد يفقدك حياتك أو تكون سببا في قتل نفس بريئة ؟
لماذا لا تلتزم بقواعد وأنظمة المرور التي وضعت لحمايتنا ؟ ما الداعي إلى السرعة الزائدة وقطع إشارات
المرور؟ هل انتظار دقيقة عند إشارة المرور تعكير للمزاج أو ملل قاتل ؟ إن في منظور الكثير من سائقي
السيارات التمهل والانتظار بالوقوف عند إشارة المرور سببا في التأخر , فمن كان يرى هذا سببا فلماذا
لا يخرج مبكرا بوقت كافي إلى حيث يريد تحسبا لزحمة السير وإشارات المرور , نؤخر أنفسنا عن المواعيد
ثم ندعي العجلة أثناء قيادة السيارة لنصل في الوقت المحدد , وكثير من سائقي السيارات يغامرون بأرواحهم
من أجل تجنب انتظار دقيقة واحدة وكثيرا ما تسببت هذه المغامرات المتهورة بمآسي يندى لها الجبين ويتفطر
لها القلب , أخي السائق تحامل على نفسك وانتظر دقيقة فوالله إنه لخير لك من أن تفقد حياتك وهذا نوع من
الانتحار . أو تتسبب في قتل غيرك وهو أشبه بالقتل العمد وهو ليس بعمد , وإنه لخير من أن تظل باقي حياتك
مقعد عاجز عن الحركة , وإنه لخير من أن تتأخر عن موعد وصولك بثلاثة ساعات أو أكثر وهذا أقل الضرر
مع خسارة باهظة في إصلاح السيارة , إن قطع الإشارة جريمة وخطر يهدد حياتنا جميعا فلنتجنب ذلك وقاية
لأنفسنا وغيرنا , أليس من المؤلم والمؤسف أن تكون عائلتك بانتظار وصولك فيصلهم خبر وفاتك أو إصابتك
أخي السائق لا تجعل حياتك على المحك من أجل دقيقة انتظار فقد يعقبها الندم والحسرة وبعد فوات الفوت
لا ينفع الصوت , والله لا خير في عجلة إلا عجلة لطاعة الله , ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة فلنتبصر
ونعتبر ونتريث ونصبر ونتوكل دائما على الله في الحل والترحال , نسأل الله أن يسلمنا وإياكم ومن يعز عليكم من شرور الحوادث ومن كل مكروه ونسأل الله الهداية لشبابنا وأن يلهمهم الرشد والصواب ويبصرهم ما ينفعهم إنه
سميع مجيب الدعاء , وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيرا
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً﴾
( سورة الإسراء: من آية " 11 " )
حقيقه العجله لدى البشر ذكرت في عدة ايات قرانيه
صحيح ان العمر قصير ولكن قد تزيد العجله من قصره فتنهيه ابدا
﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً﴾
( سورة الإسراء: من آية " 11 " )
حقيقه العجله لدى البشر ذكرت في عدة ايات قرانيه
صحيح ان العمر قصير ولكن قد تزيد العجله من قصره فتنهيه ابدا
اختيار هادف يعطيك العافيه .
شكرا لمرروك الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
31-07-2014
