الشرح: سميتا الزهراوين؛ لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما، (غمامتان أو غيايتان) قال أهل اللغة: الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه سحابة، والمراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين، (كأنهما فرقان من طير صواف): وفي الرواية الأخرى كأنهما حزقان من طير صواف الفرقان والحزقان معناهما واحد وهما قطيعان وجماعتان، يقال: في الواحد فرق وحزق وحزيقة، وقوله من طير صواف جمع صافة، وهي من الطيور ما يبسط أجنحتها في الهواء، (تحاجان عن أصحابهما): أي تدافعان الجحيم والزبانية، وهو كناية عن المبالغة في الشفاعة (ولا يستطيعها): أي لا يقدر على تحصيلها، البطلة: السحرة].
ثالثاً: سورتا الإسراء والزمر:
عن عَائِشَةَ، قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالزُّمَرَ» [ الترمذي، وقال: حَسَنٌ غَرِيبٌ].
رابعاً: سور المسبِّحَات:
عَنْ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ المُسَبِّحَاتِ، وَيَقُولُ: «فِيهَا آيَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ» [الترمذي، وقال: حَسَنٌ غَرِيبٌ].
المسبحات: هي السور التي تبدأ بقوله تعالى: "سبح" أو "يسبح".. وهن سور: الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، والأعلى.
خامساً: سورة الكهف:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ كَمَا أُنْزِلَتْ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مَقَامِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَمَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا، ثُمَّ خَرَجَ الدَّجَّالُ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ،...." [المعجم الأوسط، ومستدرك الحاكم، وقال: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ].
وعنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ" [مستدرك الحاكم، والسنن الكبرى للبيهقي، وقال الألباني: صحيح ].
وفي رواية: "...أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ". [سنن الدارمي، وشعب الإيمان، والسنن الصغير للبيهقي، وذكره الألباني في صحيح الجامع].
سادساً: سورة الفتح:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ، لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1] [البخاري].
سابعاً: سورتا السجدة والملك:
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ»: [أحمد، والترمذي، وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ].
وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بِتَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَبِتَبَارَكَ» [الترمذي، وأحمد، وصححه الأرناؤوط].
ثامناً: سورة الإخلاص:
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟» قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» [مسلم].
وعن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ"، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذًا نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ"[أحمد، المعجم الكبير، وصححه الألباني].
تاسعاً: سور المعوذات، الإخلاص، الفلق، الناس:
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ خُبَيْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ: «قُلْ» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «قُلْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» [أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ].
ملحوظة: اقتصرت على الأحاديث الصحيحة في فضل تلك السورة، فهناك فضائل لبعض السور، جاءت في أحاديث ضعيفة.
الالوكة
[/read]
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك