*■ سِـلْسِلَـة شَـــــرح مَسَائِـلِ الجَاهِـلِيَّةِ ■ لِمَـعَــالِـي شَيْخِـنَـا العَـلَّامَة / صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ وَبَارَكَ فِيهِ -*
*[ الــــعَـــــدَد: 152 ]*
--------------------------------------------------
*وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللهُ:*
*وَأَمَّا نَقْصُهُمْ مِنَ العِبَادَةِ، فَكَمَا حَصَلَ مِنْهُمْ فِي الحَجِّ،* كَانُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ يَحُجُّونَ البَيْتَ لِأَنَّهُ مِنْ بَقَايَا دِينِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَكِنْ أَدْخَلُوا فِي الحَجِّ تَغْيِيرَاتٍ وَشِرْكِيَّاتٍ؛ لِأَنَّ اللهَ شَـرَعَ الوُقُوفَ بِعَرَفَةَ، فَصَارُوا لَا يَقِفُونَ بِعَرَفَةَ، بَـلْ يَقِـفُـونَ فِي مُزْدَلِفَةَ، وَهَذَا نَـقْـصٌ فِي العِبَادَةِ.
وَلَمَّا حَجَّ النَّبِيُّ ﷺ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ سَيَقِفُ مَعَهُمْ فِي مُزْدَلِفَةَ، فَتَجَاوَزَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَىٰ عَرَفَةَ، وَوَقَفَ فِي عَرَفَةَ، وَأَعَادَ الحَجَّ عَلَىٰ مِلَّـةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ يَعنِي: مِنْ عَرَفَةَ، وَهَذَا رَدٌّ عَلَى المُشْرِكِينَ فِي وُقُوفِهِمْ بِالمُزْدَلِفَةَ.
وَكَـذَلِـكَ زَادُوا فِي التَّلْبِيَةِ قَوْلَهُمْ:(إِلَّا شَرِيكًـا هُـوَ لَكَ، تَمْلِـكُـهُ وَمَـا مَلَـكَ).
*وَهَـكَـذا كُـلَّ مَنْ نَقَصَ شَيْئًا مِنَ العِبَادَةِ، فَـإِنَّـهُ عَلَىٰ دِيـنِ أَهْـلِ الجَاهِـلِيَّةِ، وَكَذَلِكَ مَنْ زَادَ فِي الــدِّيـنِ، فَـإِنَّـهُ عَلَىٰ دِيـنِ أَهْـلِ الجَاهِـلِيَّةِ، فَـالـبِــدَعُ وَالـخُــرَافَــاتُ كُـلُّـهَـا مِـنْ دِيـنِ الجَاهِـلِيَّـةِ.*
--------------------------------------------------
*صَــفْـــحَـــــة:[ 204 - 205 ].*
*-----------------------------------