مع استمرار الجدل المثار حول مقاطع الفيديو التي تأتي تحت مسمى "البارحة قلبي من الهم ما بات"، حاولت "عاجل" التواصل مع مختصين ومتابعين للوقوف على طبيعة هذه الظاهرة.
آراء المتابعين والمغردين بشبكات التواصل تباينت بشأن المقاطع التي يتم فيها تصوير حركات مختلفة يقوم بها شبان قاصدين بث روح الفكاهة والاستعراض الكوميدي، والتي بدأت من قيام أحد الشبان بالجلوس على سقف السيارة ويجدف بغصن بيده بينما مركبته تسير بدون سائق، واضعا على المشهد مقطع "شيلة" شعرية بعنوان "البارحة قلبي من الهم ما بات" للشاعر جهز الشلاحي، لتظهر هذه التكوينة لاحقا في العديد من المقاطع المصورة بطريقة كوميدية مشابهة.
واعتبر نشطاء هذه المقاطع لا تتعدى الفكاهة التي يتم التعبير عنها بمقطع فيديو، فيما طالب آخرون بدعم مثل هؤلاء الشباب وتبني أفكارهم ومحاولات إبرازهم إعلاميًا، في حين وصف آخرون الظاهرة بالسخيفة.
من جانبه قال الدكتور سلطان موسى العويضة أستاذ واستشاري علم النفس بجامعة الملك سعود لـ"عاجل" إن فكرة المقطع ليست جديدة فقد سبق لـ"مستر بن ان" القيام بها في بريطانيا وله مقاطع قديمة موجودة على اليوتيوب، مضيفا أن الأمر الأهم هو دوافع الشباب السعودي التي تختلف عن تلك الموجودة عند مستر بن.
وأكد أنه "لفهم هذه الظاهرة لا بد من النظر لثلاثة عوامل هي: الشباب والبطالة والاحباط، فهذه العوامل تمثل ثالوثا خطيرا ما أن تتشكل أضلاعه حتى تفرز مالا يخطر على بال أحد من سلوكيات. كما أننا لو تأملنا المقطع الغنائي المصاحب لتلك اللقطات نجد أنه يعبر عن معاناة تتجسد في ذكر الهم والسهر بسببه.
وأضاف أن "هذا المسلك يقتصر غالبا على فئة الشباب وربما أن لديهم بطالة بحيث إنه لا يعمل أو إنه يعاني تصحرًا عاطفيًا وتلك إعاقة حقيقية.. فهذان العاملان (الشباب والبطالة) يُفضيان إلى العامل الثالث وهو الإحباط وحين يحل الإحباط يحل العدوان بشقيه الإيجابي والسلبي.. فلفهم العدوان فتش عن الإحباط وفي هذه الحالة محل التحقيق نجد أننا بصدد عدوان سلبي يعبر عن اتجاه رفض بطريقة ساخرة".
أما الدكتور ماجد علي قنش استشاري علم النفس والسلوكيات الأسرية فقال، "انتشار هذه الظاهرة توحي بوجود كبت قوي في نفوس هؤلاء الشباب.. وأيضا التعليق عليها بكلمات لا تليق بشباب وطننا ظنًا ممن يعلق أن هذي الكلمات غير المألوفة لدى مجتمعنا المسلم تجلب الضحك للمتلقي.. لكنها تسيء لسمعة مجتمعنا ووطننا والأهم سمعة شبابنا وكما نعلم جليا أن هذه المشاهد منتشرة جدًا بل أصبح شبابنا لا يتوانى في تسجيل ونشر أمثال هذه المشاهد والتي توضح للعالم أجمع كمية الكبت والضيق التي يعيشها شبابنا".
بدوره قال الدكتور عبدالعزيز الرويلي الاختصاصي النفسي، "عندما بدأ ظهور العديد من المقاطع الفكاهية عبر رسائل الواتس آب أو قنوات اليوتيوب والكيك وغيرها من قنوات التواصل الاجتماعي، أصبح بعض الأشخاص ينظر لها من باب تسفيه الشيء. والبعض الآخر ينظر للقائمين عليها بالمرضى النفسيين.. وبالتأكيد كل ذلك غير صحيح وما هو إلا نوع من التنفيس الذي يعتمد على المرح والضحك والفكاهة بشكل عام".
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك