عدد الضغطات : 9,099عدد الضغطات : 6,597عدد الضغطات : 6,318عدد الضغطات : 5,539
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > منتديات الصحة والمجتمع > منتدى الأسرة

منتدى الأسرة يختص بكل ما يتعلق بالأسرة واحتيجاتها

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :عميد القوم)       :: احذروا سوء الظن (آخر رد :ابو طراد)       :: من فوائد وفضائل الذكر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: هل تريد نخلة في الجنة (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: وانت في مفترق الطرق تذكر... (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: غلط يقع فيه بعض المصلين (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: علماء الأزهر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رائعة جداً (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: ايمانيات (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رحله العمر (آخر رد :فاطمة صلاح)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 28-11-2011   #1


الصورة الرمزية المتوكل
المتوكل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 342
 تاريخ التسجيل :  03 - 09 - 2011
 أخر زيارة : 12-06-2013 (03:28 PM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 التقييم :  326
 اوسمتي
التميز 
لوني المفضل : Cadetblue
تربية المجتمع





بسم الله الرحمنالرحيم



الباب الثالث: تربية المجتمع
وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: السعي لتحقيق الأخوة الإسلامية.
الفصل الثاني: تجنب الأسباب المؤدية إلى فقد الأخوةالإسلامية أو ضعفها.
الفصل الثالث: تحقيق معنى الولاء والبراء بين المسلمين.



الفصل الأول:
السعي لتحقيق الأخوة الإسلامية.

وفيه تمهيد وثمانية عشر مبحثاً:
المبحث الأول:المحبة فيالله.
المبحث الثاني: التزاور والتواصل.
المبحث الثالث: الدعوة إلى الطعام وإجابتها.
المبحث الرابع: إعانة المحتاجين والضعفاء.
المبحث الخامس: إفشاءالسلام.
المبحث السادس: طلاقة الوجه وطيب الكلمة.
المبحث السابع: التواضعوقبول الحق.
المبحث الثامن: العفو والسماحة، ودفع السيئة بالحسنة.
المبحثالتاسع: المواساة والإيثار.
المبحث العاشر:حسن الظن.
المبحث الحادي عشر: نصرالمظلوم.
المبحث الثاني عشر: ستر المسلم.
المبحث الثالث عشر: تعليم الجاهل والرفق به.
المبحث الرابع عشر: الإحسان إلى الجار.
المبحث الخامس عشر: حب الطاعات وبغض الفواحش.
المبحث السادس عشر: أداء الواجبات والحقوق.
المبحثالسابع عشر: الصدقة الجارية.
المبحث الثامن عشر: النصح لكل مسلم.

تمهيد:

إن الأسر تتكون من الأفراد، والمجتمع يتكون من الأسر، وقد سبق في البابين الأول والثاني، تربية كل من الفرد والأسرة. وفي هذا الباب إيجاز لبيان تربية المجتمع.

ومما لا شك فيه أن المجتمع الذي يتكون أفراده وأسره، ممن ربوا على الإسلام تربية سليمة، يكون مجتمع خير وصلاح وتعاون، لأن كل فرد فيه قد علم ما له وما عليه، وزكى نفسه بطاعة ربه، حتى أصبحت تؤدي ما عليها من واجبات عن رضاواطمئنان، وأصبح كل فرد آمنا على نفسه وماله وعرضه، وبذلك يكون المجتمع كله مجتمع أمن واستقرار.

والمقصود هنا بيان الأسباب والوسائل التي يزداد المجتمع بهاتماسكا واطمئنانا، لاشتراك أعضائه في التعامل بكافة فروعها. وأساس ذلك أن يحققوافيما بينهم الأخوة الإسلامية التي عدها الله سبحانه وتعالى من أعظم نعمه التي امتنبها على عباده، وهي نعمة لا تضاهيها نعمة الأخوة النَّسَبية، إذا فقدت أخوة الإسلامبين ذوي النسب الواحد.

قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروانعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم علىشفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)) [آلعمران: 102ـ103].

أمر الله سبحانه المؤمنين في هاتين الآيتين، أن يحرصوا علىدينهم ويحفظوه حتى يموتوا عليه، كما أمرهم بالاجتماع عليه وعدم التفرق، فيه وأمرهمأن يذكروا نعمته عليهم بهذا الدين الذي جمعهم به بعد فرقة، وألف به بين قلوبهم بعدنفرة، ووحشة، وحقق لهم به الأخوة الإيمانية التي أثمرت بينهم المحبة والود، بعد أن فشلت أخوة النسب وحدها عن تحقيق ذلك.

قال ابن جرير الطبري، رحمه الله: "قالابن إسحاق: كانت الحرب بين الأوس والخزرج عشرين ومائة سنة، حتى قام الإسلام وهم علىذلك، فكانت حربهم بينهم، وهم إخوان لأب وأم، فلم يسمع بقوم كان بينهم من العداوةوالحرب ما كان بينهم.
ثم إن الله عز وجل أطفأ ذلك بالإسلام وألف بينهم برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فذكرهم جل ثناؤه إذ وعظهم، عظيمَ ما كانوا فيه في جاهليتهم من البلاء والشقاء، بمعاداة بعضهم بعضا وقتل بعضهم بعضا، وخوف بعضهم منبعض، وما صاروا إليه بالإسلام واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والإيمان به، وبماجاء به من الائتلاف والاجتماع، وأمن بعضهم من بعض، ومصير بعضهم لبعض إخوانا". [جامع البيان عن تأويل آي القرآن (4/33ـ34)].

وذكر رحمه الله - قبل هذا - عن قتادة قوله: قوله تعالى: ((واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بينقلوبكم)): كنتم تذابحون فيها، يأكل شديدكم ضعيفكم، حتى جاء الله بالإسلام، فآخى به بينكم وألف به بينكم، أما والله الذي لا إله إلا هو، إن الألفة لرحمة، وإن الفرقةلعذاب". [المصدر نفسه].

يظهر من الآية الكريمة وما قيل فيها، أن الأمن الحقفي الأخوة الإيمانية، وأن الخوف والقلق في فقدها، فإذا أراد المسلمون أن يحققواالأمن، فليحققوا الأخوة الإيمانية، على هدى من الله ونور.

وقال تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم لعلكم ترحمون)) [الحجرات:10].
قالالقرطبي رحمه الله: قوله تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة)) أي في الدين والحرمة، لا فيالنسب، ولهذا قيل: أخوة الدين أثبت من أخوة النسب، فان أخوة النسب تنقطع بمخالفةالدين، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب...". [الجامع لأحكام القرآن (16/322)].

"ومما يترتب على هذه الأخوة، أن يكونالحب والسلام والتعاون والوحدة، هي الأصل في الجماعة المسلمة، وأن يكون الخلاف أوالقتال، هو الاستثناء الذي يجب أن يرد إلى الأصل فور وقوعه، وأن يستباح في سبيل تقريره قتال المؤمنين الآخرين للبغاة من إخوانهم ليردوهم إلى الصف، وليزيلوا هذاالخروج على الأصل والقاعدة، وهو إجراء صارم وحازم كذلك. [في ظلال القرآن (26/3334)].

فلا بد هنا من بيان ما يترتب على الأخوة الإسلامية، من مصالح تحقق للمجتمع الإسلامي أمنه وتماسكه وسعادته في الدنيا والآخرة، وبيان ما يناقض ذلك، مما تفقد معه الأخوة الإسلامية أو تضعف، وما يجلبه فقدها من فرقة وخوف وهوان.

فلنبدأ بمباحث هذا الفصل، وهو تعاطي الأسباب التي تحقق الأخوة الإسلامية،وهي ثمانية عشر مبحثاً.

(82)

المبحث الأول: المحبة في الله
وذلك أن يظلل أفرادَ المجتمع حبُّ بعضهم لبعض، حباً يقصد بهوجه الله تعالى، لا لغرض من أغراض الدنيا الزائلة، فإن الحب في الله يدوم، لدوام سببه، بخلاف الحب من أجل غرض مادي، فإنه يزول بزوال ذلك الغرض.

ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الحب من أجل الله وحد، إحدى الخصال التي توجد بها حلاوةالإيمان، كما روى أنس، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كنفيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار). [البخاري (1/9ـ10) ومسلم (1/66)].

فمحبة المؤمن لأخيه المؤمن هي في حقيقتها ناشئة من حبه لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه، كما يفهم من حديث أنس السابق الذي جمع بين تلك الأمور: حب الله ورسوله، وتقديمه على كل محبوب، وحب المسلم أخاه المسلم لله تعالى، وكراهة الكفر المتضمنة لحب دين الإسلام.

وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم المتحابين في الله، من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم (ورجلان تحابا في الله اجتمعاعليه وتفرقا عليه). [البخاري (1/160ـ161) ومسلم (2/715)].

وينال المتحابون في الله كرامة ربهم وعنايته بهم، فيناديهم أمام الأشهاد لبيان ارتفاع درجاتهم وعظم شأنهم، ويمنحهم ظله الظليل الذي يكون الناس في أشد الحاجة إليه، جزاء وفاقاً،استظلوا بحبه وحب رسوله وعباده المؤمنين في الدنيا، فأظلهم بظله في الآخرة.
كمافي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يقول يوم القيامة: (أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي). [مسلم (4/988)].

والمؤمن الذي يحب أخاه المؤمن في الله، قد بشر بحب الله له وهو حي في الدنيا، قبل أن ينتقل إلى الدار الآخرة، كما روى أبو هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن رجلا زار أخاً له في قرية، فأرصد الله له على مدرجته، [أي أقعد له على طريقه] ملكاً، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عـز وجل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك، كما أحببته فيه). [مسلم (4/1988) ومعنى "تربها" تقوم بإصلاحها، وتنهض إليه بسببها].

والمحبة الخالصة في الله سبحانه وتعالى، عزيزة نادرة، لا توجد إلا لأولياءالله المتقين، الذين أخلصوا النية لله تعالى، في القول والعمل وجعلوه نصب أعينهم وقبلة قلوبهم، وإلا فأغلب الناس لا يحب أخاه إلا لما يرجوه منه من نفع.
وأفضل المحبين من أحب أخاه المؤمن لمصلحة دينية، كتعليم العلم والإرشاد إلى طاعة الله ونحوها، وأفضل هؤلاء من جرد محبته لأخيه المؤمن لوجه الله الكريم، وإذا تمكنت محبةالمؤمنين بعضهم لبعض من قلوبهم، ساد بينهم الأمن والاطمئنان ورفرفت على ربوعهم السعادة، لأن المحب يسعى في صلاح من يحب وجلب الخير له، ودفع ما يضره عنه، كل واحدمنهم آمن ومأمون.

ولما كان الأحبة يأمن بعضهم بعضا،ً شرع للمرء إذا أحبأخاه أن يخبره بذلك، لتزداد الألفة ويتمكن الأمن في قلب أخيه، فقد روى أنس بن مالك،رضي الله عنه، أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر به رجل، فقال: يارسول الله، إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أعلمته)؟ قال: لا،قال: (أعلمه)، قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له. [أبو داود (5/344) وهو في شرح السنة للبغوي (13/66ـ67) قال المحشي عليه: إسناده حسن].

(83)

المبحث الثاني: التزاور والتواصل.

إن زيارة المسلم لأخيه المسلم،قاصداً بها وجه الله، من القِرَب التي يحبها الله ويحب فاعلها، وقد سبق قريباً قصةالرجل الذي أرصد الله له ملكاً على مدرجته عندما زار أخاً له في الله.

وروىمعاذ بن جبل رضي الله عنه للرجل الذي قال له: (والله إني لأحبك في الله) فقال لهبعد أن استحلفه أبْشِر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال اللهتبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ،والمتباذلين فيّ) [الموطأ (2/953ـ954) وقال محققه محمد فؤاد عبد الباقي: هذا الحديثصحيح، قال الحاكم على شرط الشيخين، وقال ابن عبد البر: هذا إسناد صحيح]..

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذاعاد المسلم أخاه أو زاره، قال الله تبارك وتعالى: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت في الجنةمنزلا". [المسند (2/326) والترمذي (4/365) وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجة (1/464) وقال محقق شرح السنة للبغوي: وفي سنده أبو سنان عيسى ابن سنان، وهو لينالحديث، ومع ذلك فقد صححه ابن حبان].

وقال الإمام أبو محمد الحسين بن مسعودالبغوي، رحمه الله: قلت: "زيارة الأخوان مستحبة، وينظر الزائر في ذلك، فإن رأى أخاهيحب زيارته ويأنس به، أكثر زيارته والجلوس عنده، وإن رآه مشتغلاً بعمل، أو رآه يحبالخلوة، يقل زيارته، حتى لا يشغله عن عمله، وكذلك عائد المريض، لا يطيل الجلوسعنده، إلا أن يكون المريض يستأنس به. [شرح السنة (13/59)].

وزيارة المريض قدحث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي من الزيارات التي تزيد في المحبة بين الزائر والمزور وأهله، لما فيها من المواساة وإشعار المريض بالعناية به ومتابعةأحواله وتمني زوال ما به، وقد أمر بعيادة المريض الرسول صلى الله عليه وسلم وعدهامن حقوق المسلم على أخيه.
روى البراء رضي الله عنه، قال: "أمرنا رسول الله صلىالله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع: أمرنا باتباع الجنائز وعيادة المريض... " الحديث [البخاري (2/70) ومسلم (3/1635)]..

وروى أبو هريرة رضي الله عنه،قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (حق المسلم على المسلم خمس: ردالسلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس). [البخاري (2/70) ومسلم (4/1704)].

وروى ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: (من عاد مريضاً، لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع". [مسلم (4/1989) والمراد بخرفة الجنة: ما يخترف من ثمارها كما يخترف من النخل حين يدرك، راجعالحاشية على الحديث في مسلم].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودالمرضى مع أصحابه، ليكون قدوة بفعله، معط أمره بذلك كما روى عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، قال:
كنا جلوسا مع رسول صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل من الأنصار، فسلم عليه، ثم أدبر الأنصاري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أخاالأنصار كيف أخي سعد بن عبادة)؟ فقال: صالح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يعوده منكم)؟ فقام وقمنا معه، ونحن بضعة عشر، ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانسولا قمص: نمشى في تلك السباخ، حتى جئناه، فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين معه. [مسلم (2/637)].

ولا يعلم قيمةالزيارة وعيادة المريض إلا من كابد الوحشة في صحته أو مرضه، فبقي وحيدا لا يسأل عنه أحد، وما أكثر هذا في بلاد الكفر، وفي بعض البلدان الإسلامية التي ابتعد أهلها عن آداب الإسلام.

(84)

المبحث الثالث:
الدعوة إلى الطعام وإجابتها:

ومن السنن المشروعة الجالبة للمحبة، أن يصنع المسلم طعاماً ويدعو إليه من قدر على دعوتهمن إخوانه لتناوله، وبخاصة في المناسبات، كوليمة العرس، والذبح عن المولود، وهو مايسمى بالعقيقة أو عند الحاجات، كالسنة المجدبة التي يحتاج فيها الناس إلى الطعام أكثر من غيرها، وليقدم في مثلها من هم أكثر حاجة من سواهم.

فقد كان رسولالله صلى الله عليه وسلم، يأمر من تزوج من أصحابه أن يولم، كما روى أنس بن مالك،رضي الله عنه، قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف، وتزوج امرأةمن الأنصار: (كم أصدقتها)؟ قال: وزن نواة من ذهب… – وقال له -: (أولم ولو بشاة). [البخاري (6/142) ومسلم (2/2042ـ1043)].

وكان هو صلى الله عليه وسلم، إذاتزوج أولم ودعا أصحابه لتناول الطعام، كما روى أنس – أيضا -: "ما أولم رسول اللهصلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما أولم على زينب، أولم بشاة". [البخاري (6/142) ومسلم (2/1048ـ1049)].
وفي رواية: "أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم،حين بنى بزينب ابنة جحش، فأشبع الناس خبزاً ولحماً". [البخاري (6/26) ومسلم (2/1046)].
وأمر صلى الله عليه وسلم بإجابة الدعوة، كما في حديث عبد الله بن عمررضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعي أحدكم إلىالوليمة فليأتها).
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يأتي الدعوة في العرس وغيرالعرس، ويأتيها وهو صائم". [البخاري (6/143ـ144].

ووصف أبو هريرة، رضي الله عنه من دعي فلم يجب إلى طعام الوليمة بالعصيان، فكان يقول: " بئس الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الأغنياء ويترك المساكين، فمن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله". [البخاري (6/144) ومسلم (2/1054)].
ويؤخذ من هذا أن ينبغي لمن أولم أن يدعو لوليمته المحتاجين، لما في ذلك من إشباع الجائع، وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه من فقراء الصحابة الذين يحتاجون إلى الرعاية وسد الحاجة، ولذلك كان يشعر بما فيدعوة الأغنياء وترك الفقراء.

وكان الصحابة، رضي الله عنهم، إذا علم أحدهمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جائع صنعوا له الطعام ودعوه، فيجيب ويدعو أصحابه الذين يعلم أنهم محتاجون إلى الطعام مثله، كما في قصة الخندق، إذ رآه جابر رضي الله عنه وهو جائع، فعاد إلى امرأته، فأمرها أن تصنع له طعاماً، ليدعوه، وكان عنده صاع من شعير وشاة صغيرة، فأخذت هي في صنع الطعام.
وذهب جابر، فسارَّ رسول الله صلىالله عليه وسلم، ليأتي مع نفر قليل معه لتناول الطعام، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الخندق، وهم ألف، وبارك الله في شاة جابر.
فكانت كما قال جابررضي الله عنه: "فاقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي،وإن عجيننا ليخبز كما هو" [البخاري (5/45ـ47) ومسلم (1610ـ1611)].

ففي أمره صلى الله عليه وسلم بالوليمة، وإجابة الدعوة، وكونه هو صلى الله عليه وسلم كان يولم ويدعو للناس فيأكلون حتى يشبعوا، وإذا صنع أصحابه طعاماً دعوه فأجاب، ودعا معه غيره، ما يدل على أن السنة أن يكون ذلك دأب المسلمين، لما فيه من إطعام الجائع وإدخال السرور على الداعي والمدعو معاً.
وقد جعل صلى الله عليه وسلم إطعام الطعام من الأمور المفضلة في الإسلام.
روى عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أنرجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأالسلام على من عرفت ومن لم تعرف). [البخاري (1/9) ومسلم (1/659)].
وينبغي أن يدعو المسلم أخاه المسلم دعوة خاصة به لتناول الطعام عنده إذا أحس أن في نفسه عليه شيئاً، لإزالة ما في نفسه.

(85)

المبحث الرابع:
إعانة المحتاجين والضعفاء:

إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق متفاوتين في القوة والضعف وفاضل بينهم في الرزق، والعادة أن الضعيف يحتاج إلىالقوي، والفقير يحتاج إلى الغني، والمريض يحتاج إلى الصحيح، والجاهل بصنعةٍ مَّايحتاج إلى العالم بها، وهكذا...
وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتعاون على البروالتقوى، ونهى عن التعاون على الإثم والعدوان، والذي يحتاج أخوه إلى إعانته اليوم،قد يحتاج هو إلى إعانة أخيه غداً، وإعانة كل واحد أخاه في قضاء حاجته، تعد من شكرالله تعالى على نعمه، إذ جعله قادراً على ذلك، فعلى البدن زكاة كالمال، وكذلك العلم.

روى أبو بردة عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (على كل مسلم صدقة) فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: (يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق) قالوا: فإن لم يجد؟ قال: (يعين ذا الحاجة الملهوف) قالوا: فان لم يجد؟ قال: (فليعمل بالمعروف، ويمسك عن الشر، فإنها له صدقة). [البخاري (2/121) ومسلم (2/699)].

والذي يقضي حاجة أخيه في الدنيا يقضي الله حاجته يوم القيامة،عندما يكون أحوج إليها من حاجة أخيه في الدنيا.
وقضاء الحاجات هو مقتضى الأخوةالإسلامية، روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماًستره الله يوم القيامة ). [البخاري (3/98) ومسلم (4/1696)].

وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إعانة الصانع في صنعته، أو الصناعة لمن لا يتقن الصنعة، من أفضل الأعمال التي يتقرب بها إلى الله، كما روى أبو ذر رضي الله عنه، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: (إيمان بالله وجهاد في سبيله) قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: (أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها) قلت: فإن لم أفعل؟ قال: (تعين صانعاً، أو تصنع لأخرق) قال: فإن لم أفعل؟ قال: (تدع الناس من الشر، فإنها صدقةتصدق بها على نفسك). [البخاري (3/117) ومسلم (1/88ـ89)].
وهذا الحديث يوضح أن تربية المجتمع في الإسلام تقوم على فعل الخير وترك الشر، وهذا هو الأمن الذي ينشده العالم كله، ولا يمكن أن يجده إلا في التربية الإسلامية.
ولقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى قرب كافل اليتيم منه في الجنة، كما روى سهل بن سعد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وقال بإصبعيه السبابة والوسطى. [البخاري (7/76) ومسلم (4/2287)].
وكفالة اليتيم شاملة لتربيته والقيام بتعليمه وإصلاحه، وإصلاح أمواله وحفظها، وعدم الاعتداء عليها أو التفريط فيها، وشاملة كذلك للإنفاق عليه إذا لم يكن له مال، ولطف معاملته والرفق به، وقدأبرز الله العناية به في كتابه، فقال تعالى في حفظ ماله: ((وآتوا اليتامى أمواله مولا تتبدلوا الخبيث بالطيب، ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباًكبيراً)). [النساء:2].

وقال تعالى: ((وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبرواومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف، فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا)). [النساء:6].
وقال تعالى في إطعامه والإنفاق عليه: ((فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبةيتيماً ذا مقربة)). [البلد: 11ـ15].
جعل تعالى الإنفاق على اليتيم وإطعامه في وقت المجاعة من أسباب قطع الطريق الصعب إلى الله تعالى. [راجع الجامع لأحكام القرآن (20/66)].

ومثل اليتيم المسكين والأرملة ونحوهما، كما قال تعالى: ((أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة)) [البلد: 15ـ16].
والسعي على الأرملة والمسكين وسد حاجتهما، نوع من الجهاد في سبيل الله ومن العبادة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، كالصلاة والصيام، كما روى صفوان بن سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أوكالذي يصوم النهار ويقوم الليل). [البخاري (7/76)].
وفي رواية من حديث أبي هريرة: (كالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر). [البخاري (7/77) ومسلم (4/2286)].

والمقصود أن إعانة المحتاج من الأمور التي يجب أن يربى عليهاالمجتمع، وهي غير منحصرة، فقد يحتاج المريض إلى الإسعاف، ويحتاج من ضعفت دابته، أوتعطل مركوبه من سيارة أو غيرها، إلى إعانة بنقله أو بإصلاح مركوبه، وقد يحتاج حاملالشيء الثقيل إلى حمله له، وقد يحتاج من فقد ماله إلى إعانة وهكذا...
فالحاجاتغير متناهية، والإعانة مطلوبة في كل حال، والناس يختلفون في القدرة على الإعانة،فقد يكون بعضهم قادراً على شيء، والآخر قادراً على شيء آخر، فعلى كل واحد أن يعين المحتاجين حسب طاقته.
وتأمل حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل سلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم يعين الرجل في دابته، يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة،ودل الطريق صدقة). [البخاري (3/224) ومسلم (7/699)].

(86)

المبحث الخامس: إفشاء السلام:

السلام تحية المؤمنين، وأفضلها أن يقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويجوز أن يقال: السلام عليكم ورحمة الله،أو السلام عليكم، والثانية أفضل من الثالثة.
قال تعالى: ((وإذا حيبتم بتحيةفحيوا بأحسن منها أو ردوها، إن الله كان على كل شيء حسيبا)). [النساء:86].
وروىابن جرير عن سلمان الفارسي، رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليهوسلم، فقال: السلام عليك يا رسول الله فقال: (وعليك ورحمة الله) ثم جاء آخر، فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وعليك ورحمة الله وبركاته) ثم جاء آخر، فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة اللهوبركاته، فقال له: (وعليك) فقال له الرجل: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي أتاك فلانوفلان، فسلما عليك، فرددت عليهما أكثر مما رددت عليّ؟ فقال: (إنك لم تدع لنا شيئاً،قال الله: ((وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها)) فرددناها عليك). [جامع البيان عن تأويل آي القرآن (5/190)].
وقال ابن كثير، رحمه الله – بعد أن ذكر ماأورده ابن جرير عن سلمان -:
"وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسولالله صلى الله عليه وسلم.

ثم ذكر ما رواه الإمام أحمد بسنده عن عمران بنحصين، أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم يا رسولالله" فرد عليه ثم جلس، فقال: (عشر) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله يارسول الله، فرد عليه، ثم جلس، فقال: (عشرون) ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمةالله وبركاته، فرد عليه، ثم جلس، فقال: (ثلاثون) وكذا رواه أبو داود عن محمد بنكثير، وأخرجه الترمذي والنسائي والبزار من حديثه ". [تفسير القرآن العظيم (1/531) وأبو داود (5/379ـ380) والترمذي (5/52ـ53) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذاالوجه].

والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، كما قال تعالى: ((هو الله الذيلا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن..)) [الحشر:23].
قال الإمام البخاري -رضي الله عنه: باب السلام اسم من أسماء الله تعالى ((وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسنمنها أو ردَوها)) ثم ساق بسنده حديث عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: كنا إذاصلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم، قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام علىجبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلمأقبل علينا بوجهه.
فقال: (إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلامعلينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماءوالأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير بعد منالكلام ما شاء). [البخاري (7/127) ومسلم (1/301ـ302)].

والذي يستعرض آيات القران الكريم التي ورد فيها ذكر السلام، يوقن بأنه أعظم تحية منحها الله عباده الصالحين في الدنيا والآخرة، فهي التحية التي أسبغها الله على رسله الكرام.
كماقال تعالى: ((سلام على نوح ني العالمين)) [الصافات:79]. (سلام على موسى وهارون)، [الصافات:120]. ((سلام على آل يس))، [الصافات:130]. ((وسلام على المرسلين)). [الصافات:181].
وهي تحية رسل الله في السماوات ورسله في الأرض، كما قال تعالى: ((ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى، قالوا سلاماً قال سلام، فما لبث أن جاء بعج لحنيذ))، [هود:69]. ((هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالواسلاماً قال سلامٌ قوم منكرون)). [الذاريات:24ـ25].

وهي تحية رسل الله في الأرض وأتباعهم من المؤمنين، كما قال تعالى: ((وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقلسلام عليكم)). [الأنعام:54].
وهي تحية أصحاب الأعراف لأهل الجنة: ((ونادواأصحاب الجنة أن سلام عليكم)). [الأعراف:46].

وهي تحية الملائكة في الآخرةلأهل الجنة، كما قال تعالى: ((جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبىالدار))، [الرعد:23ـ24]. ((الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلواالجنة بما كنتم تعملون)). [النحل:32].
((وسيق الذين اتقوا إلى الجنة زمرا حتىإذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)). [الزمر:83].

وفي الجنة يكرم الله عباده المؤمنين، فلا يسمعون لغو الكلامالذي كانوا يسمعونه في الدنيا فيؤذيهم، وإنما يسمعون هذه الكلمة المحبوبة: ((لايسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما)). [الواقعة: 25ـ26].
وهيتحيتهم التي لزموها في الدنيا فكانت تحيتهم في الجنة: ((إن الذين آمنوا وعملواالصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيهاسبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وأخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين))، [يونس: 10].
((وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدينفيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام))، [إبراهيم:23].
((تحيتهم يوم يلقونه سلاموأعد لهم أجراً كريماً)). [الأحزاب: 44].

وإن تحية أكرم الله تعالى بهاعباده من الملائكة والرسل وأتباعهم في الحياة الدنيا والآخرة، وجعلها تحية المصلين لأنفسهم ولإخوانهم من عباد الله الصالحين، إن هذه التحية التي هذه منزلتها عند الله وعند أوليائه، لجديرة بالالتزام والنشر ولا يليق بالمؤمن أن يستبدل بها غيرها، وهي من الأسباب العظيمة الجالبة للمحبة والألفة والأمن والاطمئنان.
كما روى أبوهريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتىتؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشواالسلام بينكم). [مسلم (1/24)].
فإذا كان دخول الجنة مشروطاً بالإيمان، ومن لوازم الإيمان المحبة، وإفشاء السلام من أسبابها، فهل يليق بالمسلم أن يفرط في السلام؟

وقد شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم إفشاء السلام بين المؤمنين،بحيث لا يلتقي اثنان أو أكثر على أي حال من الأحوال التي يشرع فيها ذكر الله إلاحيا بعضهم بعضاً، فالماشي يسلم على القاعد، والراكب يسلم على الماشي، والقليل يسلم على الكثير، والصغير يسلم على الكبير، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد،والقليل على الكثير) [البخاري (7/127) ومسلم (4/603)]. وفي رواية من حديث له: "يسلمالصغير على الكبير". [البخاري (7/127)].

ويسن أيضا أن يسلم الكبير علىالصغير، لأنه قد يغفل هو عن البدء بالسلام، وفي ذلك قدوة له وتربية، تأمل كيف أثرسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض صبيان المدينة، فما كان ينسى أصحابهذلك، بل كانوا يفعلونه كما حفظوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى ثابت البناني رحمه الله عن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ". [البخاري (7/131) ومسلم (4/1708) وكان أنس من صغار الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي خدمه عشرسنين].

وإن المسلم حين يلقى المسلم فيسلم عليه، ليزيل بذلك الوحشة من بينهما، ويفتح باب إقبال أحدهما على الآخر وشعوره بالألفة والمحبة، بل يشعر كل منهما بالأمن مع أخيه، ولذلك ترى - غالباً - الابتسامة والبشر على وجوه من بدأوابالسلام أو ردوه، بخلاف ما إذا التقى اثنان فأكثر، فلم يسلم أحد على أحد، فإنك ترىوجوههم عابسة غير طلقة، وكل منهم لا يشعر بذلك الأمن والاطمئنان الذي يشعر به المُسَلِّم والمُسَلَّم عليه.

ولقد أهمل كثير من المسلمين هذه التحية، إذتجد الرجل يمر بأخيه وجها لوجه، فلا يحييه بها، وترى الابن يلتقي بأبيه فلا يسلم عليه، بل الأدهى من ذلك أن تسمع المسلم يفشي تحية الكفار بلغتهم ويهمل تحيةالإسلام، وقد ابتلى الله المسلمين بالعداوة والبغضاء ونزع من نفوسهم محبة بعضهم بعضاً، وجعلهم يعيشون عيشة خوف بعضهم من بعض، بدلاً من عيشة الأمن والسلام التي تضمنتها تحية الإسلام، فلا حول ولا قوة إلا بالله العليالعظيم.
منقول


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: تربية المجتمع || الكاتب: المتوكل || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jvfdm hgl[jlu




jvfdm hgl[jlu jvfdm hgl[jlu



 

قديم 29-11-2011   #2


الصورة الرمزية independent
independent غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 353
 تاريخ التسجيل :  07 - 09 - 2011
 أخر زيارة : 02-04-2022 (11:56 AM)
 المشاركات : 0 [ + ]
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Black
رد: تربية المجتمع



بارك الله فيك
معلوماات مفيده سلمت يمنااك
إمتناني لسموك



 

قديم 30-11-2011   #3


الصورة الرمزية Mesho Al-najmi
Mesho Al-najmi غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 76
 تاريخ التسجيل :  26 - 05 - 2011
 أخر زيارة : 06-03-2013 (03:59 PM)
 المشاركات : 2,662 [ + ]
 التقييم :  223
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أنآ إ بٍ الفطًرً رُ رٍ آإ تممميزتْ
فلآ إ تححًآولوُ وٍ نْ تقليدٍيْ ـ
لوني المفضل : Black
رد: تربية المجتمع



موضوع مفيد
يعطيك العافيه



 
 توقيع : Mesho Al-najmi



قديم 30-11-2011   #4
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى عضو دائم في مجلس ادارة المنتدى داعم لصندوق المنتدى


الصورة الرمزية Ghupir JR
Ghupir JR غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 47
 تاريخ التسجيل :  19 - 05 - 2011
 أخر زيارة : 18-02-2016 (01:39 PM)
 المشاركات : 8,350 [ + ]
 التقييم :  437
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تربية المجتمع



مبدع بنقلك يا متوكل ..... جزاك الله خيراً ...



 

قديم 30-11-2011   #5
مـراقب سابق


الصورة الرمزية ابو عبدالعزيز
ابو عبدالعزيز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18
 تاريخ التسجيل :  14 - 05 - 2011
 أخر زيارة : 08-05-2015 (01:57 PM)
 المشاركات : 1,967 [ + ]
 التقييم :  421
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
رد: تربية المجتمع



موضوعك رائع ومفيد جدا يعطيك العافية على هذا الطرح لاعدمناك اخي المتوكل



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الواقع في المجتمع ابوجابر منتدى الحوار والنقاشات 3 08-04-2013 08:13 PM
تربية الطفل تربية صحيحه حكاية عالم الطفل 5 19-03-2013 08:30 AM
المجتمع مع الشباب ابوجابر المنتدى العام 4 12-03-2013 01:05 PM
ترتيب الفرق + ترتيب الهدافين | دوري زين السعودي للمحترفين 2012 -2011 | بعد الجوله 25 أبو إياد كرة القدم السعوديه 8 11-04-2012 05:07 PM
ترتيب الفرق + ترتيب الهدافين | دوري زين السعودي للمحترفين 2012 -2011 | بعد الجوله 20 أبو إياد منتدى الرياضة المتنوعة 3 17-02-2012 01:52 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 09:44 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant