روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ: الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير،ُ فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوْ الْكَاهِنِ فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ فَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنْ السَّمَاءِ.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالك بالعراف نفسه؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وصناعة التنجيم التي مضمونها الأحكام والتأثير، وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، والتمزيج بين القوى الفلكية والقوابل الأرضية: صناعة محرمة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين في جميع الملل، قال الله تعالى: وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طـه:69].
وقال: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ [النساء:50].
قال عمر وغيره: 6الجبت السحر.
للنجوم منازل وللسماء بروج وللكواكب فلك تدور فيه كل ذلك بحسبان وما من شيء إلا يسبح لله ومنهم من يسجد لله ويستأذن مستعين بالله ومن الله يستمد قوته ويحافظ على مستواه وإلا يتيه في الكون حتى يلتهمه من هو أقوى منه وقد خلق الله لكل شيء شيء أخر يحتويه في مساره ومجراه . فيجب على المسلم أن يوقن بالله ولا يذهب للعرافين والمنجمين والسحرة لكي يعرف برجه بماله وما عليه وقد شاهدت من الناس مخضرمين من يدعي بذلك فيتوافق قوله مع ما سيحدث ثم يكتسب شهره فوق شهرته ويجرون معه المقابلات واللقاءات وكأنه قد علم من غيب السموات والأرض وهو أجهل من أن يشار إليه بالبنان بأنه جاهل لا يعرف حقيقة محيطه وما سيجري له دون غيره .
بروج السماء تحرسها الملائكة منذ مولد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم . ولم يعد مستطاع الشياطين استراق السمع منها مثل ماكنوا يفعلون في قديم الزمان . وما يقومون به المنجمون هو حسبة بعلوم قديمة مثل حسبة تحول الرياح فيعرفون تحول الرياح وكذلك يعرفون تحول أحوال صاحب البرج حسب ميلاده باليوم والساعة ذلك لم يعد غيباً إنما توقع قد يحصل او يتغير حسب مشيئة الله مثله مثل تغير الرياح في علم الأرصاد الجوية كما تسمعون وتشاهدون أن الأرصاد الجوية بما لها من إمكانات لا تستطيع أن تجزم بتغير الجو كما تتوقع بل لها توقعها والعلم عند الله فلا أحد يستطيع أن يتوقع مالم يكن وإنما المتوقع كله حول ما قد كان ويجري حسب جريانه ليكون مثل الرياح وتحولها من منخفض لمرتفع وعكس .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك