الحب, ببالغ, فلا
الحب, ببالغ, فلا
الحب------------------- فلا تبالغ
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}
-قال صلى الله علية وسلم- :
((أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وأَبْغَضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا)).
أنَّ الإنسان يجب عليه أن يكون وسطًا في كل شيء،
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾
و "خير الأمور الوسط، وحب التناهي غلط".
-أن يكون وسطًا في الحب وفي البغض، لا ينبغي للمسلم أن يكون حبّه مبالغًا فيه خشية أن ينقلب يومًا ما إلى ضِدِّه، والعكس بالعكس : أن لا يكون بغضه شديدًا لاحتمال أن يصير هذا البغيض يومًا ما حبيبًا.
-فأصل هذا الحديث وغايته واضح جدًا؛ وهو:
الاعتدال في الخير وفي الشر، في الخير وفي الشر؛ وأكبر دليل على ذلك قوله عليه السَّلام:
((فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))،
- ففي قصة الرهط الذين جاؤوا إلى أزواج النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وسألوهنَّ عن عبادته، عن قيامِه، وصيامه، وإتيانه لنسائه؛ فأخبرنهم بما يعلمن من ذلك من الاعتدال أنَّ الرسول عليه السلام يقوم الليل وينام، ويصوم ويفطر، ويتزوج النساء.
أمَّا أولئك الرَّهط فقد غلوا فتعاهدوا بينهم أحدهم يقول:
أنا أقوم الدهر، أقوم وأصوم الدهر فلا أفطر،
والآخر يعيش راهبًا -ولا رهبانية في الإسلام-؛ فقال:
فلما علم صلى الله علية وسلم من مخالفتهم لسنتة فى الوسطية
((أَمَّا إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ،
أَمَّا إِنِّي أَقُومُ اللَّيْلَ وَأَنَامُ،
وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ،
فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)).
هذا هو الاعتدال في العبادة؛ والحبُّ في الله عبادة، والبغض في الله عبادة؛
ولكن لا يجوز المغالاة في ذلك خشية أن ينقلب الأمر إلى نقيضه،
ومن جاوز حد الشيء وصل إلى نقيضه ولا شك.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}
وكما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطا
، أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم.
وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها.
وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى
: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}
-وفي التنزيل : {قَالَ أَوْسَطُهُمْ }
ووسط الوادي : خير موضع فيه وأكثره كلأ وماء.
ولما كان الوسط مجانبا للغلو والتقصير كان محمودا ،
أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم ، ولا قصروا تقصير اليهود في أنبيائهم.
-وفيه عن علي رضي الله عنه :
"عليكم بالنمط الأوسط ، فإليه ينزل العالي ، وإليه يرتفع النازل".
وفلان من أوسط قومه ، وإنه لواسطة قومه ، ووسط قومه ، أي من خيارهم وأهل الحسب منهم. .
، أي لأن تكونوا. {شُهَدَاءَ}
أي في المحشر للأنبياء على أممهم ،
كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"يدعى نوح عليه السلام يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال لأمته هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير
فيشهدون أنه قد بلغ ويكون الرسول عليكم شهيدا
فذلك قوله عز وجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ويكون الرسول عليكم شهيدا} .
يشهد بعضكم على بعض بعد الموت ،
كما ثبت في صحيح مسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين مرت به جنازة فأثني عليها خير فقال :
ثم مر عليه بأخرى فأثني عليها شر فقال :
. فقال عمر : فدى لك أبي وأمي ، مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت : "وجبت وجبت وجبت " ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت :
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض".
وتلا : {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } .
أنبأنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه بما أنعم علينا من تفضيله لنا باسم العدالة وتولية خطير الشهادة على جميع خلقه ، فجعلنا أولا مكانا وإن كنا آخرا زمانا
وهذا دليل على أنه لا يشهد إلا العدول ، ولا ينفذ قول الغير على الغير إلا أن يكون عدلا
: وفيه دليل على صحة الإجماع ووجوب الحكم به
، لأنهم إذا كانوا عدولا شهدوا على الناس. فكل عصر شهيد على من بعده ،
فقول الصحابة حجة وشاهد على التابعين
، وقول التابعين على من بعدهم.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
منتديات الحقلة
منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها
hgpf tgh jfhgy ffhgy
hgpf tgh jfhgy ffhgy hgpf tgh jfhgy ffhgy