يحتضن ملعب "نوفو دى بوردو"، فى السادسة مساءً، المباراة التى تجمع بين منتخبى النمسا والمجر، ضمن منافسات المجموعة السادسة، فى بطولة كأس الأمم الأوروبية، المقامة حالياً فى فرنسا، بمواجهة يصعب التهكن بهوية الفائز، فى ظل التقارب الشديد فى المستوى الفنى بين المنتخبين. ويشارك المنتخب النمساوى فى بطولة كأس الأمم الأوروبية، للمرة الثانية فى تاريخه، بعدما سبق وأن شارك فى نسخة وحيدة عام 2008، عندما قامت بتنظيم البطولة بالاشتراك مع سويسرا، فيما يشارك المنتخب المجرى فى البطولة القارية للمرة الثالثة فى تاريخه.
بحث ملوك ال هابسبورغ عن حل للحفاظ على الإمبراطورية النمساوية في عام 1867، وحينها اتفقوا مع نبلاء المجر على تسوية، نتج عنها الإمبراطورية النمساوية – المجرية، وهي التي حفظت للمجر حكماً ذاتياً، وينضوي تحتها 11 عرقاً، 9 لغات و 3 جيوش وعاصمتين.
وبعد 50 عاماً من الوحدة، و4 أباطرة، تفككت الإمبراطورية في 1918، إثر الحرب العالمية الأولى بسبب الخلافات الطاحنة بين أقلياتها القومية، وبعد التفكك انتمت الأقاليم إلى القوة العظمى، وتشكل حالياً جزءاً من أو كامل أراضي 13 دولة في القارة العجوز.
وبسبب الحكم الذاتي للمجر في عصر الإمبراطورية كان لها اتحاد كروي مستقل كما كان للنمسا اتحاد آخر، ولعب المنتخبان مباراتهما الرسمية الاولى ضد بعضهم البعض عام 1902، عندما فازت النمسا بخماسية نظيفة، وبعدها بتسعة أعوام انطلقت واحدة من أقدم مسابقات الدوري المحلي في أوروبا .. الدوري النمساوي.
وتأهلت النمسا إلى نهائيات كأس العالم 1938، لكن قبل أربعة أشهر من انطلاق البطولة دخل النازيون الألمان البلاد واستحوذوا على الحكومة وأعلن هتلر في الثالث عشر من مارس ما أسماه إعادة توحيد بلاده.
حُلّ الاتحاد الكروي النمساوي ما أدى لانسحابه من كأس العالم ليشارك المنتخب الألماني كونه يمثل الأراضي النمساوية السابقة، شهدت محاصصة بمشاركة خمسة لاعبين من النمسا مقابل ستة من ألمانيا، وأتبع ذلك خروج الفريق من الدور الأول أمام سويسرا.
اختفى منتخب النمسا من الخارطة الكروية حتى عام 1945 عندما استقلت البلاد من جديد، وبحلول ذلك الوقت كان العديد من نجوم البلاد قد غادروا دون عودة.
النمسا لا تملك أي لقب كبير لكنها تسجل فرحة كلما هزمت الجار الالماني كما فعلت في مونديال 1978 وحرمنته من لعب مباراة المركز الثالث انذاك.
وفي المقابل، عاشت الكرة في المجر عصرا ذهبيا في الخمسينات بتالق في الالعاب الاولمبية ووصافة كاس العالم 1954 اكن
دخلت دبابات السوفيت الى بودابست بعدها بعامين وتفرق النجوم في أرجاء اوروبا وصنع بعضهم مجدا خاصا كبوشكاش مع ريال مدريد لكن المنتخب بقي يعاني رغم فوز تاريخي على السلفادرو 10-1 في مونديال اسبانيا وبعدها باربعة أعوام قابلها هزيمة بسداسية أمام الاتحاد السوفيتي في مونديال المكسيك.
وبسبب الوحدة المؤقتة والجوار الجغرافي فإن النمسا والمجر هما ثاني أكثر المنتخبات خوضا لمواجهات دولية فيما بينهما بعد الأرجنتين والأورغواي بواقع 136 مباراة، لكن منذ عام 1985 لم يلتق المنتخبان في أي مباراة رسمية، وبعدها التقيا 9 مرات ودياً، آخرها قبل عقد كامل.
مدرّب المنتخب المجري بيرند شتورك يتحدث عن الظهور الأول لبلاده في اليورو بعد 44 عاماً من الغياب.
قال بيرند شتورك مدرب المجر إن فريقه سيسعى لإثبات أن ظهوره الأول في بطولة أوروبا لكرة القدم في 44 عاماً لم يكن ضربة حظ عندما يلتقي مع الجارة النمسا في افتتاح مبارياتهما بالمجموعة السادسة غداً الثلاثاء.
وتعود آخر مشاركة للمجر - وصيف بطل العالم 1954 في جيلها الذهبي- إلى عام 1972 عندما كانت أربعة منتخبات فقط تشارك في نهائيات بطولة اوروبا.
ومن المتوقع أن تعاني المجر - التي تأهلت اخر مرة لكأس العالم قبل 30 عاماً- في المجموعة السادسة التي تضم أيضاً البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو وأيسلندا.
وقال شتورك للصحفيين: "نريد إثبات أن وجودناهنا ليس مصادفة، لقد عملنا بجدية.. ونريد إظهار أننا نستحق التأهل".
وأضاف شتورك أن عودة المجر للبطولات الكبرى بعد آخر مشاركة في كأس العالم 1986 لا تخيفه خاصة بعد الفوز على النرويج مرتين في ملحق التصفيات.
وقال المدرب الألماني: "بالنسبة لنا هي مباراة تاريخية لأننا عدنا النمسا والمجرإلى البطولات الكبرى.. رغم أن الفريقين التقيا من قبل أكثر مما تقابل أي فريقين آخرين في قارة أوروبا".
واعترف شتورك بأن المجر الطرف الأضعف لكن هذا الشعور يريح لاعبيه.
وأضاف: "لم يتغير أي شيء وبالتأكيد نريد مواجهة النمسا بنفس المستوى من الأداء، لكن نظرياً عندما ترى أين يلعب هؤلاء تدرك دورنا في المباراة. نحن مفعمون بالثقة وسنتحدى النمسا".
وسيخوض شتورك المباراة بدون المهاجم جيرجو لوفرينتشيتش (27 عاماً) الذي أصيب في التدريب أمس الأحد ومن المتوقع غيابه عن المباراة الافتتاحية.
وقال المدرب عن لوفرينتشيتش: "يعاني من إصابة في ركبته ولا نعلم بعد هل سيظل معنا أم لا".
ومن المرجح أيضاً غياب المدافع تاماش كادر عن مباراة النمسا بعد إصابته.
تقام مباراتان مساء اليوم الثلاثاء في بطولة كأس أوروبا "يورو 2016"، وذلك في ختام مباريات الجولة الأولى ضمن المجموعة السادسة والأخيرة من البطولة، وذلك على النحو الآتي:
يلتقي المنتخبان النمساوي والمجري اللذان يفتقدان خبرة البطولات الكبيرة؛ إذ شارك المنتخب النمساوي في يورو 2008 عندما استضافت بلاده البطولة بالتنظيم المشترك مع الجارة سويسرا، لكنه يخوض البطولة الأوروبية الآن للمرة الثانية فقط في تاريخه، وهي المرة الأولى التي يخوض فيها البطولة بنجاحه عبر التصفيات.
وفي المقابل، يخوض المنتخب المجري البطولة الأوروبية للمرة الثالثة في تاريخه، لكنها الأولى منذ 1972.
البرتغال x أيسلندا.. (الساعة الـ10 مساء)
يلتقي المنتخب البرتغالي نظيره الأيسلندي. يمتلك المنتخب البرتغالي الخبرة الكافية بالبطولة؛ إذ بلغ المربع الذهبي على الأقل في ثلاث من آخر أربع نسخ سابقة من البطولة الأوروبية، بما فيها النسخة التي استضافتها بلادهعام 2004، وبلغ فيها المباراة النهائية، لكنه خسرها أمام المنتخب اليوناني.
ويشارك المنتخب الأيسلندي للمرة الأولى في البطولات الكبيرة، ويعتمد على فريق يضم بعض النجوم البارزين الذين يتجمعون الآن حول هدف واحد، هو التألق في هذه التجربة الجديدة عليهم.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
14-06-2016
