عدد الضغطات : 9,176عدد الضغطات : 6,681عدد الضغطات : 6,399عدد الضغطات : 5,609
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ذات مساء مساحه خاصه لكم (آخر رد :محمد الجابر)       :: مؤلم ... (آخر رد :محمد الجابر)       :: ...بم‘ـــآآآذآ تفــكــــر الآن ... (آخر رد :محمد الجابر)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :محمد الجابر)       :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 26-08-2022   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ [البقرة: 212]



﴾, ﴿, 212], لِلَّذِينَ, الدُّنْيَا, الْحَيَاةَ, زُيِّنَ, [البقرة:, كَفَرُوا

﴾, ﴿, 212], لِلَّذِينَ, الدُّنْيَا, الْحَيَاةَ, زُيِّنَ, [البقرة:, كَفَرُوا

﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا [البقرة: 212]

﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [البقرة: 212].

ومناسبة هذه الآية لما قبلها في قوله تعالى: ﴿ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [البقرة: 211] أنه لما ذكر أن بني إسرائيل أتتهم آيات واضحة من الله تعالى، وأنهم بدَّلوا، أخبر أن سبب ذلك التبديل هو الركون إلى الدنيا، والاستبشار بها، وتزيينها لهم، فلبني إسرائيل من هذه الآية أكبر حظٍّ؛ لأنهم كانوا يشترون بآيات الله ثمنًا قليلًا، ويكذبون على كتاب الله، فيكتبون ما شاءوا لينالوا حظًّا خسيسًا من حظوظ الدنيا، ويقولون: ﴿ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [البقرة: 79].

﴿ زُيِّنَ ﴾: جَعْلُ الشَّيْءِ زَيْنًا، والزين: شدة الحسن، ومعنى تزيين الحياة لهم، إما أن ما خلق زينًا في الدنيا قد تمكن من نفوسهم واشتد توغلهم في استحسانه؛ لأن الأشياء الزينة هي حسنة في أعين جميع الناس، فلا يختص الذين كفروا بجعلها لهم زينة كما هو مقتضى قوله: ﴿ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾؛ فإن اللام تشعر بالاختصاص، وإما ترويج تزيينها في نفوسهم بدعوة شيطانية تحسن ما ليس بالحسن، والمزيِّن على المعنى الأول هو الله تعالى إلا أنهم أفرطوا في الإقبال على الزينة، والمزيِّن على المعنى الثاني هو الشيطان ودعاته.

قال ابن عثيمين: والمزَيِّن إما أن يكون الله، كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ [النمل: 4]؛ وإما أن يكون الشيطان؛ لقوله تعالى: ﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ [النمل: 24]؛ ولا منافاة بين الأمرين؛ فإن الله زين لهم سوء أعمالهم؛ لأنهم أساءوا، كما يفيده قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف: 5]، والتزيين من الله باعتبار التقدير؛ أما الذي باشر التزيين، ووسوس لهم بذلك فهو الشيطان.

﴿ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾: ذمهم وحذر من خلقهم، ولهذا لزم حمل التزيين على تزيين يعد ذمًّا، فلزم أن يكون المراد منه تزيينًا مشوبًا بما يجعل تلك الزينة مذمة، وإلا فإن أصل تزيين الحياة الدنيا المقتضي للرغبة فيما هو زين أمر ليس بمذموم إذا روعي فيه ما أوصى الله برعيه، قال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ [الأعراف: 32].

قال ابن عاشور رحمه الله: وقد استقريْتُ مواقع التزيين المذموم فحصرتها في ثلاثة أنواع:
الأول: ما ليس بزين أصلًا لا ذاتًا ولا صفة؛ لأن جمعيه ذم وأذى؛ ولكنه زين للناس بأوهام وخواطر شيطانية وتخيُّلات شعرية؛ كالخمر.
الثاني: ما هو زين حقيقة؛ لكن له عواقب تجعله ضرًّا وأذًى؛ كالزنا.
الثالث: ما هو زين؛ لكنه يحف به ما يصيره ذميمًا؛ كنجدة الظالم.

وفي الآية انخداع الكافرين بالحياة الدنيا؛ وأنهم عاشقون لها، وأنها هي همهم، وغرضهم؛ لأن ما زين للشخص فلا بد أن يكون الشخص مهتمًّا به طالبًا له.

وأن المؤمنين ليست الدنيا في أعينهم شيئًا؛ ولهذا كان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رأى ما يعجبه في الدنيا يقول: ((لَبَّيْكَ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة))؛ [البيهقي]؛ لتوجيه النفس إلى إجابة الله؛ لا إلى إجابة رغبتها، ثم يقنع النفس أيضًا: أني ما صددتك وأجبت الرب عزَّ وجلَّ إلا لخير؛ لأن العيش عيش الآخرة.

والعجيب أن من طلب عيش الآخرة طاب له عيش الدنيا، ومن طلب عيش الدنيا ضاعت عليه الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر: 15]؛ هذه هي الخسارة، خسروا أنفسهم؛ لأن مآلهم النار- والعياذ بالله- وأهلوهم أيضًا الذين في النار لا يهتم بعضهم ببعض؛ كُلٌّ- والعياذ بالله- شقيٌّ فيما هو فيه، والحاصل أنا نقول: ينبغي لكل إنسان حين يرى في الدنيا ما يعجبه أن يقول كما قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

﴿ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾: مأخوذة من الدنو الذي هو ضد العلو، ووصفت هذه الحياة بالدنيا لوجهين: الأول: دنوُّ مرتبتها، الثاني: سبقها على الآخرة، فهي أدنى منها لقربها، ودنوُّ منزلتها؛ أما قربها وهو سبقها على الآخرة فظاهر معلوم لكل أحد؛ وأما دنوُّ مرتبتها؛ فلقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لموضِعُ سوطٍ في الجنةِ خيرٌ من الدنيا وما فيها))؛ [أحمد]، وموضع السوط مقدار متر تقريبًا.

وتزيينه تعالى إياها لهم بما وضع في طباعهم من المحبة لها، فيصير في نفوسهم ميل ورغبة فيها، أو بالشهوات التي خلقها فيهم، وإليه أشار بقوله: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ [آل عمران: 14] الآية، وبما أحكمه من مصنوعاته وأتقنه وحسنه، فأعجبهم بهجتها، واستمالت قلوبهم فمالوا إليها كلية، وأعطوها من الرغبة فوق ما تستحقه.


قال أبو بكر الصدِّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حين قدم عليه بالمال، قال: "اللهُمَّ إنَّا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا".

وفي الآية: حقارة الدنيا؛ لوصفها بالدنيا، وهي من الدنوِّ زمنًا ورتبة؛ زمنًا؛ لأنها قبل الآخرة؛ ورتبة؛ لأنها قليل بالنسبة للآخرة؛ ولهذا لا تجد في الدنيا حال سرور إلا مشوبًا بتنغيص قبله وبعده؛ لكن هذا التنغيص بالنسبة للمؤمن خير؛ لأن له فيه أجرًا، كما أخبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله: ((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ))؛ [مسلم]، والمؤمن إذا ابتُلي بالبلاء الجسمي، أو النفسي يقول: هذه نعمة من الله يكفِّر الله بها عني سيئاتي، فإذا أحس هذا الإحساس صار هذا الألم نعمة؛ لأن الإنسان خطَّاء دائمًا؛ وهذه الأشياء لا شك أنها- والحمد لله- تكفير للسيئات، فإن صبر واحتسب صارت رفعة للدرجات؛ فالآلام، والبلايا، والهم، والغم، تكفيرٌ بكل حال؛ ولكن مع الصبر والاحتساب تكون عملًا صالحًا يُثاب عليه، ويؤجر عليه.

﴿ وَيَسْخَرُونَ ﴾: يستهزئون، ﴿ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وذلك لفقرهم، أو لضعفهم وقلة عددهم، أو لاتباعهم لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو لاتهامهم إياهم أنهم مصدِّقون لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وهذه حالة أعجب من التي قبلها؛ وهي حالة التناهي في الغرور؛ إذ لم يقتصروا على افتتانهم بزهرة الحياة الدنيا حتى سخروا بمن لم ينسج على منوالهم من المؤمنين الذين تركوا كثيرًا من زهرة الحياة الدنيا لما هداهم الدين إلى وجوب ترك ذلك في أحوال وأنواع تنطوي على خبائث.

ووجه سخريتهم بالمؤمنين أنهم احتقروا رأيهم في إعراضهم عن اللذات؛ لامتثال أمر الرسول، وَأَفَّنُوهم في ذلك وَرَأَوْهُمْ قد أضاعوا حظوظهم وراء أوهام باطلة؛ لأن الكفار اعتقدوا أن ما مضى من حياتهم في غير نعمة قد ضاع عليهم؛ إذ لا خلود في الدنيا ولا حياة بعدها، فالسخرية ناشئة عن تزيين الحياة عندهم.

ولم يبين هنا كيفية سخرية هؤلاء الكفار من هؤلاء المؤمنين؛ ولكنه بيَّن في موضع آخر أن منها: الضحك منهم والتغامز، في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ [المطففين: 29، 30].

وصدرت الأولى بالفعل الماضي ﴿ زُيِّنَ ﴾؛ لأنه أمر مفروغ منه، وهو تركيب طباعهم على محبة الدنيا، فليس أمرًا متجدِّدًا، فالماضي يدل على التحقق، وصدرت الثانية بالمضارع ﴿ وَيَسْخَرُونَ ﴾؛ لأنها حالة تتجدَّد كل عصر ووقت، فالمضارع يفيد التجدد، والشيء الراسخ في النفس لا تفتر عن تكريره.

﴿ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ ﴾: المؤمنون الذين سخر منهم الذين كفروا؛ لأن أولئك المؤمنين كانوا متقين، وكان مقتضى الظاهر أن يقال: "وهم فوقهم"؛ لكن عدل عن الإضمار إلى اسم ظاهر؛ لدفع إيهام أن يغتر الكافرون بأن الضمير عائد إليهم، ويضموا إليه كذبًا وتلفيقًا.

وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ ﴾؛ ليظهر أن السعادة الكبرى لا تحصل إلا للمؤمن المتقي، ولتبعث المؤمن على التقوى، وليزول قلق التكرار لو قال: "والذين آمنوا"؛ لأن قبله: "الذين آمنوا".

أيضًا قوله: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ ﴾؛ لقصد التنبيه على مزية التقوى، وكونها سببًا عظيمًا في هذه الفوقية، على عادة القرآن في انتهاز فرص الهدى والإرشاد ليفيد فضل المؤمنين على الذين كفروا، ويُنبِّه المؤمنين على وجوب التقوى لتكون سببَ تفوقهم على الذين كفروا يوم القيامة، وأما المؤمنون غير المتقين فليس من غرض القرآن أن يعبأ بذكر حالهم ليكونوا دومًا بين شدة الخوف وقليل الرجاء، وهذه عادة القرآن في مثل هذا المقام.

والآية تعريض بأن غير المتقين لا تظهر مزيتهم يوم القيامة؛ وإنما تظهر بعد ذلك؛ لأن يوم القيامة هو مبدأ أيام الجزاء، فغير المتقين لا يظهر لهم التفوق يومئذٍ، ولا يدركه الكفار بالحس، قال تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة: 24]، نعم تظهر مزيتهم بعد انقضاء ما قدر لهم من العذاب على الذنوب.

﴿ فَوْقَهُمْ فوقية تشريف، ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قيدت بيوم القيامة تنصيصًا على دوامها؛ لأن ذلك اليوم هو مبدأ الحياة الأبدية.

ولم يبين هنا طبيعة فوقية هؤلاء المؤمنين على هؤلاء الكفرة؛ ولكنه بيَّن ذلك في مواضع أخرى؛ كقوله تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ [المطففين: 34، 35]، وقوله: ﴿ أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ [الأعراف: 49]، فالقيامة قال الله تعالى فيها: ﴿ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ [الواقعة: 3]؛ لأن المؤمنين في عليين، والكفار في سجِّين.

﴿ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾؛ أي: بغير نهاية؛ لأن ما لا يتناهى خارج عن الحساب، أو يكون المعنى: أن بعضها ثواب وبعضها تفضيل محض، فهو بغير حساب.

وقد شاعت هذه الكناية في كلام العرب كما شاع عندهم أن يقولوا: "يُعدُّون بالأصابع ويحيط بها العَدُّ" كناية عن القلة، ومنه قولهم: "شيء لا يُحصى"؛ ولذلك صح أن ينفى الحساب هنا عن أمر لا يعقل حسابه؛ وهو الفوقية.

وهو تذييل قصد منه تعظيم تشريف المؤمنين يوم القيامة؛ لأن التذييل لا بد أن يكون مرتبطًا بما قبله، فالسامع يعلم من هذا التذييل معنى محذوفًا تقديره: والذين اتقوا فوقهم فوقية عظيمة لا يحيط بها الوصف؛ لأنها فوقية منحوها من فضل الله، وفضل الله لا نهاية له، ولأن سخرية الذين كفروا بالذين آمنوا أنهم سخروا بفقراء المؤمنين لإقلالهم.

وبيَّن أن ما يفعله من ذلك ويرزقه إياه إنما هو راجع لمشيئته السابقة، وأنه لا يحاسبه أحد، ولا يحاسب نفسه على ما يعطي؛ لأن ذلك لا يكون إلَّا لمن يخاف نفاد ما عنده.

وفي الصحيح عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا [لا ينقصها] نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ [سحَّ المطَرُ: سالَ وتدفَّقَ] اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ! فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ)).

وفي الآية إثبات المشيئة لله، وكل ما في الكون واقع بمشيئة الله؛ والمشيئة تختلف عن الإرادة بأنها لا تنقسم إلى كونية، وشرعية؛ بل هي كونية محضة؛ فما شاء الله كان؛ وما لم يشأ لم يكن سواء كان مما يحبه، أو مما لا يحبه؛ قوله تعالى: ﴿ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ [الأنعام: 39]، فهذا لا يحبه؛ وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الأنعام: 39]، فهذا يحبه.

وكل فعل علَّقَه الله بالمشيئة فإنه مقرون بالحكمة، ودليل ذلك سمعي، وعقلي؛ فمن السمع: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [الإنسان: 30]؛ فدلَّ هذا على أن مشيئته مقرونةٌ بالحكمة، وأما العقل فلأن الله سبحانه وتعالى سمَّى نفسَه «حكيمًا»؛ والحكيم لا يصدر منه شيء إلا وهو موافق للحكمة.





الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





﴿ .Ed~AkQ gAg~Q`AdkQ ;QtQvE,h hgXpQdQhmE hg]~EkXdQh Fhgfrvm: 212D ﴿ 212D gAg~Q`AdkQ hg]~EkXdQh hgXpQdQhmQ .Ed~AkQ Fhgfrvm:




﴿ .Ed~AkQ gAg~Q`AdkQ ;QtQvE,h hgXpQdQhmE hg]~EkXdQh ﴾ Fhgfrvm: 212D ﴿ 212D gAg~Q`AdkQ hg]~EkXdQh hgXpQdQhmQ .Ed~AkQ Fhgfrvm: ﴿ .Ed~AkQ gAg~Q`AdkQ ;QtQvE,h hgXpQdQhmE hg]~EkXdQh ﴾ Fhgfrvm: 212D ﴿ 212D gAg~Q`AdkQ hg]~EkXdQh hgXpQdQhmQ .Ed~AkQ Fhgfrvm:



 

قديم 29-08-2022   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ [البقرة: 212]



جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
, ﴿, 212], لِلَّذِينَ, الدُّنْيَا, الْحَيَاةَ, زُيِّنَ, [البقرة:, كَفَرُوا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143] ッ ѕмιℓє المنتدى الاسلامي العام 1 21-01-2021 01:23 PM
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 14-11-2020 12:30 PM
﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 03-11-2019 06:13 PM
ما معنى قول الله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ﴾؟ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 9 10-03-2016 03:54 PM
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 5 29-08-2015 02:42 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:11 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant