أبيات, العلم
أبيات, العلم
وَفِي النَّاسِ مِنْ ظُلْمُ الْوَرَى عَادَةً لَهُ ** وَيَنْشُرُ أَعْذَارًا بِهَا يَتَأَوَّلُ
جَرِيءٌ عَلَى أَكْلِ الْحَرَامِ وَيَدَّعِي ** بِأَنَّ لَهُ فِي حِلِّ ذَلِكَ مَحْمَلُ
فَيَا آكِلَ الْمَالِ الْحَرَامِ ابن لَنَا ** بِأَيِّ كِتَابٍ حَلَّ مَا أَنْتَ تَأْكُلُ
أَلَمْ تَدْرِ أَنَّ اللهَ يَدْرِي بِمَا جَرَى ** وَبَيْنَ الْبَرَايَا فِي الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ
حَنَانِيكَ لا تَظْلِمْ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ** وَبِالْبَعْثِ عَمَّا قَدْ تَوَلَّيْتُ تُسْأَلُ
وَتَوَقَّفُ لِلْمَظْلُومِ يَأْخُذُ حَقَّهُ ** فَيَأْخُذُ يَوْمَ الْعَرْضِ مَا كُنْتُ تَعْمَلُ
وَيَأْخَذُ مِنْ وِرْزٍ لِمَنْ قَدْ ظَلَمْتَه ** فَيُوضَعُ فَوْقَ الظُّهْرِ مِنْكَ وَيَجْعَلُ
فَيَأْخُذْ مِنْكَ اللهَ مَظْلَمَةَ الَّذِي ** ظَلَمْتَ سَرِيعًا عَاجِلاً لا يُؤَجَّلُ
تَفِرُّ مِن الْخَصْمِ الَّذِي قَدْ ظَلَمْتَهُ ** وَأَنْتَ مُخَوَّفٌ مُوجَفُ الْقَلْبِ مُوجَلُ
تَفِرُّ فَلا يُغْنِي الْفِرَارُ مِن الْقَضَا ** وَإِنْ تَتَوَجَّلْ لا يُفِيدُ التَّوَجُّلُ
فَيَقْتَصُّ مِنْكَ الْحَقَّ مَنْ قَدْ ظَلَمْتَهُ ** بَلا رَأْفَةٍ كَلا وَلا مِنْكَ يَخْجَلُ
وحكي أن الرشيد حبس أبا العتاهية فكتب على جدار الحبس:
أَمَا وَاللهِ إِنَّ الظُّلْمَ شُؤْمٌ ** وَمَا زَالَ الْمُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانَ يَوْمَ الدِّينِ نَمْضِي ** وَعِنْدَ اللهِ تَجْتَمِعُ الْخُصُومُ
سَتَعْلَمُ فِي الْحِسَابِ إِذَا الْتَقَيْنَا ** غَدًا عِنْدَ الْمَلِيكِ مَنْ الظَّلُومُ
تَنَامُ وَلَمْ تَنَمْ عَنْكَ الْمَنَايَا ** تَنَبَهْ لِلْمَنِيَّةِ يَا نَؤُومُ
لَهَوْتَ عَن الْفَنَاءِ وَأَنْتَ تَفْنَى ** وَمَا حَيٌّ عَلَى الدُّنْيَا يَدُومُ
تَرُومُ الْخُلْدُ فِي دَارِ الْمَنَايَا ** وَكَمْ قَدْ رَامَ غَيْرُكَ مَا تَرُومُ
سَلِ الأَيَّامَ عَنْ أُمَمٍ تَقَضَّتْ ** سَتُخْبِرُكَ الْمَعَالِمُ وَالرُّسُومُ
فأخبر الرشيد بذَلِكَ فَبَكَى بكاءً شديدًا ودعًا أبا العتاهية فأستحله ووهب له ألف دينارٍ لحبسه من غير موجبٍ شرعي.
مَا دَارُ دُنْيَا لِلْمُقِيمِ بِدَارِ ** وَبِهَا النُّفُوسُ فَرِيسَةُ الأَقْدَارِ
مَا بَيْنَ لَيْلٍ عَاكِفٍ وَنَهَارِهِ ** نَفَسَانِ مُرْتَشِفَانِ لِلأَعْمَارِ
طُولُ الْحَيَاةِ إِذَا مَضَى كَقَصِيرِهَا ** وَاليسْرُ لِلإِنْسَانِ كَالإِعْسَارِ
وَالْعَيْشُ يَعْقِبُ بِالْمَرَارَةِ حُلْوَهُ ** وَالصَّفْوُ فِيهِ مُخَلَّفُ الأَكْدَارِ
وَكَأَنَّمَا تَقْضِي بُنِيَّاتُ الرِّدَى ** لِفَنَائِنَا وَطْرًا مِن الأَوْطَارِ
وَالْمَرْءُ كَالطَّيْفِ الْمُطِيفِ وَعُمْرُهُ ** كَالنَّوْمُ بَيْنَ الْفَجْرِ وَالأَسْحَارِ
خَطْبٌ تَضَاءَلَتَ الْخُطُوبُ لِهَوْلِهِ ** أَخْطَارُهُ تَعْلُو عَلَى الأَخْطَارِ
نُلْقِي الصَّوَارِمَ وَالرِّمَاحَ لِهَوْلِهِ ** وَنَلُوذُ مِنْ حَرْبٍ إِلَى اسْتِشْعَارِ
إِنَّ الَّذِينَ بَنُوا مَشِيدًا وَانْثَنَوْا ** يَسْعُونَ سَعْي الْفَاتِكِ الْجَبَّارِ
سَلَبُوا النَّضَارَةَ وَالنَّعِيمَ فَأَصْبَحُوا ** مُتَوَسِّدِينَ وَسَائِدَ الأَحْجَارِ
تَرَكُوا دِيَارَهُمُ عَلَى أَعْدَاهِم ** وَتَوَسَّدُوا مَدَرًا بِغَيْرِ دِثَارِ
خَلَطَ الْحِمَامُ قَوِيَّهمُ بِضَعِيفِهِمْ ** وَغَنِيَّهمُ سَاوَى بِذِي الأَقْتَارِ
وَالْخَوْفُ يُعْجِلُنا عَلَى آثَارِهِمْ ** لا بُدَّ مِنْ صُبْحِ الْمُجِدِّ السَّارِي
وَتَعَاقُبُ الْمَلَوَيْنِ فِينَا نَاثِرٌ ** بِأَكَرِّ مَا نَظَمَا مِن الأَعْمَار
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
Hfdhj td hg/gl
Hfdhj td hg/gl Hfdhj td hg/gl