تونس - الحسين بن الحاج نصر
لا زالت أزمة «نداء تونس» حزب الأغلبية الحاكم تلقي بظلالها على الوضع الداخلي للبلاد برغم المساعي التي تبذل من عديد الأطراف داخل وخارج هذا الحزب لإيجاد مخرج رغم شدة الخلافات التي هزت كيانه بفعل صراع الزعامات الذي أفقد الحزب ريادة المشهد السياسي وقيادة مرحلة التأسيس للجمهورية الثانية.
وكثيرا ما بشر الباجي قائد السبسي مؤسس الحزب بقيام جمهورية مختلفة على أسس ستجعل من تونس مثالا للوحدة والديمقراطية وحقوق الإنسان ينعم فيها المواطن بالأمن والأمان والعيش الكريم.
لكن يبدو أن الرياح تجري في هذا الحزب بغير المراد ما لم يحسم أمر الخلاف بعجل ولو بإجراء «مؤلم» لإيقاف النزيف الخطير الذي سيؤدي لا بالحزب فقط بل للبلاد إلى نفق مظلم خاصة وأن منظمات ومؤسسات دولية باتت على الخط.
حيث كشفت تقارير اخبارية أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومفوضية الاتحاد الأوروبي أبدوا خشية من الانقسامات التي يشهدها الحزب الحاكم وإمكانية تأثيرها على عمل الحكومة وإيفائها بتعهداتها الخاصة بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
وبحسب صحيفة التونسية فإن العديد من المؤسسات الدولية حذرت من خطورة الانقسام الحالي وتأثيره على دعم المجتمع الدولي لتونس حيث أكدت أنّها قد تراجع دعمها لتونس على خلفية إمكانية حصول أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة في صورة تواصل الاحتقان في «نداء تونس».
وتدخل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الزعيم المؤسس للحزب بات قاطعا بعد أن أعلن أن أزمة الحزب تجاوزت حدود الوطن وانعكاساتها على الوضع باتت خطيرة، وأكد عند استقباله للشق «الغاضب» أنه أوكل أمر للجنة 13 التي أعدت خارطة طريق لإصلاح ما فسد وأن من يريد مغادرة الحزب فله ذلك ولكن في كنف الاحترام التام.
وفهم من كلام الرئيس المؤسس عدم رضاه على ما أتاه الأمين العام للحزب المستقيل محسن مرزوق الذي تتهمه بعض الأطراف في الحزب ومن خارجه أيضا بتقسيم الحزب من أجل مآرب شخصية.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
29-12-2015
