بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة على سيدنا و حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
((
الإيمان بالله نور ))
الإيمان
بالله نور يشرق في القلب ،
فيشرق به هذا الكيان البشري المركب من الطينة الغليظة و من نفخة روح الله.
فإذا ما خلا من إشراق هذه النفخة ،
وإذا ما طمست فيه هذه الإشراقة
استحال طينة معتمة ،
طينة من لحم و دم كالبهيمة .
الإيمان
بالله نور تشرق به النفس ،
فترى الطريق ،
ترى الطريق واضحة إلى الله
لا يشوبها غبش و لا يحجبها ضباب .
غبش الأوهام و ضباب الخرافات.
أو غبش الشهوات و ضباب الأطماع
و متى رأت الطريق
سارت على هدى
لا تتعثر و لا تضطرب و لا تتردد
الإيمان
بالله نور تشرق به الحياة ،
فإذا الناس كلهم عباد متاسوون ،
تربط بينهم آصرتهم في الله
و تتمحض دينونتهم له دون سواه .
فلا ينقسمون إلى عبيد و طغاة ...
و تربطهم بالكون كله رابطة المعرفة ....
معرفة الناموس المسير لهذا الكون وما فيه ومن فيه
فإذا هم في سلام مع الكون وما فيه ومن فيه
الإيمان
بالله نور ،
نور العدل ، و نور الحرية و نور المعرفة ،
و نور الأنس بجوار الله
و الاطمئنان إلى عدله و رحمته و حكمته في السراء و الضراء
ذلك الاطمئنان الذي يستتبع الصبر في الضراء
و الشطر في السراء
على نور من إدراك الحكمة في البلاء.
و النفس التي تعيش هذا النور لا تخطئ الإدراك
و لا تخطئ التصور
و لا تخطئ السلوك
فهي على صراط مستقيم
<< صراط العزيز الحميد >>