وبين أرصفة الشوارع المتفرقة وتحت زخات المطر
أم بخمسة أطفال .. جعلت من عبائتها مضلة لهم
...وبيدها الرضيع يتجرع من ثديها قطرات المطر
التي يضنها حليب من صدرها ,,
,
وطفل ملتصق بقدميها قد جعلها وسادة ربانيةَ له ..
وطفله تنظر إلى قطة متجولة حول القمامة تلعق بقايا العظام
وتحاول تقليدها ...
وطفل يرفع يده للمارة يرتجي كسرة خبز تسد جوعه
يبللها بماء مستنقع
يصفيه بيده ..
وطفلها الكبير يجلس أمام أحذية المارة وبقطعة
قماش ينظفها ويكسب القليل
من المال وكأنة ملك الدنيا ..
نظرت وأطلت النظر ..
تأملت وأطلت التأمل ..
الوجوه تتكرر ..
المارة يذهبون ولا يرجعون
.. وهم كلوحة إعلانية لوجه الدنيا الأخر تًلُفًت مع مرور السنين
لا أحد يلتفت لهم ..
لا أحد يمد أيدي العون ...
ربما .. أنهم تعودوا على رؤية هذا الإعلان المتكرر..
ربما ..أصيبوا بذلك المرض المسمى بالعمى ...
ربما ... أنهم لا يبصرون ... لا يشعرون ... لا يتألمون
أو ربما .. ليسوا من البشر ,,,
بكيت حُرقة لما رأيت
سألت نفسي.... ما بالك .؟ وما بال من يملك حاجاتهم ؟
أين من يطلق عليهم الوفاء ؟
أين زعماء الحب ؟...أين هم ؟؟
أليس من المضحك أن ندعي أجمل الصفات وجوارحنا
تعلن أقبح الأفعال ؟؟
كثرة تساؤلات وزاد نحيبٌ في صدري
....
وبينما أنا هنا وهناك من تلك التساؤلات
إذا بصراخ طفلة صغيرة ..
أضاعت أمها .. وتكررت عيناها في المارة علها تجدها
.. وبعد ثواني قليله إذا بأمها تخرج من متجر
ومعها .. حلوى .. وتسارع في خطاها لاحتضانها ..
صرفت نظري عن تلك الطفلة ..
وعاودت النظر لتلك الأم ..\
ولكن ..
لا أم
لا رضيع
لا أطفال
لاشيء ... لاشيء
سوى عباءة مبلله وكسرة خبز وقطعة قماش
وعظام مفتته ..
وبينما عيناي تجول في البحث عنها ..\
إذا بيد تُربت على كتفي ..
أما زلتي تحلمين ؟؟
هيا وصل القطار ؟؟
نظرت وعيناي وجلتان يملؤها أسئلة كثيرة يخالطها الألم
حملت أمتعتي وجلست في المقعد الأخير
جمعت أنفاسي وشتات أفكاري
وبٍصمت رهيب جلست مع نفسي ()
وإذا بصوت هادئ ..
أنا هنا... أنا هيا روحك
نظرةُ يمنةً ويسرة
ولكن لاشيء سوى أنا ومسافرين أمثالي....
تكرر الصوت ..\
روحك هيا أنا ..
ورضيعي أحلامك البعيدة ..
وطفلي النائم خيالك الهادئ ..
وطفلي المتسول قلبكُ الصغير..
وفتاتي شقاوة دموعك ..
و أبني الأكبر طموحك ..
سكتُ لبرهة لأُعيدً نفسي من جديد ..
أبصرتُ حينها .. أن روحي هي من كانت تحت زخات المطر
والبشر من حولها ( كأشباح متكررة )يمرون ولا يعودون ..
أُحسن لأحدهم فيسيء..
أبكي لأجل أحدهم فيجعل دموعي على نفسي
أمد يدي فلا أجد لها شبيه يساندها ..
تمتمت الأم داخلي وقالت ..
كُفي ,,,كُفي عن عتاب نفسك
هذه الدنيا مليئة بأشباحً على هيئة بشر
كُفي عن التساؤلات يا حبيتي ..
وأغلقي عينيكِ..
للحظة انتظار ... يرويها لكِ أحدى صغاري
في كبره ....فقط ..
.
.
.
أغلقي عينيك َ
لانتظار أخر مبتور
***
.....
بفيــــض قلـــمي
..الأمــــــيرة..
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
طرح راق لى كثير
هذه هي سمو الاميره
صاحبت التميز الرائع
لاترضى سوا بالجمال
الطاغي على اركان متصصفحها
انتي ايتها الاميره شكرالكل حرف
تم نثره هناء انتي لكي لك التحايا
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
09-06-2013
الانتظار المبتور ..
