عدد الضغطات : 9,151عدد الضغطات : 6,657عدد الضغطات : 6,371عدد الضغطات : 5,588
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-11-2018   #39851
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏بشر بن المفضل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد بن ذكوان ‏ ‏عن ‏ ‏الربيع بنت معوذ ‏ ‏قالت ‏
‏أرسل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏غداة عاشوراء إلى قرى ‏ ‏الأنصار ‏ ‏من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من ‏ ‏العهن ‏ ‏فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله ( عن خالد بن ذكوان ) ‏
‏هو أبو الحسين المدني نزيل البصرة , وهو تابعي صغير " وليس له من الصحابة سماع من سوى الربيع بنت معوذ وهي من صغار الصحابة , ولم يخرج البخاري من حديثه عن غيرها . ‏

‏قوله ( عن الربيع ) ‏
‏في رواية مسلم من وجه آخر عن خالد " سألت الربيع " وهي بتشديد الياء مصغرا وأبوها بكسر الواو والتشديد بوزن معلم , وهو ابن عوف ويعرف بابن عفراء , يأتي ذكره في وقعة بدر من المغازي إن شاء الله تعالى . ‏

‏قوله ( أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار ) ‏
‏زاد مسلم " التي حول المدينة " وقد تقدم تسمية الرسول بذلك في " باب إذا نوى بالنهار صوما " . ‏

‏قوله ( صبياننا ) ‏
‏زاد مسلم " الصغار ونذهب بهم إلى المسجد " . ‏

‏قوله ( من العهن ) ‏
‏أي الصوف , وقد فسره المصنف في رواية المستملي في آخر الحديث , وقيل العهن الصوف المصبوغ . ‏

‏قوله ( أعطيناه فلك حتى يكون عند الإفطار ) ‏
‏هكذا رواه ابن خزيمة وابن حبان , ووقع في رواية مسلم " أعطيناه إياه عند الإفطار " وهو مشكل , ورواية البخاري توضح أنه سقط منه شيء , وقد رواه مسلم من وجه آخر عن خالد بن ذكوان فقال فيه " فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم " وهو يوضح صحة رواية البخاري . ووقع لمسلم شك في تقييده الصبيان بالصغار , وهو ثابت في " صحيح ابن خزيمة " وغيره , وتقييده بالصغار لا يخرج الكبار بل يدخلهم من باب الأولى , وأبلغ من ذلك ما جاء في حديث رزينة بفتح الراء وكسر الزاي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر مرضعاته في عاشوراء ورضعاء فاطمة فيتفل في أفواههم , ويأمر أمهاتهم أن لا يرضعن إلى الليل " أخرجه ابن خزيمة وتوقف في صحته , وإسناده لا بأس به , واستدل بهذا الحديث على أن عاشوراء كان فرضا قبل أن يفرض رمضان , وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في أول كتاب الصيام , وسيأتي الكلام على صيام عاشوراء بعد عشرين بابا , وفي الحديث حجة على مشروعية تمرين الصبيان على الصيام كما تقدم لأن من كان في مثل السن الذي ذكر في هذا الحديث فهو غير مكلف , وإنما صنع لهم ذلك للتمرين , وأغرب القرطبي فقال : لعل النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بذلك , ويبعد أن يكون أمر بذلك لأنه تعذيب صغير بعبادة غير متكررة في السنة , وما قدمناه من حديث رزينة يرد عليه , مع أن الصحيح عند أهل الحديث وأهل الأصول أن الصحابي إذا قال فعلنا كذا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حكمه الرفع لأن الظاهر اطلاعه صلى الله عليه وسلم على ذلك , وتقريرهم عليه مع توفر دواعيهم على سؤالهم إياه عن الأحكام , مع أن هذا مما لا مجال للاجتهاد فيه فما فعلوه إلا بتوقيف , والله أعلم .



 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2018   #39852
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏شعبة ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا ‏ ‏تواصلوا ‏ ‏قالوا إنك تواصل قال لست كأحد منكم إني أطعم وأسقى أو إني أبيت أطعم وأسقى ‏




فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله ( لا تواصلوا ) ‏
‏في رواية ابن خزيمة من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عن شعبة بهذا الإسناد " إياكم والوصال " ولأحمد من طريق همام عن قتادة " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال " . ‏

‏قوله ( قالوا إنك تواصل ) ‏
‏كذا في أكثر الأحاديث , وفي رواية أبي هريرة الآتية في أول الباب الذي يليه " فقال رجل من المسلمين " وكأن القائل واحد ونسب القول إلى الجميع لرضاهم به , ولم أقف على تسمية القائل في شيء من الطرق . ‏

‏قوله ( لست كأحد منكم ) ‏
‏في رواية الكشميهني " كأحدكم " وفي حديث ابن عمر " لست مثلكم " وفي حديث أبي سعيد " لست كهيئتكم " وفي حديث أبي زرعة عن أبي هريرة عند مسلم " لستم في ذلك مثلي " ونحوه في مرسل الحسن عند سعيد بن منصور , وفي حديث أبي هريرة في الباب بعده وأيكم مثلي " وهذا الاستفهام يفيد التوبيخ المشعر بالاستبعاد , وقوله " مثلي " أي على صفتي أو منزلتي من ربي . ‏

‏قوله ( إني أطعم وأسقى , أو إني أبيت أطعم وأسقى ) ‏
‏هذا الشك من شعبة , وقد رواه أحمد عن بهز عنه بلفظ " إنى أظل - أو قال - إني أبيت " وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بلفظ " إن ربي يطعمني ويسقيني " أخرجه الترمذي , وقد رواه ثابتا عن أنس كما سيأتي في " باب التمني " بلفظ " إني أظل يطعمني ربى ويسقيني " وبين في روايته سبب الحديث وهو أنه صلى الله عليه وسلم واصل في آخر الشهر فواصل ناس من أصحابه , فبلغه ذلك . وسيأتي نحوه في الكلام على حديث ابن عمر . ثاني الأحاديث حديث ابن عمر , أخرجه من طريق مالك عن نافع عنه .



 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2018   #39853
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏حدثني ‏ ‏ابن الهاد ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن خباب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أنه سمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لا ‏ ‏تواصلوا ‏ ‏فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى ‏ ‏السحر ‏ ‏قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال إني لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين



 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2018   #39854
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جعفر بن عون ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو العميس ‏ ‏عن ‏ ‏عون بن أبي جحيفة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏
‏آخى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بين ‏ ‏سلمان ‏ ‏وأبي الدرداء ‏ ‏فزار ‏ ‏سلمان ‏ ‏أبا الدرداء ‏ ‏فرأى ‏ ‏أم الدرداء ‏ ‏متبذلة ‏ ‏فقال لها ما شأنك قالت أخوك ‏ ‏أبو الدرداء ‏ ‏ليس له حاجة في الدنيا فجاء ‏ ‏أبو الدرداء ‏ ‏فصنع له طعاما فقال كل قال فإني صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل فلما كان الليل ذهب ‏ ‏أبو الدرداء ‏ ‏يقوم قال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر الليل قال ‏ ‏سلمان ‏ ‏قم الآن فصليا فقال له ‏ ‏سلمان ‏ ‏إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه فأتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فذكر ذلك له فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صدق ‏ ‏سلمان ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله ( حدثنا أبو العميس ) ‏
‏بمهملتين مصغر , اسمه عتبة ; ولم أر هذا الحديث إلا من روايته عن عون بن أبي جحيفة , ولا رأيت له راويا عنه إلا جعفر بن عون , وإلى تفردهما بذلك أشار البزار . ‏

‏قوله ( آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء ) ‏
‏ذكر أصحاب المغازي أن المؤاخاة بين الصحابة وقعت مرتين : الأولى قبل الهجرة بين المهاجرين خاصة على المواساة والمناصرة , فكان من ذلك أخوة زيد بن حارثة وحمزة بن عبد المطلب . ثم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار بعد أن هاجر وذلك بعد قدومه المدينة , وسيأتي في أول كتاب البيع حديث عبد الرحمن بن عوف " لما قدمنا المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع " وذكر الواقدي أن ذلك كان بعد قدومه صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر والمسجد يبنى , وقد سمى ابن إسحاق منهم جماعة منهم أبو ذر والمنذر بن عمرو , فأبو ذر مهاجري والمنذر أنصاري . وأنكره الواقدي لأن أبا ذر ما كان قدم المدينة بعد , وإنما قدمها بعد سنة ثلاث . وذكر ابن إسحاق أيضا الأخوة بين سلمان وأبي الدرداء كالذي هنا , وتعقبه الواقدي أيضا فيما حكاه ابن سعد أن سلمان إنما أسلم بعد وقعة أحد وأول مشاهده الخندق , والجواب عن ذلك كله أن التاريخ المذكور للهجرة الثانية هو ابتداء الأخوة , ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤاخي بين من يأتي بعد ذلك وهلم جرا , وليس باللازم أن تكون المؤاخاة وقعت دفعة واحدة حتى يرد هذا التعقب , فصح ما قاله ابن إسحاق وأيده هذا الخبر الذي في الصحيح وارتفع الإشكال بهذا التقرير ولله الحمد . واعترض الواقدي من جهة أخرى فروي عن الزهري أنه كان ينكر كل مؤاخاة وقعت بعد بدر يقول : قطعت بدر المواريث . قلت : وهذا لا يدفع المؤاخاة من أصلها , وإنما يدفع المؤاخاة المخصوصة التي كانت عقدت بينهم ليتوارثوا بها , فلا يلزم من نسخ التوارث المذكور أن لا تقع المؤاخاة بعد ذلك على المواساة ونحو ذلك . وقد جاء ذكر المؤاخاة بين سلمان وأبي الدرداء من طرق صحيحة غير هذه , وذكر البغوي في " معجم الصحابة " من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال " آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان " فذكر قصة لهما غير المذكورة هنا , وروى ابن سعد من طريق حميد بن هلال قال " آخى بين سلمان وأبي الدرداء فنزل سلمان الكوفة ونزل أبو الدرداء الشام " ورجاله ثقات . ‏

‏قوله ( فزار سلمان أبا الدرداء ) ‏
‏يعني في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فوجد أبا الدرداء غائبا . ‏

‏قوله ( متبذلة ) ‏
‏بفتح المثناة والموحدة وتشديد الذال المعجمة المكسورة أي لابسة ثياب البذلة بكسر الموحدة وسكون الذال وهي المهنة وزنا ومعنى , والمراد أنها تاركة للبس ثياب الزينة . وللكشميهني " مبتذلة " بتقديم الموحدة والتخفيف وزن مفتعلة والمعنى واحد . وفي ترجمة سلمان من " الحلية لأبي نعيم " بإسناد آخر إلى أم الدرداء عن أبي الدرداء أن سلمان دخل عليه فرأى امرأته رثة الهيئة فذر القصة مختصرة . وأم الدرداء هذه هي خيرة بفتح المعجمة وسكون التحتانية بنت أبي حدرد الأسلمية صحابية بنت صحابي , وحديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد وغيره , وماتت أم الدرداء هذه قبل أبي الدرداء , ولأبي الدرداء أيضا امرأة أخرى يقال لها أم الدرداء تابعية اسمها هجيمة عاشت بعده دهرا وروت عنه , وقد تقدم ذكرها في كتاب الصلاة . ‏

‏قوله ( فقال لها ما شأنك ) ‏
‏؟ زاد الترمذي في روايته عن محمد بن بشار شيخ البخاري فيه " يا أم الدرداء أمتبذلة ؟ " . ‏

‏قوله ( ليس له حاجة في الدنيا ) ‏
‏في رواية الدارقطني من وجه آخر عن جعفر بن عون " في نساء الدنيا " وزاد فيه ابن خزيمة عن يوسف بن موسى عن جعفر بن عون " يصوم النهار ويقوم الليل " . ‏

‏قوله ( فجاء أبو الدرداء فصنع له ) ‏
‏زاد الترمذي " فرحب بسلمان وقرب إليه طعاما " . ‏

‏قوله ( فقال له كل , قال فإني صائم ) ‏
‏كذا في رواية أبي ذر , والقائل " كل " هو سلمان والمقول له أبو الدرداء وهو المجيب بإني صائم , وفي رواية الترمذي " فقال كل فإني صائم " وعلى هذا فالقائل أبو الدرداء والمقول له سلمان وكلاهما يحتمل , والحاصل أن سلمان وهو الضيف أبى أن يأكل من طعام أبي الدرداء حتى يأكل معه , وغرضه أن يصرفه عن رأيه فيما يصنعه من جهد نفسه في العبادة وغير ذلك مما شكته إليه امرأته . ‏

‏قوله ( قال ما أنا بآكل حتى تأكل ) ‏
‏في رواية البزار عن محمد بن بشار شيخ البخاري فيه " فقال أقسمت عليك لتفطرن " وكذا رواه ابن خزيمة عن يوسف بن موسى , والدارقطني من طريق علي بن مسلم وغيره والطبراني من طريق أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة والعباس بن عبد العظيم , وابن حبان من طريق أبي خثيمة كلهم عن جعفر بن عون به , فكأن محمد بن بشار لم يذكر هذه الجملة لما حدث به البخاري , وبلغ البخاري ذلك من غيره فاستعمل هذه الزيادة في الترجمة مشيرا إلى صحتها وإن لم تقع في روايته , وقد أعاده البخاري في كتاب الأدب عن محمد بن بشار بهذا الإسناد ولم يذكرها أيضا , وأغنى بذلك عن قول بعض الشراح كابن المنير : إن القسم في هذا السياق مقدر قبل لفظ " ما أنا بآكل " كما قدر في قوله تعالى : ( وإن منكم إلا واردها ) وترجم المصنف في الأدب " باب صنع الطعام والتكلف للضعيف " وأشار بذلك إلى حديث يروى عن سلمان في النهي عن التكلف للضيف أخرجه أحمد وغيره بسند لين , والجمع بينهما أنه يقرب لضيفه ما عنده ولا يتكلف ما ليس عنده , فإن لم يكن عنده شيء فيسوغ حينئذ التكلف بالطبخ ونحوه . ‏

‏قوله ( فلما كان الليل ) ‏
‏أي في أوله , وفي رواية ابن خزيمة وغيره " ثم بات عنده " . ‏

‏قوله ( يقوم فقال نم ) ‏
‏في رواية الترمذي وغيره " فقال له سلمان نم " زاد ابن سعد من وجه آخر مرسل " فقال له أبو الدرداء أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي لربي " . ‏
‏قوله ( فلما كان في آخر الليل ) أي عند السحر , وكذا هو في رواية ابن خزيمة , وعند الترمذي " فلما كان عند الصبح " وللدارقطني " فلما كان في وجه الصبح " . ‏

‏قوله ( فصليا ) ‏
‏في رواية الطبراني " فقاما فتوضآ ثم ركعا ثم خرجا إلى الصلاة " . ‏

‏قوله ( ولأهلك عليك حقا ) ‏
‏زاد الترمذي وابن خزيمة " ولضيفك عليك حقا " زاد الدارقطني " فصم وأفطر , وصل ونم , وائت أهلك " . ‏

‏قوله ( فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ) ‏
‏في رواية الترمذي " فأتيا " بالتثنية , وفي رواية الدارقطني " ثم خرجا إلى الصلاة , فدنا أبو الدرداء ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالذي قال له سلمان , فقال له : يا أبا الدرداء إن لجسدك عليك حقا " مثل ما قال سلمان , ففي هذه الرواية أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إليهما بأنه علم بطريق الوحي ما دار بينهما , وليس ذلك في رواية محمد بن بشار , فيحتمل الجمع بين الأمرين أنه كاشفهما بذلك أولا ثم أطلعه أبو الدرداء على صورة الحال فقال له : صدق سلمان . وروى هذا الحديث الطبراني من وجه آخر عن محمد بن سيرين مرسلا فعين الليلة التي بات سلمان فيها عند أبي الدرداء ولفظه قال " كان أبو الدرداء يحيي ليلة الجمعة ويصوم يومها , فأتاه سلمان " فذكر القصة مختصرة وزاد في آخرها " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عويمر , سلمان أفقه منك " انتهى , وعويمر اسم أبي الدرداء . وفي رواية أبي نعيم المذكورة آنفا " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد أوتي سلمان من العلم " وفي رواية ابن سعد المذكورة " لقد أشبع سلمان علما " . وفي هذا الحديث من الفوائد مشروعية المؤاخاة في الله , وزيارة الإخوان والمبيت عندهم , وجواز مخاطبة الأجنبية , والسؤال عما يترتب عليه المصلحة وإن كان في الظاهر لا يتعلق بالسائل , وفيه النصح للمسلم وتنبيه من أغفل , وفيه فضل قيام آخر الليل , وفيه مشروعية تزين المرأة لزوجها , وثبوت حق المرأة على الزوج في حسن العشرة , وقد يؤخذ منه ثبوت حقها في الوطء لقوله " ولأهلك عليك حقا " ثم قال " وائت أهلك " وقرره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك . وفيه جواز النهي عن المستحبات إذا خشي أن ذلك يفضي إلى السآمة والملل وتفويت الحقوق المطلوبة الواجبة أو المندوبة الراجح فعلها على فعل المستحب المذكور , وإنما الوعيد الوارد على من نهى مصليا عن الصلاة مخصوص بمن نهاه ظلما وعدوانا . وفيه كراهية الحمل على النفس في العبادة , وسيأتي مزيد بيان لذلك في الكلام على حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص . وفيه جواز الفطر من صوم التطوع كما ترجم له المصنف , وهو قول الجمهور ولم يجعلوا عليه قضاء إلا أنه يستحب له ذلك , وروى عبد الرزاق عن ابن عباس أنه ضرب لذلك مثلا كمن ذهب بمال ليتصدق به ثم رجع ولم يتصدق به أو تصدق ببعضه وأمسك بعضه , ومن حجتهم حديث أم هانئ " أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهي صائمة فدعا بشراب فشرب , ثم ناولها فشربت , ثم سألته عن ذلك فقال : أكنت تقضين يوما من رمضان ؟ قالت لا , قال : فلا بأس " وفي رواية " إن كان من قضاء فصومي مكانه , وإن كان تطوعا فإن شئت فاقضه وإن شئت فلا تقضه , أخرجه أحمد والترمذي والنسائي , وله شاهد من حديث أبي سعيد تقدم ذكره في أول الباب . وعن مالك الجواز وعدم القضاء بعذر , والمنع وإثبات القضاء بغير عذر . وعن أبي حنيفة يلزمه القضاء مطلقا ذكره الطحاوي وغيره وشبه بمن أفسد حج التطوع فإن عليه قضاءه اتفاقا , وتعقب بأن الحج امتاز بأحكام لا يقاس غيره عليه فيها , فمن ذلك أن الحج يؤمر مفسده بالمضي في فاسده والصيام لا يؤمر مفسده بالمضي فيه فافترقا , ولأنه قياس في مقابلة النص فلا يعتبر به , وأغرب ابن عبد البر فنقل الإجماع على عدم وجوب القضاء عمن أفسد صومه بعذر , واحتج من أوجب القضاء بما روى الترمذي والنسائي من طريق جعفر بن برقان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت " كنت أنا وحفصة صائمتين , فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرتني إليه حفصة وكانت ببيت أبيها فقالت : يا رسول الله " فذكرت ذلك فقال " اقضيا يوما آخر مكانه " قال الترمذي : رواه ابن أبي حفصة وصالح بن أبي الأخضر عن الزهري مثل هذا , ورواه مالك ومعمر وزياد بن سعد وابن عيينة وغيرهم من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلا وهو أصح لأن ابن جريج ذكر أنه سأل الزهري عنه فقال : لم أسمع من عروة في هذا شيئا , ولكن سمعت من ناس عن بعض من سأل عائشة , فذكره ثم أسنده كذلك , وقال النسائي : هذا خطأ ; وقال ابن عيينة في روايته : سئل الزهري عنه أهو عن عروة ؟ فقال لا . وقال الخلال : اتفق الثقات على إرساله , وشذ من وصله . وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا . وقد رواه من لا يوثق به عن مالك موصولا ذكره الدارقطني في " غرائب مالك " , وبين مالك في روايته فقال : إن صيامهما كان تطوعا . وله من طريق أخرى عند أبي داود من طريق زميل عن عروة عن عائشة , وضعفه أحمد والبخاري والنسائي بجهالة حال زميل , وعلى تقدير أن يكون محفوظا فقد صح عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يفطر من صوم التطوع كما تقدمت الإشارة إليه في " باب من نوى بالنهار صوما " وزاد فيه بعضهم " فأكل ثم قال : لكن أصوم يوما مكانه " وقد ضعف النسائي هذه الزيادة وحكم بخطئها , وعلى تقدير الصحة فيجمع بينهما بحمل الأمر بالقضاء على الندب , وأما قول القرطبي : يجاب عن حديث أبي جحيفة بأن إفطار أبي الدرداء كان لقسم سلمان ولعذر الضيافة , فيتوقف على أن هذا العذر من الأعذار التي تبيح الإفطار , وقد نقل ابن التين عن مذهب مالك أنه لا يفطر لضيف نزل به ولا لمن حلف عليه بالطلاق والعتاق , وكذا لو حلف هو بالله ليفطرن كفر ولا يفطر , وسيأتي بعد أبواب من حديث أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما زار أم سليم لم يفطر " وكان صائما تطوعا , وقد أنصف ابن المنير في الحاشية فقال : ليس في تحريم الأكل في صورة النفل من غير عذر إلا الأدلة العامة كقوله تعالى ( ولا تبطلوا أعمالكم ) إلا أن الخاص يقدم على العام كحديث سلمان , وقول المهلب إن أبا الدرداء أفطر متأولا ومجتهدا فيكون معذورا فلا قضاء عليه لا ينطبق على مذهب مالك , فلو أفطر أحد بمثل عذر أبي الدرداء عنده لوجب عليه القضاء . ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم صوب فعل أبي الدرداء فترقى عن مذهب الصحابي إلى نص الرسول صلى الله عليه وسلم , وقد قال ابن عبد البر : ومن احتج في هذا بقوله تعالى ( ولا تبطلوا أعمالكم ) فهو جاهل بأقوال أهل العلم , فإن الأكثر على أن المراد بذلك النهي عن الرياء كأنه قال : لا تبطلوا أعمالكم بالرياء بل أخلصوها لله . وقال آخرون : لا تبطلوا أعمالكم بارتكاب الكبائر . ولو كان المراد بذلك النهي عن إبطال ما لم يفرضه الله عليه ولا أوجب على نفسه بنذر وغيره لامتنع عليه الإفطار إلا بما يبيح الفطر من الصوم الواجب وهم لا يقولون بذلك والله أعلم . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏هذه الترجمة التي فرغنا منها الآن أول أبواب التطوع , بدأ المصنف منها بحكم صوم التطوع هل يلزم تمامه بالدخول فيه أم لا ؟ ثم أورد بقية أبوابه على ما اختاره من الترتيب . ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2018   #39855
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏محمد بن مقاتل ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏الأوزاعي ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏يحيى بن أبي كثير ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبو سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عبد الله بن عمرو بن العاص ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏قال لي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل فقلت بلى يا رسول الله قال فلا تفعل ‏ ‏صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله فشددت فشدد علي قلت يا رسول الله إني أجد قوة قال فصم صيام نبي الله ‏ ‏داود ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏ولا تزد عليه قلت وما كان صيام نبي الله ‏ ‏داود ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏قال نصف الدهر فكان ‏ ‏عبد الله ‏ ‏يقول بعد ما كبر يا ليتني قبلت رخصة النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( أخبرنا عبد الله ) ‏
‏هو ابن المبارك . ‏

‏قوله : ( ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ) ‏
‏زاد مسلم من رواية عكرمة بن عمار عن يحيى " فقلت بلى يا نبي الله , ولم أرد بذلك إلا الخير " وفي الباب الذي يليه " أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت " وللنسائي من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة قال " قال لي عبد الله بن عمرو : يا ابن أخي إني قد كنت أجمعت على أن أجتهد اجتهادا شديدا , حتى قلت : " لأصومن الدهر ولأقرأن القرآن في كل ليلة " ويأتي في " فضائل القرآن " من طريق مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال " أنكحني أبي امرأة ذات حسب وكان يتعاهدها , فسألها عن بعلها فقالت : نعم الرجل من رجل , لم يطأ لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفا منذ أتيناه . فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : الفتى , فلقيته بعد " فذكر الحديث , زاد النسائي وابن خزيمة وسعيد بن منصور من طريق أخرى عن مجاهد " فوقع علي أبي فقال زوجتك امرأة فعضلتها وفعلت وفعلت وفعلت , قال فلم ألتفت إلى ذلك لما كانت لي من القوة , فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ألقني به , فأتيته معه " ولأحمد من هذا الوجه " ثم أنطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني " وسيأتي بعد أبواب من طريق أبي المليح عن عبد الله بن عمرو قال " ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم صومي , فدخل علي , فألقيت له وسادة " ويأتي بعد باب من طريق أبي العباس عن عبد الله بن عمرو " بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أسرد الصوم وأصلي الليل , فإما أرسل لي وإما لقيته " ويجمع بينهما بأن يكون عمرو توجه بابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه من غير أن يستوعب ما يريد من ذلك , ثم أتاه إلى بيته زيادة في التأكيد . ‏

‏قوله : ( فلا تفعل ) ‏
‏زاد بعد بابين " فإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين " الحديث , وقد تقدم تفسيره في كتاب التهجد , وزاد في رواية ابن خزيمة من طريق حصين عن مجاهد " إن لكل عامل شرة " وهو بكسر المعجمة وتشديد الراء " ولكل شرة فترة " فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى , ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك " . ‏

‏قوله : ( وإن لعينيك عليك حقا ) ‏
‏في رواية الكشميهني " لعينك " بالإفراد . ‏

‏قوله : ( وإن لزورك ) ‏
‏بفتح الزاي وسكون الواو لضيفك , والزور مصدر وضع موضع الاسم كصوم في موضع صائم ونوم في موضع نائم , ويقال للواحد والجمع والذكر والأنثى زور , قال ابن التين : ويحتمل أن يكون زور جمع زائر كركب جمع راكب وتجر جمع تاجر , زاد مسلم من طريق حسين المعلم عن يحيى " وإن لولدك عليك حقا " وزاد النسائي من طريق أبي إسماعيل عن يحيى " وإنه عسى أن يطول بك عمر " وفيه إشارة إلى ما وقع لعبد الله بن عمرو بعد ذلك من الكبر والضعف كما سيأتي . ‏

‏قوله : ( وإن بحسبك ) ‏
‏بإسكان السين المهملة أي كافيك والباء زائدة , ويأتي في الأدب من طريق حسين المعلم عن يحيى بلفظ " وإن من حسبك " . ‏

‏قوله : ( أن تصوم من كل شهر ) ‏
‏في رواية الكشميهني " في كل شهر " . ‏

‏( فإذن ذلك ) ‏
‏هو بتنوين إذن , وهي التي يجاب بها " إن " وكذا " لو " صريحا أو تقديرا , وإن هنا مقدرة كأنه قال : إن صمتها فإذن ذلك صوم الدهر , وروي بغير تنوين وهي للمفاجأة وفي توجيهها هنا تكلف . ‏

‏قوله : ( إني أجد قوة , قال فصم صيام نبي الله داود ) ‏
‏في هذه الرواية اختصار , فإن في رواية حسين المذكورة " فصم من كل جمعة ثلاثة أيام " ويأتي في الباب بعده " فصم يوما وأفطر يومين " وفي رواية أبي المليح " يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام , قلت يا رسول الله , قال خمسا , قلت يا رسول الله , قال سبعا , قلت يا رسول الله , قال تسعا , قلت يا رسول الله , قال إحدى عشرة " . واستدل به عياض على تقديم الوتر على جميع الأمور , وفيه نظر لما في رواية مسلم من طريق أبي عياض عن عبد الله بن عمرو " صم يوما يعني من كل عشرة أيام ولك أجر ما بقي , قال إني أطيق أكثر من ذلك , قال صم ولك أجر ما بقي , قال إني أطيق أكثر من ذلك , قال صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي , قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي , قال إني أطيق أكثر من ذلك , قال صم صوم داود " وهذا يقتضي أنه أمره بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ثم بستة ثم بتسعة ثم باثني عشر ثم بخمسة عشر , فالظاهر أنه أمره بالاقتصار على ثلاثة أيام من كل شهر فلما قال إنه يطيق أكثر من ذلك زاده بالتدريج إلى أن وصله إلى خمسة عشر يوما فذكر بعض الرواة عنه ما لم يذكره الآخر , ويدل على ذلك رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو عن أبي داود " فلم يزل يناقصني وأناقصه " ووقع للنسائي في رواية محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة " صم الاثنين والخميس من كل جمعة " وهو فرد من أفراد ما تقدم ذكره . وقد استشكل قوله " صم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر ما بقي " مع قوله " صم كل عشرة أيام يومين ولك أجر ما بقي إلخ " لأنه يقتضي الزيادة في العمل والنقص من الأجر , وبذلك ترجم له النسائي , وأجيب بأن المراد لك أجر ما بقي بالنسبة إلى التضعيف , قال عياض : قال بعضهم معنى " صم يوما ولك أجر ما بقي " أي من العشرة , وقوله " صم يومين ولك أجر ما بقي " أي من العشرين , وفي الثلاثة ما بقي من الشهر , وحمله على ذلك استبعاد كثرة العمل وقلة الأجر , وتعقبه عياض بأن الأجر إنما اتحد في كل ذلك لأنه كان نيته أن يصوم جميع الشهر فلما منعه صلى الله عليه وسلم من ذلك إبقاء عليه لما ذكر في أجر نيته على حاله سواء صام منه قليلا أو كثيرا كما تأوله في حديث " نية المؤمن خير من عمله " أي إن أجره في نيته أكثر من أجر عمله لامتداد نيته بما لا يقدر على عمله . انتهى . والحديث المذكور ضعيف , وهو في " مسند الشهاب " والتأويل المذكور لا بأس به , ويحتمل أيضا إجراء الحديث على ظاهره , والسبب فيه أنه كلما ازداد من الصوم ازداد من المشقة الحاصلة بسببه المقتضية لتفويت بعض الأجر الحاصل من العبادات التي قد يفوتها مشقة الصوم فينقص الأجر باعتبار ذلك , على أن قوله في نفس الخبر " صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي " يرد الحمل الأول , فإنه يلزم منه - على سياق التأويل المذكور - أن يكون التقدير : ولك أجر أربعين , وقد قيده في نفس الحديث بالشهر والشهر لا يكون أربعين , وكذلك قوله في رواية أخرى للنسائي من طريق ابن أبي ربيعة عن عبد الله بن عمرو بلفظ " صم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تلك التسعة " ثم قال فيه " من كل تسعة أيام يوما ولك أجر تلك الثمانية " ثم قال " من كل ثمانية أيام يوما ولك أجر السبعة " قال " فلم يزل حتى قال صم يوما وأفطر يوما " وله من طريق شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو عن جده بلفظ " صم يوما ولك أجر عشرة , قلت زدني , قال : صم يومين ولك أجر تسعة , قل زدني قال : صم ثلاثة ولك أجر ثمانية " فهذا يدفع في صدر ذلك التأويل الأول والله أعلم . ‏

‏قوله : ( ولا تزد عليه ) ‏
‏أي على صوم داود , زاد أحمد وغيره من رواية مجاهد " قلت قد قبلت " . ‏

‏قوله : ( وكان عبد الله بن عمرو يقول بعد ما كبر : يا ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ‏
‏قال النووي : معناه أنه كبر وعجز عن المحافظة على ما التزمه ووظفه على نفسه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق عليه فعله لعجزه , ولم يعجبه أن يتركه لالتزامه له , فتمنى أن لو قبل الرخصة فأخذ بالأخف , قلت : ومع عجزه وتمنيه الأخذ بالرخصة لم يترك العمل بما التزمه , بل صار يتعاطى فيه نوع تخفيف كما في رواية حصين المذكورة " وكان عبد الله حين ضعف وكبر يصوم تلك الأيام كذلك يصل بعضها إلى بعض ثم يفطر بعدد تلك الأيام فيقوى بذلك , وكان يقول : لأن أكون قبلت الرخصة أحب إلي مما عدل به , لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره "



 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2018   #39856
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏وأبو سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏أن ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏قال ‏
‏أخبر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أني أقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت فقلت له قد قلته بأبي أنت وأمي قال ‏ ‏فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال فصم يوما وأفطر يومين قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال فصم يوما وأفطر يوما فذلك صيام ‏ ‏داود ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏وهو أفضل الصيام فقلت إني أطيق أفضل من ذلك فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا أفضل من ذلك





فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( فإنك لا تستطيع ذلك ) ‏
‏يحتمل أن يريد به الحالة الراهنة لما علمه النبي صلى الله عليه وسلم من أنه يتكلف ذلك ويدخل به على نفسه المشقة ويفوت به ما هو أهم من ذلك , ويحتمل أن يريد به ما سيأتي بعد إذا كبر وعجز كما اتفق له سواء , وكره أن يوظف على نفسه شيئا من العبادة ثم يعجز عنه فيتركه لما تقرر من ذم من فعل ذلك . ‏

‏قوله : ( وصم من الشهر ثلاثة أيام ) ‏
‏بعد قوله " فصم وأفطر " بيان لما أجمل من ذلك وتقرير له على ظاهره , إذ الإطلاق يقتضي المساواة . ‏

‏قوله : ( مثل صيام الدهر ) ‏
‏يقتضي أن المثلية لا تستلزم التساوي من كل جهة لأن المراد به هنا أصل التضعيف دون التضعيف الحاصل من الفعل , ولكن يصدق على فاعل ذلك أنه صام الدهر مجازا . ‏
‏قوله بعد ذكر صيام داود ‏
‏( لا أفضل من ذلك ) ‏
‏ليس فيه نفي المساواة صريحا , لكن قوله في الرواية الماضية في قيام الليل من طريق عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو " أحب الصيام إلى الله صيام داود " يقتضي ثبوت الأفضلية مطلقا , ورواه الترمذي من وجه آخر عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو بلفظ " أفضل الصيام صيام داود " , وكذلك رواه مسلم من طريق أبي عياض عن عبد الله , ومقتضاه أن تكون الزيادة على ذلك من الصوم مفضلة , وسأذكر بسط ذلك في الباب الذي بعده إن شاء الله تعالى . ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2018   #39857
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏عمرو بن علي ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏أبو عاصم ‏ ‏عن ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏سمعت ‏ ‏عطاء ‏ ‏أن ‏ ‏أبا العباس الشاعر ‏ ‏أخبره أنه سمع ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏بلغ النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أني أسرد الصوم وأصلي الليل فإما أرسل إلي وإما لقيته فقال ‏ ‏ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي فصم وأفطر وقم ونم فإن لعينك عليك حظا وإن لنفسك وأهلك عليك حظا قال إني لأقوى لذلك قال فصم صيام ‏ ‏داود ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏قال وكيف قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى قال من لي بهذه يا نبي الله ‏
‏قال ‏ ‏عطاء ‏ ‏لا أدري كيف ذكر صيام الأبد ‏ ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا صام من صام الأبد ‏ ‏مرتين




فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( حدثنا عمرو بن علي ) ‏
‏الفلاس , وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد النبيل وهو من شيوخ البخاري الذين أكثر عنهم , وربما روى عنه بواسطة ما فاته منه كما في هذا الموضع , وكأنه اختار النزول من طريقه هذه لوقوع التصريح فيها بسماع ابن جريج له من عطاء وهو ابن أبي رباح , وأبو العباس يأتي القول فيه بعد باب . ‏

‏قوله : ( بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أسرد الصوم ) ‏
‏سبقت تسمية الذي بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وأنه عمرو بن العاص والد عبد الله . ‏

‏قوله : ( وتصلي ) ‏
‏في رواية مسلم من وجه آخر عن ابن جريج " وتصلي الليل , فلا تفعل " ‏

‏قوله : ( فإن لعينيك ) ‏
‏في رواية السرخسي والكشميهني " لعينك " بالإفراد . ‏

‏قوله : ( عليك حظا ) ‏
‏كذا فيه في الموضعين بالظاء المعجمة , وكذا لمسلم , وعند الإسماعيلي " حقا " بالقاف , وعنده وعند مسلم من الزيادة " وصم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر التسعة " . ‏

‏قوله : ( إني لأقوى لذلك ) ‏
‏أي لسرد الصيام دائما , وفي رواية مسلم " إني أجدني أقوى من ذلك يا نبي الله " . ‏

‏قوله : ( قال وكيف ) ‏
‏في رواية مسلم " وكيف كان داود يصوم يا نبي الله " . ‏

‏قوله : ( ولا يفر إذا لاقى ) ‏
‏زاد النسائي من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة " وإذا وعد لم يخلف " ولم أرها من غير هذا الوجه , ولها مناسبة بالمقام وإشارة إلى أن سبب النهي خشية أن يعجز عن الذي يلزمه فيكون كمن وعد فأخلف , كما أن في قوله " ولا يفر إذا لاقى " إشارة إلى حكمة صوم يوم وإفطار يوم , قال الخطابي : محصل قصة عبد الله بن عمرو أن الله تعالى لم يتعبد عبده بالصوم خاصة , بل تعبده بأنواع من العبادات , فلو استفرغ جهده لقصر في غيره , فالأولى الاقتصاد فيه ليستبقي بعض القوة لغيره , وقد أشير إلى ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام في داود عليه السلام " وكان لا يفر إذا لاقى لأنه كان يتقوى بالفطر لأجل الجهاد " . ‏

‏قوله : ( قال عطاء ) ‏
‏أي بالإسناد المذكور . ‏
‏قوله : ( لا أدري كيف ذكر صيام الأبد إلخ ) أي إن عطاء لم يحفظ كيف جاء ذكر صيام الأبد في هذه القصة , إلا أنه حفظ أن فيها أنه صلى الله عليه وسلم قال " لا صام من صام الأبد " وقد روى أحمد والنسائي هذه الجملة وحدها من طريق عطاء , وسيأتي بعد باب بلفظ " لا صام من صام الدهر " . ‏

‏قوله : ( لا صام من صام الأبد مرتين ) ‏
‏في رواية مسلم " قال عطاء : فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد " واستدل بهذا على كراهية صوم الدهر , قال ابن التين استدل على كراهته من هذه القصة من أوجه : نهيه صلى الله عليه وسلم عن الزيادة , وأمره بأن يصوم ويفطر وقوله " لا أفضل من ذلك " , ودعاؤه على من صام الأبد . وقيل معنى قوله " لا صام " النفي أي ما صام كقوله تعالى ( فلا صدق ولا صلى ) وقوله في حديث أبي قتادة عند مسلم وقد سئل عن صوم الدهر " لا صام ولا أفطر " أو " ما صام وما أفطر " وفي رواية الترمذي " لم يصم ولم يفطر " وهو شك من أحد رواته ومقتضاه أنهما بمعنى واحد , والمعنى بالنفي أنه لم يحصل أجر الصوم لمخالفته , ولم يفطر لأنه أمسك . وإلى كراهة صوم الدهر مطلقا ذهب إسحاق وأهل الظاهر , وهي رواية عن أحمد . وشذ ابن حزم فقال يحرم , وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن عمرو الشيباني قال " بلغ عمر أن رجلا يصوم الدهر , فأتاه فعلاه بالدرة وجعل يقول : كل يا دهري " ومن طريق أبي إسحاق أن عبد الرحمن بن أبي نعيم كان يصوم الدهر فقال عمرو بن ميمون : لو رأى هذا أصحاب محمد لرجموه . واحتجوا أيضا بحديث أبي موسى رفعه " من صام الدهر ضيقت عليه جهنم , وعقد بيده " أخرجه أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان , وظاهره أنها تضيق عليه حصرا له فيها لتشديده على نفسه وحمله عليها ورغبته عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم واعتقاده أن غير سنته أفضل منها , وهذا يقتضي الوعيد الشديد فيكون حراما . وإلى الكراهة مطلقا ذهب ابن العربي من المالكية فقال : قوله لا صام من صام الأبد إن كان معناه الدعاء فيا ويح من أصابه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم , وإن كان معناه الخير فيا ويح من أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يصم , وإذا لم يصم شرعا لم يكتب له الثواب لوجوب صدق قوله صلى الله عليه وسلم لأنه نفى عنه الصوم , وقد نفى عنه الفضل كما تقدم , فكيف يطلب الفضل فيما نفاه النبي صلى الله عليه وسلم , وذهب آخرون إلى جواز صيام الدهر وحملوا أخبار النهي على من صامه حقيقة فإنه يدخل فيه ما حرم صومه كالعيدين وهذا اختيار ابن المنذر وطائفة , وروي عن عائشة نحوه , وفيه نظر لأنه صلى الله عليه وسلم قد قال جوابا لمن سأله عن صوم الدهر " لا صام ولا أفطر " وهو يؤذن بأنه ما أجر ولا أثم , ومن صام الأيام المحرمة لا يقال فيه ذلك لأنه عند من أجاز صوم الدهر إلا الأيام المحرمة يكون قد فعل مستحبا وحراما , وأيضا فإن أيام التحريم مستثناة بالشرع غير قابلة للصوم شرعا فهي بمنزلة الليل وأيام الحيض فلم تدخل في السؤال عند من علم تحريمها , ولا يصلح الجواب بقوله " لا صام ولا أفطر " لمن لم يعلم تحريمها . وذهب آخرون إلى استحباب صيام الدهر لمن قوي عليه ولم يفوت فيه حقا , وإلى ذلك ذهب الجمهور , قال السبكي : أطلق أصحابنا كراهة صوم الدهر لمن فوت حقا , ولم يوضحوا هل المراد الحق الواجب أو المندوب , ويتجه أن يقال إن علم أنه يفوت حقا واجبا حرم , وإن علم أنه يفوت حقا مندوبا أولى من الصيام كره , وإن كان يقوم مقامه فلا , وإلى ذلك أشار ابن خزيمة فترجم " ذكر العلة التي بها زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم الدهر " وساق الحديث الذي فيه " إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك " ومن حجتهم حديث حمزة بن عمرو الذي مضى فإن في بعض طرقه عند مسلم " أنه قال يا رسول الله إني أسرد الصوم " فحملوا قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو " لا أفضل من ذلك " أي في حقك فيلتحق به من في معناه ممن يدخل فيه على نفسه مشقة أو يفوت حقا , ولذلك لم ينه حمزة بن عمرو عن السرد فلو كان السرد ممتنعا لبينه له لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز قاله النووي , وتعقب بأن سؤال حمزة إنما كان عن الصوم في السفر لا عن صوم الدهر , ولا يلزم من سرد الصيام صوم الدهر فقد قال أسامة بن زيد " إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسرد الصوم فيقال لا يفطر " أخرجه أحمد , ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم الدهر فلا يلزم من ذكر السرد صيام الدهر , وأجابوا عن حديث أبي موسى المقدم ذكره بأن معناه ضيقت عليه فلا يدخلها , فعلى هذا تكون " على " بمعنى أي ضيقت عنه , وهذا التأويل حكاه الأثرم عن مسدد . وحكى رده عن أحمد , وقال ابن خزيمة سألت المزني عن هذا الحديث فقال : يشبه أن يكون معناه ضيقت عنه فلا يدخلها , ولا يشبه أن يكون على ظاهره لأن من ازداد لله عملا وطاعة ازداد عند الله رفعة وعلته كرامة , ورجح هذا التأويل جماعة منهم الغزالي فقالوا : له مناسبة من جهة أن الصائم لما ضيق على نفسه مسالك الشهوات بالصوم ضيق الله عليه النار فلا يبقى له فيها مكان لأنه ضيق طرقها بالعبادة , وتعقب بأنه ليس كل عمل صالح إذا ازداد العبد منه ازداد من الله تقربا . بل رب عمل صالح إذا ازداد منه ازداد بعدا كالصلاة في الأوقات المكروهة . والأولى إجراء الحديث على ظاهره وحمله على من فوت حقا واجبا بذلك فإنه يتوجه إليه الوعيد , ولا يخالف القاعدة التي أشار إليها المزني , ومن حجتهم أيضا قوله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق حديث الباب كما تقدم في الطريقين الماضيين " فإن الحسنة بعشرة أمثالها , وذلك مثل صيام الدهر " وقوله فيما رواه مسلم " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر " قالوا فدل ذلك على أن صوم الدهر أفضل مما شبه به وأنه أمر مطلوب , وتعقب بأن التشبيه في الأمر المقدر لا يقتضي جوازه فضلا عن استحبابه , وإنما المراد حصول الثواب على تقدير مشروعية صيام ثلاثمائة وستين يوما , ومن المعلوم أن المكلف لا يجوز له صيام جميع السنة فلا يدل التشبيه على أفضلية المشبه به من كل وجه , واختلف المجيزون لصوم الدهر بالشرط المتقدم هل هو أفضل أو صيام يوم وإفطار يوم أفضل , فصرح جماعة من العلماء بأن صوم الدهر أفضل لأنه أكثر عملا فيكون أكثر أجرا وما كان أكثر أجرا كان أكثر ثوابا , وبذلك جزم الغزالي أولا وقيده بشرط أن لا يصوم الأيام المنهي عنها , وأن لا يرغب عن السنة بأن يجعل الصوم حجرا على نفسه , فإذا أمن من ذلك فالصوم من أفضل الأعمال , فالاستكثار منه زيادة في الفضل . وتعقبه ابن دقيق العيد بأن الأعمال متعارضة المصالح والمفاسد , ومقدار كل منها في الحث والمنع غير متحقق , فزيادة الأجر بزيادة العمل في شيء يعارضه اقتضاء العادة التقصير في حقوق أخرى يعارضها العمل المذكور , ومقدار الفائت من ذلك مع مقدار الحاصل غير متحقق , فالأولى التفويض إلى حكم الشارع ولما دل عليه ظاهر قوله " لا أفضل من ذلك " وقوله " إنه أحب الصيام إلى الله تعالى " . وذهب جماعة منهم المتولي من الشافعية إلى أن صيام داود أفضل , وهو ظاهر الحديث بل صريحه , ويترجح من حيث المعنى أيضا بأن صيام الدهر قد يفوت بعض الحقوق كما تقدم , وبأن من اعتاده فإنه لا يكاد يشق عليه بل تضعف شهوته عن الأكل وتقل حاجته إلى الطعام والشراب نهارا ويألف تناوله في الليل بحيث يتجدد له طبع زائد , بخلاف من يصوم يوما ويفطر يوما فإنه ينتقل من فطر إلى صوم ومن صوم إلى فطر , وقد نقل الترمذي عن بعض أهل العلم أنه أشق الصيام , ويأمن مع ذلك غالبا من تفويت الحقوق كما تقدمت الإشارة إلي فيما تقدم قريبا في حق داود عليه السلام , ولا يفر إذا لاقى لأن من أسباب الفرار ضعف الجسد ولا شك أن سرد الصوم ينهكه , وعلى ذلك يحمل قول ابن مسعود فيما رواه سعيد بن منصور بإسناد صحيح عنه أنه قيل له إنك لتقل الصيام , فقال : إني أخاف أن يضعفني عن القراءة والقراءة أحب إلي من الصيام , نعم إن فرض أن شخصا لا يفوته شيء من الأعمال الصالحة بالصيام أصلا ولا يفوت حقا من الحقوق التي خوطب بها لم يبعد أن يكون في حقه أرجح , وإلى ذلك أشار ابن خزيمة فترجم " الدليل على أن صيام داود إنما كان أعدل الصيام وأحبه إلى الله لأن فاعله يؤدي حق نفسه وأهله وزائره أيام فطره بخلاف من يتابع الصوم " وهذا يشعر بأن من لا يتضرر في نفسه ولا يفوت حقا أن يكون أرجح , وعلى هذا فيختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأحوال : فمن يقتضي حاله الإكثار من الصوم أكثر منه , ومن يقتضي حاله الإكثار من الإفطار أكثر منه , ومن يقتضي حاله المزج فعله , حتى إن الشخص الواحد قد تختلف عليه الأحوال في ذلك , وإلى ذلك أشار الغزالي أخيرا . والله أعلم بالصواب .



 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2018   #39858
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏آدم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حبيب بن أبي ثابت ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبا العباس المكي ‏ ‏وكان شاعرا وكان لا يتهم في حديثه ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏عبد الله بن عمرو بن العاص ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏
‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل فقلت نعم قال إنك إذا فعلت ذلك ‏ ‏هجمت ‏ ‏له العين ‏ ‏ونفهت ‏ ‏له النفس لا صام من صام الدهر صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله قلت فإني أطيق أكثر من ذلك قال فصم صوم ‏ ‏داود ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله ( وكان شاعرا وكان لا يتهم في حديثه ) ‏
‏فيه إشارة إلى أن الشاعر بصدد أن يتهم في حديثه لما تقتضيه صناعته من سلوك المبالغة في الإطراء وغيره , فأخبر الراوي عنه أنه مع كونه شاعرا كان غير متهم في حديثه , وقوله " في حديثه " يحتمل مرويه من الحديث النبوي ويحتمل فيما هو أعم من ذلك , والثاني أليق وإلا لكان مرغوبا عنه , والواقع أنه حجة عند كل من أخرج الصحيح , وأفصح بتوثيقه أحمد وابن معين وآخرون , وليس له مع ذلك في البخاري سوى هذا الحديث وحديثين أحدهما في الجهاد والآخر في المغازي وأعادهما معا في الأدب , وقد تقدم حديث الباب في التهجد من وجه آخر . ‏

‏قوله : ( ونفهت ) ‏
‏بكسر الفاء أي تعبت وكلت , ووقع في رواية النسفي " نثهت " بالمثلثة بدل الفاء وقد استغربها ابن التين فقال : لا أعرف معناها . قلت : وكأنها أبدلت من الفاء فإنها تبدل منها كثيرا , وفي رواية الكشميهني بدلها " ونهكت " أي هزلت وضعفت . ‏

‏قوله : ( صوم ثلاثة أيام ) ‏
‏أي من كل شهر ‏
‏( صوم الدهر كله ) ‏
‏أي بالتضعيف كما تقدم صريحا . ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2018   #39859
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏عقيل ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏أبو سلمة ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول لرمضان ‏ ‏من قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ‏




فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( عن ابن شهاب ) ‏
‏في رواية ابن القاسم عند النسائي " عن مالك حدثني ابن شهاب " . ‏

‏قوله : ( أخبرني أبو سلمة ) ‏
‏كذا رواه عقيل وتابعه يونس وشعيب وابن أبي ذئب ومعمر وغيرهم , وخالفه مالك فقال " عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن " بدل أبي سلمة , وقد صح الطريقان عند البخاري فأخرجهما على الولاء , وقد أخرجه النسائي من طريق جويرية بن أسماء عن مالك عن الزهري عنهما جميعا . وقدر ذكر الدارقطني الاختلاف فيه وصحح الطريقين , وحكى أن أبا همام رواه عن ابن عيينة عن الزهري فخالف الجماعة فقال " عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة " وخالفه أصحاب سفيان فقالوا " عن أبي سلمة " وقد رواه النسائي من طريق سعيد بن أبي شهاب عن سعيد بن المسيب مرسلا . ‏

‏قوله : ( يقول لرمضان ) ‏
‏أي لفضل رمضان أو لأجل رمضان , ويحتمل أن تكون اللام بمعنى عن أي يقول عن رمضان . ‏

‏قوله : ( إيمانا ) ‏
‏أي تصديقا بوعد الله بالثواب عليه ‏
‏( واحتسابا ) ‏
‏أي طلبا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه . ‏

‏قوله : ( غفر له ) ‏
‏ظاهره يتناول الصغائر والكبائر , وبه جزم ابن المنذر . وقال النووي : المعروف أنه يختص بالصغائر , وبه جزم إمام الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة , قال بعضهم : ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة . ‏

‏قوله : ( ما تقدم من ذنبه ) ‏
‏زاد قتيبة عن سفيان عند النسائي " وما تأخر " وكذا زادها حامد بن يحيى عند قاسم بن أصبغ والحسين بن الحسن المروزي في " كتاب الصيام " له وهشام بن عمار في الجزء الثاني عشر من فوائده , ويوسف بن يعقوب النجاحي في فوائده كلهم عن ابن عيينة . ووردت هذه الزيادة من طريق أبي سلمة من وجه آخر أخرجها أحمد من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وعن ثابت عن الحسن كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم , ووقعت هذه الزيادة من رواية مالك نفسه أخرجها أبو عبد الله الجرجاني في أماليه من طريق بحر بن نصر عن ابن وهب عن مالك ويونس عن الزهري ولم يتابع بحر بن نصر على ذلك أحد من أصحاب ابن وهب ولا من أصحاب مالك ولا يونس سوى ما قدمناه , وقد ورد في غفران ما تقدم وما تأخر من الذنوب عدة أحاديث جمعتها في كتاب مفرد , وقد استشكلت هذه الزيادة من حيث إن المغفرة تستدعي سبق شيء يغفر والمتأخر من الذنوب لم يأت فكيف يغفر , والجواب عن ذلك يأتي في قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله عز وجل أنه قال في أهل بدر " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " ومحصل الجواب أنه قيل إنه كناية عن حفظهم من الكبائر فلا تقع منهم كبيرة بعد ذلك , وقيل إن معناه أن ذنوبهم تقع مغفورة , وبهذا أجاب جماعة منهم الماوردي في الكلام على حديث صيام عرفة وأنه يكفر سنتين سنة ماضية وسنة آتية
. ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2018   #39860
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏حميد بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ‏
‏قال ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏فتوفي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والأمر على ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏وصدرا من خلافة ‏ ‏عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( قال ابن شهاب فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ) ‏
‏في رواية الكشميهني " والأمر " ‏
‏( على ذلك ) ‏
‏أي على ترك الجماعة في التراويح . ولأحمد من رواية ابن أبي ذئب عن الزهري في هذا الحديث " ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناس على القيام " وقد أدرج بعضهم قول ابن شهاب في نفس الخبر أخرجه الترمذي من طريق معمر عن ابن شهاب , وأما ما رواه ابن وهب عن أبي هريرة " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال : ما هذا ؟ فقيل : ناس يصلي بهم أبي بن كعب , فقال : أصابوا ونعم ما صنعوا " ذكره ابن عبد البر , وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف , والمحفوظ أن عمر هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب . ‏



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
متجدد, الموضوع, يحدث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ارجو متابعة هذا الموضوع @حاول تفتكرني@ استراحة وملتقى الاعضاء 4 17-11-2012 07:47 AM
ناقش في الموضوع بكل صراحة أبو رامز منتدى الحوار والنقاشات 2 23-07-2012 03:45 AM
ثبت علمياً .... (((متجدد))) Ghupir JR منتدى الصحة 35 20-12-2011 01:41 PM
رد على الموضوع اذا كنت مسامحني مجموعة إنســـان المنتدى العام 1 13-10-2011 09:56 AM
هل الموضوع المنقول عيب ؟؟؟؟ عاشق الصمت منتدى الحوار والنقاشات 7 07-06-2011 07:54 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 09:13 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant