• هو الشيخ العالم الجليل المحدث أحمد منور بن داود بن آدم الإثيوبي السلفي الأثري - كما كان يدون ذلك في مكاتباته ومراسلاته دائمًا .
• المولود في قرية ( دُوقَ) بمحافظة ( ورَّهيمَنُو ) بمنطقة (ولّو) بإثيوبيا ، عام (١٣٨٦هـ ) تقريبًا .
• درس على علماء بلدهِ في أثيوبيا قبل رحلته في طلب العلم ؛ فحفظ القرآن الكريم ، وكثير من المتون التأصيلية العلمية كـ(عمدة الأحكام ، ونخبة الفكر ... إلخ) من المتون النافعة .
•درس كتب المذهب الحنفي كـ ( شروط الصلاة على المذهب الحنفي ، تحفة الفقهاء وشرحها بدائع الصنائع ، مختصر قدوري ، و كنز العمال ) ودرس المذهب الشافعي ، فهضمهما .
• حتى إن شيخنا النجمي -رحمه الله- كان يسأله أحيانًا- بعد مجيئه إليه- ماهو رأي المذهب الحنفي أو الشافعي في المسالة الفلانية ؟
•ثم بعد ذلك : رحل إلى اليمن ودرَس على الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله - .
• ثم رحل إلى المملكة العربية السعودية ،فحط رحاله في قرية النجامية في جامع العلامة أحمد النجمي -رحمه الله -
• يقول الشيخ أحمد منور - رحمه الله - : رحلتُ إلى شيخنا أحمد النجمي ، وكنت أسمع عنه كثيرًا ، فدخلت قريته بعد أن تُهتُ في القرى المجاورة ،فذهب بي بعض الناس إلى مسجد الشيخ في قريته ، فصليتُ مع الشيخ أحمد النجمي ، وكانت هيئتي رثة ، من ينْظر إليّ يظن أني جئت لطلب المال لا لطلب العلم ، فكنت بعد الصلاة أسأل المصليين أين الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ؟
فجاءني رجل فقلت له أريد الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ، أنا جئت من أثيوبيا لطلب العلم عليه ، فقال لي : اصبر مكانك !
فرجع إليّ وأدخلني مكانًا ، فقال لي تفضل على الطعام !؟
فقلت له : والله لا أريد طعامًا أريد الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ، فقال له : وصلت أنا أحمد بن يحيى النجمي ، فبكيت بكاءً شديدًا فرحًا بهذه النعمة وتعجبًا من هذا التواضع الجم !
• يقول الشيخ أحمد منور : عمل لي الشيخ أحمد النجمي - رحمه الله - اختبارًا شفهيًا كـ ( قياس مستوى) وبعدها رتب لي جدولًا مُناسبًا لحصيلتي .
• لازم الشيخ أحمد منور شيخنا سنوات عديدة نهل من علمه في فنونٍ شتى حتى إنه سجل لشيخنا النجمي - رحمه الله -قرابة ستمائة شريط في علوم مختلفة .
• أوتي الشيخ أحمد منور حفظـًا وذكاءً وغِيرةً على المنهج السلفي ، حتى إن الشيخ -رحمه الله- كان يدرسه لوحده في كثير من الأوقات لما رأى حرصه الشديد على العلم والنهم فيه .
• يقول الشيخ أحمد منور : كان الشيخ أحمد النجمي - رحمه الله - في بعض الأحيان -إذا كنت بمفردي - يقرأ لي المتن ويُحفظني إياه ثم يشرحه لي كلمة كلمة ... ، ولا يكتفي بذلك ؛ بل كان يأخذ المسجل - آنذاك- ويضع الشريط لي ويسجل لي حتى أراجع الدرس بعد ذاك .
• أحبه الشيخ النجمي- رحمه الله- حتى إنه عندما رجع إلى بلده ، بنى له شيخنا مسجدًا ومدرسة أسماها مدرسة السلف الصالح ، وبعد وفاة الشيخ غير اسمها الشيخ أحمد منور إلى مدرسة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي - رحمهما الله .
• حدثني الشيخ أحمد منور- رحمه الله- قال: كنت أنام في مسجد الشيخ النجمي -رحمه الله- وكان الشيخ يأتي إليّ - أحيانًا- الساعة الثانية عشرة ليلاً ، فيقرع باب المسجد، فأفتح فإذا هو الشيخ فأقول له : "مالك يا شيخ" !؟
فيقول له شيخنا النجمي - رحمه الله : أريد أن أطمئن عليك فقط !
• حرص الشيخ أحمد منور على البقاء عند شيخنا النجمي - رحمها الله- ولكنّ شيخنا النجمي - رحمه الله - آثر أن ينفع الله به في بلده بعد أن تخرج على يديه واستفاد .
• كان شيخنا - رحمه الله - يتعاهده شهريًا بمساعدة مالية حتى إن شيخنا شفع له عند أحد المسؤولين ،وكان يرسل له سنويًا مبلغًا من المال إلى وفاة شيخنا النجمي -رحمهما الله.
• انقطعت المساعدة بعد وفاة شيخنا - رحمه الله - فتعاهده بعض المحبيين ،جزاهم الله خيرًا
• كان محل تقدير واحترام كافة أهالي قرية النجامية والقرى المجاورة ؛ لِمَ رأوهُ فيه من جد واجتهاد وطلب للعلم وصدق في المعاملة وعفة في القول .
• شيوخه في المملكة العربية السعودية :
- الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله ( درس عليه في مكة ، وزاره عدة مرات مع شيخنا النجمي .
- الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي (وعلى يديه تخرج ، وله منه إجازة بأمهات الكتب) .
- الشيخ العلامة زيد بن هادي المدخلي - رحمه الله تعالى ( درس عليه فترة مكوثه عند الشيخ أحمد النجمي ) .
- الشيخ الفرائضي حسين بن أحمد النجمي - رحمه الله ، درس عليه علم الفرائض بتوجيه من شيخه أحمد النجمي ، وأجازه إجازة بذلك ، وسجل له شرح على بعض كتب الفرائض .
- الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي- حفظه الله تعالى ،( كان يحضر له ويحرص على ذلك إذا نزل مكة) .
- الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله ، كان يحرص على حضور دروسه التي تقام في جدة ( دورة محمد بن إبراهيم آل الشيخ وغيرها من اللقاءات ) .
• وغيرهم كثير ممن هم في طبقته ومن هم دونه .
• يتواضع كثيرًا - رحمه الله- ويجلس لأقرانه ومن هم دونه في العلم ، وإذا حضر مجلسًا عند أحد العلماء في بيته للزيارة يجلس الشيخ أحمد منور على الأرض ويقول : ما جئت إلا لأجل السلام عليك والتعلم منك ، ويأبى الشيخ - أحيانًا- إلا أن يجلسه بجواره .
• يقول الشيخ عبدالرزاق الصومالي - من طلاب العلم المستفيدين في جدة - طلبت من الشيخ أحمد منور أن أقرأ عليه كتاب( الكفاية في علم الرواية) ، فقال : نتذاكر سويًا ، فكنت أقرأ عليه من بعد صلاة الفجر إلى الظهر ،والشيخ أحمد جالس لا يتحرك ولا يمل أو يكل ولا يتكئ على جدار أو سارية ، وكان يعلق برحابة صدر وانشراح ، أية في علم الرجال ، كثيرًا ما كان يختبرني ويسألني .
• ويقول : ذهبنا مرة مع الشيخ أحمد منور - رحمه الله - للقراءة على الشيخ عبدالله الأحمري ( سنده المسلسل المعروف عند طلاب العلم ) ، فدخلنا مجلس الشيخ عبدالله ، فرفض الشيخ أحمد منور أن يجلس إلا على الأرض ، ورفض شرب الشاهي ، قائلاً :هذا يضيع الوقت الذي جئنا له ، وكان الشيخ عبدالله يقول : أنت قريني في الطلب عند شيخنا النجمي ، كيف تجلس هذه الجلسة أمامي ؟!
فيقول له الشيخ أحمد منور : أنا الآن طويلب علم عندك جئت لهذا ، فأخذ الشيخ الأحمري يقرأ أسانيده علينا من الساعة السابعة صباحًا تقريبًا إلى بعد العشاء ، والشيخ أحمد منور جالس على الأرض يستمع بفهم ثاقب ، لا يفصلنا عن السماع إلا الصلاة .
وكذا صنع في مجلس شيخنا فؤاد بن سعود العمري -مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة ، وغيرهم من المشايخ الفضلاء .انتهى
• كان - رحمه الله - صاحب حافظة وذكاء و عبادة وقيام ليل ، يقول عنه الشيخ القاضي إبراهيم بن الخلاف النجمي- حفظه الله : سكن الشيخ أحمد منور في بيتي مدة من الزمن ، فكنت أتعجب من جلده وحرصه على طلب العلم ، فكان بحكم أنه كفيف البصر ، يطلب مني أن أقرأ له في الكتب والمطولات، وكان يفرح بذلك ونتذاكر المسائل والأقوال ، وكنت أتعجب من حفظه للمذاهب والأحاديث وذكائه الخارق ، وكانت غرفته التي خُصصت له مليئة بأشرطة الشيخ أحمد النجمي ، وصوت الشيخ أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله - يدوي في جنبات غرفته ، لا يفارقه ليل نهار ، يستمع له ولغيره من العلماء.
• يقول الشيخ إبراهيم - أيضًا - : سافرت معه إلى أثيوبيا وأتممنا فريضة الحج سويًا ، وقبلها كان في بيتي ، كنت أشاهده يستيقظ آخر الليل يصلي ويتهجد ويدعو الله تعالى إلى طلوع الفجر - رحمه الله تعالى ، وكان نومه قليل جدًا .انتهى
- كان - رحمه الله - زاهدًا في الدنيا ورعًا ؛ كثيرًا ما يقول : الجماد خيرٌ مني إن لم يرحمني ربي برحمته ويغفر لي .
• كان رحمه الله صاحب دمعة وخشوع ، كثيرًا ما كنا نراه يبكي وتدمع عيناه عند سماع الموعظة ، أو عند سماع صوت شيخنا النجمي، أو ذكر شيء من سيرته - رحمهما الله تعالى .
•وعندما رجع إلى بلده اجتهد في الدعوة إلى الله تعالى، واجتهد في التعليم وبيان المنهج السلفي والتحذير من المناهج المبتدعة حتى إنه تعرض للأذى من الإخوان المسلمين من طائفة الأحباش ، فسجنوه بعد أن عرضوا عليه أن يسكت من التحذير من جماعة الإخوان المسلمين على أن يمدوه بالمال فقال لهم : شيخي يساعدني يقصد الشيخ النجمي -رحمهما الله .
• كان له عناية خاصة بكتب السُّنة والمصطلح .
• دَرَّس في مدرسته أمهات كتب السُّنة وكتب العقيدة كـ (كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، وكتاب التوحيد لابن خزيمة ، ومؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكتب شيخه الشيخ أحمد النجمي وشروحاته .
• له طلاب كثر في( السعودية) ،و(غُوندر )، و(ولّو) ،و(ورَّهيمَنُو) و(دُوق)،و(أديس بابا) وغيرها من المدن والقرى بمنطقة (ولّو) كما أفاد بذلك ابن عمته حسين بن آدم بن علي الإثيوبي .
• توفي الشيخ أحمد منور - رحمه الله تعالى - في منقطة (غوندر)أثناء الدرس بعد صلاة العصر بتاريخ (٢٠ محرم ١٤٤٠ هـ)وصلي عليه ودفن فيها ، في يوم الإثنين (٢١ محرم ١٤٤٠ هـ ) عن عمر ناهز (٥٤) سنة قضاها في التعلم والتعليم ونشر السُّنة والمنهج الحق في بلدّ قل فيها فيها دعاة الحق والسُّنة .
رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه دار القرار ، ونسأله سبحانه الثبات على دينه حتى نلقاه.
إنا لله وإنا إليه راجعون
كتبه وأعده :
عبدالله بن محمد حسين النجمي
وحافظ بن إبراهيم الخلاف النجمي .
(٢٢ محرم ١٤٤٠ هـ ) .
أحببت نقلة للفائدة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك