[ قالوا للطمّاع اسكت ولك نصف الدنيا فقال : والنصف الثاني لمين ؟ ]
الإخوة والأخوات
كم من الطامعين في حطام الدنيا وزينتها وشهواتها ..
وكم يجمعون ما يزيد عن حاجتهم وما يلزمهم ..
وكم هذا الجمع يجعلهم طغاةً جبارين بخلاءَ أشِحّاءَ ..
حتى إن الكثير منهم يبخل على نفسه وأهله وبيته وزوجته !!
فهو حريص على المال والربح وعلى الزيادة في الأراضي والتجارة والعقارات والأرصدة ؛؛
وما يخرج من يده قليل ..
أما هذا البخيل مادياً والطماع في الكلام ::
فإنه لا يبخل بكثرة الكلام والحديث ؛؛ولا يستطيع إسكاته أحد ،،
ولا تعرف مفتاحا من خلاله تستطيع إغلاق فمه !!
ولذا جاء هذا المثل ليوضح هذه الحقيقة وهذه الخصلة الممقوتة من الناس ؛؛
ويوضح حرص هذه الجبلّة السيئة من البشر على كثرة الكلام ..
وقلة الإنفاق على كثرة جمع الحطام من الدنيا وقلة شكر النعمة ..
سبحان الله..
نجد في كتاب الله سبحانه :
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
لم يرض هذا الطماع بما في نصف الدنيا من أملاك ونِعم وخير كثير مقابل سكوته ؛؛
ولكنه يسأل عن الذي يشاركه في الدنيا ...يسأل عن مالك النصف الآخر ؟؟!!
فكم من الناس ::/
تقف أنت مع أحد الزملاء وتتحدث في أمر خاص فيمرّ أحد المسلمين ويسلم ويصافح ؛
ويقف ثالثا .. ثم ما أن يمسك بكلمة فإذا هو مذياع قد فُتح وأخذ يُدلي بدلوه ..
وتتوقف أنت وصاحبك عن الكلام .. ويأخذ هو بالتعليق والتصحيح والمعالجة والنقد والغيبة والسب والشتم ..
ولو طُلب منه السكوت ويُدفع له بعض المال ...يقول :
أدفع أنا مالا واتركوني أتحدث وأشارك..!!
فهؤلاء الثرثارون لهم مداخلات في الطب وفي الهندسة وفي اللغة وفي العلوم ؛
وفي حل المشاكل وفي الإصلاح وفي المعارضة مع الحكام والملوك ؛
ويفتي ويفسر قرءانا ويخرِّج حديثا ..
وهو أولا وأخيرا لا يملك شهادة الابتدائية العامة !!
وقل لو كان جامعيا فالرجل الجامعي قد لا يستطيع فقه ما درس إلا من رحم الله سبحانه.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ "
مسند أحمد ط الرسالة (3/ 259)
فهؤلاء لو أُعطوا الدنيا بكاملها لكي يسكتوا لم يسكتوا ..
اللهم إنا نعوذ بك من الطمع والجشع..
ونعوذ بك من كثرة الكلام والفضول ...
اللهم آمين
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك