حقق المنتخب الاسباني لكرة القدم الكثير من المجد عندما طبق اسلوبه المذهل في الصبر مع الاحتفاظ بالكرة حتى يأتي موعد الخطأ الذي يرتكبه دفاع الخصوم. وفي اوج قوتهم، وجد الضعفاء طريقة لايقافهم عند حدهم.
الصبر المقابل... كلمة سهلة ولكنها حققت المطلوب، فيما تعاملت الفرق الذكية بتكتيك دفاعي جماعي مع مهارة هجومية محدودة لاسقاط القوة الألمانية بالضربة القاضية.
هذا الدرس تعلمناه للتو من البطولة الأوروبية يورو 2016 التي هزت عرش العالم بمنتخبات صغيرة على شاكلة ايسلندا وويلز.
وعلى امتداد آلاف الكيلومترات، كانت بطولة كوبا اميركا تحتفل بعامها المئة، وتعرفنا على الأساليب المختلفة عبر العالم، حيث أذهلنا منتخب تشيلي للعام الثاني على التوالي.
خيط رفيع يفصل بين اوروبا وأميركا، وهو باختصار ذات الخيط الذي يفصل بين العقل والقلب.
عرفت الكرة الأرضية العيب المستمر في تشكيلة المنتخب البرازيلي أو الأرجنتيني الذي لا يملك صانع ألعاب يحول هذه المجموعة من الموهوبين إلى سحرة... فكيف استفادت الفرق النشيطة الصغيرة من ذلك؟
فرق مثل ايسلندا وويلز وتشيلي عرفت كيف تمتلك الصبر والتكتيك الجماعي والقوة الهجومية والعقل المفكر في وقت واحد.
جزئيات صغيرة تحكم بها مدربون صغار في السن لكن شجعان، مثل كريس كولمان وهايمير هالجيرسون وأنتونيو بيزي، ونجحت هذه الجزئيات في تحقيق نتائج مبهرة على مدار أيام اليورو وكوبا اميركا.
عرفنا أن أوروبا تلعب كرة القدم بعقلها فيما تلعب اميركا بقلبها... ولكن ما هي التفاصيل الأكثر دقة التي قد تنعش عودة الفرق الكبيرة إلى مسارها؟
يوافق المحللون في القنوات التلفزيونية والمراقبون من أهل الاختصاص في كرة القدم على أنّ السر في اقدام اللاعبين، وأن هناك تغييرا تقنيا وجذريا أصاب اللعبة الحديثة، مع التركيز في هذا التغيير على نوعين فقط من اللاعبين.
نجوم خط الوسط، أمثال مسعود أوزيل وإيفان راكيتيتش وبول بوغبا، يتحملون في العادة كامل المسؤولية. وسوف نطلق على هذا النوع من اللاعبين الرمز ACE16 نسبة إلى الأحذية التي يستخدمونها والتي تمنحهم السرعة وخفة الحركة وإمكانية قطع 30 ياردة في لمح البصر، مع دقة متناهية في التحكم بالكرة والتمرير.
وقد برهنت التجارب العملية فاعلية مطلقة في هذا المجال، حيث ساعدت على ظهور المهارة الفردية في غياب النجاعة الجماعية.
أما النوع الثاني من اللاعبين، فسنطلق عليه الرمز X16 فهؤلاء هم من الذين يحسمون الأمور بلمسة واحدة ساحرة، من أمثال غارث بيل ولويس سواريز. وقد منحتهم احذيتهم الجديدة القدرة على تغيير شكل المباراة بسرعة الأداء والذوق الرفيع.
أما عن الارجنتيني ليونيل ميسي فهنا حدث ولا حرج عن هذا الاسطورة التي يمتلك خط انتاج خاص باسمه من اديداس (ميسي16) والذي يمثل بموهبته الفذة كل ما هو جميل وممتع مع الاهداف الحاسمة والكرات الساحرة التي تصل إلى عمق منطقة الفريق المنافس وتشدد الخناق على مدافعيه.
ويميل الكثير من النقاط لاعتبار ميسي بقدرته الفائقة على تغيير مجرى اصعب المباريات واحدا من افضل اللاعبين على مر العصور، وهناك من يراه اللاعب الأفضل على الاطلاق في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى.
كثير من المهاجمين يسجلون الأهداف، لكن اللمسة الساحرة الجميلة لا يمتلكها إلا القلائل.. وهذا ما نأمل أن نراه كثيرا في المرحلة القادمة من كرة القدم الحديثة.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك