أن تقبض على نفسك متلبساً بدهشتك
فمنذ متى والأرض هي الأرض ..؟ والسماء هي السماء ..؟ البشر ..المطر ..الشمس والقمر
ليس من السهل أبداً أن تصف لأحد كل ما تريد أن تقوله ,كلما تشعر به , واللجوء إلى الألغاز والأحاجي لن ينهي الحكاية .
الشيخ الطاعن في السن
الطفل الغض
الوردة
في الصيف والشتاء ...في الجدب والمطر .
في الصباح حين تقوم الشمس من نومها وتزيح عنها رداء الليل الطويل .. وفي الليل حين يتثائب القمر ويختال برفيقاته البيض
كلها صور ... صور صور .
وأنا لاأريد أن أقول الشعر ..أبداً .
لكن لايأبه أحد
ولا يهتم أحد .
الأطفال أكثر دهشة منا ..نحن الذين كبرنا وخبرنا وعرفنا , فكيف تكون المعرفة نقصان في ميزان الدهشة ..؟
كلنا نريد أن نعود إلى البيت إلا الأطفال ..
كلما فتحت لهم نافذة ..طالبوك بفتح نافذة أخرى ..وكلما مضيت معهم إلى العراء طالبوك بحقهم في البحر .. مخزونهم القليل من المعارف رصيد لهم في الدهشة والتأمل رصيد يفوق رصيدنا المعرفي بمراحل
" للصغار البحر ...ولنا الهواجس " ...!
وكلنا نحب لو أنا عدنا أطفالا ..لكي نتحرر من أعباء الدهر ومراهقاته..؟ ربما., فالحياة مؤلمة ..أصبحت مؤلمة لكننا نغفل دائماً عن الصور الكبرى ,بينما ننهمك في التفاصيل ..ونمشي في الأزقة ..نمشي مطرقي الرؤوس ننظر إلى اقدامنا إلى أحذيتنا ...والكون فسيح ..فسيح .!
إنها اللوعة من فقدان تأملنا ودهشتنا , حيث لم يعد يثيرنا شيء ... حيث تساوت الأشياء .فأصبحنا في طامة كبرى ...أن نتعرف على الاشياء وأن نعرفها وكأنها من خبزنا .
لكن ماذا لو أننا اجتهدنا وحاولنا
ماذا لو أننا رجعنا إلى زمن الأسئلة ..إلى ماقبل المعرفة ..؟ ومزقنا كل الصور التي اختزلناها على مدى الحياة ..؟
ماذا يعني شهر ..؟
ماذا يعني دهر ..؟
ماذا يعني نهر ...شجرة ..عصفورة ...؟
كلنا نحب المطر ..لكن لماذا ..؟ لكي نذهب إلى البر ..؟ فأرضنا رمل ..ولكن لأنه نادر عندنا , لأنه تأخر هذا العام , تأخر .. فغابت صورته عن الذاكرة ..وحينما جاء , جاء مدهشاً فهرعنا نفتح له الشبابيك , نتأمله وهو يسقط وينهمر
فماهو المطر ..وهو الماء الذي نشربه كل عطش ..؟
الناس في ما هي فيه ... وأنت تتأمل الشمس في الضحى وهي ترخي نسيجها ... مثلما يتأمل كأئن البحر الحد الأزرق البعيد فيبكي من داخله .
الدهشة منبع المتعة
التجرد من الأشياء... قمة إمتلاكها .
الجهل بالأشياء هم... قمة المعرفة بها .
أما أن ترصد نفسك وأنت في قمة دهشتك ..فهذه حكاية أخرى , حكاية تجاوزت مرحلة الدهشة إلى مرحلة أخرى أكثر رونقاً وبهاءً ..أكثر سحراً ..أكثر حريقاً ... تعود إلى أول السطر حيث لم تًحل الألغاز بعد ... ولم يقل أحد كلمته بعد .
.................................................. ......
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك