عدد الضغطات : 9,163عدد الضغطات : 6,667عدد الضغطات : 6,385عدد الضغطات : 5,598
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :عميد القوم)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 26-02-2017   #1


مصراوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1899
 تاريخ التسجيل :  27 - 04 - 2015
 العمر : 70
 أخر زيارة : 02-09-2020 (09:50 AM)
 المشاركات : 87,984 [ + ]
 التقييم :  246
 MMS ~
MMS ~
 اوسمتي
الإتقان وسام ادارة المنتدى وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه 2 
لوني المفضل : Cadetblue
ويسألونك عن الجبال"



الجبال", ويسألونك

الجبال", ويسألونك

ويسألونك الجبال"    ويسألونك الجبال" ويسألونك الجبال" ويسألونك الجبال"    ويسألونك الجبال" ويسألونك الجبال"


بسم الله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

سورة طه (8)

من قوله تعالى"ويسألونك عن الجبال" الآية 105 إلى قوله تعالى"وقل ربي زدني علما" الآية 114
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المصنف -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً * لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً * يَوْمَئِذٍ يَتّبِعُونَ الدّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرّحْمَنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاّ هَمْساً}[سورة طه:105-108].
يقول تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ}، أي: هل تبقى يوم القيامة أو تزول؟ {فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً}، أي: يذهبها عن أماكنها ويمحقها ويسيرها تسييراً، {فَيَذَرُهَا}، أي: الأرض، {قَاعاً صَفْصَفاً} أي: بساطاً واحداً، والقاع هو المستوي من الأرض، والصفصف تأكيد لمعنى ذلك، وقيل الذي لا نبات فيه، والأول أولى وإن كان الآخر مراداً أيضاً باللازم، ولهذا قال: {لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً}، أي: لا ترى في الأرض يومئذ وادياً ولا رابية، ولا مكاناً منخفضاً ولا مرتفعاً، كذا قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن البصري والضحاك وقتادة وغير واحد من السلف.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقوله -تبارك وتعالى-: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً}، أي: ويسألونك على الجبال في ذلك اليوم في يوم القيامة ما شأنها؟ وما مصيرها؟ {فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً}، يقول: {يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً}، أي: يذهبها عن أماكنها ويمحقها ويسيرها تسييرا، والنسف يأتي بمعنى التذرية، قال بهذا كثير من أهل العلم ومنهم كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله-، بمعنى أن الجبال تتفتت حتى تصير {هَبَاء مُّنبَثًّا} [سورة الواقعة:6]، والهباء ما تعرفون مما يشاهد من الكوة أو النافذة إذا دخلت الشمس مما يتطاير في الهواء، فالله تعالى أخبر عن حال الجبال؛ لأنها تكون كالعهن المنفوش، وكالهباء، فهي تتفتت ويذريها الله -عز وجل- تذرية فتقلع من أماكنها وتستأصل من أصولها وتدك وتصير إلى تلك الحال، وقوله -تبارك وتعالى-: {فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً} فيذرها الضمير يرجع إلى الأرض، أو يرجع إلى الجبال باعتبار أنها هي المذكورة قبله ولا ذكر للأرض، وبعضهم يقول: {فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً} يرجع إلى المذكور قبله وهو الجبال، {فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً} يعني أنه إذا قلعها من أماكنها وسيرت هذه الجبال بقيت منابتها وأصولها وأماكنها قاعاً صفصفا، وبعضهم يقول: {فَيَذَرُهَا}، أي: الأرض، والضمير عائد إلى غير مذكور، يفهم من السياق ولا بأس أن يعود الضمير إلى غير المذكور مما يعرف من السياق ثقة بفهم السامع كقوله -تبارك وتعالى-: {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} [سورة فاطر:45]، يعني: الأرض، مع أن الأرض لم يرد لها ذكر قبل ذلك، وهكذا في قوله: {مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ}[سورة النحل:61]، وكقوله -تبارك وتعالى-: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر:1]، يعني: القرآن، ولم يرد للقرآن ذكر قبل هذا؛ لأنها الآية الأولى، وقوله -تبارك وتعالى-: {فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً} يقول الحافظ -رحمه الله-: "أي بساطاً واحداً، والقاع هو المستوي من الأرض، والصفصف تأكيد لمعنى ذلك"، ومعلوم أن التأسيس مقدم على التوكيد، ولهذا فإن الكثيرين من أهل العلم يقولون بأن الصفصف ليس معناه القاع، يقول: وقيل الذي لا نبات فيه، يعني: {فَيَذَرُهَا قَاعاً} يعني: مستوية لا نبات فيها، {صَفْصَفاً}، أي: لا نبات فيها، مع أن ابن كثير -رحمه الله- رجح الأول قال: "وإن كان الآخر مراداً أيضاً باللازم"، لأنها إذا كانت مستوية فمعنى ذلك أنك لا ترى فيها شيئاً مرتفعاً لا نباتاً، ولا جماداً، فيلزم منه القول بأنه لا نبات فيها، فالقولان متلازمان، وقوله: {فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً * لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً}، يقول هنا: "لا ترى في الأرض يومئذ وادياً ولا رابية"، بمعنى أن العوج هو الوادي، يعني العوج هو المكان المنخفض، والأمْت هو المكان المرتفع ارتفاعاً يسيراً، ولهذا ما قال: جبلاً، يقول: "ولا مكاناً منخفضاً ولا مرتفعاً، كذا قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد إلى آخره"، وبعضهم يقول كابن الأعرابي: العوج من التعوج، بمعنى أنك في الأرض تجد فيها ما تجد من البحر الذي يحد اليابسة، كما تجد فيها المسالك حينما يمشي الإنسان فيها ما يميل معه في طريقه، لأسباب معروفة، من تضاريس الأرض، أما الأرض التي تكون آنذاك فإنها في غاية الاستواء لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا، فالأمت هي التلال الصغار كما يفسرها بذلك ابن الأعرابي -رحمه الله-، وكلام أهل العلم كثير في معنى قوله -تبارك وتعالى-: {لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً}، لكن ذلك يرجع إلى معنى أنها في غاية الاستواء، فلا ترى فيها تبايناً من ارتفاع أو انخفاض أياً كان سبب ذلك، بعض هذه التفاسير هي من قبيل التفسير باللازم، وبعضهم يشير إلى معنى وهو: أن هذا الاستواء يكون في غاية الدقة {لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً}، بعضهم يفرق بين العِوج بالكسر والعَوج بالفتح، يقولون: العِوج يكون في النظر والرأي والمعاني، وأما العَوج فيكون في الأشياء المحسوسة، وهنا قال: {لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً}، وأجابوا عن هذا فقالوا: إن الإنسان حينما يسوي الأرض قد تبدو للنظر أنها مستوية ولكن عند القياس وفي نظر أهل المساحة أو الهندسة يوجد فيها بعض الميل أو الانخفاض أو الارتفاع أو نحو ذلك مما لا يبدو للنظر، فيخطئ النظر حيث يظن أنها مستوية وليست كذلك، فعُبر بالعِوج {لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً}، هكذا قال بعضهم.
والمقصود -والله تعالى أعلم- أن الأرض تكون في غاية الاستواء.
{يَوْمَئِذٍ يَتّبِعُونَ الدّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ}، أي: يوم يرون هذه الأحوال والأهوال يستجيبون مسارعين إلى الداعي حيثما أُمروا بادروا إليه، ولو كان هذا في الدنيا لكان أنفع لهم ولكن حيث لا ينفعهم، كما قال تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} [مريم: 38]، وقال: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ}[القمر: 8].
{يَوْمَئِذٍ يَتّبِعُونَ الدّاعِيَ}، يعني: الذي يدعوهم بعد خروجهم من قبورهم فينفخ في الصور، {يَوْمَئِذٍ يَتّبِعُونَ الدّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ}، يقول هنا: "أي يوم يرون هذه الأهوال يستجيبون مسارعين إلى الداعي حيثما أمروا بادروا إليه"، بمعنى أنهم يكونون في غاية الإقبال، والاستجابة كما قال الله تعالى: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ}، {لاَ عِوَجَ لَهُ} بمعنى أنهم لا معدل لهم عن دعائه فلا يقدرون على أن يزيغوا عنه أو ينحرفوا منه، يتبعون الداعي لا عوج له، وإنما هم في غاية الإقبال عليه والاستجابة.
قال الشنقيطي -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: {لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً}: "أي: لا اعوجاج فيها ولا أمت، والأمت: النتوء اليسير، أي: ليس فيها اعوجاج ولا ارتفاع بعضها على بعض، بل هي مستوية، ومن إطلاق الأمت بالمعنى المذكور قول لبيد:
فاجرمَّزت ثم سارت وهي لاهية *** في كافر ما به أمت ولا شرف
وقول الآخر:
فأبصرت لمحة من رأس عكرشة *** في كافر ما به أمت ولا عوج
والكافر في البيتين: قيل الليل، وقيل المطر؛ لأنه يمنع العين من رؤية الارتفاع والانحدار في الأرض.
وقال الزمخشري في تفسير هذه الآية الكريمة: فإن قلت: قد فرقوا بين العِوج والعَوج فقالوا: العِوج بالكسر في المعاني والعَوج بالفتح في الأعيان، والأرض عين، فكيف صحّ فيها المكسور العين؟
قلت: اختيار هذا اللفظ له موقع حسن بديع في وصف الأرض بالاستواء والمَلاسة، ونفي الاعوجاج عنها على أبلغ ما يكون، وذلك أنك لو عمدت إلى قطعة أرض فسويتها، وبالغت في التسوية على عينك وعيون البصراء من الفلاحة، واتفقتم على أنه لم يبق فيها اعوجاج قط، ثم استطلعت رأي المهندس فيها، وأمرته أن يعرض استواءها على المقاييس الهندسية لعثر فيها على عوج في غير موضع لا يدرك ذلك بحاسة البصر، ولكن بالقياس الهندسي، فنفى الله -عز وجل- ذلك العوج الذي دق ولطف عن الإدراك، اللهم إلا بالقياس الذي يعرفه صاحب التقدير والهندسة، وذلك الاعوجاج لما لم يدرك إلا بالقياس دون الإحساس لحق بالمعاني فقيل فيه: عِوج بالكسر، والأمت: النتوء اليسير، يقال: مد حبله حتى ما فيه أمت. انتهى منه، وقد قدّمنا في أول سورة الكهف ما يغني عن هذا الكلام الذي ذكره، والعلم عند الله تعالى"([1]).
وقال -رحمه الله-: "قوله: {يَوْمَئِذٍ} أي: يوم إذ نسفت الجبال يتبعون الداعي، والداعي: هو الملَك الذي يدعوهم إلى الحضور للحساب، قال بعض أهل العلم: يناديهم أيتها العظام النخرة، والأوصال المتفرقة، واللحوم المتمزقة، قومي إلى ربك للحساب والجزاء، فيسمعون الصوت ويتبعونه.
ومعنى {لا عِوَجَ لَهُ}، أي: لا يحيدون عنه، ولا يميلون يميناً ولا شمالاً، وقيل: لا عوج لدعاء الملَك عن أحد، أي: لا يعدل بدعائه عن أحد، بل يدعوهم جميعاً، وما ذكره -جل وعلا- في هذه الآية الكريمة من اتباعهم للداعي للحساب، وعدم عدولهم عنه بيّنه في غير هذا الموضع، وزاد أنهم يسرعون إليه كقوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ * خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ * مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}[سورة القمر:6-8]، والإهطاع: الإسراع، وقوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ}[سورة ق:41-42]، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ}[سورة الإسرء:52]، الآية، إلى غير ذلك من الآيات"([2]).
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "قول الله -تعالى ذكره-: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ}، أي: يقبلون من كل أوب إلى صوته وناحيته لا يعرجون عنه.
قال الفراء: وهذا كما تقول: دعوتك دعوة لا عوج لك عنها، وقال الزجاج: المعنى لا عوج لهم عن دعائه، أي: لا يقدرون إلا على اتباعه وقصده، فإن قلت: إذا كان المعنى لا عوج لهم عن دعوتي فكيف قال: {لَا عِوَجَ لَهُ}؟، قيل: قالت طائفة: اللام بمعنى عن، أي: لا عوج عنه، وقالت طائفة: المعنى لا عوج لهم عن دعائي كما قال الزجاج، وفي القولين تكلف ظاهر ولما كانت الدعوة تُسمع الجميعَ لا تعوج عنهم وكلهم يؤم صوت الداعي ويتبعه لا يعوج عنه كان مجيء اللام منتظماً للمعنيين ودالاً عليهما، والمعنى لا عوج لدعائه لا في إسماعهم إياه، ولا في إجابتهم له"([3]).
وقوله: {لَا عِوَجَ لَهُ} لا عوج لدعائه فيصل إلى الجميع، ولا عوج لهم عن دعائه فيستجيب له الجميع.
وقوله: {وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرّحْمَنِ} قال ابن عباس: سكنت، وكذا قال السُدي {فَلاَ تَسْمَعُ إِلاّ هَمْساً} قال سعيد بن جبير عن ابن عباس: يعني وطء الأقدام، وكذا قال عكرمة ومجاهد والضحاك والربيع بن أنس وقتادة وابن زيد وغيرهم.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-: {فَلاَ تَسْمَعُ إِلاّ هَمْساً} الصوت الخفي، وهو رواية عن عكرمة والضحاك، وقال سعيد بن جبير {فَلاَ تَسْمَعُ إِلاّ هَمْساً} الحديث وسرّه، ووطء الأقدام.
يقال للصوت الخفيف همس، ولهذا يقال لصوت وطء الأقدام: همس، ويقال: للأسد الهموس؛ لأنه إذا مشى في الليل يمشي مشياً خفيفاً، تصور عند هدئة الأصوات، وسكون الناس حينما لا تسمع إلا صوت أقدام، ولهذا يقولون لصوت الأقدام أو لصوت خفاف الإبل وهي تمشي: همس، وصوت خفاف الإبل أو صوت المشي الخفيف الذي يظهر معه صوت وقع الأقدام لا شك أنه صوت يسير، يصح إطلاق الهمس عليه، كما يطلق أيضاً على الصوت الخفيف، حينما يتكلم الإنسان بصوت يسمعه من يلاصقه، تقول: همس في أذنه، يهمس، {فَلاَ تَسْمَعُ إِلاّ هَمْساً} بعضهم يقول: وقع الأقدام على الأرض، يمشون، يتبعون الداعي، وقال: "الحديث وسرّه، ووطء الأقدام"، قاله سعيد بن جبير -رحمه الله.
{يَوْمَئِذٍ لاّ تَنفَعُ الشّفَاعَةُ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً * وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيّ الْقَيّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً}[سورة طه:109-112].
يقول تعالى: {يَوْمَئِذٍ}، أي: يوم القيامة، {لاّ تَنفَعُ الشّفَاعَةُ}، أي: عنده، {إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً}، كقوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [سورة البقرة:255]، وقوله: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [سورة النجم:26]، وقال: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[سورة الأنبياء:28]، وقال: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سورة سبأ:23]، وقال: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً} [سورة النبأ:38]، وفي الصحيحين من غير وجه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو سيد ولد آدم، وأكرم الخلائق على الله -عز وجل- أنه قال: ((آتي تحت العرش، وأخر لله ساجداً، ويفتح عليّ بمحامد لا أحصيها الآن، فيدعني ما شاء أن يدعني، ثم يقول: يا محمد، ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفع فيحد لي حداً، فأدخلهم الجنة ثم أعود، فذكر أربع مرات))([4])، -صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء-، وفي الحديث أيضاً: ((يقول تعالى: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقول: أخرجوا من النار من كان في قلبه نصف مثقال من إيمان، أخرجوا من النار من كان في قلبه ما يزن ذرة، من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان))([5]) الحديث.
وقوله: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}، أي: يحيط علماً بالخلائق كلهم {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}، كقوله: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}[البقرة: 255]، وقوله: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيّ الْقَيّومِ} قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- وغير واحد: خضعت وذلت واستسلمت الخلائق لجبارها الحي الذي لا يموت، القيوم الذي لا ينام، وهو قيم على كل شيء يدبره ويحفظه، فهو الكامل في نفسه، الذي كل شيء فقير إليه لا قوام له إلا به.
قوله -تبارك وتعالى-: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}، ما بين أيديهم مما يستقبل من أمر الساعة، وما خلفهم ما تركوه ورائهم من أمر الدنيا، والكلام على قوله تعالى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [سورة مريم:64]، وهناك من قال من أهل العلم أقوالاً غير هذا أيضاً، بعضهم يقول: ما بقي من الدنيا، وبعضهم يقول: البرزخ، لكن الفرق بين المقامين أن هذا قاله الله -عز وجل- في الآخرة، وذاك في الدنيا، و{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} يعني من أمر الدنيا والآخرة، أي يحيط علماً بالخلائق كلهم، بعضهم يقول: إن المراد بقوله: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} الضمير يرجع إلى الذين يتبعون الداعي، {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}، {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ} ثم قال: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} قال: "أي يحيط علماً بالخلائق كلهم"، وبعضهم يقول بأن الضمير يرجع إلى الملائكة، وهذا بعيد، قال: "{وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}، كقوله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء}"، وقال بعضهم قوله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ} مع قوله هنا: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}، قيل: الضمير يرجع إلى الله -تبارك وتعالى-، {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ}، أي: بالله، بذاته، وأسمائه وصفاته، والقول الآخر: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ} أن الضمير يرجع إلى ما سبق من علم ما بين أيديهم وما خلفهم، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}، أي: بعلم ذلك، أو: ولا يحيطون بذلك علماً، فهذان قولان، وبين هذين القولين ملازمة، فإذا كانوا لا يحيطون بعلم ما بين أيديهم وما خلفهم فإن كونهم لا يحيطون بالله -تبارك وتعالى- وذاته وأسمائه وصفاته وعلمه من باب أولى، وإذا كان الضمير يرجع إلى الله -تبارك وتعالى- لا يحيطون به ولا بذاته ولا بأسمائه ولا علمه فإن ذلك يتضمن علم ما بين أيديهم وما خلفهم؛ لأنه بعض من علم الله -جل جلاله-، فمثل هذا لا يحتاج معه إلى ترجيح.
وقوله: {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً}، أي: يوم القيامة، فإن الله سيؤدي كل حق إلى صاحبه حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء، وفي الحديث: ((يقول الله -عز وجل-: وعزتي وجلالي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم))([6])، وفي الصحيح: ((إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة))([7])، والخيبة كل الخيبة من لقي الله وهو به مشرك، فإن الله تعالى يقول:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان:13].
ظاهر كلام ابن كثير هو الذي ذهب إليه كثير من المفسرين، أن المقصود بالظلم هو الظلم الأكبر الذي هو الإشراك {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وقوله -تبارك وتعالى-: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [سورة الأنعام:82]، فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالشرك بآية لقمان، وبعض أهل العلم رأى أن الخيبة هنا بمعنى الخسارة المحققة وأن هذه الخسارة المحققة إنما تكون للكافرين، فتكون لهم النار، ولذلك حملوها على الإشراك وأنه الظلم الأعظم، وبعض أهل العلم يقول: إن الآية على ظاهرها {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} فالظلم يقع على الإشراك ويقع على ما دونه، والحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه،فعلى قدر ما يكون له من الظلم يقع له من الخيبة.
وقوله: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً}، لما ذكر الظالمين ووعيدهم، ثنى بالمتقين وحكمهم، وهو أنهم لا يظلمون ولا يهضمون، أي: لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم، قاله ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة وغير واحد، فالظلم الزيادة بأن يُحمَّل عليه ذنب غيره، والهضم النقص.
الهضم النقص، ولهذا يقال: هضْمُ الطعام بمعنى انتقاصه، وذلك لما يقع لهذا الطعام، فيقال فلان هضم الطعام، يهضم الطعام، بمعنى هضم الطعام فلا يبقى ثقله على المعدة، {فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً} هنا ذكر تفسير الظلم بأنه يزاد في سيئاته أو يحمل سيئات الآخرين، وهكذا قول من قال بأن الظلم بمعنى أنه لا يذهب حقه بالكلية، والهضم بمعنى أنه لا ينقص، فمعنى ذلك أنه يأخذ أجره وافياً لا يمنع من حقه، فيكون هذا هو الظلم، ولا ينقص منه فهذا هو الهضم، وكذلك أيضاً لا يُحمَّل سيئات غيره، والحاصل أنه لا يحصل له ظلم بتحمله تبعة عمل غيره ولا يد له فيه، ولا يمنع من حقه بالكلية كما أنه لا يحصل له نقص في أجره وثوابه عند الله -تبارك وتعالى.
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً * فَتَعَالَىَ اللّهُ الْمَلِكُ الْحَقّ وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ إَن يُقْضَىَ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رّبّ زِدْنِي عِلْماً}[سورة طه:113-114]، يقول تعالى: ولما كان يوم المعاد والجزاء بالخير والشر واقعاً لا محالة أنزلنا القرآن بشيراً ونذيراً بلسان عربي مبين فصيح لا لبس فيه ولا عيّ، {وَصَرّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ} أي: يتركون المآثم والمحارم والفواحش، {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} وهو إيجاد الطاعة وفعل القربات.
يُفسر الذكر بالطاعة والقربات، فالذكر يقال للذكر باللسان، والذكر بالقلب، واستحضار عظمة الله -عز وجل- ومراقبته، ويقال أيضاً للذكر بالجوارح، والقيام بوظائف العبودية، بعض أهل العلم يفسر قوله: {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً}، أي: اتعاظاً واعتباراً، وهذا قال به جمع من أهل العلم، وهو اختيار ابن جرير -رحمه الله-، وعلى هذا يكون تفسير من فسره -كالحافظ ابن كثير- بأنه فعل القربات والطاعات من باب الأثر واللازم، فإذا حصل للإنسان الاتعاظ والاعتبار بالقرآن فإن ذلك هو السبيل، أو أن هذا يقتضي العمل والطاعة، والتقرب إلى الله -تبارك وتعالى-، فإن الغفلة هي التي تحول بين الإنسان وبين الامتثال، وبعضهم فسر الذكر بالشرف كما قال بعضهم في قوله -تبارك وتعالى-: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} [سورة الزخرف:44]،أي: شرف، والأكثر في استعمال الذكر في القرآن أن المقصود به التذكر؛ وذلك بالاتعاظ والاعتبار، وطرد الغفلة، هذا هو الغالب في القرآن.
{فَتَعَالَىَ اللّهُ الْمَلِكُ الْحَقّ}، أي: تنزه وتقدس الملك الحق الذي هو حق، ووعده حق، ووعيده حق ورسله حق، والجنة حق والنار حق، وكل شيء منه حق، وعدله تعالى أن لا يعذب أحداً قبل الإنذار وبعثة الرسل، والإعذار إلى خلقه؛ لئلا يبقى لأحد حجة ولا شبهة.
وقوله: {وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ}، كقوله تعالى في سورة لا أقسم بيوم القيامة: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [سورة القيامة:16-19]، وثبت في الصحيح عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان يعالج من الوحي شدة، فكان مما يحرك به لسانه، فأنزل الله هذه الآية، يعني أنه -عليه السلام- كان إذا جاءه جبريل بالوحي، كلما قال جبريل آية قالها معه من شدة حرصه على حفظ القرآن، فأرشده الله تعالى إلى ما هو الأسهل والأخف في حقه؛ لئلا يشق عليه، فقال: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}، أي: أن نجمعه في صدرك، ثم تقرأهعلى الناس من غير أن تنسى منه شيئاً، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}، وقال في هذه الآية: {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ}، أي: بل أنصت، فإذا فرغ الملَك من قراءته عليك فاقرأه بعده، {وَقُل رّبّ زِدْنِي عِلْماً}، أي: زدني منك علماً، قال ابن عيينة -رحمه الله-: ولم يزل -صلى الله عليه وسلم- في زيادة حتى توفاه الله -عز وجل.
قوله -تبارك وتعالى-: {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ}، هذا المعنى الذي ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- حيث فسره بقوله: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}، والحديث في سبب نزولها هو الأقرب -والله تعالى أعلم-، ومن أهل العلم من فسره بغير هذا، فابن جرير -رحمه الله-: يرى أن المعنى {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ}، أي: في إقرائه لأصحابك، وإملائه عليهم {مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ}، أي: قبل أن نفُهمك ونبين لك معانيه حتى تفهمه، فلا تعجل بإقرائهم وإملائه عليهم، وتفسيرها بما ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أولى للحديث وللآية الأخرى، لأنه تفسير لها بالقرآن، تفسير القرآن بالقرآن أقرب وأولى، وكذلك أيضاً هو تفسير بالسنة، وسبب النزول -كما هو معلوم- من فوائده أنه يبين ويجلي المعنى، والله تعالى أعلم.

[1] - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للعلامة الشنقيطي (4/99).

[2] - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للعلامة الشنقيطي (4/100).

[3] - التبيان في أقسام القرآن، للإمام ابن القيم الجوزيه (124).

[4] - رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [سورة ص:75]، برقم (6975)، عن أنس -رضي الله عنه- بلفظ قال فيه: ((فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه، فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال لي ارفع محمد، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأحمد ربي بمحامد علمنيها، ثم أشفع، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمد، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي، ثم أشفع، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمد، قل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأحمد ربي بمحامد علمنيها، ثم أشفع، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أرجع فأقول: يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود))، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أدني أهل الجنة منزلة فيها، برقم (193).

[5] - رواه الترمذي، كتاب صفة جهنم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب ما جاء أن للنار نفسين وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد، برقم (2593)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند برقم (12772)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وبرقم (13928)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين، والطبراني في المعجم الأوسط واللفظ له برقم (3976)، كلهم من حديث أنس -رضي الله عنه-، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (3645).

[6] - انظر: مسند الشاميين، لأبي القاسم الطبراني برقم (156).

[7] - رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم (2578)، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما.





ويسألونك الجبال"    ويسألونك الجبال" ويسألونك الجبال" ويسألونك الجبال"    ويسألونك الجبال" ويسألونك الجبال"

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: ويسألونك عن الجبال" || الكاتب: مصراوي || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





,dsHg,k; uk hg[fhg"




,dsHg,k; uk hg[fhg" ,dsHg,k; uk hg[fhg"



 

قديم 26-02-2017   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ويسألونك عن الجبال"



جزاك الله خير الجزاء
وجعلها الله في موازين حسناتك
ونفع بعلمك أخي مصراوي


 

قديم 27-02-2017   #3
مدير عام سابق
انثى الطهر
داعم لصندوق المنتدى



السموه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1505
 تاريخ التسجيل :  27 - 04 - 2014
 أخر زيارة : منذ 3 يوم (01:17 PM)
 المشاركات : 26,743 [ + ]
 التقييم :  420
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
مُستفزه
صَدري مليان عزه
لو تجادلنَي دقيقہ ...
عرش شيَطانك اهزه ▾
لوني المفضل : Black
رد: ويسألونك عن الجبال"



سبحان الله هذه الايه {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً *}
سمعت مره قصة واحد مصاب بورم سرطاني في نهاية العامود الفقري وانه عمليته خطيره جدا جدا اقل نتائجها
الشلل واكبر نتائجها الموت وعدمها يعني انتشار السرطان
يقول وهو من المقصرين مع القران ليلة العمليه والاشاعه
النهائيه ماقبلها ضاقت بي الدنيا فالخساره تحوم حول حياتي
من جميع الجهات ربما احسر الصحه وربما اخسر حياتي
ولا ادري ما العمل فتذكرت تلك الايه كيف لعظمة الله ان تنسف الجبال ولا تنسف ورم صغير في ظهري
فاخذت اردد الايه وادعوا وابكي حتى كان الصباح
وذهبوا بي للاشاعه وكانت المفاجاءه لا ورم لا سرطان
احتار الاطباء اين ذهب فالاشاعات القديمه موجوده وتبين وجوده وهذا والجديده تقول باني سليم تماما
تذكرت عظمة الله ورحمته بان الهمني تلك الايه
ونجاني من نهاية محققه
جزاك الله خير ويعطيك العافيه .



 

قديم 27-02-2017   #4


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
رد: ويسألونك عن الجبال"



مشكور والله يعطيك الف عافيه



 

قديم 27-02-2017   #5


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ويسألونك عن الجبال"



يعطيك العافية


 

قديم 27-02-2017   #6
انثى يغلب على طابعها الهدوء


أنشودة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2530
 تاريخ التسجيل :  18 - 05 - 2016
 أخر زيارة : 25-07-2019 (10:07 AM)
 المشاركات : 20,829 [ + ]
 التقييم :  510
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Crimson
رد: ويسألونك عن الجبال"



جزاك الله عنا خير الجزاء والمثوبه
والله يعطيك العافية على نقلك القيم
جهود رائعه تقدمها تشكر عليها
تقبل مروري
أنشودة الأمل



 

قديم 28-02-2017   #7
*****ه بالقسم الاسلامي


قلب أم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1853
 تاريخ التسجيل :  02 - 04 - 2015
 أخر زيارة : 02-05-2020 (01:07 PM)
 المشاركات : 28,108 [ + ]
 التقييم :  222
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ويسألونك عن الجبال"



تسلم ايدك
موضوع مميز



 

قديم 28-02-2017   #8


آسيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2064
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 29-06-2018 (02:30 PM)
 المشاركات : 8,061 [ + ]
 التقييم :  179
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ويسألونك عن الجبال"



بارك الله فيك على جهودك


 

قديم 01-03-2017   #9
مشـرفه قسم الصحه والمجتمع


سلسبيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1894
 تاريخ التسجيل :  25 - 04 - 2015
 أخر زيارة : 02-06-2019 (10:51 AM)
 المشاركات : 19,279 [ + ]
 التقييم :  179
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ويسألونك عن الجبال"



مشكور على الجهد الرائع
يعطيك العافية


 

قديم 01-03-2017   #10


حسبى ربى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2063
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 02-06-2019 (11:36 AM)
 المشاركات : 6,418 [ + ]
 التقييم :  60
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ويسألونك عن الجبال"



سبحان ربى ما اعظمك
مشكور اخى على موضوعك الرائع

وفى انتظار كل جديد مميز



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجبال", ويسألونك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كمسك الختام ..* سمو الأميرة منتدى الترحيب والتهاني 4 21-10-2014 10:37 PM
بالصور.. "سبق" ترصد الضباب وهو يعانق الجبال بمنتزه الحبلة استغفر الله منتدى الاخبار المحلية والعالمية 1 12-08-2014 07:15 AM
"الجبال الباكية" في هاواي تثير فضول السياح بالعالم kaka07 منتدى السفر والسياحة 5 05-05-2014 05:41 PM
بصور جوية لـ "سبق".. أمطار جازان تطال الجبال وتهدد مئات القرى ابوجابر اخبار منطقة جازان 0 13-08-2013 11:27 AM
الخشوع والتصدع في الجبال حقلاوي وافتخر منتدى القرآن الكريم والتفسير 6 27-05-2012 03:23 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 07:45 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant