في الفترة السابقة و لمدة شهرين تقريباً,كنت منشغلة بعمل تجديدات في محل سكني,و لاعداد غرفة المكتب (الصومعة) للتجهيزات,كان يجب التخلص من (كراكيب) كثيرة,أورق و اقلام جف حبرُها,علب فارغة,و ربما…أشخاص أيضاً..نعم…لم يكن ما ألقيه في سلة المهملات مجرد جمادات لا حس فيها…بل كل ما نويت التخلص منه مرتبط بأشخاص و أحداث,و أماكن…
بعضها يذكّرني بعمرٍ مضي كأنه شريط لفيلم سينيمائي أشاهده أمام عيني من جديد, ذكريات ..بعضها حلو و بعضها مر,و تمنيت أن أعيش تلك الأحداث مرة أخري و اقابل ابطال تلك الذكريات حتي من آذاني,لاتذكر نفسي منذ سنين خلت و لكن لا أحد يمكنه إعادة الزمن للوراء,غير أنّ كل مرحلة في عمر الإنسان لها مذاقها الخاص,لها مظاهر جمال خاصة بها و أيضا مظاهر تعب,كل شخص نقابله,و كل مكان نذهب إليه يترك فينا بصمة خاصة لا تتكرر,و أيضاً نحن نتغير و لا يبقي شئ علي حالِه,ستمضي بنا السنوات ,و يصبح اليوم ذكري الغد,و بعد سنوات ستتراكم (كراكيب) جديدة كانت في يوم من الأيام شئ مهم للغاية,و لكنّها فقدت أهميتها بفعل الزمن لتلقي نفس المصير (سلة المهملات) و تأخذ معها جزء آخر من أعمارنا و ذكرياتنا,و تلك هي الحياة…
كراكيب
آن لها أن تغيب
و تأخذ معها ذكريات
لعمرِ بات عنا غريب
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك