كل تجربة مؤلمة لم تُعالج بشكل صحيح يمكن أن تظل مخزّنة في الجسد مما يؤدي إلى أعراض جسدية ونفسية مستمرة
عند التعرض لحدث صادم يستجيب الجسم بإفراز هرمونات التوتر
مثل الأدرينالين والكورتيزول مما يضعه في حالة تأهب قصوى
إذا لم تُفرّغ هذه الطاقة تبقى حبيسة في عضلات الأعصاب وكأن جسدك ما زال تحت الخطر
( جسمك يُخبرك أن هناك مشكلة لم تُحل )
الألم الذي لم يُعبَّر عنه قد يظهر لاحقاً في شكل
صداع
أرق
مشاكل في المعدة
خفقان قلب
توتر عضلي
أو حتى تعب دائم لا تفسير طبي له
العضلات خاصة في الرقبة والكتفين والحوض تُعد من أكثر الأماكن التي تتراكم فيها المشاعر المكبوتة
فالجسد يتكلم حين تصمت النفس
حين لا نُعطي أنفسنا مساحة للحُزْن أو التعبير
يبدأ الجسد في إرسال إشاراته بصمت مؤلم
الدراسات تذكر ذلك
فالصدمة لا تُخزن في العقل فقط بل في الجسم أيضاً
بحث نُشر في مجلة Frontiers in Psychology
أشار إلى أن التجارب الصادمة ترتبط بتغيرات في استجابة التوتر البيولوجية مما يؤدي إلى أعراض جسدية طويلة الأمد
لذلك نجد أن العلاج الجسدي أصبح معتمداً كوسيلة فعالة لتحرير الصدمات المخزنة في الجسم
من خلال التنفس
الحركة
والانتباه للأحاسيس الجسدية
جسدك يحاول حمايتك فيطلب منك حلها في
حين ترديدك ( تناسيت ) وأنت تشعر بعمق للصدمة في داخلك
وحين يصرخ جسدك هو دليل أنه ما زال في جُهده المُرهق
حتى يشعر منك زوال مرحلة الخطر إلى مرحلة الحل
إستخدامك لحواس جسدك لتحريرها والتشافي يُدرك منه زوال هذا الخطر ليطرد آثارها
•تحدث عنها حتى لو بصوت منخفض الكلمات أحياناً تُخرِج ما تعجز عنه الدموع
•اكتب ما لا تستطيع قوله فالأوراق لا تحكم عليك
•دع جسدك يتحرك بالمشي بالرقص باليوغا فالصمت الطويل يحتاج مساحة ليتنفس
•تنفّس بوعي الشهيق العميق يحمل النور والزفير الطويل يطلق الوجع
•ابكِ إذا احتجت الدموع ليست ضعفاً بل تنظيف داخلي للروح
•سامح نفسك أحياناً نُضاعف الصدمة لأننا نلوم أنفسنا أكثر من الحدث نفسه
•احتضن جسدك المس المكان الذي يؤلمك وقل له: أنا هُنا وأفهمك
•مارس التأمل ليس للهروب من الألم بل للجلوس معه دون خوف
•لا تخف من التكرار الشفاء لا يحدث مرة واحدة بل في كل مرة تسمح لنفسك أن تشعر
•اختر من تصغي إليه فوجود من يحتضنك بإنصات قد يكون بداية التحرر من سنوات من الصمت.
**د.*سحر
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك