وضعت يدها على وجنتيها مباراة كرة القدم الجارية في ملعب الجامعة كانت المباراة محمسة بالفعل فقد كان هتاف الجماهير يعم المكان الا هي كانت تشاهد المباراة بعينيها لكن قلبها كان قد عاد سنة للوراء تذكرت هتافها وتشجيعها الذي كان يملأ المكان حين كان حبيبها كابتن الفريق و عندما يسجل هدفا تصرخ بأعلى صوتها معبرة عن فرحتها
انتهت المباراة وقامت من مكانها وهي حقا لا تعرف من هو الفريق الفائز×
رن الجرس معلنا عن حصة جديدة دخلت للقاعة وجلست في آخر صف وبجانبهاذلك المقعد الفارغ ×لقد كان عقلها طول الحصة شاردا يفكر فقط به هو هو الذي ملك عقلها ووجدانها وفجأة طلب منها الاستاذ أن تحل إحدى المعادلات قامت من مكانها وعبرت ذلك الصف الطويل ثم وقفت أمام تلك السبورة الضخمة وحملت الطبشور جلست تفكر لا انها لا تفكر بحل المعادلة بل ان كل تفكيرها فيه كما جرت عادتها وضعت الطبشور فوق السبورة لتخط بيديها الباردتين كلمة "الوحدة" غضب الاستاذ منها و طردها من الفصل خرجت بهدوئها المعتاد لتجلس في مكان منعزل وهي تظم ركبتيها بذراعيها الصغيرة وعادت مرة ثانية سنة للوراء ،تذكرت حين كان الاستاذ يطلب منه حل معادلة كان يستغل تلك الفرصة ليكتب ×اها كلمة أحبك فيغضب الاستاذ ويخرجهما معا وكانا يجلسان في مكان منعزل فيحكي لها نكتة وهي تضحك من كل قلبها ++++++++++++++++++×
رن الجرس معلنا الساعة الثانية عشر زوالا فقامت من مكانها وهي تجري بكل سرعتها حتى وقفت أمام سكة القطار وكان القطار مارا في تلك الاثناء وعادت تتذكر ثانية حين ودعهآ كما لم يودعها من قبل واتجه لمنزله الذي كان خلف سكة القطار فتذكرت أن تقول له أحبك لكنها أخطئت فقد كان فوق سكة القطار حين التفت اليها ليجيبها فدهسه القطار
مرت هذه الذكريات كالسرعة التي مر بها القطار
لتستعيد وعيها وتجد ان القطار قد فاتها بكت بحرقة وصرخت باعلى صوتها×
ـ لقد تأخرت مرة اخرى ها قد مر القطار الذي دهسك سأحاول في السنة القادمة أن أصل في الوقت المحدد لن أرضى أن أموت إلا في نفس الساعة واليوم والشهر والطريقة التي ×توفيت بها
وعاهل الآن في الستين من عمرها لم تتزوج أبدا ويفوتها القطار في كل سنة لكنها تعيد المحاولة السنة القادمة لذلك فقد اطلق عليها سكان القرية لقب أرملة القطار فهل سينتظرها القطار؟
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك