د. شروق الفواز
****
في البداية يجب أن نحمد الله ونشكره على أن انقلاب ناقلة الغاز حدث في يوم الخميس لأنه لو كان في يوم آخر لكان مصابنا أكبر. ولنحمده مرات ومرات لأن وقائعه قد سجلت من زوايا عدة فأظهرت أموراً قد يتغافلها البعض أو يرفض تصديقها.
ووقوع هذا الحادث الأليم بالرغم من مأساويته الساخرة إلا انه وضعنا أمام تحد كبير هل سنعدل الأخطاء السابقة جذريا لنمنع تكرار الفاجعة أم أننا سُنلبس القضاء والقدر عمامة السبب؟!
أخطاء سبعة كانت حاضرة واختلافات بين الصورة الصحيحة والخاطئة تجعلنا ندرك حجم الخطأ وتجاوزاته وسلامة سائق الشاحنة شاهد على الحدث وعلى وجوب تصحيحة.
ثلاث جهات رئيسية تتقاسم المسؤولية وتصريحات مسؤوليها تؤيد ما سأكتبه وما تناقله الناس عن هذه الفاجعة.
شركة الغاز صرح رئيسها بأن هذه الناقلات خطيرة جدا وأن الطريقة الأسلم هي في مد الأنابيب، لن أتساءل عن سبب عدم وجود أنابيب للغاز على افتراض أنها مكلفة؟!! لكن السؤال الذي يجب عليها أن تجيبه مادامت الشركة مقدرة لحجم الخطر لماذا لم تخصص فريق قيادة للحافلة؟ لماذا سائق واحد؟ يتحمل كل هذا العبء، عبء السفر الطويل وعبء التصرف في حالة الطوارىء السائق لم يصب لأنه نجا من الحادث وابتعد لو كان معه مساعدان لكان التبليغ والتصرف أسرع.
سؤال آخر.. ناقلات كبيرة مثل هذه لماذا لاتربط مباشرة بلجنة مراقبة في الشركة أو غرفة كنترول ومراقبة لتتولى هي التصرف والتوجيه وتطبيق إجراءات الطوارىء لحين وصول الجهات الأمنية. هذا في نظري لا يعدو عن كونه اهمالًا وسوء إدارة وتصرف دفع ثمنه أبرياء مروا بالقرب من الشاحنة لا تطفئه كلمات المواساة ولا إعلانات التعزية حتى ولو كانت متاخرة.
الجهة الثانية هي الأمن وتحديدا المرور، شوارع رئيسية ومهمة تتوقع بأن تكون مراقبة بالكاميرات ومربوطة بمواقع قريبة للطوارىء مدربة على التحرك السريع والتحكم المباشر لمنع التجمهر وتبعاته وقبل ذلك للتوجيه والإنقاذ. فلماذا لاتوجد هذه الكاميرات؟ وأين هي خطط الطوارىء للتحرك السريع؟
مرات كثيرة أسمع فيها تصريحات لرجال الأمن وهم يلقون باللائمة على التجمهر وتسببه في اعاقة أعمالهم الإنقاذية فماهي الإجراءات التي سعت لتطبيقها لمنع ذلك؟
الجهة الثالثة هي وزارة التربية والتعليم والتي وضعت التربية قبل التعليم اسماً لها أين هو دورها في تربية النشء لتقدير حجم الأخطار وضرورة السلامة وفداحة التجمهر؟
الأخطاء تقع وتتكرر لأننا نفتقر للتنسيق وهذا هو الخطأ السابع لو أن وزارة التربية اهتمت بدراسة شكاوى الجهات الأخرى والأخطاء التربوية المرتبطة بها وعملت برامج تربوية متخصصة لذلك لما كان ما كان في حادثة الغاز بكل ما سجلته الكاميرات من تفاصيل مخزية.
رحم الله موتى هذه الحادثة وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأعان السكان والمواطنين على تخطي عقدة الخوف من الغاز والشاحنات في الطريق اللهم آمين.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
09-11-2012
