الحديث القدسي: ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا.
وقيل له قدسي: نسبة إلى القدس وهو الطهارة، والتقديس هو التطهير، سُمي بذلك تشريفاً له لأنه من كلام الله.
والأحاديث القدسية قد جمعها بعض أهل العلم وأفردوها بالتصنيف، فبلغت أكثر من ثلاثمائة حديث، بحسب ما جاء في كتب السنة، سواء من صحيح البخاري أو مسلم أو أبي داود أو الترمذي أو النسائي أو ابن ماجة، أو موطأ الإمام مالك.
وقد ذكر أهل العلم فروقاً كثيرة بين الحديث القدسي والقرآن
الكريم، منها :
١. أن الحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته، بمعنى أن الإنسان لا يتعبد لله تعالى بمجرد قراءته، فلا يثاب على كل حرف منه عشر حسنات، والقرآن يتعبد بتلاوته بكل حرف منه عشر حسنات.
٢. أن الله تعالى تحدى أن يأتي الناس بمثل القرآن أو آية منه، ولم يرد مثل ذلك في الأحاديث القدسية.
٣. أن القرآن محفوظ من عند الله تعالى، كما قال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 1 [الحجر: 9]
والأحاديث القدسية بخلاف ذلك، ففيها الصحيح والحسن، بل أضيف إليها ما كان ضعيفا أو موضوعا، وهذا وإن لم يكن منها لكن نسب إليها وفيها التقديم والتأخير والزيادة والنقص.
٤. أن القرآن معجزة باقية على مر الدهور والعصور.
٥. أن القرآن مقسم إلى سور وآيات وأحزاب وأجزاء وليس كذلك في الحديث القدسي.
٥. أن القرآن الكريم لا يتطرق إليه الخطأ أبدا، أما الحديث القدسي فقد يرد الوهم إلى أحد رواته فيرويه على الخطأ.
٦. أن القرآن لا تجوز قراءته بالمعنى بإجماع المسلمين،
وأما الأحاديث القدسية فعلى الخلاف في جواز نقل الحديث النبوي بالمعنى والأكثرون على جوازه بشروطه.
٧. أن القرآن تشرع قراءته في الصلاة ومنه ما لا تصح الصلاة بدون قراءته، بخلاف الأحاديث القدسية.
٨. القرآن لا يمسه إلا المطهرون، والحديث القدسي لا يشترط فيه ذلك.
٩. أن القرآن لا يقرؤه الجنب حتى يغتسل على القول الراجح، بخلاف الأحاديث القدسية.
١٠. أن القرآن ثبت بالتواتر القطعي المفيد للعلم اليقيني، فلو أنكر منه حرفا أجمع القراء عليه، لكان كافرا، بخلاف الأحاديث القدسية فإنه لو أنكر شيئا منها مدعيا أنه لم يثبت، لم يكفر، أما لو أنكره مع علما أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، لكان كافرا لتكذيبه النبي صلى الله عليه وسلم.
١١. القرآن لا يباع عند من لم ير جواز بيعه، والحديث القدسي بخلاف ذلك.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك