﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. فعِشْ كمَا خَلقَكَ اللهُ.. ولا تُخالِفْ طَبيعَتكَ، ولا تُغيِّر خُصُوصِيتكَ، ولا تُقلِدْ غيركَ.. ﴿ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ﴾ [البقرة: 60] و[الأعراف: 160].. و﴿ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء: 84].. وفي الحديث الصحيح: « اعملوا فكلُّ مُيسرٌ لما خُلق له ».
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. تَدُلُ على أهميةِ مَعرِفةِ الانسانِ بمواهِبِهِ وقُدُرَاتِه، وامكانِيَاتِهِ وطاقَاتِهِ، ليفَعِّلَهَا في المجالِ الذي يُناسِبُهُ، ويَنفَعَ بِها نَفْسَهُ وأُمَّتَهُ.
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. فقد كتبَ أحدُ العُبادِ رسالةً للإمام مالكٍ رحِمَهُ اللهُ، يحثُّهُ فيها على الانفِرادِ والعبادة، وتركِ الانشغالِ بالتَّعلِيم، فردَّ عليهِ الإمامُ مالكٌ بقولهِ: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد قَسَّمَ الأعمَالَ كمَا قسَّمَ الأرزاقَ، فربُّ رجُلٍ فُتحَ لهُ في الصَّلاةِ ولم يُفتحْ لهُ في الصَّومِ، وآخَرُ فُتحَ لهُ في الصَّومِ ولم يُفتحْ لهُ في الصَّدَقَةِ، وآخَرُ فُتحَ لهُ في الصَّدَقَةِ ولم يُفتحْ لهُ في الصَّلاةِ.. ثمَّ قالَ: ونَشْرُ العِلمِ وتَعلِيمهِ مِنْ أفضَلِ الأعمَالِ، وقد رَضِيتُ بما فَتحَ اللهُ لي فيهِ من ذلك، وما أظنُّ ما أنا فيهِ بِدُونِ ما أنتَ فيهِ، وأرجو أنْ يَكُونَ كِلانا على خَيرٍ، وأنْ يَرضَى كِلانا بما قُسَمَ لهُ، والسَّلام.
اللهم فقِهنا في الدِّين، واجعلنا هُداةً مُهتدِين.
الألوكة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك