يقول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
( إِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكتاب أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين )
من هنا سننطلق برحلتنا نجوب كتاب ربنا
نستخرج منه جميل الدرر وروائع العبر
نبحر بين جنباته .. مرورا بآياته وسوره
نمتع قلوبنا قبل أبصارنا فترقى بنا نحو درجات الجنان
فتنجلي ظلمة القلوب وتتمايل الأنفس طربا
لعلنا نكون من أصحاب
(قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات)
حينها والله فوز وأي فوز
جنان فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشــر
فالله أسأل أن يجعل هذا العمل متقبلا عنده
وأن يجعلنا جميعا من أهل كتابه وخاصته
العاملين به .. المقيمين حروفه وحدوده
إنه جـــــــــــــــــــــــــــــواد كريــــــــــــــــــــــــــــــم
إن المسلم لتأخذ الدهشة بلبه كل مأخذ
حين يرى مواقف الكثير من كتاب ربهم
أحاط بهم ظلام وادلهمت عليهم خطوب
ثم هم يتخبطون خبط عشواء
أفلست النظم وتدهورت القوميات وهشت العولميات
فلله العجب !!
النور بأيدينا , فكيف نلهث خلف ركاب غيرنا
د.سعود الشريـــــــم
فما أشدها من حسرة وما أعظمها من غبنة
على من أفنى أوقاته في طلب العلم
.. ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن ::
ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه , فالله المستعان
ابن القيــــــــــــم
& صفــــة التدبــــر &
أن تشغل قلبك بالتفكر في معنى ما تلفظ به
وتتأمل الأوامر والنواهي
فإن كان مما قصَّرت عنه فيما مضى استغفر
وإذا مررت بآية رحمة سألت واستبشرت
أو عذاب أشفقت وتعوذت , أو تنزيه تنزه وتعظم
أو دعاء تتضرع وتطلب
السيوطـــــــــــي
& من طرق التدبــــر &
أن يجعل الشخص لنفسه في كل وقت آية يتأملها بخصوصها
ويمكن أن يعلق في ورقة ليراها طول اليوم
وبجانبها ورقة , فكلما طرأ له معنى كتبه فيها
لم يرد في القرآن تحريم لحم حيوان باسمه إلا الخنزير
مع أنه لم يكن كثيرا بأرض العرب
أليس هذا غريبا ؟!
إن الغرابة تزول حين نعلم أن الخنزير اليوم
من أكثر الأطعمة انتشارا في الأرض
إنها عالمية القرآن
رُفع لعمر بن عبدالعزيز قوم يشربون الخمر فأمر بجلدهم
فقيل له: إن فيهم صائما، فقال: ابدءوا به !!!
أما سمعتم الله يقول :::
{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ }
فبين رحمه الله أن الله جعل حاضر المنكر كفاعله
ابـن تيميـــــــــــــة
فسر الشيخ الشنقيطي رحمه الله آية
ثم ذكر أنه لم ينص أحد من المفسرين على ما ذكره مع احتمال الآية له
:: ثم قال ::
" لكن كتاب الله لا تزال تظهر غرائبه
وعجائبه متجددة على مر الليالي والأيام
ففي كل حين تُفهم منه أشياء لم تكن مفهومة من قبل"
فأين المتدبــــــــرووون ؟؟!
أضــــواء البيـــــان
تدبر مصارع الأمم في كتاب الله
تجد أن الله لم يهلك أمة إلا وهي في حال قوتها وجبروتها !
أهلك الله عادا وهي ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ..
حتى قالوا : من أشد منا قوة ..
وأهلك ثمود الذين جابوا الصخر بالواد
فنحتوا الجبال وبنو المصانع ..
وأهلك فرعون ذا الأوتاد الذي قال : أنا ربكم الأعلى
وأراد صرحا يبلغ به السماء
" وكل هؤلاء دمرهم الله في قمة قوتهم وجبروتهم "
د. سفر الحوالـــــي
الأزمات والشدائد
من أخصب ميادين تخريج القادة والعظماء والمصلحين ..
تأمل في المعاناة التي مر بها يوسف قبل أن يصبح عزيز مصر
والشدائد التي عانى منها موسى قبل بعثه لأعظم طاغية في البشر
بل تدبر سورة الضحى لتعلم من هو محمد
صلى عليهم ربي وسلم
أ.د. ناصر العمـــــــر
( ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين
أن ينزل عليكم من خير من ربكم )
حتى الخير لا يودون أن يأتينا من ربنا
فكيف يودون أن يأتينا منهم أو يفعلون؟!
ولكن
(فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
أ.د. ناصر العمــــــــــــر
الشقاق بين أهل الكتاب والمسلمين أمر قدري
فلا يمكن أن يتفق المسلمون وأهل الكتاب
فتبطل دعوة أهل الضلال الداعين إلى توحيد الأديان
* لقوله تعالى *
(فإن امنوا بمثل ما أمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق)
فلما لم يؤمنوا صاروا معنا في شقاق
وهذا الشقاق لا بد أن يؤدي إلى عداوة وبغضاء
وبالتالي إلى مدافعة, وهكذا وقع
الشيخ محمد بن عثيمين
يتبــــــــــــــــــــــــــــــع
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
قال الله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(الأنعام : 162 )المتأمل في هذه الآية يجد فيها العجب
سبحان الله
يطلب الله من نبيه أن تكون صلاته ونسكه ومحياه ومماته له سبحانه وتعالى
مع أن الصلاة هي النسك إلا لأهميتها أفردها سبحانه وتعالى
ويا عجبا كم من مضيع للصلاة مع أهميتها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وكون الصلاة والنسك لله فأراه هو تعريف هام للاخلاص فما الصلاة والنسك أصلا إلا لله ولكن زيادة التأكيد هو باب التعريف بمعنى آخر
وهو كيف يحول الانسان صلاته لله حيث يصبح كل جزء منه وفيه أثناء الصلاة لله سبحانه وتعالى
ثم ننتقل أحبتي إلى الجزء الآخر من الآية والتي أراها منهج حياتي لو اتبعناه لاسترحنا إلا وهو "ومحياي ومماتي لله رب العالمين"
كيف يحي الانسان لله
كيف يصير كل نفس في حياته لله
فينام لله
ويستيقظ لله
ويأكل لله
ويتعلم لله
ويعمل لله
ويتزوج لله
ويطلب الذرية لله
ويعمر الأرض لله
فتكون كل خطوة في حياته لله
نعم هذه هي الحياة التي طالما غفلنا عنها
هذه حياة الانبياء والصالحين
ينام الانسان وقد أدى ما عليه من واجبات
ينام وفي باله أن يريح جسده ابتغاء التقوي على العبادة
ينام وقد آتى بأذكار النوم
ينام وفي باله صلاة الفجر
بهذا يكون نام لله
وعلى هذا فقس
يستيقظ لله
أول ما يستيقظ يبحث عن صلاته
ثم يبحث عن أعماله
يأكل لله يأكل لكي يتقوى على العبادة
يأكل لكي يحافظ على نفسه التي وهبها الله له
يتعلم لله
يكون شعاره في الحياة "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (فاطر : 28 )