عدد الضغطات : 9,177عدد الضغطات : 6,682عدد الضغطات : 6,400عدد الضغطات : 5,612
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد )) (آخر رد :ابو يحيى)       :: ذات مساء مساحه خاصه لكم (آخر رد :السموه)       :: ...بم‘ـــآآآذآ تفــكــــر الآن ... (آخر رد :السموه)       :: مؤلم ... (آخر رد :محمد الجابر)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :محمد الجابر)       :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 14-12-2015   #1
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
 اوسمتي
اوفياء المنتدى وسام صاحب الحضور الدائم الحضور المميز المسابقه الرمضانيه الوسام الملكي 
لوني المفضل : Cadetblue
من علوم الفاتحة



من, الفاتحة, علوم

من, الفاتحة, علوم

هل البسملة آية من الفاتحة؟




نحن أمام أكبر مسألة خلافية في علم القراءات!!!

المصحف الذي جمعه الصحابة رضوان الله عليهم في عهد عثمان رضي الله عنه، وعليه إجماع المسلمين كانت فيه البسملة الآية الأولى، ولم يكن ترقيم الآيات قد لحق المصحف، ثم لما بدأ الترقيم عدت بعض المصاحف البسملة الآية الأولى منالفاتحة كما هو حال معظم المصاحف الموجودة في عصرنا هذا (رواية حفص)، وبعضها الآخر عد البسملة آية مستقلة كما هو في مصاحف ورش ففيها آيات الفاتحة سبع آيات، الأولى الحمد لله، والسابعة غير المغضوب عليهم.

هذا الخلاف بين علماء القراءات أدى إلى الخلاف بين الفقهاء في عدد من المسائل وكذا علماء الحديث وغيرهم.

وقد دأب كثير من العلماء والغيورين على الدين غفر الله لي معهم، في كل عصر ومصر على الذب عن كتاب الله خوفا منهم على من يلحق بكتاب الله ما ليس منه، وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع ذلك كثيرا بين الصحابة، ومن ذلك:
قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: سمعتُ هشامَ بنَ حكيمٍ ابنِ حزامٍ: يقرأ سورة الفرقانِ على غير ما أقرؤها، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقرنيها، وكدت من أعجل عليه، ثم أمهلتُه حتى انصرف، ثم لببتُه بردائِه، فجئتُ به رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلتُ: إني سمعت هذا يقرأ على غير ما أقرأتنيها، فقال لي: أرسِله. ثم قال له: اقرأ. فقرأ، قال: هكذا أنزلتْ. ثم قال لي: اقرأ. فقرأتُ، فقال: ((هكذا أنزلتْ، إنَّ القرآنَ أنزل على سبعةِ أحرفٍ، فاقرؤوا منه ما تيسَّر))، رواه البخاري.
وهذه الغيرة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد انتشرت في كتب التفسير وتوجيه القراءات بتضعيف القراءة بسبب أو بآخر، وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال: ((إنَّ القرآنَ لم يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بعضُه بعضًا، بل يُصَدِّقُ بعضُه بعضًا، فما عَرَفْتُم منه فاعْمَلُوا به، وما جَهِلْتُم منه فرُدُّوهُ إلى عالِمِهِ))، صححه الألباني في شرح الطحاوية، وحسن له الألباني لفظين آخرين.
ويقول: ((نزل القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ، المِراءُ في القرآنِ كُفرٌ، ثلاثَ مرَّاتٍ، فما عرفتُم منه فاعملُوا، وما جهِلتُم منه فرُدُّوه إلى عالمِه))، قال الألباني في السلسلة الصحيحة: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وفي ضوء ذلك ينبغي لنا من نرد المسألة إلى أهل القراءات كما ارشد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((فردوه إلى عالمه))، فنجد أنهم متفقون على من هذه الرواية صحيحة مقبولة، والأخرى كذلك، وقد انتشرت هذه الرواية وانتشرت الأخرى وأثبتهما الله سبحانه وتعالى كما قال: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (الرعد:39).
فقد تكفل الله بحفظه فقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ(41)لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42)} (فصلت).
ولو كانت إحداهما غير صحيحة لما ثبتت، ولما حفظها الله، ولا يمكن من يلحق كتاب الله أي تحريف أو زيادة أو نقصان.

فبعد من عملنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ورددنا المسألة إلى أهل القراءات ووجدناهما صحيحتين، فنقول من هذا كلام الله، والآخر كلام الله ولا نضرب بعضه ببعض وكل يصدق بعضا، لأن كلاهما يصدق مصحف عثمان رضي الله عنه وكلاهما صحت به الرواية عن علماء القراءات، وليحذر أحدنا من يقع فيما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((المراء في القرآن كفر)).

وعلى هذا فمن قرأ الفاتحة وجهر بالبسملة فقد قرأ رواية صحيحة ثابتة في المصاحف.
وإن لم يجهر بالبسملة نقول قرأ رواية صحيحة ثابتة في المصاحف.
فيجب علينا عندئذ من نؤمن بهما ونوقن من أحدهما تصدق الأخرى ونقول: {... آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} (آل عمران:7).

ومثلما حدث من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره من الصحابة، وغيرهم في كل عصر - غفر الله لي معهم - كانوا يشكون في القراءة فيأتي كل فريق بالحجج والبراهين وتوسعوا في ذلك وسطروا صفحات وصفحات في رد الرأي الآخر، والأفضل طالما صحت الروايتين من نبحث ونتدبر حكمة من الحكم التي أرادها الله سبحانه في ذلك، فإن وجدنا أحدها أو أكثر قلنا لعلها هي أحد حكم الله الحكيم، وإن لم نجد قلنا: {... سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}(البقرة:32).

وهكذا نقول في كل خلاف يقع في رسم المصحف أو نقطه أو حروفه أو تشكيله أو عد آياته أو علامات الوقف أو ما جد اليوم من علامات مثل ألوان التجويد وما قد يجد في المصحف على مر الزمان.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الذكر الحكيم.
{... رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (الحشر:10).





((( يتبع ))))

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: من علوم الفاتحة || الكاتب: ابو يحيى || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





lk ug,l hgthjpm hgthjpm




lk ug,l hgthjpm hgthjpm lk ug,l hgthjpm hgthjpm



 

قديم 14-12-2015   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من علوم الفاتحة



الاعتذار لبعض من يرى خلاف ذلك






قد يتعقبني كثير من المتابعين بكلام من يرى خلاف ذلك من العلماء الأفاضل وعلى رأسهم شيخنا العزيز العثيمين رحمه الله حيث قال:
((الصحيح أنها ليست من الفاتحة لكنها آية من كتاب الله عز وجل مستقلة ويدل لهذا الخبر والعمل أما الخبر فقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الله تعالى قال (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) قال حمدني عبدي وإذا قال (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قال أثنى علي عبدي وإذا قال (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال مجدني عبدي وإذا قال (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال هذا بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) مسلم في صحيحه وأصحاب السنن


ولم يذكر البسملة وأما العمل فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يجهر بالفاتحة في الصلاة الجهرية ولا يجهر بالبسملة ولو كانت منها لجهر بها كما يجهر في بقية آياتها فالصواب أنها ليست من الفاتحة ولا من غيرها بل هي آية مستقلة تبتدأ بها السور إلا سورة براءة.))

والحقيقة أنني ظللت فترة أرى هذا الرأي لقوته أدلته ولحبي الشديد للشيخ إلا أنني عندما نظرت في الأدلة التي سقتها، وجدت أن الحق أحب إلي من شيخي الحبيب، فتركت قول الشيخ الذي أحبه حبا جما إلى الحق الذي ظهر لي.
وعلى كل حال فالشيخ مأجور في اجتهاده وعمل بما صح عنده وتبع في ذلك علماء كبارا قبله، ونسأل الله أن يجزل لهم الثواب.

وعموما أدلة الفريقين لا تسلم من النقد - اللهم بصرنا بالصواب -، وإن شاء الله نتعرض لها في موضعها.
وسأكتفي بما سقنا من أدلة، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: ((المراء في القرآن كفر))رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبان.
وأحب أن ألفت نظر المتابعين أن الله تكفل بحفظ كتابه، فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل لهم افعلوا كذا في رسمه، وافعلوا كذا في نقطه، وافعلوا كذا في حروفه، وافلعوا كذا في تشكيله، وافعلوا كذا في عد آياته، وافعلوا كذا في أصول ترتيله...، لأن الله هو الذي يحفظ القرآن وليس العلماء، وما يمحى من كتاب الله وما يثبت فهو خاضع لإرادته الكونية القدرية ولا يخضع لأدلة شرعية تحكمه، ولو وكل كتاب الله إلى العلماء لما وصلنا كتاب الله بهذه الصورة، انظر مثلا إلى لغات العرب فكلام الصحابة رضوان الله عليهم كان يفضل لغة قريش، وكذا كتب أهل اللغة تفضل لغة قريش، وكذا كتب القراءات، وكتب توجهها، وجل كتب التراث تفضل لغة قريش، والنتيجة أنهم لو وكل إليهم حفظ الكتاب كانوا سينشورن لغة قريش على غيرها، لكن انظر إلى قراءة نافع في المدينة إنها ذهبت إلى أهل تونس والجزائر والمغرب وغيرهم، لأنها والله أعلم تناسب لكنتهم السريعة، وانظر إلى قراءة حفص التي طالما ضعف كثير من أهل اللغة وتوجيه القراءات وغيرهم ضعفوا وجوها منها، فماذا كان مصير قراءة حفص، إنها انتشرت وحلت في الحجاز وكثير من المناطق، من نشرها إنه الله وحده، فالقرآن محفوظ بحفظ الله بدون أسباب ملموسة، بخلاف السنة فإنها محفوظة بحفظ الله بأسباب، فإذا أهمل أهل زمان في سنة رسول الله ضعفت سنته بين الناس، كما هو الحال قبل مجدد الإسلام الشيخ الألباني، فلما أراد الله رفعة لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ظهر شيخنا الجليل رحمه الله لينشر سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أما القرآن فإنه محفوظ بالعلماء أو بغيرهم إلى قيام الساعة، اجتهد أهل العلم أم لم يجتهدوا.



((( يتبع ))))



 

قديم 14-12-2015   #3
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من علوم الفاتحة




(مراتب الهداية، وترتيب المصحف)






في بداية طريق الهداية يكون الإنسان منا مدفوعا بعزيمة قوية ويكون حماسه في أعلى درجاته، فتجدنا نسأل عن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحرص على كل سنة بدون مراعاة للتدرج في التكليف، وبدون مراعاة لمراتب الهداية.
فنقوم نصف الليل تقريبا، ونكلف أنفسنا أكثر من طاقتها، ومازالت قلوبنا في مهد الهداية.

=================
القرآن الكريم له ترتيبان الترتيب الأول وهو الترتيب حسب تاريخ النزول.
والترتيب الثاني حسب العرضة الأخير لجبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الترتيب الذي يعرفه الناس الآن في كل المصاحف.

لماذا لم يكن ترتيب النزول هو الترتيب الحالي، أو العكس؟
هناك كثير من الحكم التي ذكرها العلماء، إلا أننا سنكتفي بأهم واحدة منها وهي أن ترتيب النزول كان يراعي مقام النبوة وكان يراعي صناعة رجال الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا الجيل لن يتكرر أبدا، وكان أول تكليف للنبي صلى الله عليه وسلم: {قم الليل إلا قليلا}الاية 2المزمل.

أما الترتيب الحالي، فإنه يراعي حال كل طالب للهداية إلى يوم الدين ويتدرج معه إلى أن يصل إلى مراتب عليا.
فهو أول ما يفتح المصحف فإنه سيجد: {اهدنا الصراط المستقيم}الاية 6الفاتحة، وسيعلم أن هذا الدعاء ركن لصحة صلاته حتى مماته، وأنه مفتقر في كل وقت إلى هداية ربه.
ثم يجد: {ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين}الاية 2سورة البقرة، فيدرك أن الهداية في التمسك بهذا الكتاب العظيم، وأن أول مراتب الهداية هي التقوى.
وهكذا ينتقل من مرتبة إلى مرتبة حتى يصل قرب نهاية الكتاب إلى أعلى المراتب وهي قوله تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}الاية 17 الذاريات، عدنا إلى: {قم الليل إلا قليلا}المُزمِّل الآية 2 .
وعلى هذا فالترتيب الحالي ترتيب موضعي، فلكل سورة موضوع رئيس له علاقة من قريب أو بعيد بموضوع الكتاب كله، هو الهداية، يراعي حال الأمة جمعاء، ويرتقي بهم مرتبة تلو الأخرى في تدرج تألفه الأنفس ولا تمل منه.



((( يتبع ))))



 

قديم 14-12-2015   #4
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من علوم الفاتحة



النية والبسملة





"بسم الله"، هذه اللفظة لفظة قرآنية (جزء من آية)، وتسمى عند العرب البسملة، جعلنا الله وإياكم من أهل البسملة.

والبسملة في بدأ الأعمال الأصل فيها الاستحباب، لمطلق قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}سورة البقرة 152، ولقوله تعالى في الحديث القدسي: ((أنا معه إذا ذكَرَنِي، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم))رواه البخاري ومسلم .
إلا أنها تكون واجبة أحيانا، عند الذبح مثلا.
وقد تكون دون الأولى إذا قام ما هو أفضل منها مقامها، مثل البسملة في الصلاة، كما سيأتي بإذن الله تعالى.

وكل الأذكار والعبادات تؤول إلى دعاء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة))

فالذي يبسمل ويقرأ أو يكتب أو يغرس أو يصنع أو يدخل أو يخرج أو يفتح أو يغلق أو غير ذلك إنما يكون لسان حاله: (اللهم بارك عملي، أو يسره، أو أعني، أو تقبل مني أو قوني أو ألهمني أو ثبتني أو وفقني أو أرشدني أو اهدني أو ارحمني أو غير ذلك).

وحضور القلب عند البسملة مهم جدا، ونحن - إلا من رحم الله - لا نراعي ذلك.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ))رواه الترمذي واحمد وحسنه الالباني.
ولهذا فإن الذي يبسمل في بدء أعماله يستحب له حضور القلب فبها يتذكر مقام ربه، ويحتسب الأجر، ويجدد نيته، ويضاعفها، فهذا الذي يبسمل قبل الوضوء فإنه قد ينوي مع البسملة أجر إسباغ الوضوء وينوي أجر صلاة ركعتي الاستخارة، وينوي معها أجر ركعتي الضحى، وإذا اجتمع مع ذلك أنه يريد المكث في المسجد فينوي أجر ركعتي المكث في المسجد، وغير ذلك من النوايا.
فأنصح نفسي وإياكم أن تكونوا من أهل البسملة، وتعتنوا بمواطنها التي أتت في الشرع على وجه الخصوص، لأنها مواطن تجديد النية وتأكيدها، وبالبسملة مع حضور القلب تتحول كثير من العادات إلى عبادات عظيمة الأجر.

أما في القرآن فإن الله سبحانه وتعالى حذف من البسملة الفعل أو الاسم: وهو (أقرأ)، مثلا فقال بسم الله، بدلا من بسم الله أقرأ، ليفيد العموم وليذهب كل منا في ذلك مذهبا مختلفا عن الآخر حسب حاله، فهذا يقرأ للأجر، وهذا يكتب، وهذا يريد الهداية، وهذا يختم، فانظر مثلا إليك وأنت قد ختمت المصحف بصعوبة، وبدأت تختم ختمة ثانية، فأنت لا تقتصر عزيمتك على القراءة الحرة بل ترغب في ختمة جديدة، فلسان حالك: بسم الله أختم، وإن كانت عزيمتك قوية جدا تقول: أختم بسم الله، كما قال نوح: {اركبوا فيها بسم الله}سورة هود 41.

وأنوه هنا إلى أن النية لا تظهر على اللسان وإنما نكتفي بلفظ (بسم الله) إلا إذا قام داع لذلك، وعلى هذا جاءت السنة المطهرة، وعلى هذا جاءت لغة العرب.
فيا أهل القرآن لكي تكونوا من أهل هذه الآية العظيمة: {بسم الله الرحمن الرحيم} عظِّموا أمرها واعملوا بها.




((( يتبع ))))



 

قديم 14-12-2015   #5
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من علوم الفاتحة




الجهر بالبسملة في الصلاة





{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (الحشر:7).

ذكرنا سالفا أن التسمية لها شأن عظيم في مفتتح الأعمال؛ العبادات والعادات على حد سواء.
ومن الذكر الذي يشرع كذلك في مفتتح الأعمال التكبير، وهو قولك الله أكبر.

وإذا عقدنا مقارنة بينهما يكون التكبير هو الأفضل من وجوه كثيرة إلا أن التسمية أفضل من حيث الانتشار والاستعمال.

فالتسمية تصلح في مفتتح كل عمل بخلاف التكبير، فمثلا وأنت تدخل البيوت فلا يصلح التكبير، بل عليك أن تصطحب معك السلامة والسلام والبركة والمودة والرحمة واللطف وغير ذلك مما يحتاجه أهل البيت، أما إذا كبرت فكأنك داخل لمعركة أو تستقوي على أهل البيت وتعدهم بالويل والثبور، وهذا لا يصلح.

أما التكبير فإنه مفضل لأن فيه معان زائدة، فلفظ الجلالة موجود فيهما جميعا، إلا أن التكبير به معان إضافية، فقولنا (الله أكبر) أي أكبر من هوانا وأكبر من الشياطين وأكبر من متاع الدنيا وأكبر من كل عظيم، فتطرد به غير الله من قلبك، وتستجلب به صفات الجبورت والكبرياء لله عز وجل، وتستجلب به كذلك قوة تساعدك على إتمام أعمالك، وغير ذلك.

ولفظ الجلالة في التكبير متقدم، إلا ترى أن أفضل آية في القرآن فضلت لأن لفظ الجلالة تقدم فيها قبل كلمة التوحيد، بخلاف باقي آيات التنزيه لله عز وجل.

فإذا تساويا فضل التكبير على البسملة، فمثلا الحداد الذي يرفع المطرقة نقول له التكبير أفضل من البسملة، لأن لسان حالك يقول يا قوي قوني، وهي متحققه في التكبير.

وقد جمع بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح أبي داود والترمذي أنه أتي بكبش يوم الأضحى فذبحه وقال: ((بسم الله والله أكبر)).
وهذا لأن البسملة أعم، والتكبير أخص، فجاز الجمع بينهما، ويستقبح العكس، وهو التكبير ثم البسملة.

وعلى هذا جاءت كل الأحاديث التي تتحدث عن البسملة في الصلاة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجهر بها، وذلك لأنها وقعت بين التكبير والحمد، وهما من أحب الكلام إلى الله، فقد قال رسول صلى الله عليه وسلم: (( أَحَبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : ( سبحان اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ) ، لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ . وهنَّ من القرآنِ)).

فوقعت البسملة بين التكبير والحمد، فأسر بها أو أسقطها صلى الله عليه وسلم.

وليحذر الذين يصرون على الجهر بالبسملة دائما فليحذوا من قوله تعالى:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ(_النور 63)


والبسملة كما قررنا من قبل آية من الفاتحة في رواية صحيحه وهي آية متسقلة في رواية ثانية صحيحة وأننا ينبغي علينا إلا نضرب آيات الله بعضها ببعض بل هما متكاملاتان تصدق الأولى الثانية، وقلنا أن أدلة كل فريق لا تسلم من نقد.
ومن أقوى ما استدل به الفريق الذي يرى أن البسملة آية من الفاتحة دائما، قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأْتُمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فاقرؤُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّها أمُّ القرآنِ، وأمُّ الكتابِ، والسَّبْعُ المَثَانِي، وبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِحْدَى آياتِها
ويخرج ذلك أن الأمر للقراءة بها خارج الصلاة، أو للإسرار بها، جمعا بين الأدلة.

ومن أقوى ما استدل به القائلين بأنها ليست آية في الفاتحة الحديث القدسي: ((إن اللهَ تعالى يقولُ : قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ ، نصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { الحمدُ للهِ ربِّ العالمين } قالَ اللهُ : حمِدني عبدي ، وإذا قالَ : { الرحمنُ الرحيمُ } قالَ اللهُ : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { مالكِ يومِ الدينِ } قال اللهُ عز وجل : مجّدني عبدي ، وفي روايةٍ فوَّضَ إليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ } قال : فهذه الآيةُ بيني وبين عبدي نصفينِ ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { اهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ } قال : فهؤلاءِ لعبدي ولعبدي ما سألَ ))،

ونقول لا نسلم لكم أن الصلاة في الحديث هي الفاتحة لأنه يتطرق إليها احتمالات: منها أن تكون الصلاة هنا بمعنى الدعاء الذي في سورة الفاتحة، والبسملة ليست من الدعاء اتفاقا، ومنها أن تكون الصلاة بمعنى الصلاة المعهودة المعروفة، وأن الله تعالى خص الدعاء الذي في الفاتحة بالكلام هنا لأنها الذكر الوحيد في الصلاة الذي لا تصح الصلاة إلا به، وغير ذلك من الاحتمالات، فسقط الاستدلال به، وقالوا كذلك أن النصفين هما ثلاثة آيات في أولها والرابعة وسط وثلاتة آيات في آخرها، نقول لهم لماذا لا يكون التقسيم هنا بالحروف أو بالمعاني، أو غير ذلك.

وعلى هذا فمن قرأ بقراءة حفص أو ما شابهها فعليه أن يسر بها في الصلاة ويجهر بها خارج الصلاة، ومن قرأ بقراءة ورش وما شابهها فعليه أن يسقطها ولا شيء عليه، والله أعلم.

أما الجهر في الصلاة بها فهو مخالف للسنة، ومخالف للذوق العربي. ولكن من فعل ذلك فقد قرأ برواية صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كنا نخشى عليه من مخالفة السنة، والله أعلم.


((( يتبع ))))


 
التعديل الأخير تم بواسطة ابو يحيى ; 14-12-2015 الساعة 10:03 PM

قديم 14-12-2015   #6
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من علوم الفاتحة



العمل بالبسملة ومنازل الفاتحة






أهل التوحيد، وأهل القرآن، وأهل الحديث، وأهل الفقه، وأهل اللغة، وغيرهم... جزر معزولة.

الآية الأولى في كتاب الله (البسملة)، قال أحد العلماء أنها تتضمن خلاصة الكتاب، وسيأتي بإذن الله تعالى شرح ذلك.

تعقبني بعض المتابعين بأني أتكلم عن البسملة في قضايا فقهية أو حديثية لا علاقة لها بالتدبر أو بالتفسير.

في العهد الأول كانت آيات الذكر الحكيم تنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيدعو من حضره من الصحابة فيكتب من يكتب ويحفظ من يحفظ ويسمع من يسمع ثم يبين لهم ما في الآيات من أحكام وعمل ويربط ذلك كله برباط وثيق من الإيمان وكان الصحابة يخرجون من عنده وهمهم العمل، وكانوا يتدارسون العلم الذي في الآيات مخافة أن ينسوا.
يقول ابن تيمية رحمه الله عن الصحابة رضوان الله عليهم: (أنهم كانوا إذا تعلموا من النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عشرَ آياتٍ لم يجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلمِ والعملِ)، مجموع الفتاوى.

مع مر الزمان اقتضى الأمر التصنيف في العلوم واستقل كل علم بأدواته وأصوله وخصوصياته لدواعي تنظيمية تعليمية، لكن هذا الأمر أدى إلى بعض السلبيات ومنها:
حدثت أحد أهل القرآن عن أحكام الوتر أجاب جزاه الله خيرا بأنهم لم يشبعوا من كتاب الله ولا شأن لهم بالشئون الفقهية أو الحديثية.
فكيف يتدبر القرآن من لا يوتر أو يوتر على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
أن الجزر المعزولة يجب أن يكون همهم العمل وعند العمل لا بد من اتصال هذه الجزر بعضها ببعض.

إذا كان الله العلي العظيم من فوق سبع سماوات بدء كتابة العزيز بالبسملة فكيف نهمل نحن البسملة عند البدء في أعمالنا.

ولذلك يحسن بنا ونحن نؤدي أعمالنا أو نبدأها، أن نذكر الله مرة بقولنا: (بسم الله)، ومرة نضيف اسم من أسمائه الحسنى، فنقول: (بسم الله الرزاق) أو المعطي أو الشافي ونحو ذلك، أو نقول: يا رزاق ارزقني، أو يا شافي اشفني، ونحو ذلك، حسب الحال.
هذا التنويع يوقظ القلب وينشط العقل وبه تعزم النية وتعظم بها أجرك.
فإذا عملنا بذلك وحرصنا عليه نكون قد اقتربنا من إدراك منازل أول آية في كتاب الله.













((( يتبع )))


 

قديم 14-12-2015   #7
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من علوم الفاتحة



البسملة وموضوع الكتاب

الاسم الأعظم





(( الله )) أكثر اسم من أسماء الله الحسنى تكرر في القرآن.
(( الله )) أول اسم من أسماء الله في القرآن.
(( الله )) أول اسم من أسماء الله في أعظم سورة في القرآن.
(( الله )) أول كلمة في أعظم آية في القرآن (آية الكرسي).
(( الله )) الاسم الذي لم يتسم به أحد غير الله الواحد الأحد.
(( الله )) يأتي متبوعا بغيره من الأسماء الحسنى ولا يأتي تابعا أبدا.


(( الله )) أصله إله أي معبود، فدخلت عليه الألف واللام للتعريف والتعظيم، ولا تسقط في مواطن سقوط الألف واللام، فنقول يا الله، بخلاف باقي الأسماء، فنقول يا رحمن يا لطيف، ونحو ذلك،
فهي بعد دخول الألف واللام معناها الإله الحق، الذي لا يستحق العبادة إلا هو، ففيها معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).

وقيل أنه الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سأل به أعطى.
وإذا راجعنا السنة النبوية نجد نصوصا كثيرة على ذلك منها:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اسمُ اللَّهِ الأعظمُ في هاتينِ الآيتينِ: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}، وفاتِحةِ سورةِ آلِ عمرانِ {الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}))، صحيح أبي داود.
2- يقول أنس ابن مالك رضي الله عنه كنتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جالسًا ـ يَعني ـ ورجلٌ قائمٌ يصلِّي ، فلمَّا رَكَعَ وسجدَ وتشَهَّدَ دعا، فقالَ في دعائِهِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ، إنِّي أسألُكَ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِهِ: تَدرونَ بما دعا؟ قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قالَ: والَّذي نَفسي بيدِهِ، لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى، صحيح النسائي.
3- سمعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رجلًا يدعو وَهوَ يقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنِّي أشهدُ أنَّكَ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الأحدُ الصَّمدُ، الَّذي لم يلِدْ ولم يولَدْ ولم يَكُن لَهُ كفوًا أحدٌ، قالَ: فقالَ: ((والَّذي نَفسي بيدِهِ لقد سألَ اللَّهَ باسمِهِ الأعظمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى)).
والنصوص في ذلك كثيرة جدا


فالأفضل لمن أراد أن يدعو الله باسمه الأعظم أن يراعي الآتي:
1- لفظ الجلالة الله أو اللهم لأنه بمعنى يا الله، وإلهكم في آية البقرة تعني إلهكم الحق فهي بمعنى الله.
2- يتقيد بكلمة التوحيد، لأن جل الأحاديث فيها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
3- يكثر من صفات الجلال والجمال والكمال، مثل الرحمن الرحيم، والحي القيوم، الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، وغير ذلك.
4- أن يصدق فيه لفظ الداعي السائل، ولا يتحقق ذلك إلا بقلب واع، بخلاف من ينطق بلسانه وقلبه لاه.
5- أن ينتفي عنه موانع إجابة الدعاء.

كنا في كلمة سابقة تحدثنا عن أن أي عبادة تؤول إلى الدعاء، وعلى ذلك فإن من قال: {بسم الله الرحمن الرحيم}، بنية الدعاء وقلبه مجموع عليه، بمعنى بسم الله الرحمن الرحيم اطلب الأجر، أو بسم الله الرحمن الرحيم أطلب الشفاء، أو بسم الله الرحمن الرحيم أهتدي، وغير ذلك، وكان قلبه مجموعا على ذلك، واستحضر معنى كلمة التوحيد وهو ينطق باسم الله، فهو يرجى أن يكون ممن دعى باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، لأن لفظ الجلالة متبوع باسمين يحملان صفة جلال وكمال وجمال.

وعلى ذلك فإننا نرجو أن تكون البسملة خلاصة القرآن، لأن الدعاء هو العبادة، وموضوع الكتاب هو الهداية،
فإن كنت تقرأ للهداية، فقد وافقت موضوع الكتاب.



((( يتبع )))


 

قديم 14-12-2015   #8
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من علوم الفاتحة



( الرحمن في الدنيا والآخرة ))





في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما)) صحيح الترغيب.

فعندنا الرحمن في الدنيا، والرحمن في الآخرة.
وعندنا الرحيم في الدنيا والرحيم في الآخرة.


1- أما رحمن الدنيا فهذا لا خلاف فيه بين العلماء، فسبحانه يرسل الرحمة على عبادة مؤمنهم وكافرهم.
* فهو سبحانه يجيب الدعاء، قال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ} (الإسراء:110).
* وهو يعيذ المستعيذين، قال تعالى: {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن} (مريم:18).
* وقد خلق السماوات والأرض رحمة منه، قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} (الفرقان:59).
وقال: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ} (الملك:3).
وهو سبحانه يحرس عبادة ويرعاهم بالليل والنهار، قال تعالى: {قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} (الأنبياء:42}.
* وسورة الرحمن مليئة برحمته الواسعة في الدنيا، الشاملة للمؤمنين والكافرين.


2- أما أنه الرحمن في الآخرة، فقد اختلف فيها أهل العلم، والصحيح أنها ثابتة بالكتاب والسنة، وشاملة للمؤمنين والكافرين.
وذلك أنه سبحانه لا يظلم مثقال ذرة، وذلك من رحمته وحلمه.
ومن أسمائه في اليوم الآخر ((الرحمن)):
قال تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} (مريم:87).
وقال: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} (مريم:93).
وقال: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً} (طه:109).
وقال: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} (يس:52).
وقال: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً} (النبأ: 38).


فالرحمن اسم لله يدل على صفة الرحمة، ويدل على فعل الرحمة فيرحم عبادة في الدنيا والآخرة مؤمنهم وكافرهم.
















((( يتبع )))






 

قديم 14-12-2015   #9
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من علوم الفاتحة



النار رحمة



يسأل أحد المتابعين لموضوع (الرحمن في الدنيا والآخرة)

كيف تكون النار التي ذكرها الله في سورة الرحمن من رحمة الله العامة؟

نقول أن من حكم خلق الله النار قبل خلق آدم، أنها رادع،
وهذا الردع رحمة من الله عامة:

* فالمؤمن الذي كتب الله له الخلود في الجنة، كلما تذكر النار اجتنب الكفر والمعاصي وطلب الإيمان والطاعة.
وبعد دخول الجنة كلما نظر في حال أهل الكفر حمد الله.
* والكافر الذي كتب الله له الخلود في النار، إذا كان ممن يؤمن بالنار فإنه يحسن للغير ويحسن لنفسه، وهذا الإحسان هو رحمة الله بالفقراء الذين يحسن إليهم، ورحمة لنفسه فإن الله يشكر له هذا الإحسان في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب.
* والكافر الذي كتب الله له الخلود في النار، إذا كان ممن لا يؤمن بالنار فقد وسعته رحمة الله وجاءه النذير، حتى إذا أخذه لم يفلته.


(((توضيح)))

بالنسبة لرحمة الله العامة، التي وسعت البشر والجن والحجر وكل شيء، هذه الرحمة كلما ذكر اسم الله (الرحمن)، فإنك ستجد آثارها، وهناك رحمة خاضعة للمشئية، وهذه عكس العذاب الذي يخضع أيضا للمشيئة، وكلما ذكر اسم الله (الرحيم أو رحيم)، فإنك ستجد آثارها.

انظر معي إلى قوله تعالى: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} (الأعراف : 156 ).

فعذاب الله خاضع لمشيئته، بخلاف الرحمة العامة فإنها وسعت كل شيء من شجر وحجر وجن وإنس وخلاف ذلك، هذه الرحمة في ذاته وفي كل أفعاله وفي كل أقواله سبحانه وتعالى وهي الرحمة العامة ومنها خلق النار والإنذار بها. ولم يقل ورحمتي تصيب، بل قال وسعت وبينهما فرق كبير، فهذا الكافر الذي كتب عليه الخلود في النار والذي بلغه الإنذار بالنار فقد وسعته رحمة الله بالإنذار والبلاغ بها،
والله أعلم،،،














 

قديم 14-12-2015   #10
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:21 PM)
 المشاركات : 210,306 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: من علوم الفاتحة



الرحيم أشد مبالغة من الرحمن في يوم الخلود





اختلف أهل العلم في اسم الله الرحيم فقال بعضهم أنه خاص بالآخرة، وقد ثبت في السنة قول رسول الله صلى الله عليه آله وسلم: ((رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما))، صحيح الترغيب.

فأما أنه رحيم في الدنيا، فهذا ثابت بالكتاب والسنة، والرحيم يختلف عن الرحمن فالرحيم رحمة لمن يشاء، فيصيب بها من يشاء، ولذلك يتسمى بها غيره، بخلاف الرحمن فهي رحمة التي وسعت كل شيء، تبلغ مبلغا عظيما ولذلك لا يجوز التسمي به، بل هو لله خاصة.

ومن مواطن رحمته التي هي الرحيم في الدنيا:
* أنه يتوب على التائبين، قال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:37)، وقال: {وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ} (التوبة:15).
* وكذلك فهو يغفر للمستغفرين، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص:16)، وقال: {يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ} (آل عمران:129).

وقد ظن البعض أن هذا خاص بالمؤمنين دون الكافرين، والصحيح أنه عام للمؤمنين والكافرين، فهو سبحانه يعطي المحسن والرحيم على إحسانه ورحمته ويجزل له العطاء ولو كان كافرا، حتى لو كان على حساب المؤمنين أحيانا، قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(5)} (سورة الروم)، فجعل سبحانه نصرته للكافرين بعضهم على بعض من رحمته التي هي الرحيم، التي يصيب الله بها من يشاء، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يوسِّعَ على أمَّتِكَ فقد وسَّعَ على فارسَ والرُّومِ وَهم لا يعبدونَهُ، فاستوى جالسًا، فقالَ: ((أفي شَكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئِكَ قومٌ عُجِّلت لَهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا))، صحيح الترمذي، فالمحسن من أهل الكفر تُعجَّل له طيباته في الحياة الدنيا، فينال رحمة الله التي هي الرحيم لأنه محسن.
قال تعالى: {...إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (البقرة : 143 )

وأما رحمته التي هي الرحيم في الآخرة، فهي خاصة بالمؤمنين، فبعد أن وضع الله الموازين القسط يوم القيامة برحمته التي هي الرحمن، وعدل بينهم، ولم يظلم أحدا مثقال ذرة، تأتي رحمته التي هي الرحيم، فيصيب بها من يشاء من أهل الجنة، ويحق العذاب على من يشاء من أهل النار، فإنه يعطي ويجازي المؤمنين أهل الجنة الذين كتب لهم البقاء فيها أضعاف ما عملوا وأضعاف حسناتهم أضعافا لا يعرف مداها إلا الله، عطاء لا ينقطع، أبديا، قال تعالى على لسان أهل الجنة وهم يقارنون أعمالهم بعطاء الله: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطور:28)، وقال تعالى في معرض الماحجة مع أهل النار: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(99)... قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(109)... وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117)وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(118)} (سورة المؤمنون)، فكتب عليهم البقاء فيها، ونزه نفسه مرتين فهو سبحانه خير الراحمين في الدنيا وفي الآخرة.

3- استشكل البعض أن هذا التقسيم غير معهود.
وأقول أن تقسيم رحمة الله إلى قسمين قسم في الدنيا وقسم في الآخرة، هذا ثابت بالحديث الصحيح الذي أوردناه، وتقسيم رحمة الله إلى رحمته بالمؤمن والكافر، وكذلك تقسيم رحمته إلى عامة وخاصة، هذا تقسيم السلف في القرون المفضلة، وقد أعرضنا عن التقسيمات الأخرى لأسباب أهمهما أن باب الأسماء والصفات الأسلم فيه الالتزام بالنصوص الشرعية وإن لزم الأمر الاستعانة بألفاظ الصحابة والتابعين، فهذا فيه بركة، وألفاظه واضحة للعامة والخاصة.
فإن قال قائل أنك وافقت السلف في الألفاظ لكن هذا التفصيل لم ينقل عنهم قلنا أن التفصيل معتمد على تتبع النصوص القرآنية، ولم يعتمد على نظريات وقواعد فلسفية عقيمة.
وأما الألفاظ المحدثة فإنها غالبا ما تجنح إلى الفلسفة والجدال بعيدة عن الدليل والقرآن، وألفاظه تشكل على الخاصة فضلا عن العامة.
بالإضافة إلى أن هذا التقسيم لا يتنافى مع تقسيم الرحمة إلى ذاتية وفعليه ونحو ذلك فلا تعارض بينهما أصلا.

4- قال البعض أن فعلان أبلغ من فعيل.
وهذا الكلام خطأ جدا الذي قاله بعض المفسرين أن الرحمن أبلغ من الرحيم، وذلك ليس لأن اللغة تدل على ذلك وإنما استدلوا بأن الرحمن لا يجوز أن يتسمى به غير الله وأما الرحيم فيجوز، وهناك دليل آخر أن الرحمن آية مستقلة والرحيم جزء من آية، لكن هذا لا يعني أن ذلك مضطرد في الباب بل الرحيم في يوم الخلود أكثر بلاغة، لأنه لو قلنا في غير القرآن إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحمن، فصيغة فعلان تدل على التجدد لكان المعنى أن هذه الرحمة ستنقطع لذلك فالرحيم هنا أبلغ لأنها رحمة مستمرة غيرة منقطعة فصيغة فعيل تدل على الاستمرار والثبوت، وجل أسماء الله الحسنى على صيغة فعيل كعليم وحليم وسميع وبصير وغير ذلك.

5- اعترض البعض على الاستدلال بآية الروم على أن رحمة الله الخاصة تطول الكافرين، وأن الرحمة في الآية عائدة على فرح المؤمنين، ونقول ونكرر أن ليس معنى أنه قد ثبت تفسير في أي آية أن ذلك ينفي تفسير آخر بل الجمع بينهما أولى وأصلح متى وجدنا إلى ذلك سبيلا، فرحمة الله بالكافرين الخاصة والعامة ثابتة في غير دليل، ولا يعني أن ذلك استدراج أنها ليست من رحمته فالرحمة العامة والخاصة استدراج حتى أذا أخذ الله الكافر لم يفلته، يقول الله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة:251)، فهذا الدفع من رحمته التي يرحم بها من يشاء، ويقول: { كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً()انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} (الإسراء:20،21)، فتفاضل الناس رحمة عامة وخاصة من الله تطول الكافرين والمؤمنين، ولا أحد يستطيع أن يشكك في ذلك.

6- يظن البعض أن هناك تعارض، بين كونه سبحانه وتعالى وسعت رحمته كل شيء، وبين أنه كتب الخلود في النار على أهل الكفر.
نقول أن الله سبحانه وتعالى: وسعت رحمته أهل الإيمان وأهل الكفر على حد سواء، لكن أهل الإيمان يمتازون بأنهم قبلوا آيات الرحمن الكونية والشرعية، فكان هذا القبول سببا لأن ينالوا رحمة الرحيم في الآخرة الأبدية.
أما الكافر فقد وسعته رحمة الله كالمؤمن سواء بسواء فخلقه وقام على شئونه حق القيام، ثم أمده بأسباب الهداية وهي آيات الرحمن الكونية والشرعية، ثم يوم القيامة وضع له الموازين القسط، فكل هذه الرحمات وسعته، وأما العذاب الذي يصيبه في الآخرة فهو لاعراضه عن آيات الرحمن، فكان ذلك سببا في أن أصابه عذاب الخلود.
قال تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}، فكلمات الرحمن التي تلقاها آدم هذه من رحمة الله التي هي الرحمن ينذر الله بها كل مذنب وكافر فهذا من رحمته العامة، فلما قبلها آدم عليها السلام تاب الله عليه وقبول التوبة من رحمة الله التي هي الرحيم.
ومثل ذلك في القرآن كثير جدا.



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من, الفاتحة, علوم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سر سورة الفاتحة مصراوي منتدى القرآن الكريم والتفسير 9 05-08-2015 10:43 AM
علوم المرجله .. ههههههههههههههههه خديج الافلام ومقاطع الفيديو 3 11-01-2014 05:14 AM
عموم الإيمان حال انفراده ابو يحيى المنتدى الاسلامي العام 6 27-06-2013 12:29 AM
الفاتحة بالصلاة ابو يحيى قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه 3 16-03-2013 07:25 PM
البسملة في الفاتحة ابو يحيى منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 07-12-2012 08:45 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 12:26 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant