عدد الضغطات : 9,173عدد الضغطات : 6,678عدد الضغطات : 6,397عدد الضغطات : 5,605
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ...بم‘ـــآآآذآ تفــكــــر الآن ... (آخر رد :السموه)       :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: مؤلم ... (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ذات مساء مساحه خاصه لكم (آخر رد :السموه)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 28-01-2023   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ... ﴾



﴾, ﴿, لِلَّهِ..., الْحَجَّ, تعالى:, تفسير, وَأَتِمُّوا, وَالْعُمْرَةَ, قومه

﴾, ﴿, لِلَّهِ..., الْحَجَّ, تعالى:, تفسير, وَأَتِمُّوا, وَالْعُمْرَةَ, قومه

تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ...



قال الله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب * وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [البقرة: 197 - 203].

قوله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾.

قوله: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾؛ أي: الحج وقته أشهر معلومات، أو وقت الحج أشهر معلومات، أو الحج ذو أشهر معلومات.

ومعنى ﴿ مَعْلُومَاتٌ ﴾؛ أي: معروفات مشهورات، وهي ثلاثة أشهر: شوال وذو القعدة وذو الحجة؛ لأن «أشهر» جمع، وأقل الجمع ثلاثة، وأيضًا فإن أعمال الحج لا تنتهي إلا في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وما بعد ذلك من الشهر وقت لأعمال الحج التي لا يفوت وقتها كالطواف والسعي والحلق، ونحو ذلك، لكن لا يجوز تأخيرها عن ذي الحجة إلا بعذر.

وقال كثير من السلف ومن بعدهم: أشهر الحج: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، قالوا: لأن الشهرين وبعض الثالث تسمى «أشهرًا»، لاسيما إذا كانت بالأهلة. يقال: أمضى ثلاثة أشهر، وإن كان لم يمض سوى شهرين وبعض الثالث، بل إن أقل الجمع يطلق على اثنين، كما قال تعالى: ﴿ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ [الأنبياء: 78]، يعني: داود وسليمان- عليهما السلام- وقال تعالى: ﴿ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا [التحريم: 4]، فجمع القلوب مع أن الخطاب لاثنتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

كما استدلوا بقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ [البقرة: 197] قالوا: وفرض الحج، وهو الإحرام به لا يكون إلا في شوال وذي القعدة، وما قبل فجر يوم العاشر من ذي الحجة.

ولا خلاف بين أهل العلم أن الإحرام بالحج لا يصح بعد فجر يوم النحر، كما لا خلاف بينهم أن أعمال الحج لا تنتهي في اليوم العاشر، بل لا تنتهي إلا بعده، كما أن بقية الشهر كله محل لأعمال الحج، التي لا يفوت وقتها كالطواف والسعي والحلق، ونحو ذلك.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لا ينبغي لأحد أن يحرم بالحج، إلا في شهور الحج، من أجل قول الله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾»[1].

وفي رواية عنه رضي الله عنه قال: «لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج، فإن من السنة، أو من سنة الحج أن يحرم بالحج في أشهر الحج»[2].

وعن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله، يسأل: أيهل بالحج قبل أشهر الحج؟ فقال: لا»[3].

﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ الفاء: عاطفة، و«من» شرطية، و«فرض» فعل الشرط، وجوابه جملة: ﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾، واقترن بالفاء لأنه جملة اسمية.

والضمير «فيهن» يعود إلى أشهر الحج، والمراد بعضها، أي: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة؛ لأن ما بعد طلوع الفجر يوم النحر ليس محلًا للإحرام، لانتهاء وقت الوقوف بعرفة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل الفجر فقد أدرك»[4].

فمن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج، كما جاء في حديث عروة بن مُضَرِّس- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من شهد صلاتنا هذه- يعني صلاة الفجر بجمع- وقد وقف بعرفة ساعة من ليل أو نهار فقد تم حجه، وقضى تفثه»[5].

والفرض: القطع والإيجاب والإلزام، وفرض الحج يكون بنية الدخول فيه، وكذلك العمرة فرضها يكون بنية الدخول فيها، والنية محلها القلب، ولا يجوز التلفظ بها عند أي عبادة.

ومعنى ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ﴾؛ أي: فمن أحرم فيهن بالحج؛ لأن الإحرام والشروع به يصيره فرضًا، حتى ولو كان حج نفل.

وقوله: ﴿ فِيهِنَّ أي: في أشهر الحج، وهي: شوال، وذو القعدة، والعشر الأول من ذي الحجة.

﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ قرأ أبو جعفر وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: «فلا رفثٌ ولا فسوقٌ» بالرفع والتنوين، وكذلك قرأ أبو جعفر: «ولا جدالٌ»، وقرأ الباقون الجميع: بالفتح بلا تنوين.

والفاء في قوله: ﴿ فَلَا رَفَثَ ﴾ رابطة لجواب الشرط، و«لا» نافية، والنفي- هنا- بمعنى النهي، أي: فلا يرفث ولا يفسق ولا يجادل في الحج.

و«الرفث»: الجماع ومقدماته الفعلية والقولية، كما قال تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ [البقرة: 187]؛ أي: الجماع ومقدماته.

﴿ وَلَا فُسُوقَ ﴾ الفسوق: الخروج عن طاعة الله- عز وجل- بترك المأمورات، وارتكاب المحظورات، كما قال تعالى: ﴿ لَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [الكهف: 50] } [الكهف: 50]، وقال تعالى: ﴿ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ [الحجرات: 7]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ [الحجرات: 11].

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر»[6].

ووقوع الفسوق في الحج في الحرم أشد وأعظم، ولاسيما الإخلال بواجبات الحج، وارتكاب محظوراته، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج: 25].

فالواجب على الحاج اجتناب جميع المعاصي، قال صلى الله عليه وسلم: «من حج ولم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»[7].

وقال صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»[8].

(وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ): الجدال: الخصام والمنازعة والمماراة والمغاضبة، ونحو ذلك، أي: ولا جدال ولا خصام في الحج؛ لا في أحكامه ومسائله، ولا في غير ذلك من المخاصمات والمنازعات في أمور الدين والدنيا وقت الحج؛ لأن ذلك يؤدي إلى المشاجرة والعداوة، كما يحصل من كثير من الحجاج في مخيماتهم، حول بعض مسائل الحج، أو بسبب المشاحنة على أماكن النزول، وعلى الخدمات كالماء ونحوه، وعند رمي الجمار، والطواف والسعي، وغير ذلك.

وذلك مناف لما يجب أن يكون عليه الحاج، من الذل والخضوع والانكسار لله- عز وجل- والتقرب إليه.

وسبحان العليم الخبير، عالم الغيب والشهادة، وعالم السر وأخفىٰ، فما نهى الله- عز وجل- عنه من الجدال هو من أكثر ما يشغل الناس في حجهم.

أما الجدال بالتي هي أحسن لبيان الحق، ورد الباطل فهو واجب على الدوام، في كل زمان ومكان، وفي كل حال، كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125].

﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ لما نهاهم عن الرفث والفسوق والجدال في الحج، وما يؤدي إلى الشر، رغبهم في فعل الخير، بامتثال الأوامر.

قوله ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ ﴾ الواو: عاطفة، و«ما» شرطية، و«تفعلوا» فعل الشرط، وجوابه ﴿ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾.

و«من» في قوله: ﴿ مِنْ خَيْرٍ ﴾ بيانية، و«خير» نكرة في سياق الشرط، فتعم كل خير قليلًا كان أو كثيرًا، صغيرًا كان أو كبيرًا، واجبًا كان أو مندوبًا، ومن ذلك فعل ما أمر الله به من أحكام الحج.

﴿ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ أي: يحيط به- عز وجل- علمًا، ويحصيه عددًا ويجازيكم عليه.

وفي هذا ترغيب وحث على الإكثار من أفعال الخير، من أنواع القربات، من صلاة وطواف وصيام، وصدقة وإحسان فعلي وقولي، وأنه لن يضيع عند الله عز وجل.

كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ [الزلزلة: 7]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء: 47]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا [طه: 112].

﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾:
ســبب النــزول:
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان أهل اليمن يحجون، ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة، سألوا الناس، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾».

وفي رواية عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: «كان ناس يحجون بغير زاد، فأنزل الله: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾»[9].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كانوا إذا أحرموا- ومعهم أزودتهم- رموا بها، واستأنفوا زادًا آخر، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾، فنهوا عن ذلك، وأمروا بأن يتزودوا الكعك والدقيق والسويق»[10].

قوله: ﴿ وَتَزَوَّدُوا الزاد: ما يتزود به المسافر في سفره، أي: تزودوا في سفركم إلى الحج بما تحتاجونه من مال ومأكل ومشرب وأثاث وغير ذلك؛ لأن الواجب على الإنسان أن يستغني بما آتاه الله، عما في أيدي الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، ويحرم عليه أن يكون عالة وكلًا على الآخرين.

بل إنه يندب للحاج إكثار الزاد والكرم، والمنافسة في إطعام الرفقة في السفر وخدمتهم، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: «إن من كرم الرجل طيب زاده في السفر»[11].

﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى هذا كما قال عز وجل لما ذكر اللباس الحسي: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف: 26].

والمعنى: فإن خير الزاد، وأنفعه للعباد، في الحال والمآل والمعاد، وأبلغه وأوصله إلى المقصود: تقوى الله- عز وجل- بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، فهي خير الزادين في الدنيا والآخرة، وهي الزاد الذي لا ينقطع نفعه، للدار التي لا تزول، ولا تحول، في جنات الخلود. قال الشاعر[12]:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا
وشاهدت بعد الموت من قد تزودا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا
ندمت على ألا تكون كمثله تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا
وأنك لم ترصد لما كان أرصدا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا


﴿ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ رغب عز وجل بالتقوى، ببيان أنها خير الزاد، ثم أمر بها، لإدراك هذا الخير.

﴿ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ أي: يا أصحاب العقول والأفهام النيرة، التي تهدي أصحابها وترشدهم إلى ما ينفعهم، وتمنعهم عما يضرهم، والتي هي مناط المدح، كما قال تعالى: ﴿ فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر: 17، 18].

قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾.

ســبب النــزول:
عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان متجر الناس في الجاهلية عكاظ وذو المجاز، فلما جاء الإسلام تأثموا من ذلك، أو كأنهم كرهوا ذلك، حتى أنزل الله: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾»[13].

وعن أبي أمية التيمي، قال: قلت لابن عمر: «إنا قوم نُكْرِي، فهل لنا من حج؟ قال: أليس تطوفون بالبيت، وتأتون المُعَرَّف، وترمون الجمار، وتحلقون رؤوسكم؟ قال: قلنا: بلى، فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني، فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أنتم حجاج»[14].

قوله: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ﴾ أي: ليس عليكم حرج، ولا إثم.

﴿ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ «أن», والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف, والتقدير: في أن تبتغوا, أي: أن تطلبوا زيادة الرزق من ربكم بالتجارة في موسم الحج، بالبيع والشراء والكرى، وغير ذلك، كما قال تعالى: ﴿ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10]، وقال تعالى: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [المزمل: 20].

فذلك جائز، ما لم يشغل عن فعل الواجبات، وكان كسبًا حلالًا، وما لم يكن هو المقصود من الخروج للحج.

فإن شغل عن الواجبات، أو كان كسبًا حرامًا فلا يجوز، وإن كان هو المقصود بالسفر للحج، فليس لصاحبه سواه؛ لأن الأعمال بالنيات ولكل امرئٍ ما نوى[15].

﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ ﴾ الفاء: عاطفة، و«إذا ظرفية شرطية، غير عاملة و«أفضتم» فعل الشرط، والإفاضة: الاندفاع، يقال: أفاض الماء، أي: اندفع، وأفاض في الكلام، أي: استمر فيه وأطال. والإفاضة من عرفات: الدفع والانصراف منها إلى المزدلفة.

و«عرفات» علم على مكان وقوف الحجاج يوم التاسع من ذي الحجة، وهو معروف.

قيل: سميت هذه البقعة «عرفات» لارتفاعها الذي عرفت به عما حولها، ومنه تسمية «الأعراف» كما في قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ [الأعراف: 46].

وقيل: لأن الناس يعترفون فيها بذنوبهم، ويسألون الله مغفرتها.

وقيل: لأن آدم لما أهبط هو وزوجته «حواء» تعارفا في هذا المكان.

وقيل: لأن الله بعث جبريل- عليه السلام- إلى إبراهيم، فحج به، حتى إذا أتى عرفة قال: عرفت، وكان قد أتاها مرة قبل ذلك، فلذلك سميت عرفة[16].
وقيل غير ذلك.

وهي خارج الحرم، وبقية المشاعر داخل الحرم كالمزدلفة ومنى، والحكمة في ذلك- والله أعلم- ليجمع الحاج بين الحل والحرم.

والوقوف بـ«عرفات» أهم وأعظم أعمال الحج وأركانه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»[17].

وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة بعد الزوال[18]، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عروة بن مضرِّس رضي الله عنه: «من شهد صلاتنا هذه- يعني صلاة الفجر في المزدلفة- وقد وقف بعرفة قبل ذلك ساعة من ليل أو نهار، فقد تم حجه، وقضى تفثه»[19].

والإفاضة من عرفات والدفع والانصراف منها إنما يكون بعد غروب الشمس، ولا يجوز الدفع قبل غروبها، كما كان يفعله أهل الجاهلية، لما ثبت في حديث جابر رضي الله عنه الطويل في صفة حجته صلى الله عليه وسلم، قال جابر: «فلم يزل واقفًا- يعني بعرفة، حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا، حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شنق[20] للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: أيها الناس، السكينة السكينة، كلما أتى جبلًا من الجبال أرخى لها قليلًا، حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء، بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئًا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلى الفجر، حين تبين له الصبح، بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء، حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعا الله وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا، فدفع قبل أن تطلع الشمس»[21].

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه سئل: كيف كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم حين الدفع؟ قال: «كان يسير العنق، فإذا وجد فرجة نَصّ»[22].

والعنق هو انبساط السير، والنص فوقه[23].

وعن المعرور بن سويد قال: رأيت عمر رضي الله عنه حين دفع من عرفة، كأني أنظر إليه رجلًا أصلع على بعير له، يوضع[24]، وهو يقول: «إنا وجدنا الإفاضة هي الإيضاع»[25].

قوله: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾ جواب الشرط، والفاء واقعة في جواب الشرط؛ لأنه جملة طلبية.

﴿ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾ المشعر: على وزن «مَفْعَل» اسم مكان، وهو مكان أداء الشعيرة من شعائر الله- عز وجل- والمراد به هنا المزدلفة كلها، أي: فاذكروا الله بألسنتكم وقلوبكم وجوارحكم، بصلاة المغرب والعشاء والفجر، ودعائه- عز وجل- وتكبيره وتهليله وتوحيده- كما جاء في حديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم[26].

﴿ الْحَرَامِ ﴾ أي: ذو الحرمة؛ لأنه داخل الحرم، فعرفة مشعر حلال؛ لأنها خارج الحرم، والمزدلفة المشعر الحرام؛ لأنها داخل الحرم، وهي كلها موقف.

عن علي رضي الله عنه قال: «لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالمزدلفة، غدا فوقف على «قُزَحَ»، وأردف الفضل، ثم قال: «هذا الموقف، وكل مزدلفة موقف»[27].

وعن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عرفات موقف، وارفعوا عن بطن عرنة، وكل مزدلفة موقف، وارفعوا عن محسر، وكل فجاج مكة منحر، وكل أيام التشريق ذبح»[28].

﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ أمر الله- عز وجل- بذكره عند المشعر الحرام، ثم أكد الأمر بذلك مقرونًا بتنبيههم بما أنعم به عليهم من هدايتهم، وتوفيقهم للطريق المستقيم، ولمعرفة مشاعر الحج ومناسكه وأحكامه خاصة، والامتنان عليهم بذلك وهذا مما يوجب ذكره- عز وجل- وشكره.

فقوله: ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ تأكيد وتعليل للأمر في قوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾، والكاف في قوله: ﴿ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾: للتعليل، و«ما» مصدرية، والتقدير: واذكروه لهدايته لكم.

وهداية الله تنقسم إلى قسمين: هداية الدلالة والبيان والإرشاد للطريق المستقيم، وهداية التوفيق منه- عز وجل- لسلوكه.

أي: واذكروه- عز وجل- بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم، بأنواع الذكر كلها، في مشاعر الحج وغيرها، شكرًا له على هدايته لكم بإرشادكم وتوفيقكم للطريق المستقيم، ولمعرفة مشاعر الحج ومناسكه وأحكامه، وغير ذلك من أمور دينكم.

ويحتمل أن تكون الكاف في قوله تعالى: ﴿ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ للتشبيه، أي: واذكروه على الصفة التي هداكم وأرشدكم إليها، أي: وفق شرعه عز وجل.

﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ هذا كما قال صلى الله عليه وسلم للأنصار: «ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي»[29].

الواو حالية، أو استئنافية و«إن» مخففة من الثقيلة، تفيد التوكيد. أي: وإنكم كنتم من قبل هداه لكم، أو قد كنتم من قبل هداه لكم بما أنزل عليكم من القرآن وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم.

﴿ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ اللام للتوكيد، و«الضالين»: جمع ضال، أي: لمن التائهين البعيدين عن طريق الحق، وعن معرفة مشاعر الحج، ومناسكه وأحكامه، فاقدي الرشاد، وفاقدي الرشد، فأرشدكم ورشّدكم ووفقكم.

وهذا يوجب على المؤمن تذكر نعمة الله عليه بالهداية، فيشكره عليها بملازمة طاعته، وذكره وشكره، ويسأل الله الثبات على ذلك حتى الممات.

قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.

ســبب النــزول:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كانت قريش ومن يدينون دينها، يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ﴾»[30].

قوله: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ﴾ هذا تأكيد لقوله- تعالى- قبل هذا: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ ﴾ أي: ثم ادفعوا ﴿ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ﴾ أي: من المكان الذي وقف فيه الناس، ودفعوا منه، وهو «عرفات».

وقد كانت قريش في الجاهلية- كما جاء في سبب النزول- لا يقفون مع الناس في عرفات» بدعوى أنهم أهل الحرم، ويقولون: لا نقف خارج الحرم. وإنما يقفون بمزدلفة؛ ولهذا جاء التوكيد بقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ﴾.

ويحتمل أن المراد بالإفاضة في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ﴾ الدفع من المشعر الحرام، أي: من مزدلفة إلى منى لرمي جمرة العقبة وذبح الهدي والطواف والسعي، والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق، ورمي الجمار وإكمال بقية المناسك، وقد ثبت عن ابن عباس ما يدل على هذا[31].

ويؤيد هذا الأمر بعده بالاستغفار والإكثار من الذكر بعد قضاء المناسك.

﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ الاستغفار طلب مغفرة الذنوب من الله- عز وجل- وهو ختام الأعمال والأعمار؛ لما فيه من الاعتراف بالتقصير، والبعد عن المن بالعمل والإدلال به على الله، ولما فيه من جبر للنقص، وسد للخلل الذي يقع في العبادة.

شرع بعد انتهاء أعمال الحج، كما شرع بعد الفراغ من الصلاة أن يقول: «أستغفر الله» ثلاث مرات[32].

وشرع في نهاية الأعمار، كما قال الله- عز وجل- لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر: 1 - 3].

ومعنى الآية: اطلبوا من الله- عز وجل- مغفرة الذنوب.

عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها في ليلة فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها في يومه فمات دخل الجنة»[33].

وعن عبدالله بن عمرو: أن أبابكر قال: يا رسول الله، علمني، دعاءً أدعو به في صلاتي؟ فقال: قل: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم»[34].

﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ أي: ذو مغفرة واسعة، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ [النجم: 32]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ [فصلت: 43]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ [الرعد: 6].

والمغفرة: ستر الذنب عن الخلق، والتجاوز عن عقوبته.

﴿ رحيم أي: ذو رحمة واسعة، وسعت كل شيء، وعمت كل حي، كما قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [الأعراف: 156]، وقال تعالى: ﴿ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ [الأنعام: 147]، وقال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ [الأنعام: 133]، وقال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ [الكهف: 58].

ورحمته- عز وجل- تنقسم إلى قسمين: رحمة ذاتية ثابتة له- عز وجل- ورحمة فعلية يوصلها من شاء من خلقه، رحمة عامة لجميع خلقه، ورحمة خاصة بالمؤمنين.

وهذه الجملة ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ تعليل للأمر بالاستغفار، أي: استغفروا الله؛ لأنه أهل أن يُستغفر، وأهل أن يَغفر ويَرحم، كما قال تعالى في سورة المزمل: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران: 135]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه: 82]، وقال تعالى: ﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ [المدثر: 56].

قوله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ).

ذكر الله- عز وجل- مناسك الحج وأحكامه، ثم أتبع ذلك بالأمر بذكره بعد قضاء المناسك، كما أمر به بعد قضاء الصلاة، وبعد الجهاد.

ســبب النــزول:
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان أهل الجاهلية يقفون في المواسم، فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات، ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله- تعالى- على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ يعني: ذكر آبائهم في الجاهلية»[35].

قوله: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ أي: إذا فرغتم وانتهيتم من أداء مناسك الحج والعمرة وتحللتم منهما. والمنسك والنسك: العبادة، وكثر استعماله في الحج والعمرة، والذبح، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، أي: وذبحي.

﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾ الفاء رابطة لجواب الشرط، أي: فأتْبِعوا ذلك بذكر الله- عز وجل- بألسنتكم وقلوبكم وجوارحكم، بأنواع الذكر، من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وقراءة القرآن، والصلاة، وغير ذلك، شكرًا لله- عز وجل- على أن مكنكم من أداء المناسك، وإعلانًا لدوام عبوديتكم لله- عز وجل- ورغبتكم في الزيادة من الخير، وتفاديًا للغفلة، أو الاغترار بما عملتم.

﴿ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ ﴾ الكاف للتشبيه، أي: مثل ذكركم آباءكم، أو كما تذكرون آباءكم وأجدادكم، حيث كانوا في الجاهلية إذا انتهوا من المناسك، وفي غير ذلك من المواسم يذكرون آباءهم وأجدادهم، ويفتخرون بفعالهم ومآثرهم.

﴿ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ «أو» بمعنى «بل» أي: بل أشد ذكرا، من حيث كثرة ذكره- عز وجل- باللسان، ومن حيث الإخلاص له بالقلب وحضوره ومواطأته للسان، ومن حيث استعمال الجوارح في ذلك.

فأمر الله- عز وجل- العباد بالإكثار من ذكره، وأكد ذلك؛ لأن الذكر غذاء الأرواح، وهو أهم من غذاء الأبدان، فيه الطمأنينة والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.

قال ابن القيم[36]: «ففيه الأمر بالذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين، فأي لحظة خلا فيها العبد عن ذكر الله- عز وجل- كانت عليه، لا له، وكان خسرانه فيها أعظم مما ربح في غفلته عن الله. وقال بعض العارفين: لو أقبل عبد على الله- تعالى- كذا وكذا سنة، ثم أعرض عنه لحظة لكان ما فاته أعظم مما حصله»

قوله تعالى: ﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.

ذكر الله- عز وجل- مناسك الحج وأمر بذكره بعد قضائها، ثم ذكر انقسام الناس إلى فريقين في سؤالهم له- عز وجل:
فريق همهم الدنيا لا يسألون غيرها، وما لهم في الآخرة من نصيب، ذكرهم- عز وجل- في هذه الآية، وفريق يسألون الله من خيري الدنيا والآخرة، والوقاية من النار، وهم أهل النصيب الأوفر في الدنيا والآخرة، وذكرهم بقوله تعالى: ﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.

ســبب النــزول:
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف، فيقولون: اللهم اجعله عام غيث، وعام خصب، وعام ولاد حسن. لا يذكرون من أمر الآخرة شيئًا، فأنزل الله فيهم: ﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾، وكان يجيء بعدهم آخرون من المؤمنين، فيقولون: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ فأنزل الله فيهم: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب ﴾»[37].

قوله: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا ﴾ الفاء: استئنافية، و«من» تبعيضية أي: فبعض الناس ﴿ مَنْ يَقُولُ ﴾ «من» موصولة، بمعنى الذي، أي: الذي يقول، بلسان حاله ومقاله ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا ﴾ أي: يا ربنا أعطنا نصيبًا في الحياة الدنيا وزدنا فيها، فهؤلاء قد ملكت الدنيا أحاسيسهم ومشاعرهم، وأعمت قلوبهم، فلا يفكرون إلا فيها، ولا يشبعون منها غايتهم تحقيق شهواتهم البهيمية، فما أتعس حظهم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش»[38].

و«الدنيا» هي هذه الدار التي نحن فيها، سميت دنيا؛ لأنها قبل الآخرة من حيث الزمن، ولأنها دنيئة حقيرة، لا قيمة لها بالنسبة للآخرة.

﴿ الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ الواو: حالية، و«ما» نافية، ﴿ له ﴾ يعني- هذا القسم من الناس.

﴿ فِي الْآخِرَةِ ﴾ أي: في الدار الآخرة التي هي الدار الحقيقية، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت: 64]، وإنما سميت الآخرة لتأخرها في الزمن بعد الدنيا.

﴿ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ «من» لتوكيد العموم، و﴿ خَلَاقٍ نكرة في سياق النفي تفيد العموم. والخلاق: النصيب.

أي: وما لهذا القسم من الناس في الآخرة التي هي الدار الحقيقية، لا في سؤالها، ولا في ثوابها أي نصيب، فلا يسألون الله فيها خيرًا، بل هم معرضون عنها غاية الإعراض، وليس لهم فيها أيّ نصيب من الخير، بل ليس لهم فيها إلا النار وبئس القرار.

قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.

قوله: ﴿ وَمِنْهُمْ أي: ومن الناس قسم موفقون يدعون ربهم، ويسألونه من خيري الدارين، في أمور دينهم ودنياهم، وهم المؤمنون، فيقولون: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً والحسنة في الدنيا تشمل كل خير الدنيا من التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح، اللذان هما رأس مال الإنسان في هذه الحياة، ومن المتاع الحسن في هذه الحياة، من صحة في البدن، وفسحة في السكن، وسعة في الرزق، وزوجة صالحة، وأولاد تقر بهم العين، وغير ذلك.

والحسنة في الآخرة الجنة وما فيها من ألوان وأنواع النعيم، وأعلاها النظر إلى وجه الله الكريم، كما قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس: 26]، فالحسنى الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم[39].

﴿ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾؛ أي: اجعل لنا وقاية من عذاب النار، واكفنا إياه، بحفظنا من الذنوب الموجبة له، ومغفرتها، وزحزحنا عن النار، وأدخلنا الجنة، كما قال عز وجل: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185].

وهذا الدعاء من أعظم وأجمع الأدعية وأكملها، وأولاها بالإيثار، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء به ويحث عليه، كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»[40].

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلًا من المسلمين، قد خَفَتَ[41]، فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تدعو الله بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله، لا تطيقه- أو لا تستطيعه، أفلا قلت: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» قال: فدعا الله له، فشفاه»[42].

وعن عبدالله بن السائب رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين الركن اليماني والركن الأسود: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»[43].

فمن أوتي في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، ووقي عذاب النار، فقد أوتي خيري الدنيا والآخرة، وكفي شرهما.

عن عبدالسلام بن شداد، قال: كنت عند أنس بن مالك، فقال له ثابت: إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم. فقال: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»، وتحدثوا ساعة، حتى إذا أرادوا القيام، قال: يا أبا حمزة، إن إخوانك يريدون القيام فادع لهم، فقال: «تريدون أن أشقق لكم الأمور، إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، ووقاكم عذاب النار فقد آتاكم الخير كله»[44].

ويا ليت من يغلون في الدعاء، بل ويبتدعون فيه ينتبهون لهذا، ففي أدعية الكتاب والسنة الجامعة المانعة ما فيه غنية عما سواها، لمن صدق مع الله، وتحرى القبول والسنة، ونصح لمن خلفه من المصلين، وراقب الله فيهم، وخاف من مغبة مسؤوليته أمام الله- تعالى- عنهم.

قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب ﴾.

قوله: ﴿ أُولَئِكَ الإشارة لأقرب مذكور، وهم الذين يقولون: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.

﴿ لَهُمْ نَصِيبٌ ﴾؛ أي: لهم حظ ﴿ مِمَّا كَسَبُوا ﴾ «ما» موصولة، أو مصدرية، أي: من الذي كسبوه، أو من كسبهم، كما قال تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا [النساء: 85].

ويحتمل كون الإشارة ﴿ أُولَئِكَ لهؤلاء ولمن قبلهم وهم الذين يقولون: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾ وما لهم في الآخرة من خلاق، فلكل من هؤلاء وهؤلاء نصيب من كسبهم وجزاء أعمالهم، كما قال تعالى: ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا [الأنعام: 132]، ويؤيد هذا قوله: ﴿ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب ﴾؛ لأنه يشمل القسمين.

﴿ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب ﴾ أي: قريب الحساب، قال تعالى: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ [الأنبياء: 1]، وقال تعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ [القمر: 1].

وأجله عز وجل آت، وكل آت قريب، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا [الحج: 7]، وأيضًا فإن عمر الإنسان قصير، والموت قريب، قال تعالى: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيل [النساء: 77].

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام النبي صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثّر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاءً. فقال صلى الله عليه وسلم: «مالي وللدنيا، إنما أنا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها»[45].

كما أنه- عز وجل- يحاسب الخلائق على وجه السرعة؛ لأنه أعلم بهم وبأعمالهم، فلا يحتاج إلى طول وقت لمحاسبتهم، قال تعالى: ﴿ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ [الأنعام: 62].

ولهذا قال بعض أهل العلم: إنه عز وجل يحاسب الخلائق في نصف يوم، وفي نصفه الآخر يكون أهل الجنة في مقيلهم فيها؛ لقوله تعالى: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24].

كما أن من سرعة حسابه- عز وجل- أن يجد الإنسان في حياته شيئًا من آثار وجزاء أعماله.

قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾.

قوله: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ ذكر الله- عز وجل- مناسك الحج، وأمر بذكره بعد قضائها، ثم أكد ذلك بالأمر بذكره في هذه الأيام المعدودات، والتي تلي الحج، وفيها بعض أعماله، وهي أيام التشريق الثلاثة.

قوله: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾؛ أي: بألسنتكم وقلوبكم وجوارحكم، بتكبيره وتهليله وتحميده، بالتكبير المطلق في هذه الأيام في جميع الأوقات، والتكبير المقيد من صلاة فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، ونحر الهدي والأضاحي، وذكر اسم الله عليها، والمبيت بمنى والطواف والسعي والصلاة، وذكر الله عند رمي الجمار، وغير ذلك.

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما جعل الطواف بالبيت، وبالصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله»[46].

﴿ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ وهي أيام التشريق الثلاثة؛ الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر؛ لمزيتها وفضلها. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «الأيام المعدودات: أيام التشريق»[47].

فهذه الأيام الثلاثة لها مزية وفضل وشرف.

عن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر لله»[48].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيام التشريق أيام طعم وذكر لله، وقال مرة: أيام أكل وشرب»[49].

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم أيام التشريق، قال: هي أيام أكل وشرب وذكر لله»[50].

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوم عرفة ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهن أيام أكل وشرب»[51].

﴿ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ ﴾ بأن خرج من منى بعد رمي جمار اليوم الثاني، وقبل غروب الشمس.

﴿ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾ أي: فلا حرج عليه، ولا يأثم بذلك لجواز الخروج بعد ذلك.

﴿ وَمَنْ تَأَخَّرَ ﴾ بأن بات ليلة الثالث في منى، ورمى الجمار اليوم الثالث بعد الزوال ﴿ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾، فكل ذلك جائز، التعجل في يومين، والتأخر، وهذا من التخفيف والتيسير على الأمة، لكن لمن تأخر زيادة أجر عمله في اليوم الثالث.

﴿ لِمَنِ اتَّقَى ﴾ أي: للذي اتقى الله في أعمال الحج ومناسكه وغيرها، فعلًا لما أمر الله به، وانتهاء عما نهى الله عنه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من حج ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»[52]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»[53].

﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ بفعل أوامره، واجتناب نواهيه عامة، وفي جميع الأوقات، لاسيما في هذه الأيام المعدودات.

﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ أي: واعلموا أنكم إليه تُرجعون، ولديه تجمعون، وعليه تعرضون يوم القيامة، وتحاسبون.

كما قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [البقرة: 281]، وقال تعالى: ﴿ مَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ [الأنعام: 62]، وقال تعالى: ﴿ نَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ 25 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ [الغاشية: 25، 26].

وأَمر الله- عز وجل- بالعلم بأن إليه حشرهم؛ لأن العلم بذلك، والإيمان به واجب، وهو أعظم واعظ يحمل على تقوى الله عز وجل.

[1] أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (1/ 345)، وأخرجه الشافعي- فيما ذكره ابن كثير في «تفسيره» (1/ 342).

[2] أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 162) (2596)، وقال ابن كثير في «تفسيره» (1/ 342): «وهذا إسناد صحيح، وقول الصحابي: «من السنة كذا» في حكم المرفوع عند الأكثرين، ولاسيما قول ابن عباس تفسيرًا للقرآن، وهو ترجمانه».

[3] أخرجه الشافعي والبيهقي فيما ذكره ابن كثير في «تفسيره» (1/ 342).

[4] أخرجه أبو داود في المناسك (1949)، والنسائي في مناسك الحج (3044)، والترمذي في الحج (889)، وابن ماجه في المناسك (3015)، من حديث عبدالرحمن بن يعمر رضي الله عنه.

[5] سيأتي تخريجه قريبًا.

[6] أخرجه البخاري في الإيمان (48)، ومسلم في الإيمان (64)، والنسائي في تحريم الدم (4105)، والترمذي في البر والصلة (1983) وابن ماجه في المقدمة (69).

[7] أخرجه البخاري في الحج (1521)، ومسلم في الحج (1350)، والنسائي في مناسك الحج (2627)، والترمذي في الحج (811)، وابن ماجه في المناسك (2889)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[8] أخرجه البخاري في الحج (1773)، ومسلم في الحج (1349)، والنسائي في مناسك الحج (2622)، والترمذي في الحج (933)، وابن ماجه في المناسك (2888)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[9] أخرجه البخاري في الحج- قول الله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ (1523)، وأبو داود في المناسك- التزود في الحج (1730)، والطبري في «جامع البيان» (3/ 494)، والواحدي في «أسباب النزول» ص(37).

[10] أخرجه الطبري في «جامع البيان» (3/ 494).

[11] ذكره ابن كثير في «تفسيره» (1/ 348).

[12] هذان البيتان للأعشى- في «ديوانه» (ص185- 187)- من قصيدته المشهورة التي مطلعها:
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا
وبت كما بات السليم مسهدا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا

تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا


[13] أخرجه البخاري في الحج- التجارة أيام الموسم (1770)، وفي التفسير ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ (4519)، وأبو داود في المناسك (1731)، والطبري في «جامع البيان» (3/ 504، 507، 510)، والواحدي في «أسباب النزول» ص(38).

[14] أخرجه أبو داود في المناسك- باب الكرى (1733)، وأحمد (2/ 155)، وابن خزيمة في صحيحه (3052)، والطبري في «جامع البيان» (3/ 503، 509)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (1/ 351)، والواحدي في «أسباب النزول» ص(37).

[15] كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرجه البخاري في بدء الوحي (1)، ومسلم في الإمارة (1907)، وأبو داود في الطلاق (2201)، والنسائي في الطهارة (75)، وابن ماجه في الزهد (4227).

[16] انظر: «جامع البيان» (3/ 512)، «تفسير ابن كثير» (1/ 351).

[17] سبق تخريجه.

[18] كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه قال: «فلما زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس. قال جابر: ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، لم يصل بينهما شيئًا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الموقف» الحديث. وسيأتي تخريجه قريبًا.

[19] أخرجه أبو داود في المناسك (1950)، والنسائي في مناسك الحج (3039)، والترمذي في الحج (891)، وابن ماجه في المناسك (3016)- وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

[20] شنق: أي: ضم وضيق- انظر: «النهاية»، «لسان العرب» مادة «شنق».

[21] أخرجه مسلم في الحج- حجة النبي صلى الله عليه وسلم (1218)، وأبو داود في المناسك- إفراد الحج (1905)، وابن ماجه في المناسك (3074).

[22] أخرجه البخاري في الحج (1666)، ومسلم في الحج (1286)، وأبو داود في المناسك (1923)، والنسائي في مناسك الحج (3023)، وابن ماجه في المناسك (3017).

[23] أي: السير السريع. انظر: «النهاية»، «لسان العرب» مادتي: «عنق»، «نصص».

[24] الإيضاع: حمل الدابة على سرعة السير. انظر: «النهاية»، «لسان العرب» مادة «وضع».

[25] أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (1/ 352).

[26] سبق تخريجه قريبًا.

[27] أخرجه أبو داود في المناسك (1935)، والترمذي في الحج (885)، وأحمد (2/ 5، 454)، والبيهقي في «سننه» (5/ 122)- وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

[28] أخرجه أحمد (4/ 82)، وقال ابن كثير في «تفسيره» (1/ 354): «وهذا منقطع» ثم ذكر أنه روي من طريق متصل.

[29] أخرجه البخاري في المغازي (4330)، ومسلم في الزكاة (1061)، من حديث عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه.

[30] أخرجه البخاري في الحج- الوقوف بعرفة (1582)، وفي تفسير سورة البقرة (4520)، ومسلم في الحج (1219)، وأبو داود في المناسك (1910)، والنسائي في المناسك- رفع اليدين في الدعاء بعرفة (3012)، والترمذي في أبواب الحج- ما جاء في الوقوف بعرفات (884)، وابن ماجه في المناسك- الدفع من عرفة (3018).

[31] أخرجه البخاري في التفسير- باب ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ (4521).

[32] أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة (591)، والترمذي في الصلاة (300)، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها (928)، من حديث ثوبان رضي الله عنه.

[33] أخرجه البخاري في الدعوات (6306)، والنسائي في الاستعاذة (5522)، والترمذي في الدعوات (3393).

[34] أخرجه البخاري في الأذان (834)، ومسلم في الذكر والدعاء (2705)، والنسائي في السهو (1302)، والترمذي في الدعوات (3531)، وابن ماجه في الدعاء (3835).

[35] أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (2/ 355- 356).

[36] انظر: «بدائع التفسير» (1/ 389).

[37] أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (2/ 357).

[38] أخرجه البخاري في الجهاد والسير (2887)، والترمذي في الزهد (2375)، وابن ماجه في الزهد (4136).

[39] أخرجه مسلم في الإيمان (181)، والترمذي في صفة الجنة (2552)، وابن ماجه في المقدمة (187)، من حديث صهيب رضي الله عنه.

[40] أخرجه البخاري في الدعوات (6389)، وأبو داود في الصلاة (1519)، وأحمد (3/ 10).

[41] أي: ضعف.

[42] أخرجه مسلم في الذكر والدعاء (2688)، والترمذي في الدعوات (3487)، وأحمد (3/ 107).

[43] أخرجه الشافعي في «مسنده» ص(127)، وذكره ابن كثير في «تفسيره» (1/ 356).

[44] أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (2/ 359).

[45] أخرجه الترمذي في الزهد (2377)، وابن ماجه في الزهد (4109)- وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

[46] أخرجه أبو داود في المناسك- في الرمل (1888)، والترمذي في الحج- ما جاء كيف ترمى الجمار (902)، وأحمد (6/ 64)، والحاكم في «المستدرك» (1/ 459). وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.

[47] أخرجه الطبري في «جامع البيان» (3/ 550)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (1/ 360).

[48] أخرجه مسلم في الصيام- تحريم صوم أيام التشريق (1141)، وأبو داود في الأضاحي (2830)، والنسائي في الفرع والعتيرة (4230)، وابن ماجه في الذبائح (3167)، وأحمد (5/ 76).

[49] أخرجه ابن ماجه في الصيام (1719)، والطبري في «جامع البيان» (3/ 553).

[50] أخرجه الطبري في «جامع البيان» (3/ 554)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (2/ 244).

[51] أخرجه أحمد (4/ 153).

[52] سبق تخريجه.

[53] سبق تخريجه.




الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ,QHQjAl~E,h hgXpQ[~Q ,QhgXuElXvQmQ gAg~QiA>>> ﴿ gAg~QiA>>> hgXpQ[~Q juhgn: jtsdv ,QHQjAl~E,h ,QhgXuElXvQmQ




jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ,QHQjAl~E,h hgXpQ[~Q ,QhgXuElXvQmQ gAg~QiA>>> ﴾ ﴿ gAg~QiA>>> hgXpQ[~Q juhgn: jtsdv ,QHQjAl~E,h ,QhgXuElXvQmQ jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ,QHQjAl~E,h hgXpQ[~Q ,QhgXuElXvQmQ gAg~QiA>>> ﴾ ﴿ gAg~QiA>>> hgXpQ[~Q juhgn: jtsdv ,QHQjAl~E,h ,QhgXuElXvQmQ



 

قديم 30-01-2023   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ... ﴾



جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك وبعلمك



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
, ﴿, لِلَّهِ..., الْحَجَّ, تعالى:, تفسير, وَأَتِمُّوا, وَالْعُمْرَةَ, قومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فوائد وأحكام من قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ... ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 30-01-2023 09:36 PM
تفسير قوله تعالى ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ...﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 19-01-2023 08:37 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 12-09-2022 01:55 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيل طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 14-02-2022 10:10 AM
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 6 01-08-2016 11:19 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 07:26 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant