هكذا غاليتي
تتدرج بنا السنون ونحن نتدرج معها , صعودا نحو زيادة ادراكنا واتساع معارفنا , ولكم تمنينا حين تضيق بنا الافاق ونشعر باننا في امس الحاجه الى مواساة اي قريب او بعيد او الى من يعيننا ويحل لنا كثيرا من معضلات الامور كم تمنينا اننا لم نكبر واننا بقينا بتلك البراءة والصفاء والنقاء , فلكم رددنا قولنا ليتهم يعلمون باننا لا نعدُ كوننا بشر ولنا طاقة محدودن وسقف ادراك وقدرة محدودان ايضا , واننا قد نحتاج نحن بالفعل الا من يفسر لنا بعض الامور المتشابكه والمعقده جدا , ولكن ولاننا كبرنا فان ذلك جل ذنبا, فلاننا الاكبر فان علينا كما ينظر الينا احبائنا والمحيطين بنا ممن يحتاجون الى العون او الى تفسير بعض الامور التي يشكل عليهم فهمها فنحن في نظهرم من قد احطنا بحلاُ لكل معضله ايا كانت وتفسيرا لكل ما ابهم عليهم ايا كان .
(( السنا الاكبر اذا فعلينا ان نتحمل ازر كبرنا في نظرهم ؟ فوا رحمتاه لنا ))
ومع ذلك سرنا مع ركب الحياة نعبر دهاليزها نتلمس ونقرأ كلما في ممراتها من تجارب الاولين علنا نستمد منها ومنهم العون والمساعده , فننقلها لمن خلفنا ولمن لا يلتمسون لنا عذرا ولا يقبلون لنا عجز .
يا سيدة الحرف تدرج امرك ومراحل عمرك تجعلنا نقف لها اجلال واكبار لانها كانت تسير حسب النمط السوي والذي يميله العقل ويقبله المنطنق .. فما زادك ذلك الا قوة وفطنة وتقييم للمور كما يجب ان تقوم وتوضع في نصابها الصحيح ..
اخر ما وقف عنده قلم الرائعة السموه هو اخبارنا بانها كانت تذرف في صمت دموع من الحزن كلما رات اي فئة ظلت عن الطريق الحق ومع ظلالها وعلمها بانها ظاله الا انها تكابر وتصر على انها على الصواب ..
وفي اخر الامر يردون جميعا في جهنم والعياذ بالله ولذلك فحين يسألنا احبائنا وصغارنا عن ما يفعله القوم وما هم فيه من ظلال فان علينا ان نلهث اولا امامهم بكل الحمد والثناء لرب خلقنا على فطرة الاسلام ثم جعلنا من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ومن المتمسكين بسنته دون ماغالاة او شطط او اشراك بالواحد الاحد ثم نحاول ان نفتح مداركهم الصغيره على مأساة القوم وانهم على ظلال وتدريجيا حتى نبين لهم حقيقة الامور ومدى ظلال القوم وانهم في غيهم سائرون ويعمهون لا يثنيهم عن غيهم احد كونهم قد قرروا ان يتخذوا من اظلال العباد زيادة في متاعهم الدنيون ولانهم ان عمدوا الى تصحيح عقيدة اتباعهم فان ذلك سيحرمهم من ما يسلبونه من اولائك الاتباع المغرر بهم تحت الف حجة وحجة .......... الخ
عموما غالتي كون قلمك وقف بنا اخيرا عند فئة نسي اهلها الله , فانساهم انفسهم فان ذلك يذكرني بقول الشاعر وما فيه من حكمه حين قال :
اذا كان رب البيت للدف ضاربا ,, فشيمة اهل البيت كلهم الرقص
اذاً اذا كان قدوة تلك الفئات الظاله عن طريق الحق هم منهم اشد ظلال بل وانهم ليكفرون بالله مع سبق الاصرار حين قبلوا ان يدعون مع الله آلة اخر ويدعون العامة لاتباعهم في ظلالهم وللاسف فان الكثير من البسطاء الناس وعامتهم ينظرون الى اولائك الطواغيت من رؤوس الكفر على انهم المنزهون من كل عيب وانهم لا يخطئون ابدا ولا ينسون وانهم المبرئون لدرجة النزاهه المطلقة واخراجهم من بشريتهم الى مرحلة التقديس والعياذ بالله , وان عليهم ان ياخذوا كلما يصدر عنهم كامر منزل وان يتبعوهم في دعاء غير الله لالتماس جلب النفع , اودفع الضر منهم , فيما لا يقدر عليه الا الله مع العلم ان من يدعون من دون الله لم يتجاوزوا كونهم مثلم بشر ضعفاء وانهم في امس الحاجه وهم بين اللحود الى رحمة الله , وانهم في امس الحاجه لوجود من يدعو لهم وليس يدعوهم او يستعين بهم او لمن يشرك بهم مع الله نعوذ بالله .
ولقد بين الله تبارك وتعالى لنا حالهم حين قال جل من قائل :
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بخارجين م النار }
وقال تبارك وتعالى مبينا لنا وهن حجتهم وشدة ظلالهم وقبح اعذارهم :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ
(المائدة 104)
وقوله تبارك وتعالى :
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
(الأعراف 28)
وقوله تبارك وتعالى :
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ
(يونس 78)
وقوله تبارك وتعالى :
قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (الشعراء 74)
وقوله تبارك وتعالى :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ
(لقمان 21)
وقوله تبارك وتعالى :
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (الزخرف 22)
وقوله تبارك وتعالى
وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ
(الزخرف 23)
اذ فما نراه قد اصاب بعض القوم الا ما يثبت انتكاس في فطرتهم ارضعوه لاتباعهم منذ نعومة اظفارهم فتشبثوا بما غذوا عليه فلا حياة لمن تنادي الا من رحم الله .
نعوذ بالله من الظلال ومن الجهل ومن خلل او اختلال قد يصيب الفطرة .
ومع ذلك فاننا مع كبرنا ومع ما نشعر به من الحاجة لمعرفة الكثير ايضا الا اننا ادركنا ان الحياة حلوووووة وكلها سعاده حين نصخرها في مرضاة ربنا جل في علاه موحدينه لا نشرك به شئ واننا على نهج نبيه صلاة ربي عليه ابدا سائرون وان الله اكرمنا بان فطرنا على الاسلام وعلى النهج الصحيح اذا فما اجمل الكبر اذا زينه ايمان مطلق بواحد احد فرد صمد وبخضوع مطلق له وتذلل بين يديه خوف منه ورجاء في رحمته .
وفي الختام ولوضع النقاط على الحروف فان في قوله تبارك وتعالى حين قال :
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ...)
فصل الخطاب فعلا واخراصاً لكل من يدعي ان هناك من يجوز دعائهم من دون الله واشراكهم معه فيما لا يقدر عليه الا هو تبارك وتعالى
وان من يفعل ذلك فقد كفر بالاجماع .
السموه بارك الله قلمك وفكرك
رائعة السموه كالعاده
تقبلي جل تقديري