الحظ, بين, والصدفة
الحظ, بين, والصدفة
وقفت وقوف المتعب بعد طول عناء .....وجدت هناك قرارات كثيرة
قد عدلت عنها في اللحظات الأخيرة ......وربما اخترت النقيض لها
وما حدث معي .....وأنا على يقين حدث مع كُثر من البشر
تأملت الماضي وما حدث معي .....وجدت لولا ذاك التغيير لما حدث لي ما حدث
ولما وصلت إلى ما أنا عليه الآن
وسألت نفسي ما الذي قادني لأن أصبح مهندس بعدما عشت حياتي كلها
بأني سأصبح طبيبا بارعا كما كان يقول لي أبي
وما جعل أصدقاء الطفولة والصبا يغيرون رغباتهم ويصبحون أطباء
بعدما كانوا يأملون ويحلمون بأن يكونوا مهندسين
راح الفكر بعيدا .....أتأمل الصدف التي غيرت في حياة كُثر منا
الصدف لعبت ادوار مهمة في حياة جميع البشر
ورحنا نستخدم كلمة .....لو .....وتصبح هي المسيطرة على فكرنا
لو إنني لم اعمل في عطلة صيف في ورشة احد معارف والدي لما أصبحت مهندس ميكانيكي
ولو لم التقي بفلان الأجنبي وأنا اعمل في فندق .......لما أصبحت في وظيفتي
ولو لم اعمل في هذه الشركة لما استطعت أن أكمل الماجستير والدكتوراه
تمعنت فيما قرأت عن الناجحين في حياتهم والقادة وجدت الجميع منهم إلا قلة
قالوا بأن نجاحهم كان نتاج تخطيط ودراسات ولم يذكرون دور للصدف أو للحظ في حياتهم
وكأن كلمتي صدفة أو حظ ستشوه ما وصلوا إليه....أمام معجبيهم
إذا وقف الإنسان منا وقفة صدق مع نفسه لوجد .....جلُ ما وصل إليه
هو ناتج عن الصدفة لا التخطيط ........الحظ لا الرغبة .....بمعني أن الصدف والحظ
هما من شكلا المفاصل المهمة في حياتنا
وهناك من لا يؤمن بالحظ في هذه الحياة ....... رغم أن الحظ وحده أوصلهم لما هم عليه
والحظ يمكن أن يكون سعيدا ويمكن أن يكون تعسا .....ابن الفقير ...فقير
وابن الغني أصبح غنيا .....الحظ هنا لعب دوره مع كليهما
كان حظ الأول تعيسا لأنه فُرض عليه أشياء لم يصنعها هو ...والثاني تمتع بأشياء
لم يكن له دخل بها
قرأت عبارة لكاتب مشهور استفزتني شابا ......واقتنعت بها رجلا
حيث قال ....كل لغات العالم مكتوبة بكلمتين فقط .......الحظ والصدفة
نعم نظرت إلى كل جوائز نوبل مُنحت للأجانب .....وهم ليسوا أعمق منا فكرا
ولكنهم كانوا أولاد دول سمحت لهم وساعدتهم بأبحاثهم أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه
قصة حدثت مع صديق لي مؤخرا جعلتني أقف وأتأمل حياة الإنسان منا
في الصيف الماضي ...انهي صديقي دراسة الدكتوراه في علوم الحاسب الآلي من أشهر جامعات أمريكا
وطلب مني أن أساعده في إيجاد وظيفة له.....وهو صاحب نظريات جديدة في مجاله
وسُجلت بأسمه في أمريكا...وللأسف جاء الرفض من جميع الجامعات العربية
وجاء الحظ أو الصدفة بأنه مُنح قبل شهرين الجنسية الأمريكية لتفوقه أولا
ولتُسجل نظرياته بأسم عالم أمريكي.............
عدنا وتقدمنا بطلب التوظيف لجميع الجامعات العربية التي كنا قد قدمنا لها من قبل تسعة شهور
وما اختلف في طلب التوظيف سوى الجنسية
وهنا اختلفت حياة صديقي ......كل الجامعات العربية التي رفضته طلبت التعاقد معه
وانتهى به المقام في اكبر جامعة عربية ....وبوظيفة عميد كلية وهو ابن الثلاثون
واعتقد بأنه سيصبح اصغر عميد كلية على مستوى العالم
هل بجده واجتهاده .....آم بالحظ والصدفة ...وصل إلى ما وصل إليه
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
fdk hgp/ ,hgw]tm fdk
fdk hgp/ ,hgw]tm fdk fdk hgp/ ,hgw]tm fdk