جلست أسماء بنت عميس يوم من الأيام تكلم فاطمة-رضي الله عنها- وتكلمها عن أحداث حصلت لهم في الحبشة وأنهم زاروا النجاشي وكان معنا كذا وكذا؛ وفاطمة سارحة الذهن؛ فقالت أسماء مالي أحادثكِ ولاترُدين علي؟ فقالت فاطمة :عذراً يا أسماء ولكني أفكر في نفسي غداً إذا أنا مت والله إني لأستحي أن يطرحوا فوقي ثوباً على النعش وأخرج أمام الرجال.
هذا هو الهم الذي أشغل فاطمة-رضي الله عنها- أين هي عن القبر وأهواله أين هي من التفكير في منكر ونكير لله درها تفكر بالستر والعفاف وهي على النعش وعند من وممن من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم
أين من تجلس عند صويحباتها وتخرج جوالها لتحادث صديقها أوحبيبها وتضحك معه وتتغنج بالكلام وكأنها تحادث أحد محارمها أين من خرجت ولبست العباءة التي على الكتف لتبين تفاصيل جسمها أين من لبست العباءة الفرنسية أو المخصرة أو الملونة أو المزخرفة لتصف لنا جسدها ومفاتنها لاحول ولاقوة الابالله
قالت فاطمة لعلي-رضي الله عنهما- : ناشدتك بالله إذا أنا مت أن تدفنني في الليل قال لماذا : قالت لا أريد الرجال أن يروني
لهذا اصبحت من سيدات نساء أهل الجنة.
ما هذه المنزلة العظيمة؛
لم تغرها الدنيا لا بتتبع كل جديد بالموضة ولا الملابس العارية أو ملابس منهي عنها كالملابس الضيقة والملابس الشفافة والملابس التي تكشف شيئاً من الجسم بل نالت هذه المنزلة بإيمانها وحياءها وعملها ليوم الحساب وتركها لملاذ الدنيا وكدرها ونتنها.
فهل من معتبر. # القصة الثانية :
لعائشة-رضي الله عنها-
تقول دفنا محمد صلى الله عليه وسلم في بيتي فكنت أدخل وأستغفر الله له وأصلي عليه ودفنا أبي فكنت أدخل عليهما وأستغفرالله لهما وأصلي عليهما ، فلا والله مادخلته قط بعد أن دفنا عمر الا وأنا مشدودة علي ثيابي حياءاً من عمر-رضي الله عنه- وهو تحت الأرض.
لاإله إلاالله تستحي من رجلٍ ميت كيف لو جاءت-رضي الله عنها- ورأت حال بعض نساء المؤمنين التي تدمي القلب وتدمع العين بسبب قلة الحياء والجرأة والجري وراء الفتن والملذات وجعلن همهن الدنيا والبحث عن كل ماهو مخالف للشرع وكل ماهو من عمل الكفار وتشبهن بالفاسقات من الممثلات والمطربات وجعلنهن نجوم يهتدى بهن وتناسين يوماً يُرجعن فيهِ إلى الله ثم توفى كل نفسٍ ماعملت وهم لايظلمون تناسين الحفرة التي هي المفرق والمنعطف الأول إما إلى جنة وإما إلى نارٍ لايصلاها إلا الأشقى كيف بمن نزعت حياءها عندما يأتيها منكر ونكير ويسألانها؛ كيف بها عندما يُعيدان ويتصفحان صحائف أعمالها؛ فماذا قدمتي لذلك المشهد؛ من نزعت حياءها هي مثل الجيفة رائحتها منتنة ومن تمسكت بحياءها فهي كالدرة التي في قعر البحر لايمكن الوصول إليها إلا بالشرع
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ .... ويستقر بأقصى قعره الدررُ
وفي السماء نجومٌ لاعداد لها .... وليس يُكسفُ إلا الشمس والقمرُ. .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك