عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-2019   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
أحوال المنافق مع القرآن



أحوال, مع, المنافق, القرآن

أحوال, مع, المنافق, القرآن

أحوال المنافق مع القرآن



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده.
عَنْ أَبي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «مَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرآنَ مَثَلُ الرَّيحْانَةِ[1]، رِيْحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرأُ القُرآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ[2]، لَيْسَ لَهَا رِيْحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ»[3].

فالمنافق بين حالين أَحْسَنُهما سيِّئ؛ لأنه سيِّئ الباطن ولو حاول التَّظاهر بصفات أهل الإيمان وشارَكَهم بقراءة القرآن، فإنَّ هذه القراءة عمل ظاهري يقصد به خداع الناس والتَّمويه عليهم، فمثله كمثل الرَّيحانة قد يَغْتَرُّ الجاهل بطيب رائحتها فإذا أكل منها ذاق المُرَّ والعلقم، وكذلك المنافق إنْ عاملته وعاشرته تذوَّقتَ مرارته وكشفتَ حقيقته.

جاء في (الفتح) عن ابن بطَّال - رحمه الله - قال: «إنَّ قراءة الفاجر والمنافق لا ترتفع إلى الله ولا تزكو عنده، وإنما يزكو عنده ما أُريد به وجهه وكان على نِيَّةِ التَّقرب إليه، وشَبَّهَهُ صلّى الله عليه وسلّم بالرَّيحانة حين لم ينتفع ببركة القرآن، ولم يفز بحلاوة أجره، فلم يجاوز الطِّيبُ مَوضِعَ الصَّوت وهو الحَلْق، ولا اتَّصل بالقلب»[4].

فالمنافق إذا سمعتَه يتلو القرآن تصوَّرتَ وراء هذه التِّلاوة صدراً يعمر بالإيمان، ولكنك لو تأمَّلْتَ أكثر عرفتَ حالَ وفسادَ عقيدته، عند ذلك ستنصرف عنه وتلقيه كما يُلقى بالثَّمرة إذا اخْتُبِرَ طَعْمُها فَوُجدت مُرَّةً خبيثةَ الطَّعم.

وإذا كان هذا حال المنافق الذي يقرأ القرآن، فما الظَنُّ بالمنافق الذي لا يقرأ القرآن؟ فقد جَمَعَ إلى مرارة الطَّعم (أي فساد العقيدة) خُبْثَ الرَّائحة، فقلبه فاسد بسوء معتقده، ورائحته فاسدة بإعراضه عن كتاب الله تلاوةً، فضلاً عن التَّدبر والتَّأثر والعمل، فهذا سيِّئ الباطن والظَّاهر، فمثله كمثل الحنظلة التي تنفر من منظرها وتعافها حتَّى الإبل؛ لما فيها من مرارة وطعم خبيث. فهو في بحر لجيٍّ من الظُّلمات بعضها فوق بعض: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40][5].

[1] الرَّيْحَانُ: جنس من النَّبات طَيِّب الرَّائحة من الفصيلة الشَّفوية، وكل نبت طيِّب الرَّائحة، ويقال: للمرأة رَيْحَانة. انظر: المعجم الوسيط (ص381).

[2] الحَنْظَلُ: نبتٌ مفْترشٌ، ثمرته في حجم البرتقالة ولونها، فيها لبٌّ شديد المرارة. انظر: المعجم الوسيط (ص202).

[3] رواه البخاري، كتاب التَّوحيد، باب: قراءة الفاجِرِ والمنافِقِ، وأصواتُهم وتلاوتُهم لا تُجاوزُ حناجِرَهم (4 /2363) (ح/7560)؛ ومسلم، واللفظ له، كتاب صلاة المسافرين، باب: فضيلة حافظ القرآن (1 /549) (ح797).

[4] فتح الباري شرح صحيح البخاري (13 /657).

[5] انظر: أنوار القرآن (ص89-92)؛ ورتل القرآن ترتيلاً (ص16-17)






الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: أحوال المنافق مع القرآن || الكاتب: طالبة العلم || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





Hp,hg hglkhtr lu hgrvNk lu hglkhtr




Hp,hg hglkhtr lu hgrvNk lu hglkhtr Hp,hg hglkhtr lu hgrvNk lu hglkhtr



 

رد مع اقتباس