------

*الاعتراف والإشادة بمجهود وعمل الآخرين، هو حالة روحية ووضع نفسي يسمح لنا بتحسين وتطوير أدائنا في حياتنا اليومية. فحين نتحدث عن اللطف وآداب المعاملة، لا نعني بذلك المبالغة والاغراق في هذا السلوك النبيل. لأن الاكثار من الشكر والامتنان يطبع علاقة العبد بربه، لأن الله يحب أن يكون عبده ملحاحا في الشكر والطلب. فالعرفان والاقرار بالجميل هو فعل وآلية جد بسيطة، نتناساها أو نتجاوزها بحكم الضغوطات اليومية والاجهاد والارهاق، الذي نعيشه في حياتنا المهنية بشكل خاص، وفي محيطنا وحياتنا بشكل عام. ويتجلى دور الاعتراف والامتنان للآخرين، كونه يعطينا شحنات معنوية وبدنية إضافية، تدفعك عزيزي القارئ للمزيد من العمل المتواصل والاجتهاد. فهذا السلوك السامي، لا يُنْقِصُ من مكانتك وشأنك، بل هذا السلوك يكرس انفتاحا وتوازنا في شخصيتك، وتقديرا للآخرين الذين يبدلون مجهودات جمة من أجل بلوغ المرمى. والعرفان بمجهود الآخرين يتجسد في قدرتك على تثمين وتشجيع طاقات وقدرات الآخرين وكذا إنجازاتهم. لقد سبق وتحدثنا عن التفكير الإيجابي وكيفية بلورته وصياغته لتحقيق نتائج مشجعة وإيجابية. والإشادة بأعمال الآخرين والاعتراف بإنجازاتهم ونجاحاتهم، هي قمة النضج والتوازن في شخصية الإنسان. فثقافة الاعتراف والعرفان للآخرين هي جزء من الأدوات والآليات المطلوبة، والمفترض أن تتوفر في كل فرد يرغب في حياة مشرقة، بعيدة عن الخلافات والنزاعات التي قد تؤثر على مردوديتك. 1.التمرن والتمرس على ثقافة العرفان والاعتراف بالجميل إن التعود على الاعتراف بالآخر والعرفان له بإنجازه وعمله، هي ثقافة وسلوك حضاري ينبغي أن نُمَرِنَ ذواتنا وشخصيتنا على اكتسابه والتعامل به. فالتطور والتقدم في الانجاز الإنساني، لا يمكن امتلاكه إلا إذا حضينا باعتراف الآخرين وبإشادتهم. ومن هنا، فثقافة الاعتراف والامتنان ضرورية ومهمة. لأنها تمكنك عزيزي القارئ من تطوير وتحسين أدائك. وبالتالي تجعلك واثقا من نفسك، على اعتبار أن المحيط يثمن ويقدر عطائك ويتجاوب معه. فحتى نتخلص من التعاسة وعدم الرضا والتشاؤم ولكي نلج دروب التفاؤل والرضا، يلزمنا التسلح بالتفكير الإيجابي. وهذا لا يتحقق إلا باستحضار المحيط الذي نعيش داخله. والذي بدوره يلعب دور الحكم والقاضي. نتمنى أن يكون هذا الأخير(المحيط) إيجابيا في ردود أفعاله وانطباعات. لهذا عزيزي القارئ، أنا وأنت في أمس الحاجة للكلمة الطيبة، وللأسلوب المحفز والمشجع من طرف الآخرين، لأن ثقافة التقدير والامتنان ضرورية لشحذ إرادتك وتحسين وتطوير أدائك أثناء مراحل الإنجاز. الجانب النفسي له دور هام في هذا الإطار. فهو عنصر التحفيز والدفع، وهو أداة ومحرك رئيسي للتغيير والتفوق. وتتفاوت وتتدرج ثقافة العرفان والاعتراف من شخص لآخر، ومن مجتمع لآخر. لهذا، إن كنا راغبين في التغيير والانجاز، فنحن مجبرون على دراسة المحيط وفهم وإدراك ثقافته وقيمه، حتى يسهل علينا الاندماج والانصهار داخلها، مع عدم تجاهل المعطى الذي ذكرناه سابقا، أي تكريس ثقافة الامتنان والاعتراف بالغير. 2. تضمين كتاباتك تعابير الامتنان والعرفان من المتعارف عليه، أننا نقوم بتسجيل أفكارنا وذكرياتنا في سجل أو مذكرة أو كراسة. وغالبا ما نستعمل هذه الوسائل للتعبير عن أحاسيسنا وأفكارنا، أو لتدوين أفكار أو شذرات شعرية أو فكرية تروقنا. لكن في الميدان العملي، ربما نتجاهل هذا الجانب وهو أساسي. لأنه يعمل على ضبط تحركاتنا وخطواتنا، وكذلك يعمل على تأريخ يوميات الانجاز والشخوص الفاعلة فيه. هذا العمل التوثيقي ضروري وهام على اعتبار أنه يمكننا من عنصري المتابعة والمراقبة، بمعنى أنني لما أعمل على تسجيل كل خطوة من خطوات العمل، أكون في علاقة مباشرة مع كل تطور أو تغير قد يحدث أثناء الانجاز، وهنا يتحقق عنصر المتابعة، وبشكل عملي، فأنت تكون متابعا ومراقبا لأدق التفاصيل. إن عملية التدوين والكتابة في الميدان العملي، وبصفة خاصة تسجيل الملاحظات والتفاصيل الداعمة لمسار إنجازك، قاعدة هامة تمكنك من اكتساب مهارات وإمكانيات في استعمال واستغلال الزمن والمحيط الداعم لهدفك المنشود. والغاية من استعمال الكتابة في تحقيق ما نصبو إليه من دقة وكمال في التحقيق والانجاز، هو الاكتمال والإتقان لبلوغ الأهداف. وحتى نكون أوفياء لثقافة الاعتراف بالغير وبعطاءاته، يجب علينا أن نؤرخ للأفراد والأشخاص الذين عملوا على مدنا بالدعم وبمشاعر التقدير والحب. 3. الامتنان والاعتراف قواعد فلسفية لحياة هانئة الإنسان بطبعه أناني وتتماهى هذه الأنانية في حبه للذات، وتمركزه حول احتياجاته ومتطلباته دون مراعاة للآخر. هذا السلوك طبيعي وينسجم مع الطبيعة الإنسانية الميالة دائما لتفضيل وتأليه الذات على حساب الطرف الآخر. وبيت القصيد في هذه الثنائية الذات والآخر، هذه العلاقة الجدلية، التي لا يمكن الفصل فيها إلا إذا لم يحسن الإنسان توظيف مقوماته وتطلعاته الذاتية مع المحيط الذي ينتظر من الذات نصيبه من العرفان والاعتراف. وبديهي أن يكون حضور الذات قويا في التفاعل مع المحيط الذي يتابع ويرصد كل ما هو مرتبط بالإبداع الفردي. ونظرا للحظة التاريخية التي نعيشها الآن، والتي يطبعها السلوك الفرداني للأشخاص في ظل الجماعة، نرى أن تفاعل هذه النزعة الفردانية وتطورها داخل المجتمع، لا يلغي فعالية الجماعة في الاعتراف لها بالامتنان والشكر. وعليه، وتماشيا مع التركيبة النفسية للأفراد، والتي تحكمها مجموعة من النزعات والطبائع والرغبات الذاتية، والتي نرفض ألاّ يشاركنا فيها الآخرون، اعتقادا منا أن الانتشاء والاستمتاع بها لا يستقيم إلا ونحن فرادى. وفعليا فالاستمتاع والانتشاء بميولاتنا ورغباتنا شيء مرغوب فيه، ويؤدي إلى بلوغ حالة من الاكتمال الشخصي. غير أن ارضاء الذات لا يكتمل إلا بحضور الطرف الثاني، المتمثل في المحيط، الذي لا يمكن الاستغناء عن وجوده. فإذا كانت حاجياتنا ومتطلباتنا الذاتية أساسية، فإن للمحيط وللآخر علينا التزامات وواجبات. ولتسهيل مد الجسور بين الذات والآخر، يلزمنا الوعي بهذه الثنائية التي إذا أحسنا تحقيق التوازن بينهما دون إفراط ولا تفريط في كلا العنصرين. لأن الذات البشرية لا يمكن أن تجاري رغباتها وأهوائها بدون الالتفات إلى الآخر. وبصيغة أخرى فإن المحيط ينتظر دائما من الفرد كلمات وتعابير تدل على الاعتراف والامتنان والعكس بالنسبة للفرد. النظريات والعلوم النفسية أكدت على أن تحقيق الاكتمال الذاتي لا يكون إلا بتوظيف وامتلاك آليات الحوار وثقافة العرفان والشكر في سلوكاتنا وتعاملاتنا. فكيف نعبر عن امتناننا وشكرنا للآخرين بشكل طبيعي وعملي؟ وهل ثقافة الشكر والامتنان مكتسبة أم تولد مع الأفراد؟...

hgHrvhv f hguvthk ,hgHljkhk 'vdr hgd hgh;jlhg hg`hjd hgh;jlhg hg`hjd hld hguvthk ,hgHljkhk

hgHrvhv f hguvthk ,hgHljkhk 'vdr hgd hgh;jlhg hg`hjd hgh;jlhg hg`hjd hld hguvthk ,hgHljkhk hgHrvhv f hguvthk ,hgHljkhk 'vdr hgd hgh;jlhg hg`hjd hgh;jlhg hg`hjd hld hguvthk ,hgHljkhk