■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور / صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الـصِّـيَـامِ - الـعَـدَد:( 13 وَالأَخِيـر )*
____________________________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَيَجِبُ الفِـطْـرُ عَلَىٰ مَـنِ احْتَاجَ إِلَيْهِ، لِإِنْقَاذِ مَنْ وَقَعَ فِي هَلَـكَـةٍ؛ كَالغَرِيقِ وَنَحْوِهِ.*
*وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ:(وَأَسْبَابُ الفِطْرِ أَربَعَةٌ: السَّفَـرُ، وَالمَرَضُ، وَالحَيْضُ، وَالخَوْفُ مِـنْ هَلَاكِ مَنْ يُخْشَىٰ عَلَيْهِ الهَلَاكُ بِالصَّوْمِ؛ كَالمُرْضِعِ وَالحَامِلِ، وَمِثْلُهُ: مَسْأَلَـةُ الـغَـرِيقِ.*
*■ وَيَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ تَعْيِينُ نِيَّةِ الصَّوْمِ الوَاجِبِ مِنَ اللَّيْلِ؛ كَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَصَوْمِ الكَـفَّـارَةِ، وَصَوْمِ الـنَّـذْرِ؛ بِأَنْ يَعْتَـقِـدَ أنَّهُ يَصُومُ مِنْ رَمَضَانَ أَوْ قَضَائِهِ، أَوْ يَصُومُ نَذْرًا أَوْ كَـفَّـارَةً؛ لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«إِنَّمَا الأَعْـمَـالُ بِالنِّـيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِـكُـلِّ امْـرِئٍ مَا نَوَىٰ» وَعَنْ عَائِشَةَ مَـرفُـوعًـا:«مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ؛ فَلَا صِيَامَ لَـهُ» فَيَجِبُ أَنْ يَنْوِيَ الصَّومَ الوَاجِبَ فِي اللَّيلِ.*
*فَمَنْ نَوَى الصَّوْمَ مِنَ النَّهَارِ؛ كَمَنْ أَصْبَحَ وَلَمْ يَـطْـعَـمْ شَيْئًا بَـعْـدَ طُلُوعِ الفَجْرِ، ثُمَّ نَوَى الصِّيَامَ؛ لَمْ يُجْزِئْـهُ؛ إلَّا فِي التَّطَوُّعِ.*
*وَأَمَّا الصَّوْمُ الوَاجِبُ؛ فَـلَا يَنْـعَـقِــدُ بِنِيَّتِهِ مِنَ النَّهَارِ؛ لِأَنَّ جَمِيعَ النَّهَارِ يَجِبُ فِيهِ الصَّوْمُ، وَالنِّيَّةُ لَا تَنعَطِفُ عَلَى المَاضِي.*
*■ أَمَّا صَوْمُ النَّـفْـلِ؛ فَيَجُوزُ بِنِيَّةٍ مِنَ النَّهَارِ؛ لِحَدِيثِ عَـائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: دَخَـلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:«هَـلْ عِنْدَكُم مِنْ شَيْءٍ؟» فَقُلْنَا: لَا، قَـالَ:«فَإِنِّي صَائِمٌ» رَوَاهُ الجَمَاعَةُ إِلَّا البُخَارِيَّ؛ فَفِي الحَدِيثِ أَنَّهُ ﷺ كَـانَ مُفْـطِـرًا لأنَّهُ طَلَبَ طَعَامًا، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَىٰ جَـوَازِ تَـأْخِـيـرِ نِـيَّـةِ الصَّوْمِ إِذَا كَـانَ تَـطَـوُّعًـا، فَتُخَصَّصُ بِـهِ الأَدِلَّـةُ الـمَـانِـعَـةُ.*
*■ فَـشَـرْطُ صِـحَّـةِ صَـوْمِ النَّفْـلِ بِنِيَّـةٍ مِنَ النَّهَارِ: أَنْ لَا يُـوجَـدُ قَـبْـلَ النِّيَّـةِ مُنَافٍ لِلصِّيَامِ، مِنْ أكْـلٍ وَشُـرْبٍ وَنَحْوِهِمَا، فَـإِنْ فَـعَـلَ قَـبْـلَ النِّيَّةِ مَا يُفَـطِّـرُهُ؛ لَمْ يَصِحَّ الصِّيَامُ بِـغَـيْـرِ خِـلَافٍ.*
____________________________
[ الجُزْءُ الأَوَّل: صَـــ: 274 - 275 ] .
____________________________
تَمَّتْ سِلْسِلَةُ المُلَخَّصِ الفِقْهِيِّ - كِتَاب الصِّيَامِ - وَلِلهِ الحَمْدُ وَالفَضْلُ والمِنَّةُ، وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ القَوْلِ وَالعَمَلِ، وَيَعْصِمَنَا مِنَ الخَطَأِ وَالزَّلَلِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِـهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَىٰ يَوْمِ الـدِّينِ.